ظل اختفاء ريتا روبرتس في التسعينيات لغزا حتى تمكنت مبادرة "Identify Me" التابعة للإنتربول من التعرف على جثتها من خلال وشم مميز. والآن، تسعى الوكالة للحصول على مساعدة الجمهور في عشرات القضايا الأخرى التي لا تزال عالقة، أملا في الحصول على أي معلومة، ولو صغيرة، تساعد في حل هذه القضايا.

اعلان

تعود هذه الحملة إلى قصة مؤثرة من أوائل التسعينيات، حين لم تكن وسائل الاتصال متاحة بسهولة.

القصة تتعلق بـ"ريتا روبرتس"، التي غادرت مسقط رأسها كارديف متجهة إلى هولندا. بعد فترة من انتقالها، توقفت رسائلها وبطاقاتها البريدية إلى عائلتها.

كانت ريتا في أوائل الثلاثينيات، وكانت تعرف هولندا جيدا. ظنت العائلة في البداية أن انقطاع الاتصال ناتج عن انشغالها بحياتها اليومية. شقيقتها دونا قالت: "كان من الأسهل علينا تصديق أنها توفيت في حادث تحطم الطائرة الذي وقع في هولندا عام 1992، بدلا من تخيل سيناريوهات سلبية".

وتابعت دونا: "ربما سئمت منا، أو رحلت وتزوجت شخصا وأنجبت أطفالا، واستمرت في حياتها بعيدا عنا". 

بحثت دونا بمفردها، وطلبت المساعدة من برنامج "Crimewatch" التابع لـ"بي بي سي" ومن عدة جهات أخرى، في محاولة لتعقب أختها، لكن دون جدوى.

الملازمة جاكلين ديفيس تتحدث خلال مؤتمر صحفي بولاية ماريلاند عندما حددت السلطات المشتبه به بمقتل باميلا لين كونيرز في 16 أكتوبر 1970 Jeffrey F. Bill/AP

استمر البحث المؤلم عن إجابات حتى العام الماضي عندما أطلقت مبادرة للإنتربول تحمل اسم "حدد هويتي"، والتي تضمنت 22 حالة لنساء متوفيات مجهولات.

في غضون يومين، تعرفت عائلة ريتا على صورة وشم وردي مألوف في التغطية الإخبارية. تواصلوا مع الإنتربول، وبفضل ذلك تم التعرف على جثة ريتا. تم العثور عليها في أنتويرب ببلجيكا عام 1992، بعد أن تعرضت لقتل عنيف، لكن السلطات لم تحدد هويتها قط.

الآن، يسعى الإنتربول لإجراء عملية بحث أوسع نطاقًا، ويطلب المساعدة من الناس في جميع أنحاء العالم لتحديد هوية 46 امرأة يُعتقد أن العديد منهن قُتلن في ست دول أوروبية، على أمل أن يتمكن أقاربهن من معرفة مصائرهن وحل القضايا المعلقة.

"ذاكرة، نصيحة، قصة مشتركة".. عامة الناس قد يحلوا بعض القضايا

قال الأمين العام للإنتربول، يورغن ستوك، إن "هدف الحملة بسيط: نريد التعرف على النساء المتوفيات، تقديم إجابات للعائلات، وتحقيق العدالة للضحايا. ولكننا لا نستطيع القيام بذلك بمفردنا".

وأوضح أن "هذا هو السبب وراء مناشدتنا عامة الناس للانضمام إلى هذا الجهد، فمساعدتهم قد تُحدث فرقًا كبيرًا". وأشار إلى أن "حتى أبسط المعلومات يمكن أن تكون لها أهمية كبيرة في حل هذه الحالات العالقة".

شعار الإنتربول في مقر وكالة الشرطة الدولية في ليون 8 نوفمبر 2018AP Photo/Laurent Cirpiani

تم توسيع الحملة، التي كانت في الأصل مبادرة بلجيكية وهولندية وألمانية، لتشمل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، حيث تعتقد السلطات أن الإجابات عن بعض القضايا قد تكون خارج الحدود.

نشر الإنتربول والسلطات المحلية بيانات متنوعة تتضمن تحليل الحمض النووي، البيانات البيومترية، التصوير بالرنين المغناطيسي، واستخدام الذكاء الاصطناعي، في محاولة لإشراك الجمهور في هذا الجهد.

ومع ذلك، فإن الاطلاع على المعلومات التي تقدمها الإنتربول ليس بالأمر السهل، إذ تُطرح عدة أسئلة مثل: كيف ماتت هذه المرأة؟ من قتلها، ولماذا؟

تبدو الوجوه التي تم إعادة بنائها وكأنها تنظر مباشرة إلى المشاهد، وبعضها يبدو مبتسمًا تقريبًا، مما يشكل تناقضًا صارخًا عند النظر إلى حقيقة أن العديد من الضحايا تم العثور عليهم في أوضاع مأساوية، على عكس الصورة التي تم تجسيدها بصعوبة من قبل المحققين.

Relatedجنوب افريقيا: القبض على اسرائيلي مطلوب من الانتربول بشبهة ارتكاب أعمال إجراميةاستناداً إلى نشرة حمراء من الانتربول لبنان يسلم مطلوباً بارزاً إلى ايطاليا تشيلي توقف برتغالياً مطلوباً من الانتربول على خلفية انفجار مرفأ بيروت

اختار البعض لهذا السبب استخدام صور الأشياء التي وُجدت مع الجثث، مثل خاتم منقوش، أو قطعة ملابس ملونة، أو حقيبة سفر سوداء عُثر فيها على إحدى الضحايا. وفي بعض الحالات، يتوفر فقط وشم، كما في حالة ريتا روبرتس.

على الرغم من أن المعلومات المتاحة أحيانًا قد تكون جزئية، إلا أن خبراء الإنتربول يعتقدون أنها قد تكون كافية لتنشيط ذاكرة شخص ما أو تشجيع الأقارب على التواصل.

اعلان

في العام الماضي، تلقى المحققون نحو 2000 نصيحة، مع إجمالي 3 ملايين زيارة للموقع الإلكتروني المخصص لهذه الحملة.

ثلاثة تصنيفات لمعلومات الجمهور

قال الدكتور فرانسوا زافييه لوران من وحدة الحمض النووي في الإنتربول لـ"يورونيوز": "لدينا ثلاثة أو أربعة أنواع من النصائح التي نتلقاها. الأولى من أشخاص مقربين من شخص ما اختفى.
وعندما يرون صورة لعنصر أو وجه شخص ما، يعبرون عن اعتقادهم بأنه شخص مباشر يعرفونه".

"أما النوع الثاني من الرسائل يبعثها أشخاص لا يعرفون الشخص بشكل مباشر، لكنهم رأوا حالة شخص مفقود على الموقع الإلكتروني أو كانوا يبحثون في جوجل، محاولين مساعدة الشرطة ثم وجدوا خيطًا".

وأضاف أن "بقية الرسائل، يمكن أن تكون معلومات حول شيء رأوه في إحدى الصور، كقطعة مجوهرات مثلا، فيقولون للجهة المختصة إن لديهم قطعة مماثلة شروها من مكان ما في تاريخ ما، ثم يدلونهم على مكان شراءها أملا في أن تكون هذه المعلومات مساعدة، وهي أحيانا كذلك".

اعلانشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اتهام أنصاره في ميشيغن بالاحتيال.. ترامب: أنا مستهدف بتحقيق جنائي حول اقتحام الكابيتول موسكو تعلن فتح تحقيق جنائي بحق قضاة المحكمة الجنائية الدولية بعد إصدار المذكرة بحق بوتين تحقيق جنائي لكشف ملابسات مقتل أشخاص في ثوران بركان في نيوزيلندا تحقيق قتل الاتحاد الأوروبي العنف ضد المرأة انتربول وشم اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الحرب على غزة تدخل عامها الثاني.. تصعيد مستمر ودعوات في تل أبيب لاستهداف منشآت إيران النووية يعرض الآن Next بيروت ست الدنيا نعم.. أما صور الجنوبية فلها طعمٌ آخر يعرض الآن Next في خضم المجاعة.. قوات الدعم السريع تهاجم المطابخ الخيرية وتسرق طعام الجوعى يعرض الآن Next مدير الاستخبارات الأمريكية: أسبوع واحد يكفي لإيران لإنتاج قنبلة نووية يعرض الآن Next نساء غزة: انعدام للخصوصية وحياة خشنة في خيام النازحين ومراكز الإيواء اعلانالاكثر قراءة كيف خدعت حماس إسرائيل قبل "طوفان الأقصى"؟ معلومات تعرض للمرة الأولى بعد الدمار الهائل.. فرق إنقاذ دولية تصل إلى البوسنة لإزالة الأنقاض والبحث عن مفقودين مباشر. صبيحة 7 أكتوبر.. القسام تقصف تل أبيب وخامنئي: عملية "طوفان الأقصى أعادت الكيان 70 سنة إلى الوراء" كم بلغ حجم الخسائر الإسرائيلية في الجبهات الداخلية والخارجية بعد سنة من الحرب؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومطوفان الأقصىالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةروسياإسرائيللبنانحزب اللهحركة حماسبنيامين نتنياهوالحرب في أوكرانيا دونالد ترامبالصين Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: طوفان الأقصى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا إسرائيل لبنان طوفان الأقصى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا إسرائيل لبنان تحقيق قتل الاتحاد الأوروبي العنف ضد المرأة انتربول وشم طوفان الأقصى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا إسرائيل لبنان حزب الله حركة حماس بنيامين نتنياهو الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب الصين السياسة الأوروبية یعرض الآن Next

إقرأ أيضاً:

خطأ طبي يعرض امرأة لأحد أخطر الأمراض المعدية في العالم

#سواليف

أفادت تقارير بأن امرأة (عمرها 30 عاما) أصيبت بعدوى خطيرة بعدما تلقت #لقاح_السل (BCG) عن طريق الخطأ بدلا من لقاح #الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR).

وأدى هذا الخطأ إلى تطور خراج قيحي في ذراعها، استدعى خضوعها لعلاج مكثف استمر 6 أشهر.

وكانت المرأة تتمتع بصحة جيدة عندما توجهت إلى إحدى العيادات الطبية للحصول على لقاح MMR، لكن الطبيب الذي أعطاها الحقنة أخطأ وحقنها بلقاح السل، أحد أخطر الأمراض المعدية في العالم، والذي يودي بحياة 1.2 مليون شخص سنويا.

مقالات ذات صلة كيف سيكون الطقس خلال عيد الفطر في العالم العربي؟ 2025/03/27

وأعطي اللقاح بطريقة خاطئة في العضل بدلا من تحت الجلد، ما سمح للبكتيريا بالانتشار داخل العضلة الدالية (تقع في الجزء العلوي من الذراع، وتغطي مفصل الكتف)، وأدى إلى التهاب حاد وخراج مؤلم في موضع الحقن. وأوضح الخبراء أن لقاح BCG يحتوي على بكتيريا حية مضعفة، وعلى عكس لقاح MMR الذي يعطى عضليا لتعزيز الاستجابة المناعية، فإن لقاح السل يجب أن يحقن تحت الجلد لمنع انتشار العدوى في الجسم.

وفي البداية، واجه الأطباء صعوبة في تشخيص الحالة، حيث اشتُبه في التهاب جلدي عادي. لكن بعد تحليل الصديد (القيح) الناتج عن الخراج، تأكدت إصابتها ببكتيريا المتفطرة البقرية (Mycobacterium bovis)، وهي السلالة المستخدمة في تصنيع لقاح BCG.

وخضعت المريضة، وهي من إيرلندا، لعلاج دوائي مكثف باستخدام مضادات السل، وبعد 3 أشهر بدأ الخراج بالتقلص تدريجيا، حتى تعافت بالكامل بعد 6 أشهر من بدء العلاج.

تعد هذه الحالة نادرة، إذ تحدث مضاعفات لقاح السل غالبا لدى الأطفال الرضع، خصوصا المصابين بنقص المناعة. ومع ذلك، وثّقت المعاهد الوطنية للصحة حادثة مماثلة لطفلة تلقت لقاح السل في عضلة الفخذ بدلا من الجلد، ما أدى إلى تورم وتفاقم العدوى بمرور الوقت.

وفي الحالات الشديدة، قد ينتشر الالتهاب في الجسم، وإذا لم يعالج، يمكن أن تصل معدلات الوفاة إلى 80%.

نشرت هذه الحالة في المجلة الأمريكية لتقارير الحالات، حيث أكد الأطباء أن السبب الرئيسي لهذه المضاعفات هو خطأ في إعطاء اللقاح. وشددوا على أهمية اتباع إجراءات صارمة للتأكد من هوية اللقاحات وطريقة إعطائها، لتجنب مثل هذه الأخطاء التي قد تعرض حياة المرضى للخطر.

مقالات مشابهة

  • خطأ طبي يعرض امرأة لأحد أخطر الأمراض المعدية في العالم
  • تيباس يطلب طرد أولمو من برشلونة
  • لبنان يطلب قرضاً من صندوق النقد الدولي
  • ترامب يعرض صفقة على الصين بشأن “تيك توك”.. وبكين ترفض
  • ترامب يعرض تخفيضات جمركية على الصين مقابل بيع تيك توك
  • مسلسل ظلم المصطبة الحلقة 11.. الشيخ يطلب رحاب للزواج
  • حماس : القصف الإسرائيلي على غزة يعرض حياة المحتجزين للخطر
  • ردده الآن لعلها تكون ليلة القدر.. دعاء اليوم الـ26 من شهر رمضان 2025
  • "كاسبرسكي" تدعم عملية أمنية بقيادة الإنتربول.. اعتقال أكثر من 300 مشتبه بهم بإفريقيا
  • وزير الخارجية الروسي: ناقشنا مع الولايات المتحدة في الرياض قضية سلامة الملاحة في البحر الأسود