ارتفاع هائل في "وفيات الإناث المشبوهة" في تركيا.. السياسة فاقمت الأمر
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
كانت تركيا أول دولة وقعت على اتفاقية لحماية المرأة، لكنها انسحبت منها. بعد ذلك، ارتفعت نسبة وفيات النساء "المشبوهة".
اعلانارتفعت في تركيا نسبة "وفيات الإناث المشبوهة" بنسبة بلغت 82 في المئة، بين عامي 2017 و2023، وذلك في أعقاب انسحاب البلاد من اتفاقية إسطنبول لمكافحة العنف ضد المرأة.
وتقول منصة "سنوقف جرائم قتل الإناث"، وهي مبادرة تأسست بعد مقتل امرأة عام 2010، أن الرجال ارتكبوا 4255 جريمة قتل بحق النساء في تركيا بين عامي 2010 و2024.
وذكرت أنها جمعت بيانات تظهر أن ما مجموعه 5696 امرأة فقد حياتهن في السنوات السبع الأخيرة، كما أن 1441 امرأة توفين في "ظروف مشبوهة"، منذ عام 2010.
ومنذ بداية عام 2024 حتى مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، قتلت 296 امرأة في تركيا، بينهم 184 امرأة قتلن "في ظروف مشبوهة".
وكان العام الذي شهد أقل عدد من جرائم قتل النساء هو عام 2011، إذ وقعت فيه 121 جريمة قتل، وهو العام الذي شهد توقيع اتفاقية إسطنبول، التي كانت تركيا طرفاً فيها.
وكانت تركيا أول الدول الموقعة على "اتفاقية المجلس الأوروبي لمنع ومكافحة العنف ضد المرأة والعنف الأسري" المعروفة باسم "اتفاقية إسطنبول" منذ فتح باب التوقيع عليها في مايو/أيار 2011.
لكنها انسحبت منها في تموز/ يوليو 2021.
وفي حين كان هناك 280 جريمة قتل للنساء في عام 2021، عندما انسحبت تركيا من الاتفاقية، زادت جرائم قتل النساء بنسبة 20 بالمئة تقريباً إلى 334 في العام التالي، 2022.
Related"كفى!".. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ورئيس الوزراء ينضم للمحتجيناشتباكات عنيفة في الفلبين بين الشرطة ومتظاهرات في مسيرة بمناسبة يوم المرأة العالمي طالبان تحظر على المرأة رفع صوتها أو الضحك علنا.. تعرفوا على مقبرة النساء وهن أحياء في أفغانستان"غياب التحقيقات الجدية"وفي تصريحها لـ"يورونيوز" التركية، قالت المحامية إيسين إيزيل أويسال من منصة "سنوقف قتل النساء" إن سبب الزيادة في وفيات الإناث المشبوهة هو عدم وجود تحقيقات جدية.
وأضافت: "منذ عام 2010، نحاول شرح ما هو قتل الإناث. إذا كنت تتذكر، كان يوصف دائماً بأنه "قتل الحب"، و"قتل الشرف"، و"القتل بدافع الغيرة".
وتابعت: "أبرز ما في وفيات الإناث المشبوهة هو أننا نرى أن النساء يُقتلن بالسقوط من ارتفاع، أي يُلقين حتى الموت".
وأشارت إلى أن غالبية الوفيات المشبوهة هي عبارة عن سقوط النساء من علو، وأوضحت المحامية: "المشكلة هنا أنه عندما تسقط المرأة من ارتفاع، يتم إغلاق الملفات في المقام الأول".
وتابعت: "على سبيل المثال، يتم وصف الوفاة بأنه "انتحار"، ولا يرى المدعون حتى ضرورة لإجراء تحقيق".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: في يوم القضاء على العنف ضد المرأة.. خروج مسيرات نسائية حاشدة في مختلف أنحاء العالم دعوات لوضع حد لجرائم "الشرف" في باكستان وزير الخارجية التركي: أنقرة ستتخلى عن الانضمام إلى "بريكس" في حال قبولها في الاتحاد الأوروبي حقوق المرأة تركيا العنف ضد المرأة اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الحرب على غزة تدخل عامها الثاني.. تصعيد مستمر ودعوات في تل أبيب لاستهداف منشآت إيران النووية يعرض الآن Next بيروت ست الدنيا نعم.. أما صور الجنوبية فلها طعمٌ آخر يعرض الآن Next في خضم المجاعة.. قوات الدعم السريع تهاجم المطابخ الخيرية وتسرق طعام الجوعى يعرض الآن Next مدير الاستخبارات الأمريكية: أسبوع واحد يكفي لإيران لإنتاج قنبلة نووية يعرض الآن Next نساء غزة: انعدام للخصوصية وحياة خشنة في خيام النازحين ومراكز الإيواء اعلانالاكثر قراءة كيف خدعت حماس إسرائيل قبل "طوفان الأقصى"؟ معلومات تعرض للمرة الأولى بعد الدمار الهائل.. فرق إنقاذ دولية تصل إلى البوسنة لإزالة الأنقاض والبحث عن مفقودين مباشر. صبيحة 7 أكتوبر.. القسام تقصف تل أبيب وخامنئي: عملية "طوفان الأقصى أعادت الكيان 70 سنة إلى الوراء" كم بلغ حجم الخسائر الإسرائيلية في الجبهات الداخلية والخارجية بعد سنة من الحرب؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومطوفان الأقصىالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةإسرائيلروسياحركة حماسلبنانقتلدونالد ترامبالصينثقافةفرنسا Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024المصدر: euronews
كلمات دلالية: طوفان الأقصى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل روسيا حركة حماس طوفان الأقصى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل روسيا حركة حماس حقوق المرأة تركيا العنف ضد المرأة طوفان الأقصى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل روسيا حركة حماس لبنان قتل دونالد ترامب الصين ثقافة فرنسا السياسة الأوروبية العنف ضد المرأة یعرض الآن Next فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
نساء في حواضن الدعم والجيش!
يا لهول العنف الواقع على كاهل المرأة في بلاد تشهد أكبر كارثة إنسانية، حيث أصبحت أجسادهن مسرحاً لمعارك بطولاتها المتوهمة وخساراتها المبينة! تُستهدف النساء والفتيات كأدوات ضغط ميداني وإعلامي، بينما تحتفل الأمم المتحدة بحملة "16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة" تحت شعار "لا عذر" في الوقت ذاته، يجتهد المتقاتلون في السودان لاختلاق الأعذار لاستمرار الحرب تحت دعاوى "الكرامة"، التي يبدو أنها تخص الجنرالات وطلاب السلطة وحدهم، إذ لا كرامة للمرأة فيها.
لم تجد النساء خياراً سوى الفرار من مناطق سيطرة وحواضن مليشيات الدعم السريع، التي ولغت في الانتهاكات الإنسانية، من اغتصاب وعنف وتشريد ونهب وتهجير. كيف لا؟ وهناك تاريخ طويل لاستخدام سلاح الاغتصاب لحسم المعارك وإذلال الرجال عبر إذلال نسائهم. كانت نساء دارفور أول ضحايا هذه الظاهرة، وما كانت نساء المركز بمأمن من هذا العنف. فقد شاطر الجنرالات - أشقاء الأمس وخصوم اليوم - أدوات القمع ذاتها، ملاحقين النساء بسبب مطالبتهن بالحقوق، ورفع التمييز، والدفاع عن المهمشات والمستضعفات، مثل بائعات الشاي والنازحات من مناطق النزاعات.
أثناء الحرب، تصاعد مدّ عسكرة الدولة وويلات العنف الجنسي، ما دفع الأمهات للتضحية بأنفسهن لحماية بناتهن من الاغتصاب، واختيار الموت على وصمة العار المجتمعي التي لا ترحم الناجيات. فررن بحثاً عن الأمان لهن ولأطفالهن، مشياً على الأقدام لأيام، محفوفات بالرعب والمجهول وخطر الاختطاف. تشتتت الأسر وانقطعت السبل، كأنهن في يوم الحشر: (يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه) سورة عبس: 34-36
ما إن يحططن الرحال في مكان اعتقاداً منهن بأنه آمن، حتى تطاردهن المليشيات بلا رحمة من قرية إلى أخرى، فلا يجدن بدًّا من مواصلة الهروب. وبينما يُقدر لبعضهن اللجوء خارج البلاد، فإنهن يواجهن هناك شقاءً آخر، بلا دعم مادي أو معنوي، ما اضطر الكثيرات منهن إلى التسول في شوارع عواصم الغربة، بعدما دفعتهن حرب "الكرامة"، وهن الكريمات، إلى هذه المهانة.
أما المواطنات اللواتي لجأن إلى مناطق الجيش بحثاً عن الأمان، فقد واجهن قدراً لا يقل قسوة. استُقبلن بالشكوك والاتهامات من مليشيات الجيش والفلول وأجهزة الاستخبارات، التي مارست عليهن قانون "الوجوه الغريبة" والانتماء القبلي، موجهة إليهن تهماً واهية بالخيانة الوطنية لمجرد صور أو تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي تخص معارك الدعم السريع أو قياداته. وُضعن في السجون ليواجهن أحكاماً بالإعدام، بينما يُطلق سراح قادة الدعم السريع ويُستقبلون كفاتحين في مؤسسات الجيش. استبدلت هؤلاء النساء رعب القصف الجوي بأزيز الطائرات المسيرة، مجهولة المصدر.
حتى المدافعات عن حقوق الإنسان والقانونيات لم يسلمْنَ من الاختطاف والضرب والتهديد في مناطق سيطرة الجيش، بسبب دفاعهن عن المظلومين المسجونين بتهم واهية كالخيانة الوطنية فقط لانتمائهم العرقي. وفي محاكم بورتسودان، تنحاز السلطة القضائية الفاسدة إلى منطق القوة، مغلقة أعينها عن إقامة العدالة.
أعباء الحرب على النساء
أولئك الذين يروجون لاستمرار الحرب، ويستخدمون النساء كأدوات إرهاب، لا يكترثون لمعاناتهن. هؤلاء النساء يتحملن بشجاعة كلفة الحياة الباهظة، ويحافظن على أبنائهن، حتى وهن يقفن لساعات في صفوف "التكية" ومطابخ الدعم للحصول على وجبة قد تنقطع قبل أن يصل دورهن. في معسكرات اللاجئين، لا يجدن إلا انتهاكات إضافية لإنسانيتهن، في ظروف تفتقر لأدنى مقومات العيش الكريم. يواجهن الجوع، والأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك، في غياب الرعاية الصحية والنفسية التي لا تتوفر إلا في ظل سلام يعيد لهن جزءاً من كرامتهن ويتيح التعافي من تلك الانتهاكات المريرة.
النساء عماد التغيير
رغم هذه المآسي، فإن النساء السودانيات يمتلكن تاريخاً مشرفاً من النضال النسوي، مقارنة بنظيراتهن في دول الإقليم. لديهن رصيد ضخم من التجارب في العمل المدني والتوعوي، ما يؤهلهن لقيادة مسيرة التغيير وانتزاع الحقوق، مستندات إلى ثقافاتهن وأديانهن وعاداتهن. لهن دور مشهود في فض النزاعات وتحقيق السلم والتعايش المجتمعي، إذ أنهن، في جوهرهن، داعيات للحياة ومبدعات في صنع واقع جديد، مهما كان المحيط قاسياً.
بالرغم من كل المعوقات، تعرف السودانيات جيداً كيفية تحقيق أهدافهن. لن تعجزهن الحروب عن الوقوف مجدداً كـ"كنداكات" لهزيمة القبح والمساهمة في إعادة إعمار هذا الوطن، إذا حافظ أبناؤه على وحدته وأعلوا قيمة السلام!
tina.terwis@gmail.com