عسير

نجحت فرق الانقاذ فى العثور صباح اليوم على مفقود وادي بن هشبل، السبيعني “سعود الشهراني” في منطقة عسير، بعد أن فقده ذووه يوم أمس، حيث تم العثور عليه في موقع يُعرف بـ “مزارع جبل الضور”، وهو بصحة جيدة.

وقد شارك في عمليات البحث فريق عون للبحث والإنقاذ والهلال الأحمر السعودي وعدد من المتطوعين من أبناء المركز، وبعد العثور عليه، تم نقله بواسطة الهلال الأحمر لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من صحته، بالإضافة إلى تقديم العلاج المطلوب من قبل المركز الصحي.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: الهلال الاحمر فريق عون

إقرأ أيضاً:

لماذا لن يُسمح للتجربة السورية أن تنجح؟

كانت السنة 2024 مليئة بالأحزان والانتكاسات التي أصابت الأمة خصوصا من جراء ما حصل في غزة ولبنان، نتيجة الهمجية الإسرائيلية التي أخذت المنطقة إلى الجحيم، إلّا أن قدر الله تعالى أبى إلّا أن يُفرح الناس، ويعطيهم هدية كانت حلما في السابق، فقد سقط النظام السوري، في أحد عشر يوما فقط، وهو الذي يُعتبر من أشد الأنظمة الاستبدادية وأعتاها، في العصر الحديث، وفي المنطقة العربية، كونها، وللأسف، أصبحت مرتعا لكل أشكال الأنظمة السلطوية والأوليغارشية. لقد توقّف الزمن في ذاكرتنا الإنسانية والسياسية، بالأخص، في الساعة السادسة صباحا، من تاريخ 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، عندما أُعلن عن هروب بشار الأسد في إشارة إلى إعلان سقوط النظام واستسلام فلوله للقيادة الجديدة.

هذه اللحظة هي من اللحظات التاريخية التي لن تكون حبيسة التأثير في المستوى الإقليمي إنما في المشهد السياسي العالمي، فسوريا، بالمعنى الجيوسياسي والجيوبوليتيكي، هي قلب العالم القديم، فكثير من القيادات العسكرية والسياسية؛ مثل نابليون وكسينجر وغيرهما، يعتبرون أن من يسيطر على سوريا يستطيع السيطرة على المنطقة كلها، وكونها قلب العالم فهو يكون قد سيطر على العالم كما قال عالم الجغرافيا والسياسة البريطاني جون ماكندر، رغم أن هذه النظريات تقع ضمن الإطار النظري؛ ولكن في الواقع السياسي وبعيدا عن النظريات، فتغيير شكل النظام سوف تكون له تداعيات كبيرة على الأنظمة العربية وإسرائيل نفسها.

الدولة العربية التقليدية تراقب المشهد بحذر. ومن الناحية الإسرائيلية، فالحذر لم يقف عند حدود المراقبة السلبية؛ حيث قامت إسرائيل بأعمال استباقية، وضربت كل الأسلحة الاستراتيجية للجيش السوري خشية وقوعها في يد المعارضة واستخدامها، فيما بعد، ولكن ما سر ذلك الخوف والقلق؟ ولماذا لا يريدون للتجربة السورية أن تنجح؟
منذ بداية الثورة، في سنة 2011، كان العالم ينظر إلى هذه الأحداث بحذر شديد، ورغم كل التصريحات السياسية التي رفعتها القوى الغربية والعربية التي تطالب النظام بالإصلاحات وتغيير سلوكه وإشراك المعارضة في السلطة، إلّا أن أصدق التصريحات كانت الإسرائيلية التي رفضت تماما تغيير شكل النظام، وهذه التصريحات قيّدت حركت أوباما الذي اعتبر أن استخدام السلاح الكيماوي خط أحمر، وهذا التصريح يعني السماح باستخدام العنف ضد المتظاهرين دون استخدام الأسلحة الكيماوية، إلا أن النظام، رغم ذلك، كسر الخطوط الحمراء لأنه يدرك أنه لن يتحرك أحد لمحاسبته، نظريا، فالنظام سقط سنة 2013، ولكنه سقط فعليا سنة 2024، عندما سقطت الرعاية الدولية التي كانت تحميه.

اليوم، ومع سقوط النظام على حين غرّة، في 11 يوما فقط، في حدث تاريخي أربك كل القوى الإقليمية والعالمية، لم يكن لأحد أن يعتقد أن النظام هشّ ويشبه الهيكل المُفرغ من الداخل الذي سوف يتداعى عند هبوب أيّ عاصفة حقيقية، ولكن التغيرات التي طرأت في المنطقة خصوصا بعد الضربات الموجعة التي قامت بها إسرائيل ضد المليشيات الإيرانية وعلى رأسها حزب الله؛ حيث استغلت القوى المعارضة تلك الضربات والثغرات، والتقت المصالح بين الطرف الإسرائيلي والقوى المعارضة، إضافة لانشغال الروس في أوكرانيا وإعلان القوى المعارضة المعركة. وتوقيت المعركة لم يكن من فراغ إنما يعبّر، بوضوح، عن الدهاء السياسي الذي تمتعت بها القوى الثورية مؤخرا التي اكتسبتها من خلال سيرورة طويلة من النضال وتراكمات من الخبرات والنكسات التي تعرضت لها بعد سنوات عجافٍ طويلة.

كل التصريحات التي نقرأها من هنا وهناك، تُعطي انطباعا بأن المنطقة ذاهبة إلى سلام حقيقي وإلى انفتاح بعد سنوات من الانغلاق ووضع هذا الملف في درج الملفات الدولية المنسية، ولكن الظاهر لا يعكس الواقع والاجتماعات الخفية التي تدور في أروقة الأنظمة التقليدية التي تعبر عن الرعب، وترتجف من هذا الحدث الجلل وخصوصا بعد أن أعادت النظام السوري المخلوع إلى الجامعة العربية، وهذه العودة كانت تعبيرا عن دخوله مجددا إلى نادي الأنظمة السلطوية التقليدية التي لا تقبل أي نوع أو شكل من التغيير.

قد يعتبر القارئ أن هذا توصيف فيه نوع من المبالغة وعدم الواقعية، إلا أنه علينا التقاط بعض الإشارات من الدول المركزية في هذا النظام القائم وعلى رأسها الإمارات ومصر، وكل تصريحاتها وإعلاما تعبّر عن الخوف والتخوّف مما جرى وما قد يحصل مستقبلا. من يسمع تصريحات المستشار الإماراتي قرقاش والإعلامي نديم قطيش يدرك تماما كيف تفكر النخب العربية، فهذا الأخير عبّر صراحة وبوضوح أن العرب لن يقبلوا بهذا التغيير، إضافة إلى الإعلام والتصريحات داخل البيت السياسي للدولة المصرية.

عموما إن الدولة العربية التقليدية تراقب المشهد بحذر. ومن الناحية الإسرائيلية، فالحذر لم يقف عند حدود المراقبة السلبية؛ حيث قامت إسرائيل بأعمال استباقية، وضربت كل الأسلحة الاستراتيجية للجيش السوري خشية وقوعها في يد المعارضة واستخدامها، فيما بعد، ولكن ما سر ذلك الخوف والقلق؟ ولماذا لا يريدون للتجربة السورية أن تنجح؟

التجربة الديمقراطية العربية:

يعتبر الفيلسوف والرئيس الأسبق التونسي الدكتور أبو منصف المرزوقي أن فشل الديمقراطية في الدولة العربية الحديثة أدى إلى المجازر التي تحصل اليوم في غزة، وهو محق في هذا التصور، فإن فشل الديمقراطية وعدم وصول صوت الشعوب إلى مصدر القرار والسلطة قد أعاق عملية تحرير الفلسطيني من القتل والاحتلال، وهذه الإشكالية تفتح لنا بابا آخر ونافذة لفهم إشكالية الديمقراطية وربطها بسقوط النظام في سوريا.
فشل الديمقراطية في الدولة العربية الحديثة أدى إلى المجازر التي تحصل اليوم في غزة، وهو محق في هذا التصور، فإن فشل الديمقراطية وعدم وصول صوت الشعوب إلى مصدر القرار والسلطة قد أعاق عملية تحرير الفلسطيني من القتل والاحتلال، وهذه الإشكالية تفتح لنا بابا آخر ونافذة لفهم إشكالية الديمقراطية وربطها بسقوط النظام في سوريا
إن الثورات، في طبيعتها، لا تأتي اختيارا بقدر ما إنها تأتي طوعيا وإجباريا بعد أن تفشل كل السبل للتغيير الديمقراطي والسلمي، وعندما تلجأ الأنظمة السلطوية والاستبدادية إلى العنف السياسي والقتل، تضطرّ الشعوب مرغمة إلى اللجوء إلى العنف المضاد وإعلان حالة الثورة على شكل النظام. وهذا، تماما، ما حصل في سوريا، فإن المطالبة بالديمقراطية قد فشلت؛ وهي كانت محاولات قديمة جدا مع بداية وصول حزب البعث إلى سوريا وحكم الأسد الأب، ثم في زمن ربيع دمشق وصولا إلى إعلان الثورة في سوريا.

كل الأطر الديمقراطية قد صُدّت بالوحشية المفرطة؛ وتحولت البلاد إلى بركة دمٍ واسعة وفتحت الأبواب لكل القوى الإقليمية والدولية للمشاركة في سفك دماء الشعب السوري، وكل ذلك لإفشال الديمقراطية العربية. ولكن؛ وبعد أن فشلت الديمقراطية بحلتها السليمة، ها قد نجحت في حلتها الثورية وحمل السلاح، مما يفتح باب النقاش ضمن البيت المصري بالأخص بعد أن أُفشلت الديمقراطية، ولكن لماذا مصر بالتحديد؟ فبعد سقوط النظام السوري الذي يُعدّ أكبر نظام ديكتاتوري في المنطقة، أصبحت مصر أكبر ديكتاتورية وسجن في الشرق الاوسط، وهناك إشكالية ومشكلة في الوقت ذاته في آلية تطبيق الديمقراطية، رغم اختلاف السياق الثقافي والمذهبي وشكل الدولة، ولكن المشكلة هي نفسها؛ صراع بين مشروعية الحاكم وشرعيته وتوق الشعوب للحرية بكل أشكالها وغرقها في الفقر والعوز.

صعود الإسلام السياسي:

برزت حركات الإسلام السياسي، خلال الربيع العربي، وقد حققت نجاحا باهرا، في بداية الثورات، بسبب قوة تنظيمها وحضورها الثقافي والاجتماعي خصوصا في تونس ومصر. لقد وصلت جماعة الإخوان المسلمين في مصر وحركة النهضة في تونس إلى مقاليد الحكم، رغم اختلاف التجارب وأشكال الحكم والمجتمع، إلا أن الحركتين تعرضتا للثورات المضادة من قبل الدولة العميقة والقوى الخارجية.

يعتقد البعض أن المشكلة بين الدولة العربية المعاصرة وهذه الحركات هو الدين، وهو فهمٌ خاطئ للصراع، فالدين هو أحد الأدوات الضرورية التي تستخدمها الدولة العربية في مواجهة تلك الحركات على طريقة المكيافيلية، وهم يعتبرون أنفسهم الممثلين الشرعيين للدين، ولكن المشكلة الحقيقية هي الصراع على السلطة بين الطرفين، فالدولة العربية تعتمد منهج المعادلة الصفرية، وهذا ما رفعه الأسد في حربه ضد المعارضة (الأسد أو نحرق البلد). لن تسمح الدولة العربية التي لا تملك الشرعية ولا المشروعية لأي قوى، إن كانت إسلامية أو غيرها، أن تنتزع مقاليد السلطة منها، وهذه هي عين المشكلة..

منذ بداية طوفان الأقصى ونجاح العملية في بدايتها وصمود المقاومين، حتى يومنا هذا، أعطت العملية زخما قويا للجيل الشاب المنتمي إلى هذا الخط السياسي، وشجع الآخرين على الانخراط في هذا الخط، ثم لحقه طوفان الشام بقيادة إسلامية جهادية تنتمي إلى المدرسة السلفية الجهادية التي أسقطت النظام، وأخذت مقاليد السلطة. والسلفية الجهادية هي مدرسة خطيرة بالمعنى السياسي لأنها تؤمن بالتغيير السياسي عبر القتال والثورات. وقد نجح هذا النموذج بعد معركة امتدت إلى 13 سنة، في مواجهة أعتى الأنظمة الاستبدادية في العصر الحديث، ونجاح تلك التجربة أعطى دافعا لتلك الحركات الإسلامية الجهادية منها والسياسية التي تؤمن بالإصلاح والتغيير الديمقراطي؛ مثل الإخوان المسلمين العدو اللدود للأنظمة العربية.

الربيع العربي الثاني:

كانت سوريا الحائط المنيع لتمدد الثورات العربية إلى العمق العربي تحديدا إلى الخليج. لقد وصلت نيران الثورات إلى بلاد الشام، توقفت هناك، ومع إخمادها لفترة طويلة، شعر الشارع العربي بالإحباط، وتحوّل الربيع إلى خريف خصوصا مع فشل التحوّل الديمقراطي في العالم العربي، غير أن الديمقراطية تحتاج إلى سيرورة تاريخية كبيرة كي تتحقق، فالتجربة الاوروبية، وعلى وجه الخصوص البريطانية، أخذت قرابة 600 سنة من أجل الوصول إلى المسار الديمقراطي في طريقه الصحيح، لقد عاشت أوروبا المخاض في سبيل التحوّل الديمقراطي، وقد مرت في حربين عالميتين كبيرتين.

عودة إلى الربيع العربي، فبعد أن نجحت الثورة في سوريا في الإطاحة بنظام الأسد، تحركت عجلات الربيع، وتفاعلت ديناميكية التغيير، وقد أبدت الأوساط السياسية في البيت المصري التوجس من هذا الحدث، فنجاح التجربة السورية يعطي ولادة جديدة للتغيير في العقل العربي بعد أن فشلت الأنظمة فشلا أخلاقيّا مريعا في المجزرة الغزاوية. وقد مضى عام وثلاثة أشهر على المجزرة ولا زالت آلة القتل توغل في دماء الفلسطينيين، فالفشل الأخلاقي لا يمكن إصلاحه مثل الفشل السياسي أو الاقتصادي، فما بالك بالفشل الثلاثي على المستوى الأخلاقي والسياسي والاقتصادي؟ وهذه الصفات مطابقة للحالة المصرية التي فشلت في كل المسائل، فسياسيا أصبحت مصر دولة هامشية بعد أن كانت دولة ركيزة ورائدة في المنطقة، وخسرت في ملف سدّ النهضة والملف الليبي والفلسطيني، واقتصاديا غرقت في الديون حتى أذنيها، أما أخلاقيا، فغزة شاهد حيّ على هذا السقوط المريع، فهل يعقل لمصر أن تكون دولة وسيطة بين الفلسطيني وبين الإسرائيلي؟

الفشل الأخلاقي لا يمكن إصلاحه مثل الفشل السياسي أو الاقتصادي، فما بالك بالفشل الثلاثي على المستوى الأخلاقي والسياسي والاقتصادي؟ وهذه الصفات مطابقة للحالة المصرية التي فشلت في كل المسائل
كل تلك الإشارات والمؤشرات والأحداث الجلل، سوف تنزلق إلى الأمكنة الأكثر رخوة في خاصرة الأنظمة العربية، وسوف تحدث تغييرا هائلا في المشهد السياسي في المنطقة.

الخطر على الدولة الإسرائيلية

كلنا نعرف أن إسرائيل كانت الأكثر صراحة بين الدول التي صرحت علانية أنها لا تقبل بسقوط النظام الذي لم يشكل أي تهديد لها، منذ وصوله إلى الحكم، فهذا النظام كان الأكثر عداوة للحركات الفلسطينية وعلى رأسها فتح بقيادة أبو عمار، فحكاية الكره والعداوة بين الرجلين لا يمكن وصفها، مما انعكس سلبا على المقاومة الفلسطينية، وما لم تستطع إسرائيل فِعله فَعله النظام مع المقاومة الفلسطينية.

أما اليوم، فإن وصول القوى الإسلامية إلى السلطة في سوريا، يُعتبر خطرا استراتيجيا ضد الكيان الإسرائيلي، فهذه القوى ذات أصول سلفية جهادية تعتبر إسرائيل عدوّا في صلب عقيدتها؛ ولا يمكن الجدل في هذه المسألة، والقضية الفلسطينية هي في صلب فكرها السياسي والأيديولوجي. فالصراع بين إيران وتوابعها في المنطقة مع إسرائيل هو صراع نفوذ لا أكثر ولا أقل، أما الصراع مع هذه الجماعات فهو صراع وجود، ورغم الأسلوب البراغماتي الذي تتبعه السلطة الجديدة في خطابها السياسي والتسامح والانفتاح والرسائل التي بعثتها للخارج، إلا أن هذا لا ينطلي على الدولة العميقة والسياسية لإسرائيل، فالحركات الإسلامية بالنسبة إليها خطر شديد لأنها نشأت لمكافحة التغريب والاستعمار وقوى الاحتلال. فالبنى التحتية للعقيدة السياسية لتلك القوى في صلبها معاداة إسرائيل، ولم تستطع الدولة العربية المعاصرة أن تدجن هذه القوى، ولم تستطع أن تزيلها من حضورها الاجتماعي، لذلك، تعتبر إسرائيل ما حصل في سوريا خطيرا بالمعنى الوجودي؛ وقد تحركت، في الأيام الأولى لسقوط النظام، وضربت كل الأسلحة الاستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • لماذا لن يُسمح للتجربة السورية أن تنجح؟
  • منظمة إنقاذ ألمانية: وفاة 3 أطفال أشقاء وسط البحر الأبيض المتوسط
  • انتشال جثث 5 ضحايا من نفق سد المختار السوسي بتارودانت.. وخال كاتب دولة من بين الضحايا
  • هل تنجح واشنطن بفك التحالف بين روسيا والصين؟
  • مقتل طفلين بعد غرق قارب مهاجرين في البحر المتوسط
  • ضرورة التمييز بين معاداة الإسلاميين ومعاداة عموم الشعب السوداني الذي يخوض معركة الكرامة!!!
  • الحماية المدنية: تكوين لرفع كفاءة فرق الإنقاذ
  • المركز الوطني للأرصاد ينبه من تكوّن أمطار متوسطة ورياح شديدة على منطقة عسير
  • قوة إسرائيلية مُعادية تتوغل باتجاه وادي السلوقي
  • كارثة جديدة تضرب تركيا