المحكمة عن سفاح التجمع: الأذكى بين أفراد أسرته.. والإفتاء: جزاؤه الإعدام
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
لم يجُل بخاطره أن جثمانها الذي لم يواريه التراب سيكون طرف الخيط الذي سيكشف ستره ويفضح جرائمه.. جرائم الشاب كريم محمد سليم المعروف لدى الجميع بـ«سفاح التجمع».
منتصف شهر مايو الماضي.. نفذ سفاح التجمع جريمة قتل ضحيته الثالثة أميرة، ربة منزل.. طوق عنقها بـ«كرافتة» وأحكم قبضته عليها.. غير مبال بالصرخات التي انطلقت من الضحية.
صباح يوم السبت 24 أغسطس الماضى.. أصدرت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار ياسر أحمد الأحمداوي، قرارا بإحالة أوراق قضية الدعوى 3962 لسنة 2024، جنايات القطامية، والمقيدة برقم 1279 لسنة 2024 كلي القاهرة الجديدة، والمُدان فيها كريم محمد سليم، إلى فضيلة مفتى الديار المصرية.. عما أسند إليه من اتهامات بقتل 3 فتيات والتخلص من جثثهن في صحاري القاهرة والإسماعيلية وبورسعيد.. وبتاريخ 9/9/2024 الموافق يوم الاثنين السادس من ربيع الأول لسنة 1446 هجريا، أودعت دار الإفتاء المصرية تقريرها والثابت به إجابة فضيلته على النحو التالي «إنه لما كان المقرر عند فقهاء الشريعة أنَّ خنق شخصاً بأداة ( رابط ملابس ) أو نحوه قاصداً القتل ونجم عن فعله القتل غالباً.. فذلك من قبيل القتل العمد الموجب للقصاص شرعاً إعمالاً لقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم (178) ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون (179) سورة البقرة».
أضاف تقرير دار الإفتاء المصرية: فإذا ما أقيمت هذه الدعوى بالطرق المعتبرة قبل المتهم كريم محمد سليم عبد المجيد نصر، ولم تظهر في الأوراق شبهة تدرأ القصاص عنه، كان جزاؤه الإعدام قصاصاً لقتله المجني عليهن نورا (مجهولة الهوية) ورحمة أحمد صابر محمد وأميرة أشرف عبد الله عبد الله طلبة، عمداً جزاء وفاقا».
سفاح التجمع.. من الأذكياء وليس مريضا نفسياوعقب تسلم محكمة جنايات القاهرة، تقريرا برأي مفتي الديار المصرية عن سفاح التجمع والذي أكد أنه لا وجود لشبهة تمنع القصاص منه.. كما أجابت المحكمة في حيثات حكمها عن طلب دفاع المتهم بعرضه على الطب النفسي وأنه يعاني من مرض نفسي.. حيث أكدت المحكمة بمطالعتها للتحقيقات وأوراق الدعوى أنها ترى أن المتهم لم تثبت إصابته بأي أمراض نفسية أو عصبية أو عقلية سابقة أو معاصرة أو لاحقة على الدعوى بل كان من الأذكياء بين أفراد أسرته.
أضافت المحكمة في حيثات الحكم أن المتهم اشتهر بذلك بين زملائه في الداخل والخارج، يقصد الأفعال التي يقدم عليها وينتقيها، ارتكب جرائم عمدية في الصغر، واعتاد عليها وتمكن من الفرار من الملاحقة الشرطية في الدولة الغربية.. واختلط حال عودته إلى مصر بالمواطنين المصريين وبات معلماً بأعالي المدارس الخاصة.. ونظراً لقدرته اللغوية الفائقة، صار معلماً للغة الانجليزية على مواقع التواصل الاجتماعي وحصد ملايين المشاهدات والإعجاب والمتابعين وحصد منها الوفير من الأموال.. بل تجاوز ذلك وراح محل أنظار الشركات الخاصة ليكون عارضاً لمنتجاتها.
سفاح التجمع من أسرة ملتزمةوكشفت المحكمة فى حيثات الحكم عن أن المتهم اعترف في التحقيقات التي أُجريت معه، أن والديه قد ربياه على التدين، إلا أنه عندما كبر سمع من أصدقائه عن العلاقات التي حاول والديه إخفاءها عنه، وبدأ في طريق مخالف عن تربية والديه، بشرب الكحوليات في سن 14 عاما، ومارس الافعال الغربية وغير المالوفة مع العديد من النساء وتعاطي المواد المخدرة.
أضاف المتهم أنه تعرض للحبس في الولايات المتحدة خلال دراسته بالجامعة بسبب تعديه على أحد الأشخاص وتعاطيه المواد المخدرة أثناء القيادة، فهرب إلى مصر وتعرف على زوجته التي كانت أيضا تتعاطى المواد المخدرة، وانتهت العلاقة بابتعاد زوجته عنه، والبحث عن ممارسات لإثبات ذاته.
سفاح التجمع ينتقم من ضحاياه بعد هروب زوجتهقالت المحكمة في حيثيات حُكمها، إن واقع الدعوى حسبما استقرت في عقيدة المحكمة، واستخلاصا من كل أوراقها والتحقيقات التي جرت فيها وما دار بشأنها في جلسات المحاكمة تتحصل في أن المتهم كريم محمد سليم، مصري الجنسية، نشأ صغيرًا مع والديه -في مجتمع غربي غلبت فيه حب المادة على القيم النبيلة والفضيلة- فبات باحثًا منذ نعومة أظافره عن الشهوة الحرام واشتهر بين أخلائه بذلك وبات المعين لهم في تدبير تجمعاتهم.
أضافت المحكمة: المتهم مارس الأعمال التجارية، غير أنه كفر ولم يحمد الله على ما أنعم عليه به، إذ انغمس في طريق الشيطان، فتعاطى المواد المخدرة والأعمال المنافية للآداب، غير عابئ بزوجته وابنه وخسر زوجته التي هرعت هربا خارج البلاد لتنجو بنفسها من بوائقه، فأضمر في نفسه الشر المتقد للنساء جميعا، وأخذ ينتقم من النساء ليؤكد لنفسه قدرته الجامحة على إثبات ذاته، وإذ سولت له نفسه الأمارة بالسوء الدخول على العديد من المواقع التي تعرض مادة ومحتوى غير مألوف للمجتمع وجد ضالته في أحد المواقع التي تنشر وتبيح له الأفعال التي ارتكبها مع ضحاياه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سفاح التجمع المواد المخدرة کریم محمد سلیم سفاح التجمع أن المتهم
إقرأ أيضاً:
المجرم سعدون صبري يكشف تفاصيل إعدام أفراد من آل الحكيم والمرجع باقر الصدر
2 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: كشفت الاعترافات التي أدلى بها المجرم سعدون صبري، الذي شارك في تنفيذ جريمة إعدام المرجع الديني السيد محمد باقر الصدر وشقيقته الشهيدة بنت الهدى عن تورط شخصيات رفيعة المستوى في السلطة خلال الحملة القمعية الوحشية التي قادها صدام حسين.
في بداية اللقاء، بدأ المحقق بالتوجه نحو المجرم صبري قائلاً: “نحن بصدد الاطلاع على تفاصيل اعترافات المجرم صبري، التي تشير إلى تورط مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى في هذه العملية. حدثنا عن ما جرى في تلك الفترة وما كانت التعليمات الصادرة؟” ليجيب صبري بصوت منخفض وعلامات التوتر بادية عليه: “في عام 1983، طلب مني فاضل براك اعتقال رجال عائلة الحكيم في النجف الأشرف.”
ثم تابع المحقق استفساراته: “وكيف تمت عملية التنفيذ؟” ليواصل صبري روايته قائلاً: “اتصلت بمدير أمن النجف آنذاك، نوري علي فهد، وتسلمت منه المطلوبين. ثم وجه فاضل براك بتنفيذ الإعدام باثنين من أفراد عائلة الحكيم بحضور أحد أقاربهم.”
سأله المحقق مجددًا: “هل شاركت أنت في تنفيذ حكم الإعدام؟” ليجيب صبري: “نعم، نفذنا حكم الإعدام بالسيد عبد الوهاب الحكيم والسيد أحمد الحكيم. وفيما يتعلق بقتل السيد الصدر، صدر أمر من مدير الأمن العام، فاضل براك، باعتقاله وشقيقته.”
كما استفسر المحقق عن تفاصيل مراقبتهم للسيد الصدر قبل اعتقاله، ليرد صبري قائلاً: “كنا نراقب ‘تلفون’ السيد محمد باقر الصدر، حيث رصدنا وفوداً تذهب للنجف لمبايعته. وبناءً على ذلك، وجه البراك باستقدام السيد الصدر وشيخ معه يدعى فاضل.”
وعن عملية اعتقال السيد الصدر، أوضح صبري قائلاً: “مدير أمن النجف، أكرم سعيد، نفذ عملية اعتقال السيد الصدر وشقيقته، حيث تم اعتقال السيد الصدر بالشعبة الثانية في بغداد، بينما تم اعتقال شقيقته في الشعبة الخامسة.”
استمر المحقق في سؤاله حول دور الفرق الأمنية في عملية الإعدام، ليقول صبري: “فاضل براك وجهني أنا والنقيب هيثم عبد العزيز وعلي عبد الله ونقيب صالح السامرائي لتنفيذ الإعدام. وقد تحدث أيضاً المجرم هيثم عبد العزيز قائلاً: ‘مدير الأمن العام آنذاك وجهني بالإشراف على عملية الإعدام’.”
وفي السياق ذاته، سأله المحقق عن اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ الحكم، ليروي صبري بتأثر قائلاً: “السيد الصدر ودع شقيقته قائلاً لها: ‘ملتقانا الجنة’. وبعد ذلك، نفذت عملية إعدامه بصلية من (غدارة). وفيما يتعلق بالشهيدة بنت الهدى، فقد قُتلت بكلاشنكوف أو بواسطة (غدارة).”
وعن التعليمات التي صدرت بعد تنفيذ الإعدام، أفاد صبري قائلاً: “نعم، فاضل مرعي وجه بتسليم جثة السيد الصدر لأهله في النجف الأشرف.”
About Post Author Admin
See author's posts