بيروت- أطلّ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله بكلمة مسجلة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعث فيها مجموعة رسائل إلى جهات متعددة، مشددا على أن الحزب يتمتع بوضع قوي على الصعيدين السياسي والعسكري.

وبهذه الكلمة يكون قاسم قد ظهر مرة ثانية خلال 8 أيام فقط، إذ كانت الأولى بعد اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله في 27 سبتمبر/أيلول الماضي بغارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث أكد في خطابه الأول استمرار مسيرة الحزب بقوة أكبر، في حين ركز في خطابه الثاني على تجاوز الضربات المؤلمة وتأمين بدائل في جميع المواقع دون استثناء.

كما تناول قاسم في خطابه عدة قضايا تتعلق بعملية "طوفان الأقصى" وفتح جبهة جنوب لبنان دعما لغزة، مرورا بالتشكيك في دور إيران، وما يعانيه النازحون من الجنوب والبقاع والضاحية، وتحدث عن العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ودوره السياسي.

وأفاد قاسم بأن هذه الحرب لم تؤثر على إرادتهم وتصميمهم على المقاومة، موضحا أنه تم تأمين بدائل في جميع المواقع، وأشار إلى أن بعض البدائل والنواب للقادة الشهداء هم من الرعيل الأول المؤسس لحزب الله عام 1982، وبعضهم الآخر قريب منهم، وأكد أن كل ما كان لدى القائد الشهيد موجود لدى نائبه ومساعده.

في ختام كلمته، أشار قاسم إلى أنهم سيعملون على انتخاب الأمين العام وفق الآليات التنظيمية، مؤكدا أن إسرائيل لن تحقق أهدافها وأنهم سيلحقون بها الهزيمة. واعتبر أن الحل الوحيد بالنسبة لهم هو المقاومة والصمود، مع أهمية التفاف أهلهم حولهم، وخلص إلى القول إن خيارهم للنصر هو المقاومة، مبينا أنهم سيسببون للعدو الإسرائيلي خسائر كبيرة قد تكون مقدمة لإنهاء الحرب.

ثبات المقاومة

يعتبر المحلل السياسي توفيق شومان أن تصريحات قاسم لها أهمية كبيرة، إذ تعكس ثبات المقاومة وقوة إمكانياتها العسكرية والسياسية، وأوضح أن هذه التصريحات تشير أيضا إلى قدرة المقاومة على القيادة والسيطرة، مستشهدا بما يحدث في الجنوب من تصدٍ لمحاولات التوغل البري الإسرائيلي، بالتزامن مع قصف المدن الإسرائيلية.

في هذا السياق، أكد شومان أن قاسم كان حاسما في تأكيده أن "استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان سيؤدي إلى زيادة عدد المهجرين من مستعمرات الشمال، وليس العكس"، وهذا التصريح يعكس بوضوح قوة البنية العسكرية للمقاومة في ظل هذه الظروف الحساسة.

علاوة على ذلك، تطرق شومان إلى الجدل الدائر حول دعم إيران للمقاومة اللبنانية، حيث أشار إلى تأكيد قاسم القاطع على أن إيران لم تكتفِ بدعم المقاومة بالكلام فحسب، بل قامت أيضا بقصف إسرائيل بنفسها.

كما طرح قاسم تساؤلا بشأن موقف المشككين في هذا الدعم، مشجعا إياهم على اتخاذ خطوات مشابهة لما فعلته إيران، وهنا أوضح شومان أن العلاقة بين إيران وحركات المقاومة هي علاقة ثابتة لا تقبل الشك.

أما فيما يتعلق بالعلاقات الداخلية، فقد أشار شومان إلى تأكيد قاسم على متانة العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وتثمينه الدور السياسي الذي يقوم به، كما أكد أن العلاقة مع حركة أمل قوية جدا، موضحا أنه يمكن مناقشة جميع القضايا، ولكن يجب أن تتم هذه المناقشات بعد وقف إطلاق النار، الذي يعتبر أولوية قبل البحث في أي قضايا أخرى ضمن إطار وطني شامل.

رسائل متعددة

ويرى الكاتب والمحلل السياسي أمين قمورية في حديثه للجزيرة نت أن الرسالة السياسية الأبرز في خطاب نائب الأمين العام لحزب الله، كانت موجهة إلى الداخل، وتحديدا إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، فقد وصفه بـ"الأخ الأكبر" للحزب وقيادته، مما يوحي بأن بري مفوض من قبل الحزب في الشؤون السياسية والدبلوماسية، خاصة إذا ظهرت إمكانية لحل دبلوماسي للأزمة.

ويضيف قمورية أن هذا الموقف يعارض ما كان يشاع سابقا عن قرار بري التنسيق مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، بشأن الموافقة على البيان الأميركي البريطاني الفرنسي الأوروبي العربي حول وقف إطلاق النار.

ويوضح أن كل ما أشيع عن هذا الموضوع من اختلافات في وجهات النظر يعد أمرا قائما، في حين يظل السؤال الأهم هو التوقيت، إذ نص البيان على أن وقف إطلاق النار في لبنان سيستمر لمدة 21 يوما، على أن يتم بحث الوضع في غزة لاحقا.

ويضيف قمورية أن حزب الله يبدو موافقا على مواقف نبيه بري، مما يشير إلى عدم وجود خلافات بين الطرفين، كما يُستشف من هذا الموقف أن الحزب لا يمانع وقف إطلاق النار إذا توفرت الظروف المناسبة، ومع ذلك، يشير قمورية، من خلال تحليل خطاب قاسم، إلى أن سلوك إسرائيل في الوقت الراهن لا يوحي بوجود نية حقيقية لوقف التصعيد أو السعي للتوصل إلى هدنة.

وفيما يتعلق بالرسائل الأخرى التي أرسلها نعيم قاسم، يشير قمورية إلى أن الحزب أعاد ترتيب صفوفه واستعاد السيطرة، مما يعكس تصميمه على مواصلة القتال حتى آخر لحظة، كما بعث برسالة واضحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مفادها أن محاولته إعادة المستوطنين إلى المناطق الشمالية باءت بالفشل، وأن استمرار الحرب سيؤدي إلى زيادة أعداد المستوطنين الذين سيغادرون تلك المناطق.

وعن حديث قاسم عن استحالة الوصول إلى حل طالما أن الحرب لا تزال مشتعلة، يشير قمورية إلى أن ذلك يعني أن الخيار الوحيد المتاح أمام حزب الله هو الصمود والدفاع عن الأرض، ورغم أن الجيش الإسرائيلي قد يحرز تقدما في بعض المناطق، فإن ذلك لا يعني حدوث تغيير في الخرائط أو تراجعا في قوة المقاومة، بل إن ذلك سيزيد من ثبات المقاومة في وجه أي محاولة لإعادة احتلال أو التقدم في الأراضي اللبنانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات وقف إطلاق النار ثبات المقاومة الأمین العام العلاقة مع لحزب الله نبیه بری على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

نعيم قاسم .. المعركة ليست مع إيران كما يصورها نتنياهو بل هي معركة تحرير فلسطين

#سواليف

قال نائب الأمين العام لحزب الله #نعيم_قاسم اليوم الثلاثاء، إن عملية ” #طوفان_الأقصى”، هي حدث غير عادي يمكن اعتباره بداية #تغيير_الشرق_الأوسط.

واعتبر قاسم أن هذه “المواجهة العظيمة مباركة وهي خط سليم من أجل التغيير”، مشيرا إلى أن “هدف #الاحتلال كان إنهاء #المقاومة بشكل كامل و #إبادة_الشعب_الفلسطيني بما يجعله منزوع القدرة على توليد المقاومة والمطالبة بحقوقه”.

وأكد نعيم قاسم أنه “لولا #الدعم_الأمريكي لتوقف العدوان الإسرائيلي خلال شهر”.

مقالات ذات صلة الدويري: حرب غزة فاقت أكثر التوقعات تشاؤما والمقاومة استطاعت التعايش مع الوضع 2024/10/08

وقال قاسم إن “الولايات المتحدة الأمريكية وقسم من أوروبا، هي شريكة في كل ما حصل ويحصل من جرائم العدو الإسرائيلي”.

وأضاف قاسم أن “مقاومة غزة صمدت لعام كامل وهي قادرة على الصمود أكثر والشعب الفلسطيني لا يمكن هزيمته مهما طال الزمن”، وقال: “مقاومة غزة أسطورية والشعب الفلسطيني أثبت أنه لا يمكن هزيمته وهو جدير بالتحرير”.

وقال نعيم قاسم إن المعركة ليست معركة نفوذ إيران كما يصورها رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بل هي معركة مساعدة الفلسطينيين لتحرير أرضهم.

وقال نائب الأمين العام لحزب الله إن إيران هي التي تقرر كيف تدعم وقد أثبتت تصميمها على مساندة المقاومة.

وأكد أن إمكانيات حزب الله بخير و أن الإدارة متماسكة، والدليل أن العمليات ازدادت وتوسعت، مشيرا إلى أن جبهة المساندة بلبنان استنزفت العدو 11 شهرا وأخرجت المستوطنين من الشمال.
وقال قاسم إن العدو الإسرائيلي وسع عدوانه على لبنان مستغلا الدعم الأمريكي اللامحدود لكنه لن يحقق أهدافه ومستمرون بمواجهته والكيان تحت مرمى صواريخنا، فإمكاناتنا بخير وحديث العدو عن تدميرها وهم.
وتوجه إلى إسرائيل بالقول: لن يعود المستوطنون وسيتهجر منهم أضعاف.
وقال قاسم أحيي الوحدة الوطنية التي تجلت في كل المناطق خلافا لما كان يعمل عليه العدو بإيجاد خلافات داخلية، بل هناك التفاف وطني حول المقاومة.

وقال نعيم قاسم إن لبنان كان مستهدفا ونتنياهو أعلن مرارا أنه يريد الشرق الأوسط الجديد، معتبرا أن إسرائيل تريد إخضاع كل المحيط ودول المنطقة وشعوبها لسياساتها.

وأعلن قاسم أن حزب الله يؤيد الحراك السياسي الذي يقود رئيس البرلمان نبيه بري لوقف إطلاق النار، وقال: أي نقاش لا يعنينا قبل وقف النار ونحن أهل الميدان.. ثابتون في الميدان ولن نستجدي حلا وستسمعون صراخ العدو”.

مقالات مشابهة

  • نعيم قاسم: المقاومة تعمل بكامل جهوزيتها ونحن أهل الميدان وسننتصر
  • نعيم قاسم: ما يفعله الاحتلال قتل للإنسان وللشعوب الحرة
  • الشيخ نعيم قاسم: نثق بالنصر
  • نعيم قاسم: حزب الله صامد وتجاوزنا الضربات المؤلمة
  • نعيم قاسم:امكانيات حزب الله بخير
  • نعيم قاسم: أعجز عن وصف حالنا دون نصر الله لكننا نستلهم عنفوانه
  • نعيم قاسم .. المعركة ليست مع إيران كما يصورها نتنياهو بل هي معركة تحرير فلسطين
  • قاسم: طوفان الأقصى بداية تغيير الشرق الأوسط
  • قراءة متأنية في أبعاد ورسائل اغتيال حسن نصر الله.. للمقاومة خاصة والمنطقة عامة