جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-27@04:43:49 GMT

أيُ كفة تُرجِّح؟!

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

أيُ كفة تُرجِّح؟!

 

مدرين المكتومية

عندما تتعمد بعض المؤسسات الحكومية أو الخاصة، تهميش الصحفيين، وفي المُقابل "تلميع" آخرين يدَّعون مُمارسة العمل الصحفي والإعلامي، فكيف تستقيم الأمور، وكيف يُؤدي الصحفي صاحب الدراسة والخبرة عمله، في بيئة عمل بات يُسيطر عليها المُتطفلون على المهنة، ومندوبو المبيعات الذين تحولوا إلى "مشاهير"!

الصحفي الذي تعلَّم ودرس وتدرب بمؤسسات إعلامية حتى حصل على مُسمى "صحفي" يجد نفسه أمام آخر تسلل بكل سهولة إلى المشهد، وأخذ يُمارس عملَ الصحفي، تارة تحت اسم "ناشط اجتماعي" وأخرى بمسمى "مشهور" أو حتى "إعلامي"، وهذه الأخيرة كلمة مائعة لا معنى لها، فإمَّا أن تكون صحفيًا أو مُذيعًا أو مُحررًا أو مُراسلًا أو مُعد برامج أو مُخرجاً أو مُنتج أخبار، أو لا شيء آخر، إنما وصف "إعلامي" لا يعدو كونه وصفًا يُمنح لمن لا صفة له!

بالطبع لا أُعمِّم هنا، وإنما أخص فئة من هؤلاء الذين- وللأسف الشديد- يُمارسون عملًا ليس عملهم، لكنهم في المُقابل يجدون الرعاية والدعم من مختلف المؤسسات؛ سواء حكومية أو خاصة.

عندما يتساءل البعض عن غياب الإعلام في كثيرٍ من الأحيان، وأسباب وجود بعض الناس من فئة "الآخر" في أماكنهم، ألا يستدعي الأمر أن تقف المؤسسات التي تشكو غياب الصحافة عن تغطية أعمالها وتتذمر من عدم الاهتمام بنشر أخبارها، وتستنكر غياب الصحفي عن التحقيقات المختلفة... ألا يجب عليها أن تقوم بمُراجعة نفسها والأسباب التي تدفع الصحفي للعزوف عن المشاركة في مثل هذه المحافل التي تُقيمها تلك المؤسسات وغيرها؟ ألا يجب علينا أن نقف قليلًا وقفة حقيقية تجاه الصحفي الذي بدأ منذ زمن يُمارس الصحافة وما يزال يعمل تحت كل الضغوط والظروف التي تعيشها المؤسسات الصحفية المُرخّصة في الوقت الراهن؟ ألا يستحق أن يجد الصحفي التقدير والاهتمام؟ إنني أشعرُ بأسى شديد عندما يشارك صحفيون في تغطية حدث ما ويُطلب منهم الجلوس في آخر الصفوف، في تجاهل تام لأدوار هذا الصحفي، وأنه يمثل المجتمع الذي يكتب الأخبار من أجله.

لماذا الذي يعمل بكل جد واجتهاد وتفانٍ في تقديم مادة خبرية مُهمة للمجتمع يجد نفسه في الصفوف الأخيرة، بينما من يلتقط مقاطع السيلفي يحتل صدارة المشهد؛ بل إن بعضهم يحظى باستقبال "كبار الشخصيات"، رغم أنَّه ربما يكون قد انتهى للتو من إعداد فيديو دعائي لمستحضرات تجميل أو صالون حلاقة أو خاض تجربة تذوق طعام في مطعم جديد!!!

مع كل الاحترام للعاملين الجادين في مجال صناعة المحتوى، لكن هناك شباب وشابات درسوا الصحافة في أرقى الجامعات، ويعملون في مؤسسات صحفية دورها- حسب القانون- القيام بمسؤولياتها الإعلامية والصحفية، فلماذا هذه الهرولة وهذا اللهث وراء أشخاص يدعون أنهم "إعلاميون" أو "صحفيون"؟! هل لأن لديهم "مئات الآلاف" من المُتابعين، الذين لا نعلم حقيقتهم جميعًا وربما كثير منهم عبارة عن حسابات وهمية؟ أم لأنَّ "الوجاهة الاجتماعية" تتطلب حضور "الإنفلوِنسَر" لحصد المزيد من "اللايكات" و"الشير"؟!

بالتأكيد لن نُمارس أي أسلوب لمنع أحدهم من حضور مناسبات، ولسنا ضد صُنّاع المحتوى، فكثير منهم لهم أدوار مجتمعية إيجابية للغاية، لكننا نُطالب بعدم منحهم صفة "إعلامي" أو "صحفي"، بينما هو في الأساس درجة متقدمة من "مندوب المبيعات" و"المروِّج" للبضائع المختلفة، والحقيقة أن كثيراً منهم يملكون مهارات التسويق والمبيعات بكفاءة عالية، لذلك عليهم بالتخصص والبقاء في هذا الجانب؛ ألا وهو التسويق والمبيعات.

إنَّ تطفُّل أمثال هؤلاء على العمل الصحفي، دفع عددًا من المؤسسات الحكومية والخاصة لاعتبارهم "إعلاميين"؛ بل وتكريمهم على "أدوارهم الإعلامية"، في حين أنها أدوار تسويقية مرتبطة بجوانب المبيعات والترويج للسلع والخدمات وغيرها!

من الظلم بمكان مُقارنة صحفي يجتهد لتغطية مؤتمر أو منتدى أو لقاء، ثم يعود لمقر عمله لكتابة النص وتدقيقه وصياغته، مع شخص آخر يفتح كاميرا هاتفه النقال ليظل يُثرثر ويُثرثر ومن ثم يضغط "نشر"! والعجيب في الأمر أنَّ هؤلاء لا يتحركون من غرفهم المُكيفة دون مُقابل، بينما الصحفي يؤدي عمله من منطلق واجبه المهني ومن باب المسؤولية والأمانة. والعجيب أن تكلفة واحد منهم لحضور ساعة في حدث ما قد تعادل راتب صحفي في شهر كامل!

إنَّنِي لأطالب الجهات المعنية بالعمل الصحفي والإعلامي، بوضع حد لهذا التشويه المُتعمَّد للعمل الصحفي، خاصة فيما يتعلق بمنح صفة "إعلامي" للمروِّجين المشهورين، فضلًا عن بعض الصفحات "التويترية" التي تسرق الأخبار من المؤسسات الصحفية وتتربح من ورائها، تحت زعم أنها "صفحات إخبارية"، بينما هي في حقيقتها كيانات تسعى للتربح السريع دون أي مجهود يُذكر، فقط "قص ولصق" ثم "نشر"! فهل نظل صامتين حتى نجد أن كل من هبَّ ودبَّ يحمل صفة "إعلامي"؟!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الفئات المستفيدة من رفع الحدين الأدنى والأقصى للمعاش ..هل أنت منهم؟

يبحث المواطنين عن إجابة بعض الاسئلة بخصوص ملف المعاشات، وتكون الاسئلة هي : ما الفئات المستفيدة من رفع الحدين الأدنى والأقصى للمعاش، و هل يستفيد الأشخاص الذين يبلغوا السن القانونية في فبراير 2025، ومن خلال السطور التالية نجيبكم على تلك الاسئلة.

من المستفيد من رفع الحدين الأدنى والأقصى للمعاش؟

أعلنت الهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية في بيان لها عن رفع الحدين الأدنى والأقصى للمعاشات والحد الأدنى لأجر الاشتراك التأميني والأقصى لأجر الاشتراك أيضًا، وذلك لكل من خرج على المعاش وبلغ السن القانونية في يناير وما بعدها خلال العام الجاري.

وبذلك فإن كل الأشخاص الذين سيبلغون السن القانوني في فبراير 2025 سيستفيدون من رفع الحد الأدنى والأقصى للمعاش، والذي جاء كما يلي:

ما هو الحد الأدنى والأقصى للمعاش؟

- سيكون الحد الأدنى للمعاش لمن يخرج في فبراير 1495 جنيهًا بدلًا من 1300 جنيه.
- سيكون الحد الأقصى للمعاش لمن يخرج في فبراير 14 ألفا و500 جنيه بدلًا من 12 ألفا و600 جنيه.

الزيادة القانونية في يوليو

وبذلك يحصل الأشخاص الذين يخرجون على المعاش في فبراير 2025 على الزيادة التي تم الإعلان عنها للحدين الأدنى والأقصى للمعاش، والزيادة القانونية التي يُقرها القانون في يوليو من كل عام إذا لم يحدث تبكير لموعد الصرف من قبل الحكومة.

جدول الحد الأدنى والأقصى للمعاشات

وقبل صرف معاشات فبراير 2025، جرى تطبيق زيادة الحد الأقصى إلى 11600 جنيه مع بداية عام 2025 بدلاً من 10080 جنيه، بزيادة 800 جنيه، كما تم رفع الحد الأدنى للمعاشات ليصبح 1495 جنيهًا بدلاً من 1300 جنيه، وهو ما يساهم في تحسين وضع العديد من المستحقين.

موعد صرف معاشات فبراير 2025

تقرر بدء صرف معاشات فبراير 2025 اعتبارًا من 1 فبراير 2025، مع استمرار تطبيق زيادة الحدين الأدنى والأقصى المعاشات للمستحقين.

كيفية الاستعلام عن المعاشات

وقبل موعد صرف معاشات فبراير 2025، يمكن الاستعلام عن معاشات فبراير 2025، من خلال اتباع الخطوات التالية:

- زيارة الموقع الرسمي للهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية.
- ⁠الدخول إلى قسم "الاستعلام عن المعاشات".
- ⁠إدخال الرقم القومي واسم المستحق بالكامل.
- ⁠الضغط على "استعلام" للحصول على التفاصيل الكاملة.

وصرف أصحاب المعاشات زيادة المعاشات 2025 في الأول من يناير 2025، إذ  حصل الذين انتهت مدة خدمتهم وبلغوا سن المعاش في 1 يناير الحالي، رفع الحدين الأدنى والأقصى، حسبما أعلنت الهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • سبب إلغاء المؤتمر الصحفي لكولر بعد مباراة الأهلي وبيراميدز
  • تعيين الكاتب الصحفي أحمد الطاهرى مستشارا لمجلس إدارة الشركة المتحدة
  • دخول 260 شاحنة مساعدات لغزة منهم 20 وقود عبر المعابر
  • أزمة صناعة النجوم!
  • الفئات المستفيدة من رفع الحدين الأدنى والأقصى للمعاش ..هل أنت منهم؟
  • تقرير إعلامي ستعرض التحديات التي تنتظر سكان قطاع غزة بعد العدوان
  • عبد الرحيم علي ينعى المصور الصحفي عمر أنس
  • انطلاق المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية ونظيره السوري
  • معركة تحرير الخرطوم
  • أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (٤٥)