الفريق الركن علي محسن في ذكرى رحيل الشدادي: الشعوب تبادل القادة الأوفياء بالوفاء وتخلد ذكراهم في طريق الحرية الكرامة
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
لقد عرفتُه عن قُرْبٍ، منذ التحاقه بالسلك العسكري، متابعاً ترقياته وإنجازاته وانضباطه المثير للإعجاب، في الفرقة الأولى مدرع ووحدات المنطقة العسكرية الشمالية الغربية ومختلف المواقع القيادية التي شغلها في القوات المسلحة، حتى آخر منصبٍ تولاه في لحظة حرجة تمر بها البلاد، وهو قيادة المنطقة العسكرية الثالثة”.
بهذه الكلمات عبر نائب رئيس الجمهورية السابق، الفريق أول/ علي محسن صالح
بمناسبة الذكرى الـ8 لاستشهاد القائد عبدالرب الشدادي
وأضاف "مضت سنوات وأشهر وأيام منذ استشهاد البطل اللواء الركن/ عبدالرب قاسم الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة، وذكراه حاضرة في قلوبنا كأنها اللحظةحيث واجه بكل عنفوان وشجاعة وإخلاص ميليشيا الكهنوت الحوثية الإمامية، في لحظة غياب شبه كلي”.
وأضاف الفريق علي محسن الأحمر “إن الشعوب تبادل القادة الأوفياء، بالوفاء وتخليد ذكراهم وجعْلهم رموزاً يُقتدى بها في طريق الحرية الكرامة، لأنهم أثبتوا وفاءهم لقضيتهم ولأوطانهم ولقسمهم العسكري”.
ويحيي اليمنيون الذكرى الثامنة لاستشهاد قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء عبدالرب الشدادي، الذي قضى وهو في مقدمة الصفوف يقود المعارك ضد جماعة الحوثي بمديرية صرواح غربي محافظة مأرب، في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2016.
وفي شهادته على مسيرة “الشدادي” العسكريةاعتبر الفريق علي محسن الأحمر: “
أن آخر منصب تولاه الشهيد “الشدادي” في قيادة المنطقة العسكرية الثالثة، كان “بمثابة الامتحان الأخير الذي اجتازه الشهيد بجدارة، رحمه الله رحمة واسعة، إذ واجه بكل عنفوان وشجاعة وإخلاص ميليشيا الكهنوت الحوثية الإمامية، في لحظة غياب شبه كلي، وكان هو القائد والجندي والموجه والسَنَد للجمهورية والوفي لأهداف الثورة، حتى لقي ربه على هذا المنوال”.
“وعلى طريق الوفاء والجهاد للوطن والاستشهاد في سبيل الله وفي سبيل حرية وكرامة هذا الشعب الأبيّ، سار عدداً من القادة الأشاوس قادةً وضباطاً وجنوداً وأحرار”،.
ومضى نائب رئيس الجمهورية السابق مستذكرا رفاق النضال حيث قال
(الشهيد البطل العميد الركن/ حميد حميد القشيبي، والشهيد البطل اللواء/ علي ناصر هادي والشهيد البطل اللواء الركن/ ناصر علي الذيباني والشهيد البطل اللواء الركن/ أحمد سيف اليافعي والشهيد البطل اللواء الركن/ أمين عبدالله الوائلي).
وفي سياق حديثه عن رحيل هؤلاء القادة، قال نائب رئيس الجمهورية السابق “ “عزاؤنا أنهم ناضلوا لأجل أهداف سامية تهون لأجلها التضحيات، وعزاؤنا أن اليمن ولّادة بالرجال الأخيار الأبطال، الذي يحملون راية الدفاع عن الثورة والجمهورية”.
وفي ختام حديثه ترحم على أرواح القادة الشهداء جميعاً، حيث تمنى من الله أن “يطيل في عُمُر بقية الأحرار ليواصلوا النضال حتى التحرير الكامل لليمن”، مما وصفها بـ“عفن الطائفية المذهبية والمناطقية”.
وفي يوم الجمعة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2016م، استشهد القائد اللواء الركن عبدالرب قاسم الشدادي”، قائد المنطقة العسكرية الثالثة، أثناء قيادته المعارك ضد جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، وتقدمه قوات الجيش في جبهة صرواح غربي محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن).
وكان الفريق الأحمر في مقدمة مشيعي الشهيد الشدادي، الذي قال عنه في برقية عزاء إنه “كان أحد أهم دعائم الجمهورية التي ثبتت في مأرب ومن القلة القليلة الذين صمدوا حين خنع الآخرون، وثبّت علم الجمهورية في مأرب التاريخ وكانت هي وأبنائها الأبطال منطلقاً لدحر الانقلابيين وتحرير كل محافظات الجمهورية”.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
صفات عظماء القادة السياسيين . . !
صفات #عظماء #القادة_السياسيين . . !
#موسى_العدوان
في كتابه ” الطريق إلى القيادة “، يقول المارشال #مونتغمري صانع نصر الحلفاء، في الحرب العالمية الثانية ما يلي وأقتبس بتصرف :
” لا أعتقد أن الرجل يوصف بالعظمة والعبقرية، في مجال القيادة السياسية والزعامة الوطنية، ما لم يحقق عملا نافعا لبلده وأمته، عملا خالدا يبقى على مرّ الزمن. ولتحقيق هذا يجب أن تتوفر في القائد السياسي، قوة الشخصية والحزم والقدرة على حسم الأمور.
وهذه الصفات قد تكون فائدتها محدودة للقائد السياسي في الأوقات العادية، ولكن سيكون لها أهمية بالغة في الأوقات العصيبة، عندما تصبح الأمة بحاجة ملحّة إلى القائد الذي يَصْلحُ لإقامة البناء، القائد الذي يمكن الاعتماد عليه ليحمل المهمة، معرّضا نفسه للمخاطر إذا استدعى الحال، حيث تبدو الأمور بصورة خطيرة يلفها الغموض.
مقالات ذات صلة المنافقون بين الماضي والحاضر 2025/04/14فالأمة تحتاج في الحقيقة تحتاج إلى هذا النوع من الرجال . . وسيصرخ العالم دائما طلبا لمثل هؤلاء القادة الحازمين، ذوي الشخصية القوية، عندما يلوح الخطر، هؤلاء الرجال الذين يثقون بأنفسهم، وعلى أتم استعداد لتولي زمام المواقف في الظروف الاضطرارية. وهم الرجال القادرون على بذل التضحيات، ولديهم الشجاعة والتصميم والقدرة على الصمود حتى النهاية.
على القائد السياسي أن يحيا حياة منظمة بعيدا عن الإرهاق، وأن يعطي لنفسه وقتا للتأمل والتفكير الهادئ، وأنسب الأوقات لذلك هو في ساعات الصباح الباكر، وفي ساعات المساء. فطبيعة القرار الذي سيتخذه سواء كان قرارا سليما أو غير سليم، غالبا ما يرجع إلى مقدار الوقت، الذي يستغرقه هذا القائد في التفكير قبل اصدار القرار.
كما على القائد السياسي ألا يكون متعنتا في قراراته، بل يجب أن تتسم قراراته بالمرونة، لكي تتماشى مع التغييرات التي تطرأ على سير الحوادث. إن بعض القسوة أمر ضروري – وبصفة خاصة مع المرؤوسين غير المنتجين، الذين يضيعون وقته بلا جدوى – وسوف يتقبل الشعب هذه القسوة – بحجة أن القائد يقسو على نفسه أيضا.
وفي هذا السياق، يجدب على السياسي أن يتصف أيضا بالعزم وعدم التحول عن أهدافه، فإذا ما حدد السياسة التي يسير عليها والهدف المراد تحقيقه، يجب أن لا يتنازل عن بلوغ ذلك الهدف، وألا يسمح للجبناء بأن يثنوه عن عزمه، بل عليه أن يتخلص منهم عنما تتضح حقيقتهم له. وهؤلاء موجودون دائما بقرب السياسي ولا ينقطعون عن إظهار تبرمهم وضيقهم، ليس بسبب ضعفهم وضآلتهم، ولكن بسبب حقدهم على غيرهم من الأقوياء. وهم في الوقت نفسه لا يقْدِرون على تحسين حالتهم وأوضاعهم، إلاّ بالوسائل القذرة الملتوية، التي تعتمد على الهدم ولا تعتمد على البناء.
يجد معظم القادة السياسيون في الحياة العملية، أن أمامهم مسؤوليات كثيرة وعمل لا ينقطع، في حين أن الوقت قصير ولا يتسع لكل ذلك – وهذه تجربتي في المجال العسكري – والإجابة على هذا هو ألا يجزع القائد السياسي، فإن ما يحتاجه فقط هو دراسة عميقة وهادئة لجوانب المشكلة، يتبعها اصدار القرار بكل هدوء.
ولو أخذنا من القادة السياسيين على سبيل المثال، الجنرال ديجول زعيم فرنسا الأسبق. فقد كان يدخل إلى جناحه الخاص بقصر الإليزيه في باريس الساعة التاسعة مساءا، ولا يسمح لأحد بإزعاجه لكي يتفرغ للتفكير في مشاكل الدولة، ووضع تصور أولي للحلول المناسبة لها. وهو يدرك تماما أن على القائد السياسي أن يتفهم أولا حيثيات المشكلة الأساسية، لكي يصل إلى قرار مناسب بحلها، ثم يصدر في النهاية أوامره لتنفيذها. ولا يمكن اتخاذ القرار السليم، إلا إذا تمكن السياسي من وزن الأمر وزنا سليما، مدخلا في اعتباره العوامل المختلفة، التي تؤثر على المشكلة، وهو أمر يتطلب تفكيرا هادئا وإلماما بأطرافها. فمَثلُ القائد في ذلك، كمَثل الطبيب الذي يبدأ واجبه بتشخيص الداء، ثم يصف له الدواء “. انتهى.
* *التعليق : هذه خارطة طريق للقادة السياسيين شخصيا، قدمها المارشال مونتغمري قبل اكثر من سبعة عقود، يدلنا فيها على أن القائد السياسي الذي يريد أن يخدم بلده وشعبه، يضع هموم وقضايا ذلك الشعب نصب عينية، محاولا وضع تصور عام لحلها. ثم يناقشها مع مستشارية ويصدر توجيهاته للمعنيين، لوضع التفاصيل المطلوبة ومتابعة تنفيذها، دون الاعتماد الكامل على حلول ترده مطبوخة، من قبل مسؤولين قليلي الخبرة، أو حلولا مستوردة من الخارج، فتنعكس نتائجها السلبية على إدارة الدولة.
التاريخ : 14 / 4 / 2025