تحت الركام.. فيلم يحكي مأساة مستشفى كمال عدوان وصمود طاقمه
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
ويروي الفيلم الوثائقي "تحت الركام" الذي بثته منصة 360 قصة المستشفى في ظل ظروف عمل مستحيلة، ويقدم شهادات مؤلمة من كوادره، في محاولة لإظهار شجاعة طواقم طبية قررت ألا تستسلم رغم كل التهديدات والقصف المستمر.
وقبل اندلاع الحرب الإسرائيلية، كان مستشفى كمال عدوان واحدا من أفضل المستشفيات في القطاع، إذ يقول مديره حسام أبو صفية إنه كان متميزا في تقديم خدمة طب الأطفال بكافة تخصصاتها، لافتا إلى أن المستشفى نجح في وضع بروتوكول لطب الأطفال تم اعتماده وتعميمه على باقي المستشفيات في قطاع غزة.
وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تغير كل شيء مع سماع دوي القذائف والانفجارات، وهرعت الطواقم الطبية إلى المستشفى، وتم إعلان حالة الطوارئ، وكأن الجميع يعلم أن القادم سيكون أسوأ، حسبما قال عيد صباح، مدير التمريض.
ومع توافد المصابين بشكل غير مسبوق، بدأت الطواقم الطبية في تقديم الإسعافات الأولية، لكن المستشفى كان يعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية، والوقود، وحتى الكوادر الطبية.
وأفاد الممرض في قسم الجراحة أحمد معروف "بدأت المنظومة تنهار"، واصفا الوضع بأنه كان فوق طاقة المستشفى على التعامل معه، في حين أظهرت الصور التي عرضها الفيلم حجم الدمار والدماء المتناثرة داخل المستشفى والتي كانت تجسد الألم الحقيقي.
وفي هذا السياق، يقول أبو صفية إن الفريق الطبي كان يعمل بنظام المفاضلة، موضحا "من نعتقد أن لديه فرصة للنجاة نحاول إنقاذه، بينما نضطر لترك الآخرين".
وكانت أشد اللحظات قسوة حين كانت الطواقم الطبية تتخطى المصابين الممدين على الأرض بأعداد كبيرة، بعضهم كان يفارق الحياة قبل أن تصلهم الرعاية.
معاناة يومية
وعكست القصص التي روتها الطواقم الطبية المعاناة اليومية، حيث تحدث أحمد سالم، وهو ممرض في قسم العناية المركزية، عن اضطراره لترك بعض المرضى الذين لم يكن لديهم أمل في النجاة لإنقاذ آخرين، الأمر الذي كان يقابله الأهالي بالغضب والرفض.
ويضيف سالم بصوت يملؤه الألم "المئات من المرضى ماتوا بين أيدينا دون أن نستطيع تقديم شيء".
ولم يتوقف العدوان عند الحدود الخارجية للمستشفى، حيث استهداف الاحتلال أروقة المستشفى ومحيطه، في حين عمد مئات المدنيين للالتجاء إلى المستشفى اعتقادا منهم أنه سيكون أكثر أمانا من الشوارع، لكنهم كانوا مخطئين.
حالات الوفاة بين النساء الحوامل، وموت الأجنة داخل بطون أمهاتهم، وكذلك استشهاد الأمهات بينما أجنتهم أحياء، كانت مشاهد مروعة تعكس مدى الكارثة التي واجهها القطاع الصحي.
وكان استهداف الطواقم الطبية واضحا، حيث استشهد العديد منهم أثناء محاولتهم إسعاف المصابين، وكانت لحظة استشهاد أحد المسعفين مشهدا مؤلما نقلته عدسات الفيلم.
ولم تكن الأزمة مقتصرة على القصف والاستهداف المباشر، فمع نقص الوقود والأكسجين والأدوية، كانت الأقسام الحيوية مثل الحضانات تواجه خطرا حقيقيا، ويعلق أبو صفية "كان الوضع مأساويا".
ونقل الفيلم صورا مروعة عن الحصار الذي فُرض على المستشفى، حيث تم اقتحامه وتجريد الأطباء والمرضى من ملابسهم في محاولة لإظهارهم كمقاتلين.
وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، كانت المستشفى بلا ملامح، وقال أبو صفية "بدأنا بإعادة التأهيل والترميم، واستحداث بعض الأقسام".
وحتى لحظة إنتاج هذا الفيلم، قدّم مستشفى كمال عدوان 25 شهيدا من طاقمه الطبي، و10 آخرين ما زال مصيرهم مجهولا بعد اعتقالهم، لكن رغم كل شيء، يستمر الكادر الطبي في رسالته الإنسانية، متحديا الموت والدمار.
8/10/2024المزيد من نفس البرنامجالقيادي بحماس باسم نعيم يقدم رؤيته حول طوفان الأقصى في "وجهات نظر"play-arrowمدة الفيديو 01 minutes 58 seconds 01:58"يلا غزة".. فيلم يروي صمود وأحلام الفلسطينيين رغم الحصار والحروبplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 00 seconds 01:00ميكروفون في وجه مأساة.. فيلم يوثق التحول الصوتي في غزةplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 12 seconds 03:12المرزوقي: 3 سنوات في قصر قرطاج لم أنم ليلة سعيدا أو مرتاحاplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 23 seconds 02:23مصر كما لم ترها من قبل.. "رحلة" في القاهرة والإسكندرية والفيومplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 57 seconds 02:57الطاقة.. نظام جديدplay-arrowمدة الفيديو 47 minutes 13 seconds 47:13درع السيليكون.. كيف استطاعت تايوان تحويل أشباه المواصلات إلى سلاح دفاعي لها؟play-arrowمدة الفيديو 47 minutes 12 seconds 47:12من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الطواقم الطبیة arrowمدة الفیدیو أبو صفیة
إقرأ أيضاً:
الصحة الفلسطينية: الاحتلال بدأ هجومًا شاملًا على مستشفى كمال عدوان
صرح مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش مساء اليوم السبت، أن الجيش الإسرائيلي بدأ هجوما شاملا على مستشفى "كمال عدوان" شمالي القطاع.
وقال البرش: "قوات الاحتلال تطلب من الطواقم إخلاء مستشفى كمال عدوان فورا، مهددة حياة 80 مريضا".
وأضاف: "الاحتلال قصف المستشفى أثناء زيارة وفد من منظمة الصحة العالمية، واعتقل مصابا من بين أيدي وفد منظمة الصحة العالمية".
وشدد على أن "العالم أصبح يتعامل بلا مبالاة مع الفظائع التي يرتكبها الاحتلال بحق الطواقم الطبية والمرضى".
وزارة الصحة في غزة: قصف مكثف وعنيف جدا على مستشفى كمال عدوان واستهداف أقسامه بالقنابل ونيران الدبابات
ولفت مدير مستشفى "كمال عدوان" حسام أبو صفية إلى أن الجيش الإسرائيلي يشن "قصفا مكثفا وعنيفا جدا على المستشفى، بطريقة غير مسبوقة ودون أي سابق انذار على قسم الرعاية والحضانة".
وأضاف: "يتم القصف بالقنابل والمتفجرات ونيران الدبابات، مستهدفا إيانا مباشرة بينما نحن متواجدون داخل أقسام المستشفى".
وأكد أبو صفية: "نحمل العالم المسؤولية عما يحدث لنا، ونطالبهم بتحمّل مسؤولياتهم تجاه معاناتنا من غير المقبول أن يبقى العالم صامتا وغير قادر على حماية المنظومة الصحية. نحن نتعرض للهجوم أمام أعين الجميع، بينما يشاهد العالم بأسره، ومع ذلك لا يتدخل أحد في مواجهة هذه الهمجية".
وبشكل يومي، تواصل إسرائيل استهداف مستشفى "كمال عدوان"، ما يسفر عن وقوع قتلى وجرحى بين المرضى وأفراد الطواقم الطبية، بالإضافة إلى إلحاق أضرار كبيرة بالمستشفى، حسب تصريحات سابقة لأبو صفية.