الصحة العالمية: نزاع 12 شهرا في غزة وراء مقتل 6% من السكان ونزوح 90%
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
قبل انعقاد الدورة الحادية والسبعين للجنة الإقليمية لشرق المتوسط، خلال الفترة من 14 إلى 17 أكتوبر في الدوحة، بقطر، تحت شعار "صحة دون حدود: العمل. الإتاحة. الإنصاف" تعقد دورة هذا العام، وهي الأولى بعد أن توليت حنان بلخي منصب المدير الإقليمي، في ظل الصراع المتصاعد الذي يهدد حياة الملايين من الناس وسبل عيشهم في شتى أنحاء الإقليم.
فقد أدى 12 شهرا من النزاع في غزة إلى مقتل 6% من مجمل السكان أو إصابتهم، وكثير من المصابين هم من النساء والأطفال الذين يواجهون الآن إعاقات دائمة.
وقد نزح 90% من سكان غزة، ويعيشون في مخيمات مكتظة، تقل فيها فرص الحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية، وهم يتنقلون بشكل متكرر، وقد صدرت أوامر إخلاء أخرى خلال الأيام القليلة الماضية.
وتتضاءل القوى العاملة الصحية في غزة، حيث لقى ما يقرب من 1000 عامل صحي حتفهم، وفقا لما ذكرته وزارة الصحة.
وتعد غزة اليوم واحدة من أخطر الأماكن التي تعمل فيها الأمم المتحدة وشركاؤها، إذ قتل 289 من موظفي الأمم المتحدة منذ أكتوبر 2023.
ويعمل حاليا أقل من نصف المستشفيات، وبشكل جزئي، بسبب تضرر البنية الأساسية، ونقص الوقود، والإمدادات، والموارد البشرية، وانقطاع إمكانية الوصول إلى الخدمات، والهجمات المستمرة على المرافق الصحية. وفي الواقع، طلب من ثلاثة مستشفيات أخرى في شمال غزة إخلاؤها في اليومين الماضيين.
ويعد توفير الرعاية الصحية في هذه الظروف مهمة شاقة، وعلينا أن نشيد مرة أخرى بالعاملين الصحيين في غزة، الذين يواصلون العمل ببطولة في ظل ظروف لا يمكن تصورها.
ومن بين 15600 طلب إجلاء طبي، جرت الموافقة على 5130 طلبا فقط، وترتب على ذلك ترك الآلاف من سكان غزة، الذين تقطعت بهم السبل، بلا رعاية أساسية. ويواجه 96% من السكان انعدام الأمن الغذائي، وازداد سوء التغذية، الذي كان منعدما تقريبا في غزة، لا سيما بين صفوف الأطفال.
ولا تزال فاشيات الإسهال والتهاب الكبد A مستمرة، وتفاقمت بسبب تردي خدمات الصرف الصحي وظروف الازدحام الشديد، وأدى ذلك أيضا إلى عودة ظهور شلل الأطفال، ولا تزال مخاطر اندلاع فاشيات أخرى قائمة في ظل انخفاض معدلات التمنيع.
وعلى مدار الاثني عشر شهرا الماضية، دعت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها مرارا إلى إنهاء الصراع في غزة. ومع ذلك، لا يزال الوضع يتفاقم في الأرض الفلسطينية المحتلة وفي جميع أنحاء الإقليم.
ويساورني قلق بالغ إزاء تزايد العنف في لبنان.
فمنذ أكتوبر من العام الماضي، قتل أو جرح ما يقرب من 12000 شخص، ونزح أكثر من 540000 شخص داخليا. ويكافح العاملون الصحيون لتلبية الاحتياجات المتزايدة للرعاية الطارئة في نظام أضعفته الصدمات المتتالية بالفعل.
وقد تضررت البنية الأساسية الصحية بشدة، إذ تحققت المنظمة من 36 هجوما على المرافق الصحية منذ أكتوبر الماضي.
وأودت هذه الهجمات بحياة 77 عاملا صحيا وأصابت 74 آخرين، من بينهم 28 قتيلا ومصابان في يوم واحد في الأسبوع
إن حماية المدنيين والرعاية الصحية واجب قانوني وأخلاقي لا بد من التمسك به، ولا يمكن أن تظل الهجمات على مرافق الرعاية الصحية إحدى العلامات البارزة للصراع في هذا الإقليم.
فأما إذا ما انتقلنا إلى السودان، حيث نواجه أكبر أزمة في العالم تتعلق بالجوع والنزوح. فهناك أكثر من 10.8 ملايين نازح داخلي، و25.6 مليون شخص في حاجة ماسة إلى الغذاء والرعاية الصحية.
ويعاني النظام الصحي في السودان من تراجع مستمر، إذ توقفت 75% من المرافق الصحية في الخرطوم عن العمل، وتفيد التقارير بأن الوضع أسوأ في ولايات غرب دارفور.
ويموت الأطفال والأمهات الذين يعانون من سوء التغذية بسبب عدم الحصول على الرعاية، وتنتشر الكوليرا في أنحاء كثيرة من البلد.
ويواجه العاملون في مجال الإغاثة تحديات هائلة نتيجة لتكرار حالات منع وصولهم والظروف الأمنية الخطيرة. وإذا لم يكن هناك تدخل فوري، فستحصد المجاعة والمرض عددا لا يحصى من الأرواح.
وقد رأينا ما يمكن تحقيقه عند إعطاء الأولوية للصحة؛ فإن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي أجريت مؤخرا في غزة، ووصلت إلى 560000 طفل، وفتح معبر أدري لدخول السودان، الذي سمح بإيصال الإمدادات الحيوية إلى المجتمعات المحلية المعزلة، قد أظهرت أنه يمكن إحداث أثر كبير، حتى في خضم الأزمة. ولكن هذه اللحظات نادرة، والحاجة إلى بذل جهود متواصلة أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، ويجب إعطاء الأولوية للحلول السياسية قبل أن يجتاح النزاع الإقليم بأسره.
والحقيقة المؤلمة هي أن أكثر من 100 مليون شخص - أي شخص واحد من كل ستة أشخاص - يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية في إقليمنا اليوم. والآثار المترتبة على ذلك واضحة، ولا يمكننا أن نترك الأجيال المقبلة تتحمل العواقب الطويلة الأجل. والمسؤولية تقع على عاتق الذين يمكنهم إنهاء العنف وتحقيق الاستقرار من أجل السلام، وقد تأخروا كثيرا في التحرك.
..واستكمىت المديرة الإقليمية..
الزميلات والزملاء الأعزاء،
بعد هذا الاستطراد الطويل والضروري، اسمحوا لي أن أقدم نبذة مختصرة عن دورة اللجنة الإقليمية لهذا العام.
فسوف أعرض خلال الدورة الحادية والسبعين للجنة الإقليمية الخطة التنفيذية الاستراتيجية الإقليمية 2025-2028، التي توائم الأولويات العالمية للمنظمة، وتتمثل في تعزيز الصحة، وتحقيقها، وحمايتها، والتمكين من أجل تحسينها، وأدائها، بما يتلاءم مع السياقات الفريدة في إقليم شرق المتوسط.
وسعيا إلى ضمان أعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه للجميع في الإقليم، تتضمن الخطة التنفيذية ثلاث مبادرات رئيسية هي: توسيع نطاق الحصول المنصف على الأدوية واللقاحات المنقذة للحياة في الوقت المناسب؛ وبناء قوى عاملة صحية أكثر قدرة على الصمود؛ والحد من المراضة والوفيات والتكاليف الاجتماعية المرتبطة بالاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان.
وسوف تكون المبادرات الرئيسية الثلاث عوامل تسريع لوتيرة تنفيذ الخطة التنفيذية الاستراتيجية الإقليمية، التي ستخضع للمراجعة، ونأمل أن تعتمد، من جانب الدول الأعضاء.
وسوف تتضمن اللجنة الإقليمية أيضا مناقشات بشأن قضايا الصحة العامة ذات الأولوية، وورقات تقنية، واستعراضا لآخر المستجدات، وحلقات النقاش، ومجموعة كبيرة من الأحداث الجانبية.
وتتناول الورقات التقنية موضوعات، مثل: مقاومة مضادات الميكروبات، ونظم المعلومات الصحية، والتصدي لعبء الصدمات في الأوضاع الإنسانية، وتوسيع نطاق دعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في حالات الطوارئ. ومما يؤسف له أن الصراع في العديد من بلدان الإقليم وأراضيه يعني أن الحاجة إلى توسيع نطاق دعم الصحة النفسية، والدعم النفسي الاجتماعي في حالات الطوارئ، باتت أكثر إلحاحا اليوم من أي وقت مضى.
ومقاومة مضادات الميكروبات مشكلة صحية عالمية، ويعد معدل استخدام المضادات الحيوية في إقليم شرق المتوسط المعدل الأعلى -والأسرع نموا- مقارنة بأي من أقاليم المنظمة.
كما أن إساءة استخدام مضادات الميكروبات والإفراط في استخدامها يزيدان الإصابة بالعدوى المقاومة للأدوية، ويوسعان نطاق انتشارها. وإذا لم تتخذ أي إجراءات عاجلة الآن، فقد تتسبب مقاومة مضادات الميكروبات في وفاة 39 مليون شخص بحلول عام 2050، أي 3 حالات وفاة كل دقيقة، ونحن في أمس الحاجة إلى تعزيز الإشراف على مضادات الميكروبات.
ويواجه إقليم شرق المتوسط أيضا عبئا متزايدا بسبب الرضوح التي تخلفها الأزمات المتعددة التي يواجهها الإقليم. ولكن في ظل الأوضاع الإنسانية التي يشهدها الإقليم، ازدادت النظم الصحية الهشة ضعفا على ضعفها، وتعرضت لأضرار شديدة، وهو ما يحد من قدرة العاملين الصحيين على تقديم الخدمات الأساسية.
وتقدم الورقة التقنية إطارا لعمل تعاوني سيدمج نهج المنظمة الذي يركز على الناس للتصدي لعبء الرضوح في برنامج العمل الإقليمي. ويستند إطار العمل هذا إلى مبدأ سويفت (SWIFT)، الذي يعني ضرورة أن تكون تدخلات علاج الرضوح مأمونة وعملية وبديهية وعادلة وآنية.
وتعرض الورقة التقنية الخاصة بنظم المعلومات الصحية استراتيجية إقليمية جديدة لتعزيز نظم المعلومات الوطنية ورقمنتها. وتهدف هذه الورقة إلى ضمان تسجيل البلدان لبيانات عالية الجودة ومناسبة في توقيتها ووثيقة الصلة ومصنفة وموثوق بها، للاسترشاد بها في السياسات والبرامج، ولرصد التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة.
والصحة النفسية تمثل 5.1% من عبء الأمراض على مستوى العالم، و5.4% من عبء الأمراض في الإقليم. وسوف تستعرض اللجنة الإقليمية خلال اجتماعها ورقة تقنية تعرض خطة عمل إقليمية للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في حالات الطوارئ، تشمل الفترة 2024 - 2030، قبل عرض الخطة على الأعضاء لاعتمادها.
وسيتناول أعضاء حلقة النقاش، ضمن حلقات النقاش المقررة، سبل تعزيز الفرص المتاحة، والتخفيف من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي، للمساعدة على نشر التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي في جميع أنحاء الإقليم.
وسيجري أيضا إطلاع وزراء الصحة والمشاركين الآخرين على أحدث أعمال هيئة التفاوض الحكومية الدولية، والتقدم المحرز في استئصال شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط.
وسيتلقى المشاركون أيضا آخر المستجدات عن الوضع الصحي والإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وفي الوقت نفسه، أدعوكم إلى زيارة الموقع الإلكتروني للجنة الإقليمية الحادية والسبعين للاطلاع على الورقات التقنية وغيرها من وثائق اللجنة الإقليمية، ومنها جدول الأعمال المؤقت والتقارير المرحلية بشأن التهديدات الصحية المتعددة التي برزت في قرارات الدورات السابقة للجنة الإقليمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رفع الإشغالات الإنضباط بالشوارع الرئيسية إزالة التعديات على الطريق العام مضادات المیکروبات إقلیم شرق المتوسط اللجنة الإقلیمیة للجنة الإقلیمیة فی إقلیم فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد مقتل أكثر من 100 شخص في أعمال عنف.. إعلان حالة الطوارئ بكولومبيا
أعلن الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو حالة الطوارئ ردا على الاشتباكات بين المتمردين في أجزاء مختلفة من البلاد والتي خلفت أكثر من 100 قتيل و20 ألف نازح في أقل من أسبوع.
وقال في تصريحات في حسابه على موقع إكس تم إعلان حالة الطوارئ الداخلية وحالة الطوارئ الاقتصادية، مما يعطى الضوء الأخضر للحكومة لاتخاذ إجراءات استثنائية واستخدام موارد مالية أو تقييد الحركة حسبما أوردت قناة فرانس 24 الإخبارية الفرنسية.
وتتعرض الحدود مع فنزويلا وجنوب الأمازون ومنطقة شمال كولومبيا لهجوم من منظمات تتنافس على السيطرة على الأراضي وطرق تهريب المخدرات في البلاد، أكبر منتج للكوكايين في العالم.
ومع وجود أكثر من 50 ألف هكتار من محاصيل الكوكا، التي كانت وقوداً لفترة طويلة للصراع المسلح، تعد مدينة كاتاتومبو، في مقاطعة نورتي دي سانتاندير، رمزاً للحرب الداخلية التي أودت بحياة أكثر من 9.5 مليون ضحية خلال ستة عقود.
وفي جنوب البلاد، خلفت الاشتباكات بين الفصائل المتعارضة من المنشقين عن القوات المسلحة الثورية الكولومبية فارك الذين رفضوا اتفاق السلام لعام 2016 وحملوا السلاح ما لا يقل عن 20 قتيلاً يوم الاثنين في مقاطعة جوافياري الأمازونية.
وقال مسئول في وزارة الدفاع إن هناك 20 قتيلا وتم نقل الجثث إلى المشرحة في فيلافيسينسيو وهي بلدة مجاورة.
واندلع القتال بين رجال يتبعون كالاركا، زعيم المجموعة المنشقة عن تنظيم القوات المسلحة الثورية الكولومبية فارك التي تتفاوض على السلام مع الحكومة الكولومبية، وأفراد من جماعة إيفان مورديسكو الذي يرفض التفاوض.
وفي شمال البلاد، في مقاطعة بوليفار، أسفرت الاشتباكات بين جيش التحرير الوطني وعصابة كلان ديل جولفو لتهريب المخدرات عن مقتل تسعة أشخاص، بحسب السلطات.
في الوقت الحالي، لم يندلع أي قتال بين الجيش الكولومبي والجماعات المتمردة المختلفة. وتم نشر حوالي 5 الاف جندي في كاتاتومبو لكن السلطات تقول إنها تركز على مساعدة السكان المهددين وتم إجلاء أكثر من 230 شخصًا بطائرات الهليكوبتر، بما في ذلك الأطفال.
ولكن تم الإعلان عن المرحلة الثانية، والتي من شأنها أن تشهد إرسال الجنود إلى المناطق الحيوية لصد المتمردين.
ومنذ يوم الخميس في كاتاتومبو، فر مئات الأشخاص إلى فنزويلا، وقامت كاراكاس بتفعيل "عملية خاصة" لرعاية النازحين في بلديتين مجاورتين.
وعلى الجانب الكولومبي من الحدود، تستضيف العديد من البلدات والقرى مثل تيبو آلاف الأشخاص في ملاجئ مرتجلة، تحت حراسة الجنود.
وقال الجنرال إريك رودريجيز للصحفيين: لقد ساعدنا في الأمور الأمنية واللوجستية، وتم الترحيب بأكثر من 19800 شخص في الملاجئ.
ووفقاً لمسئول كولومبي، فإن المشارح في مقاطعة نورتي دي سانتاندير مشبعة بنسبة 250%".
ويمكن اعلان حالة الطوارئ الداخلية، التي يسمح بها الدستور، لمدة أقصاها 90 يوما، ويمكن تمديدها لمدة تصل إلى فترتين متساويتين، تتطلب الثانية منهما رأيا مسبقا ومؤيدا من البرلمان، وفقا للدستور.
ويقوض هذا العنف السياسة التي تنتهجها حكومة جوستافو بيترو، أول رئيس كولومبي يساري ومتمرد سابق تعهد عند وصوله إلى السلطة في عام 2022 بالخروج من الصراع المسلح من خلال الحوار، وتفاوض منذ ذلك الحين مع عدة جماعات مسلحة في البلاد.
ولم يتوصل إلى اتفاقات ملموسة مع المتمردين أو تجار المخدرات أو الجماعات شبه العسكرية اليمينية المتطرفة.
وقرر جوستافو بيترو الجمعة تعليق المفاوضات مع جيش التحرير الوطني الذي اتهمه بارتكاب جرائم حرب، وقال يوم الاثنين على موقع التواصل الاجتماعي إكس إن الجماعة المسلحة سلكت طريق بابلو إسكوبار، في إشارة إلى تاجر المخدرات الكولومبي الشهير الذي توفي عام 1993. وأضاف أن جيش التحرير الوطني اختار طريق الحرب وسيخوض الحرب.
اقرأ أيضاًكولومبيا: ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات الأخيرة مع جيش التحرير الوطني إلى 60 قتيلا
مصرع وإصابة 41 شخصا جراء تحطم حافلة ركاب في كولومبيا
وزير خارجية كولومبيا: يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة