ويروي الفيلم الوثائقي "تحت الركام" الذي بثته منصة 360 قصة المستشفى في ظل ظروف عمل مستحيلة، ويقدم شهادات مؤلمة من كوادره، في محاولة لإظهار شجاعة طواقم طبية قررت ألا تستسلم رغم كل التهديدات والقصف المستمر.

وقبل اندلاع الحرب الإسرائيلية، كان مستشفى كمال عدوان واحدا من أفضل المستشفيات في القطاع، إذ يقول مديره حسام أبو صفية إنه كان متميزا في تقديم خدمة طب الأطفال بكافة تخصصاتها، لافتا إلى أن المستشفى نجح في وضع بروتوكول لطب الأطفال تم اعتماده وتعميمه على باقي المستشفيات في قطاع غزة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تحقيق للجزيرة نت يكشف ارتفاع التشوهات الخلقية لدى المواليد في غزةlist 2 of 4بالفيديو والأرقام.. قصة الحرب والدمار على غزة في عامlist 3 of 4عام على الإبادة.. استهداف إسرائيلي ممنهج للعقول الفلسطينية بغزةlist 4 of 4هكذا تكتمت إسرائيل على استشهاد طبيب فلسطيني تحت التعذيبend of list

وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تغير كل شيء مع سماع دوي القذائف والانفجارات، وهرعت الطواقم الطبية إلى المستشفى، وتم إعلان حالة الطوارئ، وكأن الجميع يعلم أن القادم سيكون أسوأ، حسبما قال عيد صباح، مدير التمريض.

ومع توافد المصابين بشكل غير مسبوق، بدأت الطواقم الطبية في تقديم الإسعافات الأولية، لكن المستشفى كان يعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية، والوقود، وحتى الكوادر الطبية.

وأفاد الممرض في قسم الجراحة أحمد معروف "بدأت المنظومة تنهار"، واصفا الوضع بأنه كان فوق طاقة المستشفى على التعامل معه، في حين أظهرت الصور التي عرضها الفيلم حجم الدمار والدماء المتناثرة داخل المستشفى والتي كانت تجسد الألم الحقيقي.

وفي هذا السياق، يقول أبو صفية إن الفريق الطبي كان يعمل بنظام المفاضلة، موضحا "من نعتقد أن لديه فرصة للنجاة نحاول إنقاذه، بينما نضطر لترك الآخرين".

وكانت أشد اللحظات قسوة حين كانت الطواقم الطبية تتخطى المصابين الممدين على الأرض بأعداد كبيرة، بعضهم كان يفارق الحياة قبل أن تصلهم الرعاية.

معاناة يومية

وعكست القصص التي روتها الطواقم الطبية المعاناة اليومية، حيث تحدث أحمد سالم، وهو ممرض في قسم العناية المركزية، عن اضطراره لترك بعض المرضى الذين لم يكن لديهم أمل في النجاة لإنقاذ آخرين، الأمر الذي كان يقابله الأهالي بالغضب والرفض.

ويضيف سالم بصوت يملؤه الألم "المئات من المرضى ماتوا بين أيدينا دون أن نستطيع تقديم شيء".

ولم يتوقف العدوان عند الحدود الخارجية للمستشفى، حيث استهداف الاحتلال أروقة المستشفى ومحيطه، في حين عمد مئات المدنيين للالتجاء إلى المستشفى اعتقادا منهم أنه سيكون أكثر أمانا من الشوارع، لكنهم كانوا مخطئين.

حالات الوفاة بين النساء الحوامل، وموت الأجنة داخل بطون أمهاتهم، وكذلك استشهاد الأمهات بينما أجنتهم أحياء، كانت مشاهد مروعة تعكس مدى الكارثة التي واجهها القطاع الصحي.

وكان استهداف الطواقم الطبية واضحا، حيث استشهد العديد منهم أثناء محاولتهم إسعاف المصابين، وكانت لحظة استشهاد أحد المسعفين مشهدا مؤلما نقلته عدسات الفيلم.

ولم تكن الأزمة مقتصرة على القصف والاستهداف المباشر، فمع نقص الوقود والأكسجين والأدوية، كانت الأقسام الحيوية مثل الحضانات تواجه خطرا حقيقيا، ويعلق أبو صفية "كان الوضع مأساويا".

ونقل الفيلم صورا مروعة عن الحصار الذي فُرض على المستشفى، حيث تم اقتحامه وتجريد الأطباء والمرضى من ملابسهم في محاولة لإظهارهم كمقاتلين.

وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، كانت المستشفى بلا ملامح، وقال أبو صفية "بدأنا بإعادة التأهيل والترميم، واستحداث بعض الأقسام".

وحتى لحظة إنتاج هذا الفيلم، قدّم مستشفى كمال عدوان 25 شهيدا من طاقمه الطبي، و10 آخرين ما زال مصيرهم مجهولا بعد اعتقالهم، لكن رغم كل شيء، يستمر الكادر الطبي في رسالته الإنسانية، متحديا الموت والدمار.

8/10/2024المزيد من نفس البرنامجالقيادي بحماس باسم نعيم يقدم رؤيته حول طوفان الأقصى في "وجهات نظر"play-arrowمدة الفيديو 01 minutes 58 seconds 01:58"‏يلا غزة".. فيلم يروي صمود وأحلام الفلسطينيين رغم الحصار والحروبplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 00 seconds 01:00ميكروفون في وجه مأساة.. فيلم يوثق التحول الصوتي في غزةplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 12 seconds 03:12المرزوقي: 3 سنوات في قصر قرطاج لم أنم ليلة سعيدا أو مرتاحاplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 23 seconds 02:23مصر كما لم ترها من قبل.. "رحلة" في القاهرة والإسكندرية والفيومplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 57 seconds 02:57الطاقة.. نظام جديدplay-arrowمدة الفيديو 47 minutes 13 seconds 47:13درع السيليكون.. كيف استطاعت تايوان تحويل أشباه المواصلات إلى سلاح دفاعي لها؟play-arrowمدة الفيديو 47 minutes 12 seconds 47:12من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الطواقم الطبیة arrowمدة الفیدیو أبو صفیة

إقرأ أيضاً:

طبيبان لـ300 ألف نسمة.. آخر مستشفى بشمال غزة يحتضر

كان من المفترض أن يكون مستشفى كمال عدوان مكانا للشفاء والرعاية والحماية، لكن المستشفى الواقع بين بيت لاهيا وجباليا في شمال قطاع غزة، حيث تقود إسرائيل منذ شهر هجوما تحت حصار كامل، يتعرض لقصف إسرائيلي متواصل منذ عدة أسابيع.

وتنقل صحيفة لوتان تصريحات يروي فيها مدير المستشفى معركته من أجل إبقاء آخر مستشفى في المنطقة يعمل بشكل جزئي، بعد أن استهدفه الجيش الإسرائيلي 14 مرة، وهو شريان الحياة الوحيد لنحو 300 ألف من سكان غزة ممن لم يتمكنوا من الفرار.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب أميركي: إلى من يهمه الأمر أيا كان الرئيسlist 2 of 2نيوزويك: ترامب حقق أعظم عودة في تاريخ السياسة الأميركيةend of list

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم أليس فروسار من رام الله- أن مدير المستشفى حسام أبو صفية تحدث في شهادته عبر الهاتف بصوت متعب على وشك الانهيار، وقال إنهم في اليوم الثلاثين من الحصار، "الوضع كارثي وكل ركن من أركان المستشفى تأثر بالضربات".

وصف الدكتور الطوابق التي تعرضت للقصف المباشر، ولا سيما الطابق الثالث الذي كان يضم الأدوية والمعدات الطبية التي تم تسليمها قبل بضعة أيام، ووصف كيف تحول فِناء المستشفى بسبب نيران المدفعية، إلى جبل من الركام، مشيرا إلى خزانات المياه وشبكة الكهرباء التي لم تعد تعمل.

وأوضح حسام أبو صفية أن وحدة غسيل الكلى احترقت، وأن 4 أطباء أصيبوا أثناء محاولتهم إخماد الحريق، كما أن قسم الأطفال استهدفته غارات يوم الأحد، حيث أصيبت فتاة تبلغ من العمر 13 عاما بشظية خطيرة بعد أن كانت تتعافى بشكل مؤلم من عملية جراحية بإصابة سابقة.

ويقول الطبيب بنبرة احتجاج -حسب الصحيفة- إن عليهم "نقل جميع الأطفال إلى الطابق السفلي لحمايتهم. بصراحة لا أحد يفهم ماذا يعني ذلك. لماذا الهجوم على المستشفى بهذه الطريقة؟ ما يحدث هنا حرب تطهير ضد الشمال وضد سكانه وضد نظامه الصحي".

طبيب واحد لـ145 مريضا

وذكرت الصحيفة أن كمال عدوان هو المستشفى الأخير في شمال غزة الذي لا يزال يعمل بشكل جزئي، وكان قبل هذا الاعتداء الضخم، يؤوي أكثر من 600 شخص من المرضى ومرافقيهم والأطباء والنازحين الذين ليس لديهم مكان يذهبون إليه، وهو أقرب مركز صحي لمخيم جباليا للاجئين وبلدة بيت لاهيا، حيث يتركز الهجوم الإسرائيلي منذ ما يقرب من شهر، ولذلك أصبح بمثابة حل احتياطي لغالبية الجرحى، لكن أوامر الإخلاء جاءت وفرّ المرضى.

وقد داهم الجيش الإسرائيلي المستشفى يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول، وحاصره لعدة أيام، ومنع الدخول والخروج والتنقل بين مختلف الخدمات، بحجة وجود مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي ذلك اليوم "اعتقل 44 من أصل 70 عضوا في الفريق الطبي، أطلق سراح 14 منهم فقط أما الآخرون، فما زلنا لا نعرف أين هم ولا ما إذا كانوا بصحة جيدة"، كما تقول تانيا الحاج حسن، وهي طبيبة أميركية فلسطينية قامت بعدة مهام في غزة منذ بداية الحرب.

واليوم لم يبق سوى 145 مريضا هم الأكثر تضررا، وتقلص الفريق الطبي إلى لا شيء، لم يبق سوى طبيب واحد قادر على إجراء العمليات، ولذلك ظل حسام أبو صفية يطلب المساعدة عبر القنوات التلفزيونية، ويوضح عبر الهاتف قائلا "كل يوم نفقد جرحى بسبب نقص الموارد. ما نريده هو المساعدة من الوفود الأجنبية. هناك بعض منها في الجنوب في وسط غزة. وعلينا أن نضغط على العالم أجمع لضمان وصول المساعدة إلينا قبل فوات الأوان. في الوقت الحالي لم نر سوى الدبابات تصل".

عمليات نقل نادرة

ويعاني حسام أبو صفية، قائد الطوافة الأخيرة المتجهة إلى الشمال، وقد وجد صعوبة في حبس دموعه في نهاية الأسبوع الماضي، عندما قال بصوت مكسور في مقابلة مع قناة الجزيرة "كل ما بنيناه أحرقوه. أحرقوا قلوبنا ومحوا ذاكرتنا وأخذوا ابني"، وذلك بعد أن قُتل ابنه إبراهيم أبو صفية (21 عاما) في غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة في جباليا بالقرب من المستشفى.

ويقول أثناسيوس جارجافانيس، طبيب الطوارئ وأخصائي الصدمات في منظمة الصحة العالمية، إنهم نجحوا، رغم القيود الإسرائيلية والحصار، في مهمتين لنقل المرضى، في الأولى نقلوا 14 مريضا، وفي الثانية 23 من الناس "الذين تعتبر مراقبتهم مسألة حياة أو موت. تظل أفعالنا محدودة للغاية".

ووصلت مها رضوان، وهي أم شابة من بيت لاهيا لم يعد لديها منزل واعتقل زوجها وابنها لا يستطيع التنفس، إلى المستشفى مع ابنها لمتابعة طب الأطفال قبل 3 أسابيع، وهي تقول إنها لم تعد تعرف هل ينبغي لها البقاء أم لا، "يوم الأحد كنا نياما عندما سمعنا انفجارا، ثم لم نر سوى الغبار والحجارة، وتطايرت الستائر، وصراخ الأطفال. لقد كان كابوسا حقيقيا".

مقالات مشابهة

  • كمال عدوان: نقدم خدمات بالحد الأدنى في ظل حصار الاحتلال
  • تواصل احتجاجات موظفي مستشفى عتق العام بسبب تدهور الخدمات الطبية
  • حصار مستشفى كمال.. عدوان يدخل يومه العاشر ونقص حاد في الكوادر الطبية
  • مصادر طبية فلسطينية: استشهاد عدد من الجرحى في مستشفى كمال عدوان شمال غزة
  • مصرع بطل كمال أجسام فى حادث على طريق المحلة - زفتى
  • طبيبان لـ300 ألف نسمة.. آخر مستشفى بشمال غزة يحتضر
  • الأمم المتحدة تعرب عن قلقها حيال تزايد عدد الشهداء في غزة
  • الصحة العالمية: نجحنا في تزويد مستشفى كمال عدوان بالإمدادات الطبية
  • مع اقتراب الشتاء.. "الأغذية العالمي" يحذر من مجاعة في قطاع غزة
  • يائير لابيد: نتنياهو يرسل الجنود إلى المعركة ويبيع دماءهم رخيصة (فيديو)