قال خبيران عسكريان إن الجيش الإسرائيلي حذر في هجومه البري على جنوب لبنان، وأوضحا سبب التقدم البطيء وعدم الاندفاع في العمق اللبناني.

وقال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن إسرائيل وزعت 4 فرق عسكرية مكانيًا على طول الحدود مع لبنان، حيث يتفاوت نوعها بين فرق مدرعة ومظليين ومشاة ميكانيكية.

وأضاف أن الاحتلال حشد 4 فرق "لكي يكون الهجوم البري ثقيلا، لكنه يتحرك على طول مناطق التماس مع لبنان بعمق مئات الأمتار أو عدة كيلومترات فقط".

وأعلن الجيش الإسرائيلي بدء الفرقة 146-أمس الاثنين- "عملية برية محددة الأهداف ومحدودة في القطاع الغربي لجنوب لبنان ضد أهداف لحزب الله".

وأوضح الدويري أن الاحتلال يخطط لأن يكون هجومه البري على مراحل، إذ "دفع بثلث القوة من كل فرقة، وينتظر تحقيق نجاحات أولية للدفع ببقية القوات".

وأضاف أن الاحتلال يريد "تطوير العمليات البرية ومنحها عمقا جغرافيا لتحقيق أهداف المرحلة الأولى وليست الأهداف النهائية، والتي قال إنها الوصول إلى نهر الليطاني".

وأكد الخبير العسكري أن النمط الحالي من الحروب غير المتناظرة يفرض القتال من بيت لبيت كما يحدث في قطاع غزة، في حين سيكون القتال من موقع عسكري إلى آخر في لبنان وهو ما يفسر الحذر الشديد وعدم الاندفاع.

وبين أن حزب الله لديه مقاربة تحدد الأهداف وعمقها لاستهدافها استنادا لظروف موضوعية وأخرى تتعلق بصانع القرار.

وأعرب عن قناعته أن حزب الله يستخدم "10% من القوة الصاروخية التي كان يمتلكها قبل بداية العملية"، مضيفا "لا نعرف مدى الأضرار التي لحقت بمنظومة الصواريخ والقيادة والسيطرة".

مبدأ التناسب

وقال الخبير العسكري إلياس حنا إن الاحتلال حشد 4 فرق من إصبع الجليل حتى الناقورة، وأعلن المطلة ومحيطها منطقة عسكرية مغلقة.

وأضاف العميد اللبناني المتقاعد أن الاحتلال يستهدف القرى اللبنانية المطلة على الداخل الإسرائيلي والتي يتاح لحزب الله قصفها بالكورنيت مباشرة.

ويعتقد أن حزب الله يلجأ إلى "الدفاع الإستراتيجي والهجوم التكتيكي"، مشيرا إلى كلمة نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم التي طالب خلالها بالالتحام على الجبهة الأمامية.

وقال قاسم إن "المواجهة البرية في الجنوب بدأت منذ 7 أيام وهذا دليل على ثبات المقاومة"، معتبرا أنه "لا قيمة للأمتار التي يحصل عليها العدو، فنحن نريد الالتحام".

وتساءل الخبير العسكري في هذا الإطار "هل يعتمد جيش الاحتلال فكرة الالتحام وهي نقطة الضعف لديه؟".

وشن حزب الله اليوم الثلاثاء أكبر هجوم صاروخي من جنوب لبنان على حيفا وخليجها بعشرات الصواريخ من مناطق يُجري الجيش الإسرائيلي فيها عملياته البرية، مما أدى إلى دوي صفارات الإنذار بمناطق عديدة في الوقت نفسه.

ويعتقد الخبير العسكري أنه "إذا استمر حزب الله في قصف المناطق الإسرائيلية صاروخيا على مديات جغرافية مختلفة يمكن القول حينها إن لديه إستراتيجية".

وقال إن قصف حزب الله المكثف لحيفا يعتمد على "مبدأ التناسب بعدما ذهبت إسرائيل إلى قصف الأماكن السكنية في لبنان".

وكشف أن حزب الله "أطلق 120 صاروخا يوميا في حرب لبنان الثانية، ويمكنه إطلاق ألف صاروخ يوميا بالوقت الحالي".

واستدرك قائلا "هذا الحال تبدل بعد استهداف إسرائيل العمق اللبناني واللوجستيات والقيادات"، مطالبا بالانتظار "لمعرفة مدى تضرر القدرات الصاروخية لحزب الله".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الخبیر العسکری أن الاحتلال أن حزب الله لحزب الله

إقرأ أيضاً:

عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»

البلاد- بيروت
فيما تواصل إسرائيل قصف الجنوب والضاحية والبقاع في محاولة لتفكيك البنية العسكرية لحزب الله، يراوغ الحزب في ملف تسليم السلاح، متمسكًا بشروطه، فيما تبذل الدولة اللبنانية جهودًا شاقة لبسط سيادتها دون الانزلاق إلى صدام داخلي أو استفزاز آلة القتل الإسرائيلية.
وفي أحدث تطور، زار رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز، بيروت، أمس (الأربعاء)، حيث التقى الرئيس اللبناني جوزيف عون بحضور السفيرة الأمريكية ليزا جونسون. اللقاء شهد تأكيدًا لبنانيًا على ضرورة تفعيل اللجنة والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانسحابها من خمس تلال جنوبية لا تزال تحتلها، إضافة إلى إطلاق الأسرى اللبنانيين. كما قدم جيفرز خلفه، الجنرال مايكل جاي ليني، الذي سيتولى رئاسة اللجنة خلال المرحلة القادمة، وهو قائد قوة المهام في القيادة المركزية الأمريكية.
اللقاء جاء قبيل مغادرة عون إلى الإمارات برفقة وزير الخارجية يوسف رجّي، في زيارة رسمية تستمر يومين، تهدف إلى تعزيز العلاقات وجذب الدعم العربي لجهود الأمن والإصلاح وإعادة الإعمار، في ظل ظرف دقيق يتطلب دعمًا سياسيًا واقتصاديًا فوريًا.
بالتوازي، واصل الجيش اللبناني تنفيذ مهامه جنوب الليطاني، حيث أعلن الرئيس عون في لقاء مع وفد معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن، الثلاثاء، أن الجيش يطبق القرار 1701 رغم العراقيل الميدانية المتمثلة ببقاء إسرائيل في خمس نقاط حدودية. وأكد أن “قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه”، وأن عملية سحب السلاح ستتم بالحوار، تجنبًا لأي اضطرابات أمنية.
من جهته، اعتبر رئيس الحكومة فؤاد سلام أن الغارات الإسرائيلية على الضاحية وسواها تشكّل “خرقًا واضحًا لترتيبات وقف الأعمال العدائية”، مطالبًا بتفعيل آلية المراقبة الدولية. كما شدد خلال استقباله وفد نقابة الصحافة على أن لبنان ملتزم بالاتفاق وعلى إسرائيل أن تلتزم أيضًا، مضيفًا أن بقاء الدعم الأمريكي والفرنسي مهم لضمان ذلك.
ورغم إعلان حزب الله دعم الدولة، بدا موقفه أكثر تصلبًا في الخطاب الأخير لأمينه العام نعيم قاسم، الذي وضع ثلاثة شروط مسبقة قبل أي حوار حول السلاح: انسحاب إسرائيل، وعودة الأسرى، وبدء إعمار ما دمرته الحرب. وهو ما رآه مراقبون تناقضًا مع موقفَي رئيس الجمهورية والحكومة، وتراجعًا عن مضمون البيان الوزاري الذي نال ثقة “الحزب” نفسه.
السلطة الرسمية اللبنانية تراوح مكانها في ملف السلاح، متسلّحة بالتهدئة والحوار كسبيل لتفادي صدام داخلي، بينما يربط الحزب مصير سلاحه بتحولات الإقليم، خصوصًا في ضوء المفاوضات بين طهران وواشنطن. وعلى الأرض، لم تتوقف إسرائيل عن شن الغارات، متذرعة بعدم تفكيك قدرات الحزب، ومتمسكة بالبقاء في نقاط حدودية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع برعاية أمريكية فرنسية أواخر نوفمبر الماضي.
وكان الاتفاق نص على وقف الأعمال العدائية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب، مقابل انسحاب الحزب من جنوب الليطاني، وتوسيع انتشار الجيش اللبناني وقوات “يونيفيل”، إلا أن التنفيذ تعثر وسط مماطلة إسرائيلية ومراوغات من حزب الله.
بين تصعيد إسرائيلي لا يهدأ، ومناورات حزب الله ومواقفه المتباينة حول حصر السلاح، تقف الدولة اللبنانية في مفترق طرق حرج. فالمضي نحو السيادة يتطلب مواجهة مزدوجة: مقاومة الضغوط الخارجية دون الخضوع لها، ومراكمة التوافق الداخلي دون الانفجار من الداخل.

 

مقالات مشابهة

  • قطر: غارة إسرائيل على دمشق عدوان على السيادة وانتهاك للقانون
  • خمس إصابات جراء غارة إسرائيلية على محطة محروقات جنوب لبنان
  • 5 إصابات بقصف الاحتلال استهدف محطة وقود جنوب لبنان
  • الجيش اللبناني ينجح في الدخول إلى مواقع عسكرية تابعة لحزب الله خارج الجنوب
  • جيش الاحتلال يزعم استهداف عنصر بقوة الرضوان التابعة لحزب الله
  • استشهاد 3 أشخاص في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
  • معلومات أولية.. غارة إسرائيلية تنهي حياة 3 لبنانيين
  • عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»
  • انتشار أمني وقيادة حذرة.. تفاصيل حالة المرور بشوارع العاصمة والجيزة
  • حزب الله غير راض عن الحكومة: على المعنيين ردع إسرائيل