بوابة الوفد:
2025-02-22@06:00:51 GMT

مشاعر المصابين بالتوحد

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

تحدت دراسة جديدة الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن الأشخاص المصابين بالتوحد يعانون من تأخر عاطفي، حيث وجدت أن الأشخاص المصابين بالتوحد في الواقع يعانون من مشاعر معقدة.

 

ومن المأمول أن تؤدي هذه النتائج إلى استراتيجيات علاجية أفضل للأشخاص الذين يعانون من اختلافات عصبية، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن الدورية الأميركية Occupational Therapy.

الأفلام والمسلسلات

منذ وصف التوحد لأول مرة في أربعينيات القرن العشرين، كان من المفترض أن السمة الرئيسية للحالة هي الاستجابة العاطفية غير الواضحة أو عدم القدرة على وصف المشاعر. إنها الطريقة، التي يتم بها غالبًا تصوير الأشخاص المصابين بالتوحد في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية.

 

لكن البحث الجديد، الذي أجراه آرون دالمان، أستاذ مساعد في العلاج المهني في كلية المهن الصحية بجامعة روتجرز، تحدى هذه الافتراضات الراسخة منذ فترة طويلة حول الأشخاص المصابين بالتوحد والعواطف.

 

ماذا لو؟

طرح دالمان تساؤلًا: "ماذا لو كان كل ما نعرفه عن التوحد خاطئًا؟"، قائلًا إنه يتم قضاء "كل هذا الوقت في إثارة مشكلة التوحد بدلاً من القيام بالعمل لفهم كيف يكون الأمر بالنسبة للأشخاص المصابين بالتوحد". وأضاف أن "الفكرة الشائعة بأن الأشخاص المصابين بالتوحد لا يعيشون حياة عاطفية غنية ليست صحيحة ببساطة".

 

الاحتفاء بدلًا من القمع

تناول دالمان بحثه من منظور مفاده أن الاختلافات في العمليات العصبية - أو التباعد العصبي - مثل تلك التي يُظهرها الأشخاص المصابون بالتوحد يجب الاحتفال بها باعتبارها أجزاء طبيعية من التنوع البشري، وليس قمعها.

 

كانت أهداف الدراسة ثنائية: أولاً، لاستكشاف كيف وصف البالغون المصابون بالتوحد الشباب عواطفهم، وثانيًا، لاقتراح طرق لتحسين الاتصال العاطفي، والقدرة على تكوين علاقات مع الآخرين على المستوى العاطفي، بين الأشخاص المصابين بالتوحد ومعالجيهم.

تحليل الظواهر التفسيري

شارك 24 شخصًا مصابين بتشخيص ذاتي لاضطراب طيف التوحد في واحدة من ست مقابلات جماعية مركزة عبر تطبيق زووم لمناقشة تجاربهم العاطفية. كان متوسط عمر المشاركين 28 عامًا واستُخدم برنامج زووم لتوليد نص من كل مقابلة، والذي تم إخفاء هويته. تم بعد ذلك ترميز البيانات وتحليلها باستخدام تحليل الظواهر التفسيري IPA، وهي منهجية بحث نوعية تستكشف كيف يفهم الأفراد تجاربهم.

 

مشاعر معقدة

ظهر موضوعان من البيانات، أولهما هو أن الأشخاص المصابين بالتوحد يعانون من مشاعر معقدة، وثانيهما أن مشاعرهم غالبًا ما يتم قياسها وفهمها بشكل خاطئ. وصف المشاركون مجموعة من المشاعر الإيجابية، بما يشمل الهدوء والاستمتاع والنشوة، والمشاعر السلبية، بما يشمل مشاعر الغضب والاكتئاب والإحباط. كانت هذه المشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية، "متجسدة" أو محسوسة غالبًا في أجساد المشاركين.

 

ثقل شديد على الكتف

وصف أحد المشاركين تجربته مع المشاعر المجسدة قائلًا: "عادةً ما أشعر بثقل شديد على كتفي وعلى صدري، وأثقل من المعتاد، ثم يصبح دماغي ضبابيًا نوعًا ما".

 

مقاييس غير كافية

وأفاد المشاركون بأغلبية ساحقة بأن المقاييس التقليدية للعاطفة لم تلتقط تجاربهم العاطفية بشكل كافٍ وأن المقاييس الذاتية المستخدمة لتقييم "السعادة" و"الحزن" فشلت في وصف عمق عواطفهم بشكل كافٍ.

 

درجات مختلفة من السعادة

أجاب أحد المشاركين أثناء الدراسة: "أتفهم ضرورة تطبيق تسميات تصنيفية للعواطف مثل "سعيد" أو "حزين"، لكنني أعلم أيضًا أن التجربة أكثر تعقيدًا من مجرد المشاعر المرتبطة بهذه الكلمات. أود أن أقول إن هناك درجات مختلفة من السعادة، فضلاً عن درجات مختلفة من الحزن".

 

سوء تفسير التعبيرات

أفاد جميع المشاركين بأن الاتصال العاطفي مع الأشخاص غير المصابين بالتوحد كان تحديًا خاصًا لأن تعبيراتهم العاطفية كانت تميل إلى سوء تفسيرها من قبل الأشخاص العاديين.

 

أفاد أحد المشاركين: "لقد قال لي الناس، مثل،" واو، أنت تبدو سعيدًا حقًا الآن "عندما كنت أسترخي نوعًا ما. لست متأكدًا مما يبدو عليه الأمر فيّ سعيدًا للغاية، ثم اعتقد الناس أنني كنت غاضبًا منهم [أكثر] مما أنا عليه بالفعل".

سنوات لفهم الابتسامة

قال مشارك آخر، "لأنني أعلم أن الأشخاص العاديين يدركون أن الابتسام أمر طبيعي للغاية، وأنهم من المفترض أن يبتسموا عندما يكونون سعداء. لكن هذا شيء استغرق مني سنوات عديدة من العلاج والتدريب لفهمه".

 

شعور بالذنب

أفاد بعض المشاركين أنهم شعروا بالذنب عندما انقطع التواصل بينهم وبين شخص غير مصاب بالتوحد. ويشير دالمان إلى أن هذا قد يكون مشكلة، لأنه قد يدفع الأشخاص المصابين بالتوحد إلى "إخفاء" أو قمع تعبيرهم الطبيعي لتجنب وصمة العار المرتبطة بالتوحد.

 

وقال: "إن وصف المشاركين للشعور بالذنب يشير إلى شعور بالمسؤولية الاجتماعية من جانب الشخص المصاب بالتوحد لجعل الأشخاص غير المصابين بالتوحد يفهمون مشاعرهم أثناء التفاعلات الاجتماعية. وقد يفسر هذا المعدلات المزعجة للإخفاء لدى المصابين بالتوحد".

 

اكتئاب بسبب إخفاء المشاعر

أظهرت الأبحاث أن الإخفاء لدى الأشخاص المصابين بالتوحد مرتبط بأمراض الصحة العقلية المصاحبة، بما يشمل الاكتئاب.

 

استراتيجيات علاجية جديدة

يأمل دالمان أن تؤدي نتائج دراسته إلى استراتيجيات علاجية جديدة للأشخاص المصابين بالتوحد والتي تعمل على تسوية مجال التواصل، مما يجعلها أقل تحيزًا تجاه الأشخاص العاديين.

 

وقال دالمان: "يجب أن تركز تدخلات الاتصال هذه على تحسين التواصل ثنائي الاتجاه لكل من الأشخاص المصابين بالتوحد وغير المصابين به ويجب ألا تركز فقط على تعليم الشخص المصاب بالتوحد حول احتياجات التواصل لدى الأشخاص العاديين.

 

بالتأكيد، سيشمل أحد المكونات الضرورية والمهم لهذه التدخلات تعزيز الدفاع عن الذات بين الأشخاص المصابين بالتوحد، والذي يجب أن يزودهم بالمهارات اللازمة للدفاع عن تفضيلاتهم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المصابين بالتوحد الأفلام والمسلسلات المشاعر التوحد المصابين یعانون من

إقرأ أيضاً:

الهجوم على سوق عيد الميلاد في ماغديبورغ يفاقم مشاعر العداء تجاه المهاجرين ويثير قلق الجاليات

أدى الهجوم الذي وقع في سوق عيد الميلاد بمدينة ماغديبورغ في ديسمبر/كانون الأول إلى تصاعد المشاعر المعادية للمهاجرين، مما أثار قلقا متزايدا بين أفراد الجاليات المهاجرة في المدينة. جاء ذلك وفقا لتصريحات صادرة عن جماعة وطنية تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان.

اعلان

وقع الحادث عندما قاد طبيب سعودي المولد، مقيم في ألمانيا منذ عام 2006، سيارته باتجاه سوق عيد الميلاد المزدحم، مما أسفر عن مقتل خمس نساء وطفل في التاسعة من عمره، وإصابة نحو 200 شخص آخرين.

وعلى الرغم من أن السلطات أكدت أن المشتبه به، المحتجز حاليًا، لا يندرج ضمن التصنيفات المعتادة للمهاجمين المتطرفين، إلا أن الحادثة أثارت ردود فعل قوية، وأدت إلى تصاعد الخطاب اليميني المتطرف في المدينة.

وبعد يوم واحد فقط من الهجوم، شهدت ماغديبورغ مظاهرة حاشدة نظمتها جماعات يمينية متطرفة.

ومنذ ذلك الحين، تزايدت التقارير حول حوادث الإساءة العنصرية والاعتداءات اللفظية والجسدية على المهاجرين، وفقًا للجمعية الثقافية الألمانية السورية.

وأكد سعيد سعيد، وهو مهاجر سوري يقيم في ألمانيا منذ سبع سنوات وعضو في الجمعية، أن الاعتداءات ضد المهاجرين في المدينة ارتفعت بأكثر من 70% بعد الحادثة، مضيفًا: "العنصرية كانت موجودة دائمًا، لكنها ازدادت بشكل ملحوظ بعد الهجوم".

ملصقات في ماغديبورغ، ألمانيا، 7 فبراير 2025، تحمل عبارات عنصرية مهينة. Ebrahim Noroozi

وفي هذا السياق، شددت كتيفان أساتياني-هرمان، الرئيسة المنتخبة حديثًا للمجلس الاستشاري للاندماج والهجرة في ماغديبورغ، على أن الضحايا غالبًا ما يشعرون بأنهم متروكون دون دعم من السلطات السياسية والأمنية.

وأشارت إلى أن الشرطة في بعض الحالات تستهدف الضحايا أنفسهم بدلاً من ملاحقة الجناة، ما يثير مخاوف إضافية لدى المهاجرين الذين يخشون أن يؤثر الإبلاغ عن الحوادث على وضعهم القانوني في البلاد.

من جهتها، دعت عمدة المدينة، سيمون بوريس، إلى التكاتف المجتمعي، مؤكدة في بيان رسمي أن "التماسك والتضامن قيم أساسية في ماغديبورغ لا يمكن المساس بها"، مشيرة إلى تعزيز التعاون مع المجلس الاستشاري للاندماج والهجرة لمواجهة هذه التحديات.

ملصقات مشوّهة لهابيك وليندنر في ماغديبورغ. Ebrahim Noroozi

وتُعد ماغديبورغ، الواقعة في شرق ألمانيا، معقلًا لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، الذي يحقق حاليًا نسبة تأييد تبلغ نحو 20% على مستوى البلاد، وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة قبل الانتخابات المقبلة.

وبالرغم من أن فرص الحزب في الوصول إلى السلطة بشكل مباشر لا تزال ضعيفة، إلا أن تصاعد نفوذه أدى إلى إعادة تشكيل الخطاب السياسي بشأن قضايا الهجرة في ألمانيا. وقد دفع هذا التوجه السياسيين التقليديين إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددًا حيال سياسات الهجرة.

وحذرت أساتياني-هرمان من أن نتائج الانتخابات المقبلة، لا سيما أي تقدم إضافي لحزب البديل من أجل ألمانيا، قد تؤثر بشكل دائم على المشهد السياسي والحياة اليومية للمهاجرين في المدينة.

وفي ظل هذه التطورات، طالب سعيد السلطات المحلية باتخاذ إجراءات جادة لحماية مجتمع المهاجرين، مشددًا على أن "ماغديبورغ يجب أن تبقى مدينة للتعايش، وليس ساحة للعنصرية والكراهية".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ألمانيا: حادث الدهس في سوق عيد الميلاد بماغديبورغ ليس هجومًا إرهابيًا مأساة سوق عيد الميلاد في ماغديبورغ الألمانية: حصيلة القتلى ترتفع إلى 6 بعد وفاة امرأة متأثرة بجراحها ماغديبورغ: مراسم حداد وزهور تكريماً لضحايا هجوم سوق عيد الميلاد ضحاياحادثألمانيامهاجرونعنصريةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext حرب أوكرانيا: من سيمثل أوروبا على طاولة المفاوضات: ماكرون أم كوستا أم يعرض الآنNext لم يكن الأول ولن يكون الأخير.. هجوم ترامب على زيلينسكي يعرض الآنNext مقتل مواطن جراء استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارته في عيتا الشعب جنوبي لبنان يعرض الآنNext الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديدة على روسيا وسط تحركات ترامب للتفاوض بشأن أوكرانيا يعرض الآنNext ارتفاع تأييد اليسار الألماني بفضل حضوره القوي على الإنترنت قبل الانتخابات اعلانالاكثر قراءة سوريا تعلن القبض على ثلاثة من منفذي مجزرة التضامن بعد 12 عامًا حب وجنس في فيلم" لوف" اكتشفوا متنزه كاي تاك الرياضي الجديد في هونغ كونغ بالمشاركة مع Hong Kong هل يمكن للحوت أن يبتلع إنسانًا؟ الحقيقة وراء فيديو تشيلي المروع إعلام عبري: إصابة شخصين بإطلاق نار في تل أبيب اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبفولوديمير زيلينسكيفلاديمير بوتينروسياالحرب في أوكرانيا إسرائيلحزب اللهقطاع غزةسياحةألمانياالاتحاد الأوروبيالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • هل تكلم نفسك كثيرًا؟ اكتشف ما يكشفه العلم عن شخصيتك!
  • خلص على صاحبه غدر.. القصة الكاملة لحادث هز مشاعر الاسكندانية
  • الكآبة والليل.. دراسة علمية تفك شفرة العلاقة الغامضة
  • شاهد..دور الهلال الأحمر المصري على معبر رفح في استقبال المصابين ومرافقيهم
  • تفاصيل دور الهلال الأحمر المصري بمعبر رفح خلال استقبال المصابين من غزة
  • شاب مصاب بالتوحد اكتشف أهله موهبته بالخياطة مصادفة.. فيديو
  • في ذكرى ميلاده.. أسرار في حياة يوسف فخر الدين
  • ننشر أسماء المصابين في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالدقهلية
  • الهجوم على سوق عيد الميلاد في ماغديبورغ يفاقم مشاعر العداء تجاه المهاجرين ويثير قلق الجاليات
  • هل عدم الزواج بعد الطلاق مرتبط بالأحلام المزعجة؟.. استشاريعلاقات أسرية يجيب