جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-08@16:52:38 GMT

باحث عن عمل

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

باحث عن عمل

 

بلقيس الشريقية

 

كباحث عن عمل يسير وحيدًا في صحراء الفرص، قد تشعر وكأنك مسافر بدون زاد، تحرقك شمس الفشل وتثقل روحك خيبات الأمل. وفي تلك اللحظات، تجد نفسك وحيدًا، تصارع ليالي اليأس الطويلة، بحثًا عن طوق نجاة.

تفر من وحوش الشك والخوف التي تلاحقك بلا هوادة. كما أنَّ الآمال التي عقدتها على مقابلة عملٍ أو وظيفة كنت تظن أنها الفرج، تتحول فجأة إلى سراب، لتتركك في حيرة ومرارة.

في هذه المرحلة، قد تشعر بأنك معزول عن العالم، وأن الجميع يسيرون في اتجاه النجاح، بينما أنت فقط من يتعثر. ولكن هذا الإحساس ليس إلا جزءًا من رحلتك، وليس نهاية المطاف.

علاوة على ذلك، ليست خيبة الأمل في البحث عن عمل مجرد لحظة عابرة من الحزن، بل هي جرح عميق في قلب الطموح؛ إذ تسير في طريق طويل، تطرق أبوابًا كثيرة، وتحاول مرارًا وتكرارًا، لكن تجد نفسك أمام حائط مسدود. وفي كل مرة، تشعر وكأنَّ آمالك تُلقى في بحر عميق، لتعود إليك مشوهة ومكسورة. هذه اللحظات من الفشل تُؤلم الروح، تضعف العزيمة، وتثقل خطواتك. والأسوأ من ذلك، أن تصل إلى نهاية الطريق وتكتشف أنه لم يكن طريقك من البداية، وهذه هي أصعب لحظات يواجهها الباحث عن عمل. ومع ذلك، كل هذه المشاعر والخيبات تحمل في طياتها دروسًا خفية.

لكن ما يجب أن ندركه هنا، أنَّ هذه التجارب القاسية ليست النهاية، بل قد تكون بداية جديدة. فكما أن الطريق لن يكون دائمًا مستقيمًا، كذلك الأحلام لن تتحقق دائمًا بالطريقة التي نتوقعها. إذ إن النجاح لا يأتي من المحاولة الأولى، وربما لا يأتي من الثانية أو الثالثة، ولكنه يأتي لأولئك الذين يصبرون ويتعلمون من كل خطوة، حتى لو كانت مليئة بالمرارة. في الحقيقة، قد تتفاجأ بأنَّ الفشل هو المفتاح الذي يفتح لك أبوابًا لم تكن لتلاحظها من قبل. كل إخفاق يمنحك فرصة لإعادة تقييم مسارك واستكشاف طرق جديدة.

وكذلك، يُمكن القول إنَّ أحد أكبر أعدائنا في رحلة البحث عن العمل هو الوهم... الوهم بأنَّ هناك طريقًا سهلًا للنجاح، أو أن الوظيفة المثالية تنتظرك في نهاية كل مُقابلة. هذا الوهم يعميك عن رؤية الواقع بوضوح. إنه لص محترف يسرق منك الوقت والجهد، ويتركك تتعلق بآمال زائفة. لذا، فإنَّ التخلص من هذا الوهم هو أول خطوة حقيقية نحو النجاح. الأمر ليس سهلًا، ويتطلب مواجهة قاسية مع النفس، ومراجعة صادقة لتوقعاتك وأهدافك. كما أن قبول الحقيقة هو بوابة الوصول إلى النجاح الحقيقي. وعندما تتجاوز هذه المرحلة، تجد نفسك أكثر نضجًا وثقة في قدرتك على مواجهة التحديات.

ومن ناحية أخرى، القدر بقسوته أحيانًا، هو معلم عظيم. قد لا نفهم دروسه في اللحظة التي نعيشها، ولكن مع مرور الوقت، تبدأ الحكمة تتضح وراء كل ضربة وكل خيبة أمل. قد تأتي هذه الصفعات لتنبهنا إلى أننا نسير في الاتجاه الخطأ، أو تعطينا فرصة لإعادة تقييم أنفسنا وأهدافنا. بدلًا من الاستسلام لليأس، يمكننا أن نرى في هذه الخيبات فرصة جديدة، قد تكون هي الباب الذي يفتح أمامنا آفاقًا أوسع مما كنا نتخيل. وعندما ننظر إلى الوراء بعد تجاوز هذه التحديات، سنجد أن كل فشل كان ضرورة للوصول إلى النجاح.

ختامًا.. يجب على الباحثين عن عمل أن يدركوا أن هذه الرحلة، رغم صعوبتها، تحمل في طياتها العديد من الدروس القيّمة. كل خيبة أمل هي فرصة للتعلم والنمو. وما يبدو اليوم كفشل مرير قد يكون غدًا نقطة تحول نحو النجاح. في النهاية، من يصبر ويتعلم من تجاربه، هو من يصل إلى ما يصبو إليه.

إنَّ  رحلة البحث عن العمل مليئة بالتحديات، لكنها أيضًا مليئة بالدروس؛ إذ إن كل خيبة أمل تحمل في طياتها فرصة للتعلم، وكل طريق مسدود قد يكون هو الطريق الذي يوجهك إلى نجاحك الحقيقي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الدكتور إبراهيم نجم: الطريق إلى النجاح دائمًا تحت الإنشاء ودار الإفتاء قصة نجاح

قال الدكتور إبراهيم نجم -الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، في مداخلة له في ختام الجلسة الافتتاحية لندوة "الفتوى وبناء الإنسان" المنعقدة بدار الإفتاء المصرية تحت رعاية السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي: إن دار الإفتاء المصرية بالنسبة لنا جميعًا كفريق عمل هي قصة نجاح يكتب فيها كل مفتٍ فصله، وهذه الندوة تمثل فصلًا جديدًا من فصول النجاح لدار الإفتاء المصرية على يد الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم.

رئيس جامعة الأزهر: الفتوى شفاء من الحيرة ويجب أن تبتعد عن التشدد والتساهل الأوقاف تفتتح 16 مسجدًا الجمعة القادمة

وأضاف: يطيب لي أن أذكر في هذه الكلمة مقولة شهيرة قيلت عن النجاح، وهي أن "الطريق إلى النجاح دائمًا تحت الإنشاء"، متمنيًا من الله أن يكتب فضيلة مفتي الجمهورية فصلًا مبهرًا يشهد له القاصي والداني، ويشهد له العالمون، مشيرًا إلى أن فضيلته كتب هذا الفصل المنير المستنير في هذا الصرح العريق، كما أهدى لفضيلته نسخة من القرآن الكريم بمناسبة بدء فضيلته هذه المرحلة.

من جهته شكر مفتي الجمهورية جميع الزملاء والعاملين في دار الإفتاء المصرية على هذه المشاعر الطيبة التي أفرزت هذا العطاء، مؤكدًا أن الله تبارك وتعالى على كل شيء قدير، وأن الدار لها رصيد كبير أمام العالم بما تضمه من علماء.

وأضاف: اسمحوا لي أن أعاهد الله تبارك وتعالى أن نسير على الخط الصحيح الذى نرضي الله تعالى به، وأن نحقق الصلاح للبلاد والعباد، كما تقدَّم بالشكر للدكتور إبراهيم نجم -الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم-، للإهداء معبرًا عن خالص شكره وتقديره لفريق العمل القائم على تنظيم الندوة المباركة، كونها تعدُّ أول ملتقًى يُعقد في رحاب دار الإفتاء المصرية، مشيرًا إلى أنه تم بصناعة إفتائية خالصة.

وفي ختام كلمته أعرب فضيلة المفتي عن سعادته بفريق عمل الدار، وشكر حسن عملهم وتخطيطهم وتنظيمهم، كما شكر الحضور، مؤكدًا أنها خطوة أولى نرجو الله أن يعقبها خطوات، سائلًا الله أن يوفِّق الجميع لما فيه الخير.

مقالات مشابهة

  • الدكتور إبراهيم نجم: الطريق إلى النجاح دائمًا تحت الإنشاء ودار الإفتاء قصة نجاح
  • إبراهيم نجم: دار الإفتاء قصة نجاح يكتب فيها كل مفتٍ فصلَه
  • انتصار خالد مشعل الوهمي!
  • عِناقُ القمم
  • إعلان تشويقي يؤكد هاتف Infinix Hot 50 Pro Plus يأتي بأنحف تصميم في الهواتف الذكية
  • أشرف صبحي: إطلاق برنامج "انهضي" يأتي في إطار جهود الدولة المصرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • مراجعة عام من الحرب: أهداف نتنياهو بين النجاح والفشل
  • السيسي: شهر أكتوبر يأتي حاملًا معه نسائم الانتصار والمجد
  • السيسي: الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر يأتي بظرف بالغ الدقة في تاريخ منطقتنا