وفي الفعالية، أكد وزير الإعلام هاشم شرف الدين، أن الاحتفاء بهذه المناسبة ليس مجرد احتفاء بعملية عسكرية، بل اعتراف بالدور الحاسم للصحفيين العرب في إيصال وإعلاء صوت المقاومة، وتسليط الضوء على الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، والوقوف بثبات في وجه العدوان والحصار.

واعتبر السابع من أكتوبر يوما مفصليا في التاريخ سيظل محفورا في ذاكرة الجميع إلى الأبد، كما ستظل عملية "طوفان الأقصى" نقطة تحول في مسار الجهاد ضد العدو الصهيوني.

وقال وزير الإعلام "لقد شهدنا خلال العام الماضي شجاعة وتفانيا من قبل الصحفيين العرب الذين خاطروا بحياتهم لتغطية الأحداث من الخطوط الأمامية وتحدوا الترهيب، وكان أولئك الصحفيون أبطالاً في عصرنا، وحريٌ بنا أن نحيي شجاعتهم وتضحياتهم".

ولفت إلى أن هؤلاء الصحفيين أعطوا صوتاً لمن لا صوت لهم، وكشفوا أكاذيب العدو اليهودي، وألهموا جيلاً من الشباب العربي، والشباب في كثير من دول العالم ليكونوا مدافعين عن القضية الفلسطينية.

واستدرك :"لكن من المؤسف أن بعض الصحفيين العرب لم يلعبوا دوراً نبيلاً في هذا الجهاد والنضال، بل اختاروا التعاون مع الأعداء المحتلين وتمرير دعايتهم والزيادة عليها، وخيانة ثقة شعوبهم، فكانوا بذلك أعداء للأمة وللحرية وسيتذكرهم الناس بخيانتهم".

ودعا وزير الإعلام الجميع إلى التذكر بأن الجهاد والنضال من أجل الحرية والاستقلال ليس مجرد نضال عسكري، بل أيضاً جهاد ونضال إعلامي.. مؤكدا أن معركة القلوب والعقول لا تقل أهمية عن المعركة على الأرض، ومن مسؤولية الصحفيين العرب أن يؤدوا دوراً قيادياً في هذا الجهاد والنضال.

وأشار إلى أهمية قيام الإعلام الوطني بتكريم الشهداء الذي ضحوا بأرواحهم من أجل الدفاع عن المقدسات والأرض في فلسطين ولبنان.

بدوره اعتبر نائب وزير الإعلام الدكتور عمر البخيتي، يوم السابع من أكتوبر 2023م انطلاقة حقيقية أشعلت فتيل محور المقاومة ليواجه الكيان الغاصب حيث أصبح مصير هذا المحور واحداً، وأصبح أكثر إيلاماً للعدو الصهيوني.

وتحدث عن مميزات عملية "طوفان الأقصى" وأبرزها إيقاف عمليات التطبيع، ووقوف محور المقاومة في مواجهة "الكيان الصهيوني" الذي انعدم أفقه السياسي وتعددت أزماته، وتعاظمت المسؤولية الملقاة على الجميع من أجل مقارعته، وكشفت حقيقة الأنظمة المطبعة مع هذا الكيان.

وأشار نائب وزير الإعلام إلى أن من أبرز ما يميز عملية السابع من أكتوبر أنها كبدت العدو الصهيوني الخسائر الاقتصادية الكبيرة وأدت إلى فقدان الوظائف وزيادة نسبة البطالة وهروب المستثمرين وإغلاق الموانئ وارتفاع أسعار السلع والخدمات في هذا الكيان الغاصب.

ونوه بموقف اليمن المشرف بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم ومجازر صهيونية أمام مرأى العالم ومسمعه.

وأكد أهمية التلاحم بين محور المقاومة في مواجهة العربدة الصهيونية والأمريكية.. لافتا إلى أن عملية "طوفان الأقصى" أكدت حتمية زوال الكيان الصهيوني الذي يرتبط زواله بزوال العديد من الأنظمة العربية التي زرعها الكيان الصهيوني والأمريكي والبريطاني.

وفي الفعالية التي حضرها القائم بأعمال وكيل وزارة الإعلام لشؤون الإذاعة والتلفزيون يحيى حُميد، والقائم بأعمال رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر أحمد راصع، ومدير مكتب حركة حماس في اليمن عمر السباخي، وعدد من قيادات الوزارة والمؤسسات الإعلامية ومنتسبيها، أشار ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في اليمن إبراهيم نصوح، إلى أن عملية "طوفان الأقصى" لم تكن بداية تاريخ العمل المقاوم، بل مثلت الانفجار في وجه العدو لما سبقها من قهر وظلم وطغيان من عصابات الصهيونية على مدى عقود طال البشر والحجر والأرض والمقدسات.

وأكد أن الطغيان الصهيوني بلغ ذروته مع حكومة صهيونية يراها العالم تجاهر بعدم الاعتراف حتى بوجود شعب فلسطين وتمارس التطهير والإبادة الممنهجة في الضفة والقدس وغزة، وتحرض على الوجود الفلسطيني وتعتدي على شعب لبنان لموقفه وإسناده لشعب فلسطين.

وأوضح نصوح أن قدرة فصائل المقاومة على القتال والصمود وإرادتهم لمواجهة العدو، باتت أكبر وأعظم مما مضى، وأن نار الانتقام التي أشعلها العدو بجرائمه ووحشيته كافية لحرقه وإحباط كل مخططاته، وستنشئ جيلاً فولاذياً يحمل إرادة المقاومة والجهاد والتصدي للعدو.

وأفاد بأن ما يجري من تصاعد مستمر لعمليات المقاومة في الضفة المحتلة في جنين وطولكرم ونابلس وكل محافظات الضفة والداخل المحتل، ما هو إلا رد وخيار الشعب الفلسطيني في مواجهة الإبادة الممنهجة والتهويد والاستيطان الذي تنفذه حكومة العدوان والإجرام.

من جانبه تحدث مدير البرامج في قناة المسيرة حميد رزق، عن دور القنوات الوطنية في معركة "طوفان الأقصى".. مؤكداً أن المعركة الإعلامية مع العدو وأذنابه، شرسة وخطيرة وهامة وحيوية، ولو لم تكن كذلك لما سخر لها العدو إمكانيات ضخمة جداً لقلب الحقائق والوقائع.

واستعرض نقاط القوة التي يمتلكها الإعلام الوطني، وأبرزها القضية العادلة، وعرض الحقائق كما هي دون كذب وتزوير، والقدرة على الوصول إلى أرض الواقع والتعبير عن ضمير الأمة وشعوبها.. مشيراً إلى النجاحات التي حققتها القنوات التلفزيونية ومنها نقل المظلومية والمشهد الحقيقي.

فيما تطرق مدير إذاعة "سام إف إم" حمود شرف الدين إلى دور الإذاعات الوطنية في المعركة.. مؤكداً أن جبهة الأثير عملت من منطلق ديني ووطني وتجاوزت الحزبية والطائفية.

واستعرض الإنجازات التي حققتها الإذاعات الوطنية منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" حتى أصبحت جبهة موحدة في الرؤى والأهداف.

تخلل الفعالية عرض فيلم وثائقي عن دور إعلام محور المقاومة في نقل الحقائق ومواجهة الآلة الإعلامية للعدو الصهيوني وأذنابه، وأوبريتان بعنوان "السابع من أكتوبر" و"روح نصر الله" قدمتهما فرقة أنصار الله الإنشادية.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: السابع من أکتوبر محور المقاومة طوفان الأقصى وزیر الإعلام المقاومة فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

طوفان الأقصى: هل كان كارثيا؟ اتفاق غزة يجيب «2-2»

في الجزء الأول من هذا المقال تمت مناقشة أن قرار طوفان الأقصى كان قرارا صائبا بل قرارا محتوما وقدرا مقدورا لمنع تصفية القضية الفلسطينية وشطبها من التاريخ. وتمت مناقشة كيف كان الطوفان هزيمة تاريخية لإسرائيل لن تمحى مهما حققت من إنجازات عسكرية بعدها.

السؤال هو هل كانت هذه الإنجازات العسكرية وهي ليست قليلة «اغتيال هنية ونصر الله والسنوار، إضعاف قدرات حماس والجهاد وحزب الله البشرية والتسليحية، القضاء على ممر أسلحة المقاومة اللبنانية والفلسطينية القادم من إيران عبر سوريا، احتلال كامل الجولان السوري والتقدم نحو ريف دمشق» انتصارا ساحقا لإسرائيل والولايات المتحدة وهزيمة ساحقة للعرب؟

الجواب على ذلك بأفصح لسان ممكن قدمه اتفاق غزة الذي أعلن عنه في ١٥ يناير ٢٠٢٥ والذي اعتبره الإسرائيليون قبل غيرهم هزيمة استراتيجية إذ لم يحققوا فيه هدفا واحدا من أهدافهم المعلنة في الحرب.

معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي وهو أحد روافد العقل الجيوسياسي والأمني للكيان يعترف بأن الجيش الإسرائيلي فشل في القضاء على حماس عسكريا إسرائيل لم تقض على«حماس ولن تقضي عليها لأنها لم تكن قادرة على فعل ذلك أبدًا». وزير الخارجية يسرائيل كاتس يعترف بأن جيشه فشل في تحقيق الهدف الثاني وهو استعادة أسير واحد في يد المقاومة في غزة عن طريق القتال والضغط العسكري ولم يكن هناك غير طريق واحد هو النزول على شروط حماس بأن يستعيد هؤلاء الأسرى عن طريق التفاوض ومبادلتهم بمئات من الأسرى الفلسطينيين. حتى الهدف الثالث الذي تبناه نتنياهو في الشهور الأخيرة بتحويل شمال غزة لمنطقة محروقة وتهجير سكانها للجنوب تمهيدا لاستيطان إسرائيلي فيها وتنفيذ خطة الترانسفير لمصر والأردن فشلت فشلا ذريعا. فنحو ٥٥ جنديا وضابطا إسرائيليا قتلوا منذ بدء هذه الحملة على الشمال و١٠٠ منهم قتلوا منذ ٣١ مايو الماضي بسبب رفض نتنياهو وقتها إبرام الصفقة نفسها الذي عاد وجثا على ركبتيه وقبلها أخيرا كما هي دون تعديلات بعد أن أظهر له ترامب العين الحمراء. المعنى هنا أن الإنجازات العسكرية الإسرائيلية كانت إنجازات تكتيكية لم تستطع تغيير المشهد الاستراتيجي للتفاوض ولم تفرض على حماس استسلاما أو تخليا عن شروطها الأساسية. في مفاهيم كلاوزفيتز وكل أساتذة الحرب والاستراتيجية التقدم العسكري في المعركة الذي لا يترجم نفسه لمكاسب سياسية ليس نصرا.

إن حقيقة أن إسرائيل عندما كسبت جولة بين ٣١ يوليو ٢٠٢٤ «اغتيال هنية» والأسبوع الثاني من ديسمبر الماضي التقدم الاحتلالي لها لمئات الكيلومترات في سوريا لم تكسب الحرب وأنها أجبرت على التخلي عن هدف نزع سلاح حزب الله في الشمال وهدف نزع سلاح حماس وفصائل المقاومة الأخرى في الجنوب. هذه هي الهزيمة الحقيقية لإسرائيل فهذه الحرب لم تكن بين الجيش النظامي الإسرائيلي وجيوش عربية نظامية بل بينه وبين منظمات مقاومة غير حكومية. معيار النصر هنا ليس فوز حماس وشقيقاتها في المقاومة بجولة وفوز إسرائيل بجولة أخرى وإنما هي في الاحتفاظ بالسلاح وبخيار المقاومة قائمين أو كما قال حسن نصر الله «عندما لا ننهزم ننتصر».

إذا أخذت حماس كمثال فحتى لو وافقنا على التقديرات الإسرائيلية التي تباهى بها واحد من أهم الصهاينة الأمريكيين السفير دينيس روس والتي تزعم أن حماس خسرت نحو ٦٠٪ من مقاتليها. فإن من رد عليه بشكل مباشر هو بلينكن الذي قال إن حماس استعوضت ما فقدته من المقاتلين وجندت أعدادا مثلهم. هؤلاء سيكون غضبهم ورغبتهم في أخذ الثأر لا تقارن بجيل فلسطيني سابق منذ النكبة. بعض هؤلاء المقاتلين بحثوا عن الحماس والجهاد وغيرها وانتقلوا من حياة المدني لحياة المجاهد فقط لكي ينتقموا من العدو الذي أباد في الـ١٥ شهرا الماضية أكثر من مائة طفل وامرأة وشيخ في العائلة الواحدة في كثير من الحالات.

وسيقال هنا لكن القادة المجرَّبين الملهمين في الصف الأول خاصة في الجناح العسكري تم اغتيالهم ولم يبق منهم إلا قليل. ينسى هؤلاء أن الجهاد وحماس والشعبية ومن قبلهم فتح -عندما كانت ترفع البندقية وقبل أن تتحول سلطة للتنسيق الأمني مع العدو - تم اغتيال جميع مؤسسيها من الجيل الأول. وينسون وهذا هو الأهم المفاعيل الإيجابية التي ستأتي بها صفقة تبادل الأسرى إذ من الذين ستستردهم حماس مثلا قيادات وسيطة مثل عبد الله البرغوثي وفتحي السيد وهؤلاء مرشحون ليكونوا الجيل الثالث القيادي لحماس تماما كما خرج يحيى السنوار وصالح العاروري كجيل قيادة ثان في صفقة تبادل مماثلة «صفقة شاليط الشهيرة» وصار لاحقا الجيل الأول. سيقولون لكن حماس دمر معظم سلاحها وقطع طريق الإمداد عنها بعد إغلاق الطريق الإيراني عبر سوريا بعد تسلم السلطة في دمشق مجموعة سياسية بادرت بطمأنة إسرائيل أنها لن تسمح بأي شيء من إيران أو غيرها يهدد الأمن الإسرائيلي. مرة أخرى يتجاهل هؤلاء أن مقاتلي غزة يحاربون إسرائيل وأمريكا والناتو منذ عام ونصف دون أن تدخل إليهم قطعة سلاح واحدة تقريبا مع تواطؤ الجميع على حصارهم. السر هنا هو في النقلة النوعية التي كان حققها يحيى السنوار وصالح العاروري في غزة وبشكل نسبي في الضفة هو تحويل المصدر الرئيس للسلاح نحو التصنيع الذاتي بعد الحصول على تقنيات التصنيع من طهران، أما المصدر الثاني tهو إعادة تدوير واستخدام قذائف وقنابل إسرائيل التي لم تنفجر والمصدر الثالث وهو تسرب الفساد إلى أقسام في الجيش الإسرائيلي تبيع السلاح للمقاومة عبر التجار. كل هذا مستمر وسوف يزداد خاصة وأن الأنفاق كمواقع لتصنيع وتخزين السلاح لم تدمر بشكل كامل كما سعت أو ادعت إسرائيل. وما تحسر بايدن قبل يومين من خروجه مهزوما عليه من أن شبكة الأنفاق في غزة عمل مذهل ووصلت بعضها لنحو ٦ أقدام، وما فشل الجيش الأمريكي قبل الإسرائيلي في الوصول للرهائن ٤٧٢ يوما وهم محروسون في أنفاق إلا دليل على أن جزءا مهما منها مازال قائما وإعادة بناء ما تهدم منها ليس مستحيلا.

وحتى ممرات الأسلحة قد تعود في أول تغير جيوسياسي، ما زالت تبعات طوفان الأقصى حبلى بالكثير منها. قد يكون اتفاق غزة نصرا منقوصا للمقاومة تنغص عليه مرارة نحو ١٧٠ ألفا من الشهداء والمصابين والمفقودين من ضحايا جريمة الحرب الأمريكية -الإسرائيلية التي أنفق فيها خمسون مليار دولار على منطقة لا تزيد عن مساحة حي كبير في العواصم الكبيرة.. وقد تكون هزيمة غير مكتملة لإسرائيل لما حققته من بعض الإنجازات في الشهور الأربعة الأخيرة من العام الماضي.. لكن المؤكد أن ٧ أكتوبر دخل التاريخ فعلا كنصر عربي وهزيمة إسرائيلية وأن جولات قادمة للصراع ستندلع عندما تنتهي استراحة المحارب الفلسطيني واللبناني وتضمد منظماته جراحها وتستعيد قوتها.

حسين عبد الغني كاتب وإعلامي مصري

مقالات مشابهة

  • إبراهيم الأمين: حماس قدمت نموذجا جديدا في المقاومة خلال طوفان الأقصى
  • ما سر الهدايا التي منحتها «حماس» للأسيرات الإسرائيليات في غزة؟
  • الانتصار الفلسطيني يدخُلُ حيز التنفيذ.. نتائجُ “طوفان الأقصى” تحاصرُ وجودَ العدوّ
  • أبو عبيدة: معركة طوفان الأقصى أشعلت شرارة تحرير فلسطين
  • طوفان الأقصى: هل كان كارثيا؟ اتفاق غزة يجيب «2-2»
  • أبو عبيدة: 471 يوما على معركة طوفان الأقصى التاريخية التي دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال
  • في أول ظهور منذ شهور.. أبو عبيدة: التضحيات والدماء العظيمة التي بذلها شعبنا لن تذهب سدى / فيديو
  • خبراء إيرانيون يقيّمون طوفان الأقصى بعد اتفاق غزة
  • أبرز من هزمتهم عملية طوفان الأقصى
  • حماس: طوفان الأقصى حطّمت غطرسة العدو الاسرائيلي