بقلم : حسين الذكر ..

نسمع ونقرا ان انتخابات الإقليم تقترب رويدا رويدا يرافقها وقع تنافس انتخابي يشم منه رائحة الصراع .. مع النصوص الديمقراطية المثبتة في الدستور العراقي وتاريخ ثلاثة عقود من حكم القوى الكردية المناضلة للإقليم بصورة يعتقدها الكثير انها تختلف جذريا عما كانت عليه قبل التسعين ..
هنا لا اتحدث بلغة الدبلوماسية المفترضة بين الحكومة المركزية والإقليم .

. اذا ان العلاقة برغم علاتها تشكل نقطة مهمة في السلام والاستقرار وان كانت غير ثابتة .. لكن نحتكم لوحدة المصير وظلامة التاريخ فضلا عن رجاحة عقل اطراف كانت وما زالت منذ اكثر من أربعة عقود حلفاء وخبراء في السياسة والتعايش كما يجيدون فن إدارة المصالح والتصالح وفقا لمقتضيات السياسة الدولة والإقليمية والمحلية .
يهمنا نجاح انتخابات كردستان وان يلتزم الجميع بالمواثيق والسيرة النضالية وتطلعات الشعب الكردي .. كعربي عراقي من المركز اشعر بفخر الانتخابات على انها تعبير ديمقراطي حر برغم ما اعتراها حتى الان .. فنجاحها بسلم وامان سينعكس على انتخابات المركز واستقرار الوضع العراقي عامة ..
كتبت رسالتي هذه بعد ان قرات عمودا صحفيا للدكتور الصديق المستشار عبد الله العلياوي يوضح فيه أهمية نجاح الانتخابات ويحذر ضمنا من الاندفاع الزائد والحماس غير المبرر .. فالاستقرار والأمان ضروري لشعبنا العراقي كافة بعد قرون من الظلم المتوارث والإهمال والتهميش والامية ..
ان ما تعلمته وفهمته من اللعبة الانتخابية – بلغة الصحافة – ومن خلال بيئات مختلفة محلية وخارجية ان نسب الفوز والخسارة وما تفرزه النتائج ليس هي الممثل وحده ولا معبر حقيقي عن ميزان القوى .. فان العمق والبنية الحزبية والرمزية لها تاثير كبير في مفاوضات ما بعد الانتخابات .. فالتحالفات يكون التاريخ هو المرجح فيها والأكثر امنا وتعبيرا حتى عما تفرزه صناديق الاقتراع..
أتوجه برسالتي كمواطن عراقي يحب الشعبين العربي والكردي الى السيديين (البرزاني والطالبني المحترمين ) .. من اجل رسم خارطة طريق كردية صحيحة تكون فيها الانتخابات وسيلة لانتاج أدوات إدارة اكثر تطورا وتفهما للواقع الإقليمي والعراقي والدولي كي تتاح فرصة حكم مريحة لكل الأطراف والقوى السياسية المؤمنة بالحرية والديمقراطية التي تنتهج اليات التعبير الانتخابي السلمي وذلك ما نريده ونتمناه كي يكون مقدمة لانتخابات المركز .. ان شاء الله .

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية

 

في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية، هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.

أوروبا وأوكرانيا.. دعم غير محدود

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأوروبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كل أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة، ولا تكاد تخلو أي قمة أوروبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.

كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.

العرب وفلسطين.. عجز وتخاذل

في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة لأكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط، فالأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كل الشعارات القومية والإسلامية.

لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على إسرائيل كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.

المقاومة.. الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة

في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّد السيد القائد عبدالملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة، فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.

وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فإن الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود، ولقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.

خاتمة

عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أوروبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب، وهذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حيث يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتخاذ موقف يليق بحجم القضية.

إن ازدواجية المعايير لم تعد مجرد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكد السيد القائد عبدالملك الحوثي، فإن المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.

مقالات مشابهة

  • الهلال بين السياسة والدين!
  • كييف: إجراء الانتخابات يحتاج إلى مزيد من الوقت
  • بعد نهاية الحرب..أوكرانيا: لا انتخابات رئاسية في البلاد سريعاً
  • في بلد عربي.. عصابة تستخدم شوكولاتة دبي للسرقة
  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
  • 4 أبريل.. عقد الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين لمناقشة التجديد النصفي وانتخاب النقيب والمجلس
  • القوى السياسية ترفض تأجيل الانتخابات البلدية
  • السياسة الأمريكية تجاه السودان: من صراعات الماضي إلى حسابات الجمهوريين الباردة
  • ترامب يشارك في إفطار رمضاني| رسالة محبة للمسلمين من البيت الأبيض.. ماذا قال؟
  • درون لاستطلاع هلال العيد في بلد عربي