الخرطوم _ التغيير

و قال يوسف في تغريدة على منصة “اكس” إن عناصر النظام البائد ومن شايعهم من دعاة الحرب لم ينتظروا حتى انجلاء غبار المعركة فخرجوا مظهرين كل أشكال قبحهم، تهديداً لكل من انتمى لثورة ديسمبر ووعيداً بتصفيتها كلياً وإعادة عقارب الساعة لتنتج نسخة أكثر بشاعة من سنوات تسلطهم الثلاثين.

ونوه إلى أن طبيعة هذه الحرب وأهدافها والقوى التي اشعلتها وترغب في استمرارها لا تخفى إلا على من آثر دفن رأسه في الرمال بحسب تعبيره، و أضاف :”هذه هي حرب الانتقام من الشعب الذي ثار في وجه ظلم نظام الجبهة الاسلامية القومية، هذه حرب إذلال الناس وتمريغ كرامتهم لأنهم اثروا الحياة بحرية والخلاص من سلطة القهر والبطش”، و أشار إلى أن النظام السابق صنع وضعية تعدد الجيوش، ة اخترق المؤسسات الأمنية والعسكرية وأضعفها، واستثمر وجوده داخلها للتآمر على الانتقال والانقلاب عليه، و قال “حين هب الشعب بكلياته وأجهض الانقلاب ولاح أمل بأن ينتهي عبر الحل السياسي التفاوضي، استثمر عناصر النظام السابق في الشقاق بين القوات المسلحة والدعم السريع وقاموا بتعميقه واشعلوا الشرارة التي أدت لصدام طرفين متحفزين ومتنافسين ومدججين بكل أنواع السلاح”.



ووصف من اسماهم بالعصابة بأنهم عملوا على اجهاض أي فرصة للحل السلمي لهذا النزاع، لجهة أنهم يتكسبون منه غير مبالين بآلام الناس، ويتاجرون في كل شيء .. في الاغاثة والدين والوطن وفي عذابات الناس الذين يكتوون بنيران هذه الحرب بحسب تعبيره.

وتابع يوسف “أقولها بملء الفم .. لن تنجح هذه العصابة في مسعاها أبداً .. ستتوقف الحرب وسيختار الشعب السوداني السلام .. سيعيد ابناء وبنات هذا البلد بناء ما خربه القتال في النفوس وفي البنيان”، و أضاف “سيعود السودان ملكاً لشعبه ولن ينجح مسعى أحد في قتل ثورة ديسمبر، فهي لحظة نصر شعبنا الكبرى التي وضعت حداً فاصلاً ونهائياً لميراث الفساد والاستبداد”.

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

سودانيون يحيون ذكرى ثورة 19 ديسمبر بـ«احتجاجات إسفيرية» .. أنصار البشير يتحدونهم بالنزول إلى الشوارع

تحولت مواقع التواصل الاجتماعي السودانية إلى «ساحة نزال لفظي عنيف» بين المجموعة الشبابية والمدنية التي قادت «ثورة 2018» التي أطاحت نظام الرئيس عمر البشير، وأنصار ذلك النظام والرافضين لوقف الحرب الحالية من الإسلاميين، وذلك في الذكرى السادسة لثورة 19 ديسمبر (كانون الأول) التي أنهت حكم البشير بعد 30 عاماً في السلطة.

وضجت الوسائط الإسفيرية بالمطالبين بوقف الحرب، التي اندلعت في منتصف أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، مطالبين بالانتقال المدني.

وفي المقابل، كانت مجموعة أخرى من أنصار النظام السابق من الإسلاميين وأعضاء حزب «المؤتمر الوطني» الذي كان يرأسه البشير، تنشر تهديدات باستمرار الحرب حتى القضاء على أعدائهم، وتسخر منهم وتقلل من شأنهم.

وعدّ دعاة السلام يوم 19 ديسمبر فرصة لإعلاء الصوت المناوئ لاستمرار الحرب، ومناسبة لإحياء شعارات ثورتهم تحت شعارها القديم «حرية وسلام وعدالة»، مطالبين بالحكم المدني والانتقال السلمي الديمقراطي، فسارعوا إلى تزيين المنصات الإسفيرية بصور ومقاطع فيديو تعود للأيام والأسابيع الأولى من اشتعال الثورة، سموها «تظاهرات إسفيرية».

ويعد المحتجون الإسفيريون إشعال الحرب بين الجيش و«الدعم السريع»، محاولة للقضاء على «ثورة ديسمبر»، ويرون في الاحتفاء بها تعزيزاً لمطلب وقف الحرب والعودة إلى خيار الديمقراطية وعودة العسكريين إلى ثكناتهم.

الذكرى السادسة للثورة

ودعا الناشط محمد خليفة، وناشطون وسياسيون آخرون، تحت اسم «الديسمبريون» إلى مظاهرات إسفيرية بمناسبة الذكرى السادسة للثورة، وأعاد خليفة نشر مقطع فيديو لإحراق دار حزب «المؤتمر الوطني» في مدينة عطبرة أيام الثورة الأولى، بقوله على منصة «فيسبوك»: «هذا أكثر مشهد يوجع الكيزان (الإسلاميين) وعناصر الأمن وكارهي ثورة ديسمبر المجيدة، إنه مشهد حريق دار المؤتمر الوطني في عطبرة عند بدايات الثورة».

وبدوره، عدّ تحالف «الحرية والتغيير» الحرب الحالية محاولة من أنصار «النظام المباد» للانقضاض على ثورة ديسمبر وإعادة إنتاج الشمولية والدكتاتورية، وتمكين عناصره واختطاف الدولة والعودة للسلطة، وفرض إشراكهم في كل عملية سياسية مستقبلية. وقال حزب «المؤتمر السوداني»، في بيان، إن النظام البائد أوقد نيران الحرب للانقضاض على الثورة وتجريفها، وأضاف: «ثورة ديسمبر المجيدة باقية ما بقيت مطالبها النبيلة، وأن آلة الخبث والدمار تسعى لإعادة الحركة الإسلامية للسلطة من جديد». وقالت أيضاً «الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري»: «إن الحرب في الأصل مكيدة لتدمير ثورة ديسمبر، وإن الثورة عائدة وإرادة الشعب سوف تهزم الحرب وتأتي بالسلام»، فيما قال عضو مجلس السيادة السابق، محمد الفكي سليمان، في تغريدة على منصة «فيسبوك»: «اضبط بوصلتك على خطاب ديسمبر، فستعرف إلى أي وجهة تتجه».

وروجت المنصات بشكل واسع شعارات الثورة مثل «حرية سلام وعدالة... والثورة خيار الشعب»... و«العسكر للثكنات والجنجويد ينحل»، والمقصود بالعسكر هو الجيش، و«الجنجويد» هي قوات «الدعم السريع». كما تزينت المنصات الاجتماعية بصور الشهداء الذين قتلوا في الثورة، والمطالبات بالثأر من قاتليهم، وتم تصميم الرقم 19 لمجسم ثلاثي الأبعاد للتذكير بأهمية اليوم ومحوريته.

أنصار النظام السابق

في المقابل، ضجت منصات الإسلاميين وأنصار النظام السابق، بالتقليل والسخرية من ثورة ديسمبر وتجاهل الاحتفاء بها. واستنكر الإعلامي الإسلامي إبراهيم الصديق في «فيسبوك»، الاحتفال بثورة ديسمبر وعدّه محاولة لطمس هوية الوطن، أتى بها تحالف «الحرية والتغيير»، قائلاً إنها تجاهلت الحدث التاريخي، وسمت يوم 19 ديسمبر «يوم ثورة ديسمبر»، بينما هو في الأساس يوم إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان في عام 1955. وأضاف: «في 2020 أصدر رئيس مجلس السيادة بيان احتفال بعيد الاستقلال، بينما أصدر عبد الله حمدوك (رئيس وزراء الثورة) بيان احتفال بثورة ديسمبر».

وهدد نشطاء إسلاميون منظمي المظاهرات الإسفيرية، ودعوهم للتظاهر على الأرض إذا كانوا يجرؤون على ذلك، فيما خلت معظم صفحات مؤيدي الحرب من الإشارة لثورة ديسمبر.

وكانت ثورة ديسمبر 2018 قد انطلقت من بلدة مايرنو في ولاية سنار، ومن مدينة الدمازين في ولاية النيل الأزرق في 6 ديسمبر من ذلك العام، لكن إحراق دار «حزب المؤتمر الوطني» في مدينة عطبرة، عُدّ شرارة الثورة التي أشعلتها بقوة، ثم انتقلت الاحتجاجات بعدها إلى العاصمة الخرطوم ومدن البلاد الأخرى، وتواصلت الاحتجاجات بشكل يومي واكتسبت زخماً طوال 4 أشهر، واجهتها السلطات بعنف مفرط وقتلت المئات وجرحت الآلاف حتى سقط النظام في 11 أبريل (نيسان) 2019 تحت ضغط ملايين المحتجين الذين انتشروا في جميع أنحاء البلاد، فيما اعتصم مئات الآلاف أمام مقر القيادة العامة للجيش لمدة خمسة أيام، ما اضطر اللجنة الأمنية العسكرية إلى إطاحة الرئيس عمر البشير لإنهاء الاحتقان.

كمبالا: الشرق الأوسط: أحمد يونس  

مقالات مشابهة

  • 10 آلاف من النظام المخلوع يسوون أوضاعهم في اللاذقية وإقبال كثيف بدمشق
  • سوريا.. بدء عمل مراكز تسوية أوضاع عناصر النظام السابق
  • لتسوية أوضاعهم..الموالون السابق للنظام يسلمون أسلحتهم في سوريا
  • سودانيون يحيون ذكرى ثورة 19 ديسمبر بـ«احتجاجات إسفيرية» .. أنصار البشير يتحدونهم بالنزول إلى الشوارع
  • «الحرية والتغيير» تدعو قوى ثورة ديسمبر لبناء أوسع جبهة لوقف الحرب
  • في الذكرى السادسة لثورة ديسمبر.. “تقدم”: الحرب الحالية امتداد لمحاولات النظام البائد الانتقام من الشعب السوداني
  • خالد عمر يوسف يؤكد في ذكرى ثورة ديسمبر: لا عودة للظلام مرة أخرى
  • هل كانت ديسمبر نصف ثورة؟
  • الأعيسر يعلن هزيمة الدعم السريع في معركة الإعلام الميت سلفاً بينما الجاهزية تقود الحرب في الصفوف الأولى
  • الثورة منتصرة بمبادئها وحتماً ستلقف ما يأْفِكُون