في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر 2023، أعادت الولايات المتحدة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية، مع تعزيز دعمها لحلفائها الإقليميين في ظل تصاعد التوترات والنزاعات، وبينما تسعى واشنطن لتحقيق توازن بين دعمها لإسرائيل ومواجهة النفوذ الإيراني، تواجه تحديات وفرصاً قد تعيد تشكيل سياستها الخارجية في المنطقة.

تغيير السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط

من جانبه، قال الدكتور أحمد العناني الباحث في السياسة الدولية، إن السياسة الأمريكية تركز بشكل كبير على التهدئة وتجنب التصعيد، خاصة مع وجود قواعد عسكرية أمريكية في كل من العراق وسوريا، فأي تصعيد جديد قد يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، وهو ما يجعل الإدارة الأمريكية تسعى بشكل مستمر للحفاظ على الاستقرار ومنع الانزلاق نحو مواجهات أوسع.

 

وأضاف العناني في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في غزة بعد هجوم 7 أكتوبر أصبح ساحة تنافس سياسي واستراتيجي بين المرشحين في الانتخابات الأمريكية، وأشار إلى أن كلا من المرشحين، سواء كامالا هاريس أو دونالد ترامب، يحاول استغلال هذا الصراع لتحقيق مكاسب سياسية خاصة في السباق الانتخابي.

تحولات محورية بعد طوفان الأقصى| ما أهداف أمريكا في الشرق الأوسط؟.. خبير يوضح أكثر من 3% .. النفط يقفز تحت وطأة تصاعد الصراع في الشرق الأوسط

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تعمل على تحقيق وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، رغم تأكيدها الدائم على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأوضح أن الإدارة الأمريكية ترى أن تصعيد الصراع قد يؤثر سلبًا على مصالحها، ولهذا فإنها تفضل البحث عن حلول سياسية تضمن استقرار المنطقة وتجنب مواجهات مباشرة مع إيران وحلفائها.

التعزيزات الأمريكية في الشرق الأوسط

ومنذ اليوم التالي لهجوم السابع من أكتوبر، الذي نفذته حماس ضد قواعد عسكرية إسرائيلية، وراح ضحيته نحو 1,200 إسرائيلي، بادرت الولايات المتحدة بنشر مجموعة من الأصول العسكرية لتعزيز موقفها في المنطقة، وقد أعلنت الولايات المتحدة عن توجه مجموعة حاملة الطائرات "جيرالد فورد" إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، لتكون ضمن أولى خطوات التصعيد العسكري الأمريكي في المنطقة.

ومع مرور أكثر من عشرة أشهر على حرب غزة، وتزايد التوترات على جبهات متعددة، ويبدو أن الولايات المتحدة عازمة على مواصلة تعزيز قواتها في الشرق الأوسط لضمان الاستقرار الإقليمي وردع أي تصعيد محتمل، وبهذه التحركات، تسعى واشنطن إلى إبقاء الوضع تحت السيطرة، وتحقيق أهدافها المعلنة في منع توسع الصراع والحفاظ على أمن حلفائها في المنطقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشرق الاوسط السياسة الأمريكية الولايات المتحدة العراق سوريا غزة الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

خبير: لولا الدعم الأمريكي اللامحدود لما استمرت إسرائيل في الصراع 3 شهور

قال العميد الدكتور طارق العكاري، المتخصص في الاقتصاد العسكري، إن إسرائيل لو كانت بمفردها في مشهد الصراع بالمنطقة لما استمرت في الحرب 3 شهور، لكنها تحظى بالدعم اللامحدود من الولايات المتحدة الأمريكية ووجود مؤسسة تنمية إسرائيل التي اقترضت من أمريكا أكثر من 17 مليار دولار في أول 6 شهور.

وأضاف «العكاري»، في حواره مع الإعلامي أحمد الطاهري مقدم برنامج «كلام في السياسة» عبر قناة «إكسترا نيوز»: «الدول عندما تقترض، فإنها تحصل على القروض من صندوق النقد أو البنك الدولي، ولكن إسرائيل هي الوحيدة التي لديها مؤسسة يمكنها إصدار سندات».

وتابع: «هناك 20 مليار دولار وقع عليها الرئيس الأمريكي جو بايدن، و7 مليارات دولار أخرى حصلت عليها إسرائيل، بالإضافة إلى 50 ألف طن من الأسلحة، وأكثر من 700 رحلة جوية، أي أننا نتحدث عن دولة يمكننا القول بأنها الولاية الخامسة والخمسين في الولايات المتحدة الأمريكية».

مقالات مشابهة

  • حرب إسرائيل ضد حزب الله تهدد مصالح الولايات المتحدة
  • تحولات محورية بعد طوفان الأقصى.. ما أهداف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟
  • الاستخبارات الأمريكية: "سوء التقدير" قد يؤدي إلى تصعيد الصراع في الشرق الأوسط
  • العميد طارق العكاري: تصعيد الصراع في الشرق الأوسط يؤثر على اقتصاد العالم
  • خبير: لولا الدعم الأمريكي اللامحدود لما استمرت إسرائيل في الصراع 3 شهور
  • خبير: الضربة الإيرانية الإسرائيلية غيرت ديناميكيات الصراع في الشرق الأوسط
  • داليا عبدالرحيم: الجماعات الإرهابية تجد في الصراع الإيراني الإسرائيلي فرصة لتوسيع نفوذها.. خبير: فرص التصعيد بالمنطقة أكبر من التسوية.. ونتنياهو يسعى لتغيير الشرق الأوسط
  • كيف ينعكس التوتر في الشرق الأوسط على الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات؟
  • كيف تنعكس التوترات في الشرق الأوسط على الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات؟