قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن حزب الله اللبناني بدأ يستعيد إمكانياته القتالية وقدراته الصاروخية بشكل كامل، وذلك في أعقاب الموجة الأخيرة من الرشقات الصاروخية التي استهدفت مدينة حيفا ومناطق في إصبع الجليل شمال إسرائيل.

وأعلن جيش الاحتلال أن هناك 105 صواريخ أطلقت من جنوب لبنان تجاه شمال إسرائيل، على دفعتين، وخاصة مدينة حيفا وعدة مستوطنات بالجليل، وذلك بعد دقائق من خطاب ألقاه نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله.

وأوضح الفلاحي، في تحليل للمشهد العسكري، أن هناك تصاعدًا في عمليات إطلاق الصواريخ، خاصة نحو الداخل الإسرائيلي، مشيرا إلى أن استهداف حيفا وميناءها يعني ضرب أهداف إستراتيجية ذات طابع عسكري واقتصادي في آن واحد.

وأضاف أن توجيه الصواريخ نحو منطقة الكريوت يشير إلى استهداف أهداف مدنية وأخرى ذات طابع اقتصادي، مما يعد تطورا كبيرا مقارنة بالفترة السابقة التي اقتصرت فيها الهجمات على منطقة الجليل الأعلى.

وأكد الخبير العسكري أن توزيع الرشقات الصاروخية بين حيفا وكريات شمونة في وقت واحد يدل على أن منظومة القيادة والسيطرة لدى حزب الله بدأت تعمل وتنسق بشكل جيد.

وأوضح أن هناك تقسيما للواجبات في عملية التنفيذ، حيث يتم استهداف المناطق التي تؤثر على عمل القطاعات العسكرية في إطار الهجوم البري، بالإضافة إلى استهداف الأهداف ذات الطابع الإستراتيجي والحيوي في عمق الأراضي المحتلة.

مؤشر لفشل التصدي

وأشار الفلاحي إلى أن وصول هذه الصواريخ إلى أهدافها رغم الاستنفار الكبير لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية يعد مؤشرا على فشل في عملية التصدي، وقدرة حزب الله على الوصول إلى أهدافه.

وفيما يتعلق بتوقيت إطلاق هذه الرشقات الصاروخية، أكد الفلاحي وجود تنسيق واضح بين إلقاء خطاب قاسم وعملية إطلاق الصواريخ، معتبرا ذلك رسالة تؤكد على الصمود والتصدي والمواجهة، وأن حزب الله قد استوعب الضربات التي تعرض لها خلال الفترة الماضية.

وحول بنك الأهداف لدى حزب الله، أوضح الخبير العسكري أنه كبير ومتنوع، مشيرا إلى أن الأهداف العسكرية متحركة من منطقة إلى أخرى، مما يعني أن عمليات الإطلاق قد لا تقتصر على منطقة الجليل الأعلى فقط، بل تتوزع على مناطق متعددة حسب توزيع القطاعات العسكرية الإسرائيلية.

وعن أهمية استهداف ميناء حيفا، أكد الفلاحي أنه يعتبر هدفا إستراتيجيا كونه مقرا للقوات البحرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى كونه هدفا اقتصاديا مهما.

وأوضح أن تكرار الضربات على هذه المنطقة يهدف إلى ضمان إصابة الأهداف المقصودة وتحقيق التدمير المطلوب.

ويرى الخبير العسكري أن استهداف مناطق الجليل يؤثر على العمليات العسكرية الإسرائيلية باتجاه الأراضي اللبنانية، حيث تعتبر هذه المناطق مساندة وداعمة لوجستيا للقوات الإسرائيلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الخبیر العسکری حزب الله

إقرأ أيضاً:

من حيفا 1948م إلى غزة 2025م: التهجير القسري مستمر.. والمقاومة لا تنكسر

 

 

في 22 أبريل 1948، اجتاحت العصابات الصهيونية مدينة حيفا لتنفيذ واحدة من أبشع المجازر، حيث راح ضحيتها أكثر من 150 شهيدًا من المدنيين الفلسطينيين، إضافة إلى عشرات الجرحى. بدأ العدوان بقصف مدفعي عنيف، تلاه اقتحام المنازل وإطلاق النار العشوائي على السكان العزل. الآلاف من العائلات الفلسطينية فروا نحو ميناء المدينة في محاولة للنجاة، لكن رصاصات الاحتلال طاردتهم هناك، ليُجبروا على التهجير القسري.
ما حدث في حيفا كان جزءًا من خطة صهيونية شاملة لطرد الفلسطينيين من مدنهم وقراهم، وتفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين. خطة “دالت”، التي كانت تهدف إلى طرد الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم، شملت العديد من المدن الفلسطينية الكبرى مثل يافا، واللد، والرملة، وصفد. في ذلك الوقت، كانت الأنظمة العربية متخاذلة، ولم تُظهر القدر الكافي من الإصرار على دعم فلسطين، مما سمح للاحتلال بتنفيذ المجازر دون مقاومة حقيقية. بل وصل الأمر في بعض الحالات إلى التواطؤ ضد القضية الفلسطينية، حيث تواطأ بعض القادة العرب مع الاحتلال الصهيوني أو اختاروا الحياد، مما سمح له بمواصلة انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني.
على مدار سنوات، كانت القضية الفلسطينية محط نقاش في القمم العربية، لكنها بقيت حبرًا على ورق دون تأثير حقيقي. أما في عام 2025، تغير المشهد بشكل جذري. لم تعد فلسطين مجرد قضية تُطرح في الخطابات الرسمية، بل أصبحت جوهرًا لحراك المقاومة في المنطقة. اليوم، يتألف محور المقاومة من اليمن، لبنان، العراق، إيران، بالإضافة إلى كل الأحرار حول العالم الذين يرفضون الصمت ويؤمنون بحق الفلسطينيين في التحرر والعودة. هذه القوى لم تكتفِ بالشعارات، بل اتخذت خطوات عملية لدعم غزة في صراعها ضد الاحتلال، مؤكدة أن تحرير الأرض الفلسطينية ليس مجرد حلم، بل هدف واقعي يُسعى لتحقيقه.
اليمن، بقيادة السيد القائد عبد الملك الحوثي، يقدم مثالًا حيًا يثبت أن المقاومة الحقيقية لا ترتكز على دعم الأنظمة العربية التي تقاعست عن مساندة القضية الفلسطينية، بل تعتمد على القوى التي تؤمن بحق الشعوب في التحرر والكرامة. وفي ظل تهاون الأنظمة العربية في تقديم الدعم الجاد لفلسطين، كان هناك رجال من محور المقاومة في اليمن ولبنان والعراق وإيران، إلى جانب أحرار العالم الذين يقفون بكل إخلاص مع القضية الفلسطينية ويكرسون جهودهم لدعمها بكل ما يملكون.
لكن في المقابل، وإلى اليوم، لا يزال التآمر من بعض الأنظمة العربية مستمرًا، حيث يتواصل التخاذل تجاه القضية الفلسطينية، بل وأحيانًا يتخذ شكل التواطؤ المباشر مع الاحتلال. وفي هذا السياق، برزت خطوات التطبيع من قبل بعض القادة العرب مع الكيان الصهيوني، مما يعمق الجراح الفلسطينية ويمنح شرعية للاحتلال. في وقتٍ يتعرض فيه الشعب الفلسطيني في غزة لعدوان متواصل وتهجير قسري جديد، نجد أن بعض الأنظمة العربية تفضل المساومات السياسية مع الاحتلال الصهيوني أو تبدي انحيازًا لأجندات خارجية على حساب الدعم الفعلي لفلسطين. هذا التواطؤ المستمر، بما في ذلك التطبيع، يعمق الجراح الفلسطينية ويعطي شرعية للاحتلال، في وقت كان يجب فيه أن تكون الأمة العربية جبهة موحدة خلف فلسطين.
الوضع في غزة اليوم ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل هو صراع وجودي ضد الاحتلال الذي يستهدف شعبًا صامدًا على أرضه. وكما لم يتمكن الاحتلال من كسر إرادة الفلسطينيين في 1948، فإنه اليوم يواجه مقاومة متجذرة وشعبًا يرفض الخضوع. في الماضي، كانت الحسابات السياسية تمنع الدعم الفعلي، أما اليوم، فإن غزة تقف على خط المواجهة، مستندة إلى محور مقاومة يزداد قوة وثباتًا. رغم سعي الاحتلال لتكرار المآسي السابقة من تهجير وقمع، إلا أن غزة اليوم تقف بثبات، عصية على الانكسار.
ختامًا.. ورغم التخاذل الذي خذلت فيه الأنظمة العربية القضية الفلسطينية لعقود، يبقى محور المقاومة صامدًا في تأكيده أن فلسطين ليست قضية دول ومصالح بل قضية حق وعدالة لا يمكن التنازل عنها. محور المقاومة لن يتخلى عن القضية الفلسطينية مهما كانت التحديات، وسيظل يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى تحقيق النصر. وكما قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي: “لستم وحدكم، فالله معكم، ونحن معكم. نتألم لآلامكم، نحزن لحزنكم، ونتحرك بكل ما نستطيع لنصرتكم.” هذا الالتزام الثابت يعكس عزيمة المقاومة التي لن تتوقف حتى تتحقق العدالة والحرية لفلسطين.

مقالات مشابهة

  • مجلة "داون" تسلط الضوء على "الزينيبات" في اليمن.. الجناح النسائي العسكري للحوثيين وأنشطتهن (ترجمة خاصة)
  • خبير يوضح أهمية تطوير السيدة عائشة وتحويلها لمنطقة سياحية حضارية
  • خبير عسكري: مخطط تهجير الفلسطينيين مستمر.. وحماس لن تتخلى عن سلاحها
  • من حيفا 1948م إلى غزة 2025م: التهجير القسري مستمر.. والمقاومة لا تنكسر
  • روسيا تعلن استهداف اجتماع عسكري في سومي بصاروخين باليستيين
  • أبرز محطات استهداف مستشفيات غزة خلال الحرب الإسرائيلية
  • خبير عسكري: هذه رسائل القسام من عودة تفجير المنازل المفخخة
  • الحوثيون يعلنون استهداف “إسرائيل” بصاروخين ومسيرة.. و”ثاد” الأمريكية تعترض أحد الصواريخ
  • خبير عسكري: صواريخ الحوثيين تحقق غايتها وأميركا فشلت بتحييدها
  • محلل عسكري أمريكي: فنزويلا قد تلجأ لـعمليات المنطقة الرمادية لغزو جويانا