أطلقت مؤسسة «أراك للفنون والثقافة»، للمرة الأولى بقاعة «أراك أرت»، بمقر المؤسسة بالزمالك، معرض «الوجه الآخر» للفنان أشرف رضا يضم ما يقرب من ٥٠ عملاً فنياً من التصوير والرسم والوسائط المتعددة والأعمال المجسمة، تدور كلها حول فلسفة الفنان بأسلوب التشخيص التجريدي لأول مرة في مشواره الفني.

وقال الناقد الفني «محمد كمال»: "في تجربة أشرف رضا يتأكد لنا براعته في استخدام الوجه البشرى كقناع، يسقطه بسيطرة كاملة عن الكامن وراءه من أبعاد مستترة على الأصعدة التعبيرية والرمزية، عبر مهارات بارزة في الغزل الخطي واللوني معاً، بما يكشف عن ذلك الفعل المسرحي، الذي يبرز من خلاله الوجه الآخر على صعيدي الأفراد والشعوب".

وأضاف: "وعند هذا المحور في تجربة «أشرف رضا»، ربما يرسخ في يقيني أن حالته الإبداعية التي اعتمد فيها على الوجه البشري وقدراته التعبيرية، تفتح آفاقاً واسعة المدى للتلقي عند طبقات متنوعة الأعمار والثقافات والمستويات الإدراكية من الطفولة إلى الكهولة وبينهما داخل براح إبداعي رابض بين الاشتهاء البصري والعمق الحضاري".

الجدير بالذكر أن الفنان الدكتور «أشرف رضا» هو أستاذ التصميم والعمارة الداخلية بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وأقام وشارك في عشرات المعارض الفنية سواء الفردية أو الجماعية، والفعاليِّات الثقافية والمعارض العامة والمنتديات الدولية بمصر والخارج.

تخرج «أشرف رضا» في كلية الفنون الجميلة، وتنتشر فنونه في العديد من المجالات، تشمل: تصميم الديكور، الفنون التشكيلية وفنون الإعلان والجرافيك. تقلَّد «رضا» عدة مناصب قومية ودبلوماسية، على رأسها مدير الأكاديمية المصرية للفنون بروما، والمستشار الثقافي المصري بإيطاليا في ٢٠٠٨، رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة في ٢٠١١، مستشار رئيس جامعة حلوان للفنون، والمدير التنفيذي لمجمع الفنون والثقافة في ٢٠٢٠.

وحصل على العديد من جوائز الإبداع والفنون، وله مقتنيات فنية عديدة بالمتاحف والمؤسسات والأفراد بمصر ودولة الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فلسفة الفنان أشرف رضا

إقرأ أيضاً:

حرب اللصوص- الوجه الحقيقي للصراع في السودان

حرب اللصوص- الوجه الحقيقي للصراع في السودان

د. وجدي كامل

عندما اندلعت هذه الحرب في بداياتها، بدا الأمر وكأنه صراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، ثم سرعان ما تكشفت حقيقتها لتصبح حربًا بين جنرالين لا يمتلكان أي حس بالمسؤولية الوطنية، يسعيان بكل ما أوتيا من قوة للاستئثار بالسلطة. ومع مرور الوقت، أدرك الناس أن هذه الحرب ليست سوى محاولة من المؤتمر الوطني وأجهزته العسكرية والأمنية لاستعادة الحكم الذي أسقطته ثورة الشعب.

كل ذلك صحيح بلا شك، لكنه ليس سوى جزء من المشهد. فمع توالي الأحداث، اتضح أن هذه الحرب لم تكن سوى غطاء لعمليات نهب منظم لموارد وثروات البلاد من ذهب، ومعادن اخرى، حيث شاركت جميع الأطراف المسلحة- الجيش والدعم السريع على حد سواء- في عمليات السلب والنهب، مستهدفين البنوك والمنازل والأسواق، وباطن الارض، دون أدنى اعتبار لحقوق المواطنين أو ممتلكاتهم. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كشفت التقارير الأخيرة عن تورط عناصر من الجيش في مواصلة عمليات النهب التي بدأتها قوات الدعم السريع، في ما أصبح يُعرف بـ”الشفشفة”، وهو مصطلح محلي يعبّر عن نهب ممتلكات النازحين بعد مغادرتهم قسرًا.

ولم تتوقف هذه الجرائم عند نهب الممتلكات الفردية، بل امتدت لتشمل عمليات تهريب للثروات الوطنية، مثل تصدير النحاس المستخرج بطريقة غير قانونية، في وقت يعاني فيه المواطنون من الجوع والفقر والتشريد. أصبح من الواضح أن هذه الحرب ليست سوى حرب لصوص، حيث تتنافس القوى المسلحة المختلفة على استغلال البلاد لصالحها، دون اعتبار لمصير الشعب أو مستقبل السودان.

لقد بات واضحًا أن الإطاحة بالمرحلة الانتقالية لم تكن سوى “كلمة سر” لفتح الأبواب أمام نهب منظم من قبل القادة العسكريين، وهو ما تؤكده المعلومات المتداولة حول تضخم ثرواتهم بطريقة يعجز العقل عن استيعابها. هذه الاستباحة للممتلكات العامة والخاصة، وهذا الاحتقار التام للحقوق العامة، ليسا سوى امتداد لثقافة الفساد التي عمّقها عقلية الإخوان المسلمين خلال سنوات حكمهم، حيث زرعوا فكرة أن الفساد ليس مجرد انحراف، بل ممارسة مشروعة بل ومطلوبة لتحقيق المصالح. وهكذا، أصبحت السرقة سلوكًا راسخًا، لا يقتصر على الأفراد بل يمتد إلى مؤسسات كاملة، تشمل الجيش، الدعم السريع، الحركات المسلحة المتحالفة، وحتى الكتائب الأمنية المختلفة. لقد فهم الناس ان الفضائح اخرجتها لجنة التفكيك كانت اجراءات مؤلمة وشديدة الصدمة للمدانين وان الحرب لم تعد سوى الوسيلة والاداة لرفض حكم القانون والافلات من العقاب والمحاسبة. الحرب والفساد دائرة جهنمية لا تنتهي، وان هذه الفوضى لا تقتصر على تدمير الاقتصاد ونهب الثروات، بل إنها تخلق واقعًا اجتماعيًا جديدًا تُطبع فيه اللصوصية كجزء من الحياة اليومية. كل يوم تستمر فيه الحرب، يتغلغل الفساد أكثر، ويصبح أكثر قبولًا كجزء من النسيج الاجتماعي، حتى يصل إلى مرحلة يستحيل فيها اقتلاعه دون ثمن باهظ.

من الواضح بات، ان النتائج ستكون كارثية، ليس فقط على الأوضاع الاقتصادية الحالية، ولكن على مستقبل البلاد والأجيال القادمة، التي ستجد نفسها مضطرة لدفع ثمن هذا الفساد المنهجي على “دائرة المليم”، كما يُقال. لقد أُبتلي السودان بحكام عسكريين، بتحالفات مدنية، لم يروا في الدولة سوى غنيمة، ولم يروا في الشعب سوى عقبة في طريقهم للثراء.

في ظل هذا الواقع المظلم، لا يمكن الخروج من هذه الدوامة إلا عبر وعي شعبي متزايد بحقيقة الصراع، ورفض تام لاستمرار سيطرة هذه القوى الفاسدة على مصير البلاد. لا بد من إعادة بناء السودان على أسس جديدة، يكون فيها القانون هو الحاكم وليس السلاح، وتكون فيها العدالة هي الميزان، وليس المصالح الشخصية لمن هم في السلطة.

إنها السرقة بأوامر عليا. انها السرقة التي كلف تنفيذ خطتها فض انعقاد الاجتماع المدني السوداني وتدمير الدولة والعبث بالحقائق والتاريخ. إنها حرب اللصوص، لكن الشعب، وحده قادر على إنهائها، طال الوقت، ام قصر.

[email protected]

الوسومالحرب السودان الفترة الانتقالية القوات المسلحة اللصوص الوعي الشعبي د. وجدي كامل قوات الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • دون سابق إنذار.. صداع مفاجئ يفتك بأم بعد أسبوعين من التشخيص
  • «الرزفة».. فن الحربية والفروسية
  • أزهري: الزواج بالنسبة للمرأة يعتبر عملا
  • 36 عملاً مقاوماً في الضفة والقدس خلال 48 ساعة
  • ارتفاع في نسب الأتربة والغبار في الأجواء على العديد من المناطق الساعات القادمة
  • حرب اللصوص- الوجه الحقيقي للصراع في السودان
  • الأمم المتحدة: العديد من الناس سيموتون جراء خفض المساعدات الأميركية
  • الفنانة إيمان أسامة: 8 مكرمين من جيل الثلاثينيات بالمعرض العام للفنون التشكيلية أبرزهم زينب السجيني وجورج بهجوري.. وعرض خاص للفنانين الراحلين
  • وكيل الموسيقيين: أشكر النقيب على إيجاد حلول للفنان سعد الصغير لممارسة نشاطه الفني
  • أستاذ علاج نفسي: الحب من طرف واحد مرض واسمه التعلق