جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-28@02:26:00 GMT

معجزة القرن الـ21

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

معجزة القرن الـ21

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

قيل إنَّ المعجزات تتنزل على الأنبياء والرُسل، والحقيقة أنَّ المولى سبحانه جعل مُعجزته للإنسانية مُستمرة متى ما التزم هذا الإنسان بالنهج الرباني الصادق، وما يسطره جنود الله في غزة العزة يُعتبر إحدى معجزات القرن الـ21، هذه الفئة القليلة والضعيفة في السلاح والعدة والقوية بتمكين المولى سبحانه أثبتت للعالم الوعد الرباني "كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ" وقوله سبحانه "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ" والله غالب على أمره ولكن أكثر النَّاس لا يعلمون.

لم يكن أحد يتخيل حتى أكثر المتفائلين بأن تقف المقاومة في غزة صامدة طوال عام كامل في وجه العدوان الغاشم والمتعجرف والوحشي من الكيان الصهيوني المدعوم من القوى الكبرى في العالم، الكيان الذي استخدم كل الأسلحة والعتاد الحربي، فدمَّر كل شيء أمامه ولم يسلم من عدوانه البشر والشجر والحجر والدواب، الكيان الذي تجرع الويلات منذ عام كامل بداية من طوفان الأقصى في 7 أكتوبر إلى يومنا هذا، وفعلت خيرا قوى المُقاومة في اليمن والعراق ولبنان لدعم هؤلاء الرجال الأبطال، ليجرعوا العدو الغاصب من نفس الكأس الذي يسكبه على إخواننا الأعزاء في غزة الكرامة والرجولة والعزة.

ما فعلته المُقاومة في غزة يُعد من وجهة نظري المتواضعة بمثابة معجزة القرن 21؛ حيث حطم المجاهدون الصابرون في غزة، الوهم الذي عشش في عقول الملايين من العرب والمسلمين والعالم بأكمله بأنَّ الكيان المحتل "الجيش الذي لا يُقهر"، وأكدوا للعالم بأكمله أن قوة الله هي الغالبة، وبأن الله ناصر عباده المخلصين والصابرين والصادقين، ويحق لنا نحن العرب والمسلمين أن نفاخر ونعتز ونرفع رؤوسنا عالية لهذا النصر المبين.

نعم.. إنه نصر بكل المقاييس العالمية؛ فالكيان المحتل والغاصب سخَّر كل الإمكانيات العسكرية المتطورة تقنيا وعلميا وفنيا للقضاء على عدة آلاف من الرجال البواسل، فلم تتمكن هذه القوة إلا من قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال ثم عندما شعرت بالهزيمة النكراء بدأت في الاغتيالات لتسجيل نصر وهمي وتخويف الآمنين، ولا توجد مقارنة بين القدرات العسكرية واللوجستية والفنية لقوات العدو مقابل ما يوجد بيد المقاومة التي تواجه حصارا اقتصاديا وتجاريا وعسكريا منذ سنوات، لهذا نقول "كفو ومليون كفو" لأبطال المُقاومة.

وفي الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، نشد على يد المقاومة ونُبارك لهم جهادهم العظيم، وندعو الله  بالرحمة والمغفرة للشهداء وللمصابين بالشفاء العاجل، وندعو الدول العربية والإسلامية للوقوف مع إخواننا في غزة العزة والكرامة ودعمهم بكل ما يملكون من مال وسلاح وعتاد، وعلى الجميع أن يدرك تمام الإدراك بأن عملًا بسيطًا كالمقاطعة الصادقة والحقيقية يجعل دول العدوان الداعمة لهذا الكيان الصهيوني الغاصب في موقف صعب، فهذه الدول لن تكف عن دعم المحتلين إلّا إذا تمَّ ضرب اقتصادهم، كما ندعو الجميع إلى استمرار الدعاء؛ لأنه أحد الأسباب التي صنعت من صمود المقاومين في غزة وجعلته أحد معجزات القرن الـ21.

ودمتم ودامت عُمان بخير.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جمعة: الإسراء والمعراج معجزة تُظهر عظمة سيدنا محمد

صرّح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، بأن سيدنا محمد ﷺ هو "صخرة العالمين والكونين"، وبيّن أن هذا الوصف يعني أن جميع الناس تستند إليه ﷺ، فهو خير سند ومعتمد كالصخرة الراسخة، والعالمين هنا تشمل الدنيا والآخرة، وعالم الشهادة وعالم الغيب، كما ورد في قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}.

معجزة الإسراء والمعراج

وأشار جمعة إلى أن النبي ﷺ جمع في شخصه كل ما اختُصَّ به الأنبياء، وأجرى الله على يديه معجزات فاقت الألف، متفردًا بمعجزات تتجاوز قوانين الكون المعتادة، ومنها معجزة الإسراء والمعراج.

معجزة الإسراء والمعراج: خرق لقوانين الكون

قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وأكّد الإمام الألوسي أن تعبير "السميع البصير" قد يكون إشارة إلى النبي ﷺ، إذ أراه الله وسمّعه في تلك الليلة ما لم يكن يخطر على قلب بشر.

في تلك الليلة المباركة، ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، أُسري بالنبي ﷺ في رحلة سماوية من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماء السابعة وسدرة المنتهى، في وقت لا يتجاوز دقائق معدودة. وأوضح جمعة أن هذه الرحلة لا يمكن تفسيرها بسرعة الضوء أو الصوت، بل هي أمر إلهي تحقق بـ"كن فيكون".

الجسد والروح: نقاش حول طبيعة الإسراء

أثيرت تساؤلات حول ما إذا كانت رحلة الإسراء والمعراج بالروح فقط أم بالجسد والروح معًا. وأجاب جمعة بأن القرآن الكريم قال: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ}، والعبد يشمل الجسد والروح معًا، مما يُظهر أن الرحلة كانت كاملة وشاملة.

الإيمان بالمعجزة: دليل على قدرة الله

أكد جمعة أن معجزة الإسراء والمعراج تعجز العقل البشري وتخرق قوانين الكون، مما يجعل الإيمان بها جزءًا من الإيمان بقدرة الله المطلقة. وأضاف أن النبي ﷺ اختص بهذه الرحلة وحده، وأثبت صحتها بذكر تفاصيل دقيقة عن بيت المقدس والقوافل التي مر بها أثناء الرحلة، مما أدهش الحاضرين حينذاك.

وختم جمعة حديثه بالتأكيد على أن هذه المعجزة ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي دليل على عظمة النبي ﷺ وقدرة الله سبحانه وتعالى التي تتجاوز كل القوانين الكونية.

مقالات مشابهة

  • الإعجاز القرآني فى قوله سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ.. تعرف عليه
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: القرآن تحدث عن معجزة الإسراء والمعراج بخطاب يناسب العقل
  • وكيل الأزهر: معجزة الإسراء والمعراج هي رمز للفرج والتكريم
  • أستاذ فقه يوضح الإعجاز القرآني في «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ»
  • الجندي: حياة سيدنا النبي تعلمنا دروس عظيمة في الصبر والرضا |فيديو
  • البحوث الإسلامية: رحلة الإسراء والمعراج عكست مكانة النبي عند ربه
  • حزب الله: الدول الراعية للاتفاق مطالب بتحمل مسؤولياته أمام انتهاكات الكيان
  • جمعة: الإسراء والمعراج معجزة تُظهر عظمة سيدنا محمد
  • محاسنُ الشَّريعة العِلمُ الذي سَكَت لما نَطَق
  • الشيخ ياسر مدين يكتب: معجزة الإسراء