موقع 24:
2025-02-08@18:47:52 GMT

خطاب النصر الوهمي المستمر

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

خطاب النصر الوهمي المستمر

في واقع مليء بالغرائب والتناقضات، تبدو عقول جماعات الإسلام السياسي وكأنها اختارت الانفصال التام عن الواقع. فبينما تشاهد بأمّ عينيك مشاهد الدمار والخراب، تُفاجأ بخطاب يُلقيه أحد قادتهم المتوهمين، يهنئ فيه نفسه وشعبه والأمة العربية بـ"النصر المبين".

طبعاً، النصر ليس في استعادة أرض أو تحرير مدينة، بل في قدرتهم الأسطورية على الصمود تحت الأنقاض، مع كل بيت يُهدم، وكل روح تُزهق.

هؤلاء القادة لا يرون الخراب الذي يحيط بهم، بل يعتبرونه جزءاً من “التضحية الضرورية” في سبيل النصر المزعوم، وكأن موت الأبرياء وتدمير المدن هو طريق النصر.
وإن سألتهم عن خططهم للمستقبل، ستسمع إجابات تشعرك وكأنك تتحدث إلى أشخاص يعيشون في عالم موازٍ. يُحدثونك عن "التحرير القريب"، و"الانتصارات القادمة"، رغم أن الأرض تئن تحت وطأة الخسائر، والشعب يعيش في كابوسٍ لا نهاية له. في عقولهم، كل معركة خاسرة هي خطوة نحو النصر، وكل هزيمة هي بداية انتصار جديد. كأنهم يقرأون كتاباً من صفحات وهمية، لا يعرفها سواهم.
الأدهى من ذلك، أن هؤلاء القادة لا يخجلون من الكوارث التي جرّوها على شعوبهم، بل يطالبون الآخرين بأن يمدوهم بالدعم والمساعدة، وكأنهم يقودون مشروعاً ناجحاً يحتاج فقط لبعض التمويل كي يصل إلى النهاية المرجوة. بل ويتمادى البعض في نقد الدول التي لا تسارع إلى مساعدتهم، ويصفها بأنها "خانت القضية"، و"تخلت عن واجبها". وكأن لسان حالهم يقول: "نحن نقرر، نخسر، وأنتم تدفعون الثمن".
المفارقة الساخرة تكمن في أن الجماعات المسلحة لا تتورع عن مدح القوى الخارجية التي تدعمهم بالسلاح والعتاد، تلك القوى التي لا همّ لها سوى تحقيق أهدافها الجيوسياسية على حساب أرواح الناس ومستقبلهم. يُمتدح الدعم العسكري ويُعتبر من علامات "الصمود"، في حين يتم انتقاد كل من لا يشارك في تمويل المغامرات الفاشلة، وكأنهم لم يلاحظوا أن دعم هذه القوى لم يُجلب لهم سوى المزيد من الدمار. ويستمرون في العزف على أوتار المقاومة والمواجهة، بينما شعوبهم غارقة في الدمار.
التناقضات هنا لا تنتهي. كيف لجماعة تُطالب بالدعم أن تعيب على الآخرين عدم الانخراط في حروبها؟ كيف لمن يمدح من يُسلّح ويُحرّض، أن ينتقد من يسعى للسلام أو الابتعاد عن الصراع؟ إنها عقلية غريبة لا تدرك حجم المفارقة التي تعيشها. بالنسبة لهم، الحياة حرب لا تنتهي، حتى لو انتهت الحياة نفسها. المهم أن تستمر المعركة، وأن يبقى الوهم حياً.
وفي كل مرة تُعلن فيها جماعة عن "انتصارها"، تجد الأرض قد اكتظت بمزيد من القبور، والبيوت تحولت إلى ركام، والناس يقتاتون من بقايا حياة كانت يوماً ما طبيعية. ومع ذلك، يستمرون في الحديث عن "التقدم". ولكن التقدم الوحيد الذي حققوه هو في فن التهرب من المسؤولية، والقدرة على تحويل الخسائر إلى أمجاد في أذهانهم فقط.
عندما سُئل علي عزت بيغوفيتش عن سبب قبوله بالتنازل عن جزء من أرض بلاده، أجاب "ذهبت الأرض، لكن بقي الشعب". في إشارة إلى أن الحفاظ على حياة الناس وحريتهم أهم من التمسك بالأرض، وأن التضحية بجزء من الوطن أهون من فقدان الشعب بأكمله في ظل ظروف صعبة ومصيرية.
شتان ما بين موقف علي عزت بيغوفيتش، الذي ضحى بجزء من أرضه حفاظاً على شعبه، وبين تجار الدين والسياسة، الذين يتاجرون بشعوبهم، وأراضيهم لتحقيق مكاسب شخصية رخيصة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 174 مواطناً من جنين وطوباس خلال العدوان المستمر

قال نادي الأسير الفلسطيني اليوم الخميس، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت واحتجزت 174 مواطناً من محافظتي جنين وطوباس منذ بداية العدوان الأخير على هاتين المحافظتين، وأوضح النادي في بيان له، أن العدوان الذي استمر لمدة 17 يوماً في جنين ومخيمها أسفر عن اعتقال ما لا يقل عن 120 مواطناً، بينما بلغت حالات الاعتقال في محافظة طوباس 54 حالة، معظمها في بلدة طمون.

 

وأشار البيان إلى أن العشرات من المعتقلين في المحافظتين خضعوا للتحقيق الميداني، في حين تعرض العديد منهم للضرب المبرح والاحتجاز التعسفي، بالإضافة إلى عمليات التنكيل الممنهجة التي مارسها الاحتلال بحقهم.

 

ويستمر الاحتلال في عدوانه على محافظات جنين، وطولكرم، وطوباس منذ أكثر من أسبوعين، مما أسفر عن استشهاد 29 فلسطينياً، وإصابة عشرات آخرين، بالإضافة إلى اعتقالات واسعة، وتدمير المنازل، وعمليات نزوح قسري للسكان، كما تعرضت الممتلكات والبنية التحتية لتدمير واسع، في وقتٍ يشهد فيه الوضع توتراً شديداً.

 

ومنذ بدء العدوان، فرض الاحتلال إجراءات تعسفية عند الحواجز العسكرية التي أقامها قرب معظم مداخل ومخارج المحافظات في الضفة الغربية، بالإضافة إلى إغلاق معظم بوابات القرى والبلدات، وتهدف هذه الإجراءات إلى تفجير الأوضاع، ما يسهل عملية ضم الضفة الغربية، وهو ما تجلى في الهجمات الوحشية التي تشنها عصابات المستوطنين ضد المواطنين، وممتلكاتهم، ومنازلهم، وأراضيهم، ومقدساتهم.

 

مسعود بزشكيان يؤكد: إيران لا تسعى للسلاح النووي وترفض سياسة القتل والدمار

 

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في تصريحات أدلى بها خلال لقائه سفراء دول خارجية بمناسبة الذكرى السنوية 46 لانتصار الثورة الإيرانية، أن الحرب ليست في مصلحة بلاده وأن إيران لا تبحث عن السلاح النووي، وأضاف بزشكيان أن الاستراتيجية الدفاعية الإيرانية لا تشمل الأسلحة النووية، وأن إيران تتمسك بفتوى شرعية تحرم استخدام أسلحة الدمار الشامل.

 

وأشار بزشكيان إلى أن إيران قد فتحت مراكزها النووية للتفتيش الدولي، مؤكدًا التزام طهران بالشفافية التامة بشأن برنامجها النووي، الذي تصر دائمًا على أنه مخصص للأغراض السلمية فقط، وأوضح الرئيس الإيراني في تصريحاته أنه لا مكان للأسلحة النووية في استراتيجية الدفاع الإيرانية، مشيرًا إلى أن بلاده ترفض سياسة القتل والدمار في العالم.

 

وفيما يتعلق بالانتقادات الإسرائيلية، أكد بزشكيان أن إسرائيل "تبث مزاعم ضد إيران وتدعي الدفاع عن حقوق الإنسان"، مشددًا على أن العالم سيشهد الأمن والسلام عندما يتم احترام حقوق الإنسان بشكل كامل، وأضاف بزشكيان: "من حق الإنسان أن يتم احترام حقوقه، وسينتفض المظلومون يومًا ما في وجه الظالمين".

 

وتطرق الرئيس الإيراني إلى العلاقات الدولية، مؤكدًا أن بلاده ترغب في إقامة علاقات ودية مع جميع الدول، مُعربًا عن استعداد طهران للتعاون مع كافة الأطراف من أجل تحقيق السلام والاستقرار.

 

كما رد بزشكيان على الاتهامات الأمريكية التي وجهها الرئيس دونالد ترامب لإيران بتطوير أسلحة نووية، مؤكدًا أن هذه الادعاءات "كذبة كبيرة"، موضحًا أن هذه المزاعم تم دحضها مرات عديدة، وأن من يبحث عن الحقيقة يمكنه الوصول إليها بسهولة

مقالات مشابهة

  • لا تراجع في موقفنا.. أحمد موسى: لغة خطاب الخارجية ضد إسرائيل عاجبة الناس
  • تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) تدين الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي للجيش على عدد من أحياء مدينة نيالا
  • بعض المنطق
  • الكنز الوهمي.. تجديد حبس عصابة الآثار المزيفة في المعادي
  • حماس: النصر المطلق الذي يبحث عنه نتنياهو وجيشه مجرد أوهام
  • مصر ترد على إسرائيل ومخاوفها من قوة الجيش المصري وتطوره المستمر
  • أسباب الشعور بالتعب المستمر وضربات القلب السريعة.. وعلاقتها بنقص هذا الفيتامين
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 174 مواطناً من جنين وطوباس خلال العدوان المستمر
  • وصايا المستشار عمران عبدالله لافراد الميليشيا لتحقيق النصر !!
  • كولر يوضح الحقيقة: الترجمة كانت خطأ.. واحترامي للمصريين كبير