هل تكون الهند القوة العظمى القادمة؟
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
في ذكرى الاستقلال الـ75 التي تصادف الـ15 من أغسطس (آب) الجاري، ستبدو الهند بحال مختلف مقارنةً بالعقود الأولى لرحيل البريطانيين عن أراضيها، حيث تتمتع باقتصاد قوي تحركه قوة بشرية هائلة، كانت عبئاً في البدايات، وتحولت لاحقاً إلى واحدة من المميزات المهمة للتفوق عالمياً، وتحويل الدولة إلى قوة تناطح القوى العظمى.
وتقول صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير لها، إن الهند بعد الاستقلال عن بريطانيا في 1947 كانت فقيرة جداً ومكتظة بالسكان ومقسمة، وفي طريقها نحو التحول لديكتاتورية عسكرية، يتهددها خطر المجاعة والتفتت، ومع ذلك استطاع البلد تجاوز تلك المرحلة الحرجة، ليصبح منافساً للقوى الكبرى عالمياً، فهو يتمتع الآن بحكم ديمقراطي مستقر، ويشهد نمواً اقتصادياً وتكنولوجياً وعسكرياً سريعاً.
"عبء ثم ميزة"حتى حجمها الديموغرافي الهائل، الذي كان يُنظر إليه سابقاً على أنه كارثي، يُعتبر الآن ميزة. فمع تقدم العمر في أوروبا واليابان والصين، فإن الملايين من الشباب الهنود المهرة سيقودون جهود تطوير الاقتصاد العالمي المتعثر. وتتنافس الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى على الدعم الجيوسياسي للهند بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الأكثر شعبية والأقوى، منذ جواهر لال نهرو.
ومودي بالنسبة لملايين الهندوس، المخلّص الساعي لاستعادة كبرياء الهند، وهو موضع إعجاب الكثير من الشباب البراغماتيين، بسبب تفانيه في العمل، وذكائه، ومواكبته لمشاكل العصر، بالحديث المستمر عن ضرورة تطوير قطاعات الطاقة الشمسية، والذكاء الاصطناعي.
ويطمح حزب مودي "بهاراتيا جاناتا" لولاية ثالثة في رئاسة الوزراء، بعد فوزه في جولتي 2014 و2019، ضد حزب حزب المؤتمر بزعامة راهول غاندي، حفيد زعيم الأب الروح للهند المهاتما غاندي.
احترام دوليويحظى مودي باحترام كبير في الولايات المتحدة، رغم انتقادات سابقة له خلال توليه حكم ولاية غوجارات في غرب الهند ذات الغالبية الهندوسية، وفي 2005 مُنع من دخول أمريكا، بسبب اتهامات لحكومته بالفشل في السيطرة على الانتهاك المستمر لحقوق المسلمين في الولاية، ومع ذلك، كانت زيارته الأخيرة للولايات المتحدة بمثابة تذكير لسبب قلق الكثير من الهنود منه، فضلاً عن إظهار ملموس لنفوذ الهند على المسرح العالمي، وفي حديثه في يونيو (حزيران) الماضي أمام الكونغرس الأمريكي أصبح مودي أول زعيم هندي يُمنح هذا الامتياز مرتين.
بعد 9 سنوات من منعه دخول الولايات المتحدة، أصبح مودي رئيساً للوزراء في الهند، وبدأ رحلة تعزيز العلاقات مع الشركاء الاستراتيجيين لبلاده، واستقبل في بداية حكمه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ثم خلفه دونالد ترامب، بعد أن تفوقت المصالح الاقتصادية والسياسية لمشتركة بين البلدين، على الضمير الأخلاقي.
صعود الصينوما جعل الولايات المتحدة تنظر إلى الهند كشريك استراتيجي، هو صعود الصين كمنافس قوي على الساحة العالمية، واليوم بات الاقتصاد الأمريكي يعتمد بشكل أساسي على الخدمات التي تقدمها شركات تكنولوجيا المعلومات الموجودة في جنوب الهند. وفي أمريكا، هناك عدد كبير من المغتربين الهنود الأثرياء، بينهم رؤوساء تنفيذيون في شركات مايكروسوفت، وغوغل، وتويتر، وفيميو، وبيبسي، ويحتاجهم الرئيس الأمريكي جو بايدن بشدة لدعمه في حملته الانتخابية 2024.
في بريطانيا التي يقودها رئيس وزراء من أصول هندية، ريشي سوناك، يحظى مودي باحترام كبير، فهو زار المملكة المتحدة عامي 2015 و2018، والتقى بالملكة الراحلة ورئيس الوزراء في كلتا المناسبتين، ووقع اتفاقيات تجارية تزيد قيمتها عن 9 مليارات جنيه إسترليني. وروسيا أيضاً شريك مهم ومورد رئيسي للمعدات العسكرية إلى الهند.
عراقيل وانتقاداتوعلى الصعيد الداخلي، استطاع مودي تحويل الهند إلى قوة اقتصادية مهمة، من خلال دعم شركات التقنيات الرقمية، والحد من الفساد. لكن ومن ناحية أخرى، فالهند تعاني من بطالة واسعة النطاق، ومن انعدام في تساوي الفرص بين الرجال والنساء، فالقوة العاملة النسائية منخفضة جداً، كما أن هناك تهرباً مستمراً من الضمانات البيئية، ما حوّل البلد إلى واحد من أكبر الملوثين على مستوى العالم.
أما السجل الحقوقي لحكومة مودي فهو يبدو أكثر قتامة، ففي عهده تنامى قمع الصحافيين، وتعرضت حرية الصحافة لخطر شديد. وغالباً ما يتم تخصيص المناصب العليا في البنك المركزي ولجنة الانتخابات وحتى القوات المسلحة لأولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم موالون لحزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم.
وتدهور موقع الهند موخراً في المؤشرات العالمية، وعلى سبيل المثال، تحتل الآن الهند المرتبة 161 على مؤشر حرية الصحافة العالمي، والمرتبة 127 على مؤشر الفجوة بين الجنسين، والمرتبة 180 على مؤشر الأداء البيئي العالمي.
وحزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم، مسيطر عليه بالمطلق من قبل الهندوس، على الرغم من وجود أقلية مسلمة في الهند يبلغ تعدادها 200 مليون هندي، إلا أنهم غير ممثلين في حكومة مودي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الهند ناريندرا مودي الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
كيف يعمل نظام الهيئة الانتخابية في الولايات المتحدة؟
عرضت «الوطن» مقطع فيديو عن كيفية عمل نظام الهيئة الانتخابية، حيث يُنتخب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من قبل الهيئة الانتخابية.
وبحسب ما جاء في الفيديو، فإنّ 270 من أصل 538 صوتًا انتخابيًا يحتاجها المرشح للفوز، وأن لكل ولاية عدد من أعضاء المجمع الانتخابي يساوي عدد ممثليها في مجلسي النواب والشيوخ.
وتابع الفيديو: «يفوز المشرح الرئاسي الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في الولاية بجميع أصواتها الانتخابية، ويمكن للمرشح الفوز بالرئاسة دون الفوز بالتصويت الشعبي كما حدث في انتخابات 2016 و2020، علما بأن 17 ديسمبر تاريخ إدلاء الناخبون بأصواتهم بالهيئة الانتخابية ويحصي الكونجرس أصواتهم رسميًا في 60 يناير 2025».