جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-27@03:29:12 GMT

باحث عن عمل

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

باحث عن عمل

 

بلقيس الشريقية

 

كباحث عن عمل يسير وحيدًا في صحراء الفرص، قد تشعر وكأنك مسافر بدون زاد، تحرقك شمس الفشل وتثقل روحك خيبات الأمل. وفي تلك اللحظات، تجد نفسك وحيدًا، تصارع ليالي اليأس الطويلة، بحثًا عن طوق نجاة.

تفر من وحوش الشك والخوف التي تلاحقك بلا هوادة. كما أنَّ الآمال التي عقدتها على مقابلة عملٍ أو وظيفة كنت تظن أنها الفرج، تتحول فجأة إلى سراب، لتتركك في حيرة ومرارة.

في هذه المرحلة، قد تشعر بأنك معزول عن العالم، وأن الجميع يسيرون في اتجاه النجاح، بينما أنت فقط من يتعثر. ولكن هذا الإحساس ليس إلا جزءًا من رحلتك، وليس نهاية المطاف.

علاوة على ذلك، ليست خيبة الأمل في البحث عن عمل مجرد لحظة عابرة من الحزن، بل هي جرح عميق في قلب الطموح؛ إذ تسير في طريق طويل، تطرق أبوابًا كثيرة، وتحاول مرارًا وتكرارًا، لكن تجد نفسك أمام حائط مسدود. وفي كل مرة، تشعر وكأنَّ آمالك تُلقى في بحر عميق، لتعود إليك مشوهة ومكسورة. هذه اللحظات من الفشل تُؤلم الروح، تضعف العزيمة، وتثقل خطواتك. والأسوأ من ذلك، أن تصل إلى نهاية الطريق وتكتشف أنه لم يكن طريقك من البداية، وهذه هي أصعب لحظات يواجهها الباحث عن عمل. ومع ذلك، كل هذه المشاعر والخيبات تحمل في طياتها دروسًا خفية.

لكن ما يجب أن ندركه هنا، أنَّ هذه التجارب القاسية ليست النهاية، بل قد تكون بداية جديدة. فكما أن الطريق لن يكون دائمًا مستقيمًا، كذلك الأحلام لن تتحقق دائمًا بالطريقة التي نتوقعها. إذ إن النجاح لا يأتي من المحاولة الأولى، وربما لا يأتي من الثانية أو الثالثة، ولكنه يأتي لأولئك الذين يصبرون ويتعلمون من كل خطوة، حتى لو كانت مليئة بالمرارة. في الحقيقة، قد تتفاجأ بأنَّ الفشل هو المفتاح الذي يفتح لك أبوابًا لم تكن لتلاحظها من قبل. كل إخفاق يمنحك فرصة لإعادة تقييم مسارك واستكشاف طرق جديدة.

وكذلك، يُمكن القول إنَّ أحد أكبر أعدائنا في رحلة البحث عن العمل هو الوهم... الوهم بأنَّ هناك طريقًا سهلًا للنجاح، أو أن الوظيفة المثالية تنتظرك في نهاية كل مُقابلة. هذا الوهم يعميك عن رؤية الواقع بوضوح. إنه لص محترف يسرق منك الوقت والجهد، ويتركك تتعلق بآمال زائفة. لذا، فإنَّ التخلص من هذا الوهم هو أول خطوة حقيقية نحو النجاح. الأمر ليس سهلًا، ويتطلب مواجهة قاسية مع النفس، ومراجعة صادقة لتوقعاتك وأهدافك. كما أن قبول الحقيقة هو بوابة الوصول إلى النجاح الحقيقي. وعندما تتجاوز هذه المرحلة، تجد نفسك أكثر نضجًا وثقة في قدرتك على مواجهة التحديات.

ومن ناحية أخرى، القدر بقسوته أحيانًا، هو معلم عظيم. قد لا نفهم دروسه في اللحظة التي نعيشها، ولكن مع مرور الوقت، تبدأ الحكمة تتضح وراء كل ضربة وكل خيبة أمل. قد تأتي هذه الصفعات لتنبهنا إلى أننا نسير في الاتجاه الخطأ، أو تعطينا فرصة لإعادة تقييم أنفسنا وأهدافنا. بدلًا من الاستسلام لليأس، يمكننا أن نرى في هذه الخيبات فرصة جديدة، قد تكون هي الباب الذي يفتح أمامنا آفاقًا أوسع مما كنا نتخيل. وعندما ننظر إلى الوراء بعد تجاوز هذه التحديات، سنجد أن كل فشل كان ضرورة للوصول إلى النجاح.

ختامًا.. يجب على الباحثين عن عمل أن يدركوا أن هذه الرحلة، رغم صعوبتها، تحمل في طياتها العديد من الدروس القيّمة. كل خيبة أمل هي فرصة للتعلم والنمو. وما يبدو اليوم كفشل مرير قد يكون غدًا نقطة تحول نحو النجاح. في النهاية، من يصبر ويتعلم من تجاربه، هو من يصل إلى ما يصبو إليه.

إنَّ  رحلة البحث عن العمل مليئة بالتحديات، لكنها أيضًا مليئة بالدروس؛ إذ إن كل خيبة أمل تحمل في طياتها فرصة للتعلم، وكل طريق مسدود قد يكون هو الطريق الذي يوجهك إلى نجاحك الحقيقي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تعليق حماس على الاجتماع المركزي.. خيبة أمل وطنية عميقة

استنكرت حركة "حماس" مخرجات اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني مشيرة إلى أن ذلك يعتبر محطة جديدة من محطات تكريس التفرد والإقصاء والانفصال عن واقع الشعب الفلسطيني.

اقرأ ايضاًالحدث الصعب: مقتل وإصابة 8 جنود إسرائيليين وسديروت "لا خطف"

وأصدرت الحركة بيانا استنكرت فيه مساعي السلطة إلى إقصاء المقاومة بشكل تام، والتفرد والإقصاء، موضحة أن هذه المخرجات تمثل "انفصالا عن واقع شعبنا المقاوم الصامد" معتبرة أن الاجتماع الذي عقد في رام الله "خيبة أمل وطنية عميقة".

وذكرت أن "اجتماع المجلس المركزي بعد 18 شهرا من المجازر لم يقدم أدنى استجابة للمؤسسات الرسمية في التصدي للعدوان"، مضيفة أنه "تجاهل مخرجات الحوارات الوطنية وفي مقدمتها اتفاق بكين الذي نص على تشكيل حكومة توافق".

إلى ذلك، استنكرت الحركة في بيانها ما صدر عن رئيس السلطة خلال جلسات المجلس من "شتائم وإساءات فجة ومرفوضة بحق قوى المقاومة الفلسطينية".

اقرأ ايضاًعشرات الوفود والملوك والرؤساء يودعون "البابا فرانسيس"

وأكدت أن "إعادة بناء منظمة التحرير وتفعيل الإطار القيادي والانتخابات الشاملة عناوين حقيقية لاستعادة الوحدة".

 

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند تعليق "حماس" على الاجتماع المركزي.. خيبة أمل وطنية "عميقة" عشرات الوفود والملوك والرؤساء يودعون "البابا فرانسيس" أجمل ما قيل عن سورة الكهف يوم الجمعة إعلان الموافقة على منصب لم يشغل منذ 60 سنة.. نائب الرئيس دعاء يوم الجمعة مكتوب Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • ليلى طاهر: الأعمال الرمضانية هذا العام أثبتت أن النجاح لا يحتاج نجوم شباك | فيديو
  • باحث سياسي: الإدارة الأمريكية لا تضغط بجدية على إسرائيل لإنهاء حرب غزة
  • طرح مفاجئ عن سلاح الحزب.. باحث إسرائيلي يكشفه
  • إيركايرو تدعم شركاء النجاح ومجموعة NSAS تحصد المركز الثانى كأعلى مبيعات عبر نظام الحجز NDC
  • باحث اقتصادي: جهود تنمية سيناء تدعم النهضة الاقتصادية في مصر
  • باحث إسرائيلي النفوذ التركي في سوريا خبر سيئ للاحتلال.. على حساب مصالحنا
  • تعليق حماس على الاجتماع المركزي.. خيبة أمل وطنية عميقة
  • وكيل تيك توك بالشرق الأوسط: هذه الأمور قد تُفقدك حسابك
  • باحث: حظر جماعة الإخوان في الأردن جاء بعد إجراءات كثيرة .. فيديو
  • خيبة أمل إسرائيلية: بقاء حماس على حدودنا يُكذّب مزاعم الانتصار