قطر تعلن عن حملات دولية وإقليمية ضمن خارطة طريق السياحة
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
"أدهش نفسك" و"التوقف المؤقت في قطر" حملتان رئيسيتان لترويج للسياحة أعلن عنهما خلال فعالية أقامتها قطر للسياحة اليوم الثلاثاء في العاصمة الدوحة للكشف عن "خارطة طريق السياحة".
الفعالية التي حضرها أمس الاثنين الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري ركزت على أهمية السياحة، باعتبارها ركنا رئيسيا ضمن إستراتيجية قطر الهادفة لتنويع موارد الاقتصاد الوطني، ودعم مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها البلاد.
وتعد حملة "أدهش نفسك" -والتي انطلقت في 10 أسواق دولية- أحدث الحملات العالمية وتستهدف العائلات والأزواج والأصدقاء وتدعوهم إلى زيارة قطر، والاستمتاع بأجواء البهجة التي يمكنهم تجربتها في البلاد، وتسلط هذه الحملة الضوء على معالم الجذب في قطر والمشاعر الملهمة التي يمكن تجربتها.
كما تشجع الحملة الزوار بشتى فئاتهم على اغتنام هذه اللحظات وخلق أجمل الذكريات التي لا تنسى، بداية من جزيرة البنانا وصولا إلى سوق واقف المعروف بأجوائه النابضة بالحياة.
كما تم خلال الفعالية الإعلان عن نسخة جديدة من حملة "التوقف المؤقت في قطر"، والتي من المقرر إطلاقها في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتستهدف الحملة تسليط الضوء على مجموعة من أشهر معالم الجذب والتجارب الأكثر تميزا التي يمكن الاستمتاع بها خلال زيارة قصيرة لا تتجاوز 24 ساعة.
ومن المقرر أيضا إطلاق حملة منفصلة موجهة لدول مجلس التعاون الخليجي في منتصف الشهر الجاري، وذلك لتشجيع الزوار القادمين من دول المجلس على الاستفادة من أفضل العروض السياحية التي تزخر بها قطر.
رئيس مجلس الوزراء القطري يشارك في فعالية "خارطة طريق السياحة" (قطر للسياحة) بيئة مواتيةوخلال الفعالية قال رئيس قطر للسياحة سعد بن علي الخرجي إن قطر للسياحة تنتهج رؤية عصرية وإستراتيجية متطورة تسعى من خلالها إلى تعزيز القدرات التنافسية للقطاع السياحي، وتشجيع الاستثمار في تطوير البنية التحتية التي يتطلبها، وتوفير البيئة المواتية التي تضمن ازدهاره ومساهمته في دعم التنمية المستدامة وتنويع موارد الاقتصاد الوطني.
وأضاف الخرجي أن قطر للسياحة تعمل على إفساح المجال أمام القطاع الخاص وتذليل كافة المعوقات التي قد تحول دول تفعيل دوره في تحفيز النشاط السياحي، مما يتيح له المساهمة بدرجة أكبر في تحقيق الطموحات الوطنية الخاصة بتطوير القطاع السياحي وترسيخ مكانة قطر كوجهة سياحية رائدة عالميا.
من جانبه، سلط الرئيس التنفيذي لشركة "فيزيت قطر" (Visit Qatar) عبد العزيز علي المولوي الضوء على الدور الحيوي الذي تقوم به الشركة في تسويق الوجهة والترويج لفعاليات الترفيه والأعمال، والجهود المبذولة في تطوير معالم الجذب السياحي، وتنويع رزنامة فعاليات قطر بهدف تعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية رائدة عالميا.
الفعالية تضمنت إلقاء الضوء على أهم المواقع السياحية في قطر (قطر للسياحة) وجهة مثالية للعائلاتكما عبر المولوي عن انطلاقة "فيزيت قطر" كي تكون الذراع التسويقية والترويجية الرئيسية لقطر للسياحة والمعنية بمهمة تعزيز مكانة قطر كوجهة مثالية للسياحة العائلية، إذ توفر أعلى معدلات الأمان لزوارها وتحقق أعلى معايير التميز في كل ما تقدمه لهم من خدمات.
وأضاف أن الشركة تؤدي مهمتها بنجاح في الترويج السياحي لقطر وتحفيز الطلب عليها من قبل الزوار الدوليين عبر تنمية تراثها الثقافي الغني وتطوير المزيد من معالم الجذب والعروض السياحية وتعزيز رزنامة الفعاليات التي تقام على أرض قطر.
وتستعد المؤسسة نفسها حاليا لاستقبال موسم شتوي حافل بالمنافسات الرياضية والمهرجانات الثقافية، والتي يأتي على رأسها سباق الفورمولا وان الشهير والأنشطة النابضة بالحياة، والتي تُجرى في منطقة سيلين والحفلات الغنائية التي يحييها مجموعة من أشهر الفنانين بالمنطقة والعالم.
كما يشهد الموسم فعاليات أخرى ذات جماهيرية كبيرة، مثل معرض الدوحة للمجوهرات والساعات، ومهرجان قطر الدولي للأغذية، كما تستعد قطر أيضا لاستقبال عام 2025 بفعاليات وبطولات مثل مؤتمر قمة الويب وكأس العرب، لتتحول بشكل متسارع إلى واحدة من أكثر وجهات السفر في العالم.
الرزنامة الشهرية توفر معلومات مفصلة عن مواعيد الفعاليات وتوقيتاتها وأماكن إقامتها (قطر للسياحة) دليل إرشاديوأصبحت رزنامة فعاليات قطر -التي خضعت مؤخرا لعملية تجديد- بمثابة دليل إرشادي شامل للفعاليات الرئيسية التي تقام في جميع أنحاء البلاد، إذ توفر معلومات مفصلة عن مواعيد الفعاليات وأماكن إقامتها، مما يجعلها مصدرا رئيسيا للمهتمين بمعرفة ما يجري من فعاليات في البلاد.
وقال مدير إدارة المهرجانات والفعاليات المهندس أحمد حمد البنعلي إن "فيزيت قطر" تعمل على دعم النمو في جميع جوانب القطاع السياحي، وزيادة عدد الزوار القادمين من دول المنطقة والعالم عبر استضافة المعارض والمهرجانات والفعاليات بجميع أنواعها.
وأضاف البنعلي أن قطر تقدم على مدار العام رزنامة غنية بالفعاليات المتنوعة التي تلائم جميع الأعمار والاهتمامات، فقد تم تسجيل إلى أكثر من 600 فعالية، بداية من المهرجانات والأنشطة المفعمة بالحيوية، وصولا إلى الاحتفالات التي تواكب الأعياد والمناسبات وشهر رمضان الفضيل والفعاليات الدورية خلال العام الجاري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قطر للسیاحة معالم الجذب الضوء على فی قطر
إقرأ أيضاً:
مهرجان الظاهرة السياحي خذلان التوقيت وتجويد المحتوى
لا شك أن المهرجانات والمعارض محليا وإقليميا وعالميا فرصة تواصل رائعة يمكن استغلالها للترويج لكثير مما يتعلق بالمكان محل الحدث، أو بالجهة أو الشخص المنظم للحدث أو للركن في معرض أو مهرجان ما، كما أنه لا شك في أن ينبغي في كل ذلك حسن التنظيم ودراسة الجدوى، ولا ينبغي أن تكون الجدوى مجرد الحضور واستنزاف الموارد، كما لا ينبغي أن تكون تلك الجدوى مادية فحسب، وإلا لكانت جدوى مؤقتة وفائدة منقطعة، لكن ما يعول عليه في مثل هذه الفعاليات وهذه التظاهرات التواصلية هو الجدوى الثقافية المعرفية قبل كل شيء، ثم العبور منها لجدوى استثمارية سياحية اقتصادية، و أخرى اجتماعية قيمية يحتفى بها وترسخ في الذاكرة.
حديث مقالة اليوم عن لامركزية عمل المحافظات والتنافسية الواضحة بينها، ومع الحديث عن تعزيز اللامركزية وتمكين المحافظات تأكيدا لخصوصية المكان وتقديرا لتنوع المعطى الثقافي باختلاف الجغرافيا والموروث الشعبي ماديا كان أو معنويا، في معرض الحديث عن تنافسية عمل المحافظات عاما بعد عام لا بد من الإشارة إلى جهود التغيير والسعي لتطوير المشاريع التنموية التي نترقب معايشتها واقعا ملموسا وجدوى مستدامة، ومع تلك الجهود وذلك السعي نتابع مهرجانات الشتاء في مختلف المحافظات استغلالا لهذا الموسم من العام حيث تنعم البلاد ببرودة الطقس وإجازة المدارس معا، ومن تلك المهرجانات «مهرجان الظاهرة السياحي 2025»وما اختيار هذا المهرجان تحديدا إلا توظيف للمتابعة والتأمل بحكم القرب وتعدد الزيارات.
مهرجان الظاهرة السياحي في نسخته الثانية هذا العام هو يقينا فرصة للكثير من الممكن والأكثر من التمكين، فيه فسحة ومجال للترويج عن محافظة الظاهرة ومعالمها السياحية والتراثية، إلى جانب كونه فرصة لعدد المستفيدين من أبناء المحافظة من الباحثين عن عمل والأسر المنتجة وأصحاب المشروعات المنزلية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ولا ينبغي هنا إغفال تطور نسخة هذا العام عن العام الماضي تطورا نوعيا واضحا، إذ تتميز هذه النسخة بتضمنها كثيرا من الفعاليات المستهدفة مختلف الفئات العمرية والتي من شأنها إثراء تجربة الزوار، إلى جانب القرية التراثية التي تجسد القلاع والحصون تاريخا تتميز وتفخر به ولايات المحافظة، موروث ولايات الظاهرة الثلاث من حرف تقليدية وفنون شعبية وأنماط للعيش والحياة قديما وحديثا كان محط إعجاب وتقدير من زائري المهرجان مواطنين ومقيمين.
لكن مع كل الثناء لا بد من وقفة لنقد الذات وتقييم الحدث، خصوصا مع نهاية المهرجان الذي انطلق في ميدان الفعاليات بمحافظة الظاهرة خلال الفترة من 2 إلى 31 يناير 2025، مقدما تجربة مميزة تجمع بين الترفيه والثقافة والتراث، وإن كان من ملاحظات تأملتها شخصيا كما سمعتها من آخرين من الزوار فالتوقيت والترويج، إذ أخطأ منظمو المهرجان في اختيار توقيته الذي توافق في أغلبه مع فترة اختبارات المدارس، ولو أنه تأخر لأسبوعين أو أكثر لحقق معدل زيارات أعلى وجدوى ثقافية أكبر مع الجدوى المادية بطبيعة الحال، ثم يأتي الترويج والتسويق لهذا الحدث السنوي، وإنني ما زلت أستغرب ضعف التواصلية بين المؤسسات رغم الشراكات والتعاون( وهي مشكلة عامة في كل سلطنة عمان إذ لا يجد الترويج عناية أو اهتمام غافلين عن أن ثلثي الربح في الترويج) وحين أقول ذلك فإنني أستحضر ما هو ممكن من شراكات واضحة، فلا أقل من استهداف دوائر الإعلام بالمؤسسات التعليمية والثقافية والتربوية بالمحافظة كونها محل منتسبيها الموظفين من غير العمانيين عربا وغير عرب ممن يجدون متنفسا ثقافيا ومتعة روحية في زيارة المهرجان والتعرف على كثير من معطيات الظاهرة ثقافيا وسياحيا، وليس الحديث هنا عن الترويج الشخصي عبر أفراد زاروا المهرجان وأخلصوا للمكان بنقل التجربة لغيرهم، إنما عن الجهد المؤسسي والترويج المستمر واقعيا ورقميا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
رغم اتساع ميدان الفعاليات الذي تميز بتوسعته الجديدة، مع مداخل ومخارج مطورة لتسهيل الحركة وتقليل الازدحام، إلا أن ضعف التسويق واختيار التوقيت لم يخدم تلك الجهود التطويرية التي كان من الممكن معها تفعيل المساحة غير المستغلة من المكان وتمكين أكبر عدد ممكن من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بدلا من العدد المحدود داخل القرية التراثية، وما كثافة الزوار الممكنة والملحوظة خلال المهرجان إلا في نهاية الأسبوع مع الحفلات الفنية التي أحسبها الأعلى حضورا، كما ينبغي التنويه إلى ضرورة مراقبة أسعار الألعاب الموجودة حتى عجز المواطن العادي من تسلية أطفاله رغم زيارته، وإني لأعجب من شركة أو جهة تقبل دفع رسوم التشغيل لهذه الألعاب طوال مدة المهرجان رافعة الأسعار لتبقى تلك الألعاب ميدانا تصفر فيه الريح ويتناهبه البرد وحسب، ولو أن الأسعار خفضت للنصف أو الربع حتى لزاد الإقبال عليها وبارك الله لهم في رزقهم بتيسيرهم على البسطاء!
ختاما: شكرا للقائمين على صنع الاختلاف والسعي للتميز بتأسيس مراكز جذب ودوائر تشغيل في كافة أرجاء بلادنا الغالية، كل ذلك الإخلاص في الجهد لا بد أنه مرآة المواطنة الحقة والانتماء الصادق لوطن جديرٍ بالسعي حريٍّ بالإخلاص، وما ملاحظات التقييم والتطوير إلا بعض إخلاص المتلقي كذلك في صدق النصيحة وصولا للتجويد والإبداع والتكامل، بعيدا عن كمال لا ندّعيه، أو تزلف لا نقبله.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية