آل باتشينو متحدثا عن تجربة الاقتراب من الموت: لم أر ضوءا أبيض
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
بعد 4 سنوات من إصابته بفيروس "كوفيد-19″، تحدث النجم السينمائي العالمي آل باتشينو عن تجربة الاقتراب من الموت التي مرّ بها خلال جائحة كورونا عام 2020.
ففي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، قال الممثل البالغ من العمر (84 عاما)، إنه لم يرَ أي "ضوء أبيض" أو أيا من العلامات التي يتحدث عنها الذين يمرون بتجارب مشابهة، واصفا شعوره بأنه كان في "حالة غريبة" بين الوجود واللاوجود.
وأضاف أنه شعر وكأنه "عاد من الموت" عندما أنعشته فرق الطوارئ، مقتبسا عبارة "أن أكون أو لا أكون" من مسرحية "هاملت" للأديب البريطاني ويليام شكسبير، موضحا أنه لم يشعر بأي "تموجات ميتافيزيقية" في تلك اللحظات.
وتعرف تجربة الاقتراب من الموت بأنها ظاهرة روحية أو ما ورائية، حيث غالبا ما يتحدث أصحابها عن رؤية أضواء ساطعة أو خوض تجارب خارج الجسد، وحتى مرور سريع على لحظات حياتهم. وهذه التجارب تُعرف باسم “المراجعة الحياتية”، حيث يرى الشخص مشاهد من حياته كأنه يشاهد شريط فيديو لأحداثه الشخصية.
بطل ثلاثية "العرّاب" آل باتشينو اعترف أن ميله إلى الدراما ربما دفعه إلى المبالغة في سرد تجربة العودة من الموت (غيتي)وبحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن أصحاب هذه التجربة يشعرون بأنهم ينفصلون عن أجسادهم ويشاهدون ما يحدث حولهم من منظور مختلف، كما يتحدثون عن مرورهم عبر نفق مظلم يتجه نحو ضوء ساطع أو شعور بالسلام والسكينة العميقة.
وبالعودة إلى باتشينو، فقد قال إن التجربة التي مرّ بها لم تغير شيئا من طريقة حياته أو رؤيته لها على الرغم من شدتها، حسبما نقل موقع "فانيتي فير" الأميركي.
وتابع الممثل الحائز على جائزة الأوسكار أنه بعد أن شعر بأن وضعه الصحي ليس على ما يرام "بشكل غير عادي" وعانى من ارتفاع في درجة الحرارة، طلب من ممرضته أن تساعد في ترطيبه، "كنت أجلس في منزلي، وكنت قد اختفيت. هكذا، لم يكن لدي نبض".
وفي غضون دقائق، تم استدعاء سيارة إسعاف، "كان هناك حوالي 6 مسعفين في غرفة المعيشة، وكان هناك طبيبان يرتديان ملابس بدت وكأنها من الفضاء الخارجي. وكان من المدهش أن تفتح عينيك وترى ذلك. الجميع كانوا حولي، وقالوا: إنه عاد. إنه هنا".
شارك آل باتشينو في الأعوام الماضية بأفلام "الخائنة الأميركية: محاكمة اكسز سالي" و"دار غوتشي"و"الرجل الآيرلندي" (غيتي)وأضاف باتشينو أنه شعر بجفاف شديد، "ونبضي توقف، كان الأمر وكأنك هنا، ثم لست هنا. فكرت: يا للعجب، أنت حتى لا تملك ذكرياتك. لا شيء هناك. شيء أشبه بعصيدة غريبة".
وعند سؤاله عمّا إذا كان شعر بأي "تموجات ميتافيزيقية" أثناء تجربة الاقتراب من الموت، قال "لم أرَ الضوء الأبيض أو أي شيء من هذا القبيل. لا يوجد شيء هناك. كما يقول هاملت، (أن أكون أو لا أكون)، (البلد المجهول الذي لا يعود منه أحد)، ويقول كلمتين: (لا شيء أكثر). كان الأمر (لا شيء أكثر). أنت اختفيت. لم أفكر في ذلك مطلقا طوال حياتي".
واعترف بطل ثلاثية "العرّاب" (The Godfather) في النهاية أن ميله إلى الدراما ربما دفعه إلى المبالغة في سرد قصته، "لكنكم تعرفون الممثلين: من الجيد أن تقول إنك متّ ذات مرة".
يشار إلى أن باتشينو لا يزال نشطا سينمائيا، إذ شارك في أفلام "الخائنة الأميركية: محاكمة اكسز سالي" (American Traitor: The Trial of Axis Sally) و"نوكس غو آواي" (Knox Goes Away) و"دار غوتشي" (House of Gucci) "الرجل الآيرلندي" (The Irishman) في الأعوام الماضية، ويعمل حاليا على فيلم "مودي: ثلاثة أيام على جناح الجنون" (Modi – Three Days on the Wings of Madness) الذي يحكي سيرة الفنان الإيطالي أميديو موديلياني، والأحداث الفوضوية التي عاشها لـ72 ساعة في باريس خلال الحرب العالمية الأولى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تجربة الاقتراب من الموت آل باتشینو
إقرأ أيضاً:
أطفال في خضم حرب السودان.. الموت جوعا وتحت القصف
"فقدت طفلي، لم أتمكن من علاجه، ولا أدري ما أصابه، كان يعاني من إسهال لأيام، قيل لي إنه مرض الجوع، توفي قبل أيام وعمره لم يتجاوز 24 شهرا، وضعنا صعب للغاية، الجنجويد حاصروا المكان ولا نملك شيئا لنأكله، جيراني أيضا فقدوا أطفالهم لنفس السبب، وبهذه الحالة، البقية أيضا سيموتون".
بتلك الكلمات وبصوت مجهد للغاية روت خديجة عبد الله للجزيرة نت مأساتها في معسكر زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان، إذ يسجل المخيم أعلى أرقام الجوع وجرى تصنيفه من المناطق التي تواجه خطر المجاعة في السودان، ومع ذلك يواجه قاطنوه يوميا سيل القذائف التي تطلقها قوات الدعم السريع، فمن نجا من الموت جوعا قضى بالقصف وتحت المنازل المهدمة.
ويتأثر الأطفال والأمهات في السودان على نحو بالغ بتداعيات الحرب المدمرة، وأصبحت حياة جيل من الأطفال وتعليمهم ومستقبلهم على المحك.
وعلاوة عن التأثير المباشر للعنف على الأطفال غذت الحرب المستمرة مزيجا مميتا من النزوح وتفشي الأمراض والجوع.
وتتوقع منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) أن يعاني نحو 4 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، بمن في ذلك 730 ألف طفل من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدد حياتهم.
أطفال نازحون في مخيم زمزم شمال دارفور بالسودان في أغسطس/آب الماضي (رويترز) قتال مستمرويعيش نصف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب القتال المستمر، مما يجعل أوضاعهم أكثر خطورة.
إعلانوتؤكد الناشطة في مخيم زمزم علوية محمد للجزيرة نت وفاة ما بين 3 و4 أطفال يوميا جراء سوء التغذية في المعسكر رغم توفير برنامج الغذاء العالمي بسكويت التغذية العلاجية، لكنه لم يكن كافيا لتغطية جميع المصابين، كما تشير إلى وفاة 10 أطفال خلال عمليات القصف المستمرة على المخيم من الدعم السريع هذا الأسبوع.
وتتحدث الناشطة كذلك عن ظهور تشوهات خلقية وسط الأطفال حديثي الولادة، لكنها لم تتمكن من إعطاء تفسير حيال أسبابه المحتملة، دون أن تستبعد تأثر الأمهات بالقنابل الحارقة التي تُلقى حولهم.
وتشير إلى ولادة أطفال وهم يعانون من "شفة الأرنب"، ويواجه بعضهم لاحقا عدم القدرة على المشي والحديث، كما ظهرت على بعضهم علامات الإصابة بمتلازمة داون.
وتضيف علوية "عشرات الأمهات فقدن أطفالهن بأمراض سوء التغذية، فالعديد من الأسر لا تملك قوت يومها وتنعدم أي مصادر للدخل، علاوة على الحصار المضروب عليها، وكذلك ارتفاع الأسعار وانعدام السيولة النقدية جميعها عوامل تصعّب الحياة على الأسر، وبالتالي يتأثر الصغار".
ويقدر المتحدث باسم منسقية معسكرات اللاجئين والنازحين في دارفور آدم رجال عدد الأطفال الذين توفوا بسوء التغذية بنحو ألفي طفل.
ولفت رجال في حديثه للجزيرة نت إلى صعوبة الوصول إلى أرقام حاسمة في ظل تواصل القتال والقصف المستمر للمعسكرات، ويشير إلى أن الأوضاع الصعبة داخل المعسكرات واستمرار القتال والاضطرار للنزوح أفرزت آثارا نفسية لا تخطئها العين وسط الأطفال، فيبدو على عدد كبير منهم الانطوائية والشرود والخوف من الأصوات العالية.
وتقول "يونيسيف" إن السودان أصبح أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، إذ أُجبر أكثر من 4 ملايين طفل على ترك منازلهم منذ أبريل/نيسان 2023، بما في ذلك نحو مليون طفل عبروا إلى البلدان المجاورة.
وفي جنوب الخرطوم حيث تسيطر قوات الدعم السريع على أغلب المناطق، يقول المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام محمد كندشة للجزيرة نت إن أعدادا كبيرة من الأطفال قضوا تحت القصف، مشيرا إلى تفشٍ واسع للأمراض وسط الأطفال، خاصة سوء التغذية.
إعلان
400 ألف حالة سوء التغذية
وأفاد بيان للغرفة صدر هذا الأسبوع بأن حالات سوء التغذية وسط الأطفال سجلت ارتفاعا لافتا، إذ تم نقل الحالات إلى مستشفى بشائر.
وطبقا للبيان، فإن عدد حالات سوء التغذية خلال الشهرين الماضيين بلغ 400 ألف حالة.
ويستقبل المستشفى الوحيد العامل في المنطقة يوميا بين 160 و200 حالة، وبلغ عدد الوفيات من الأطفال 12 وفاة خلال الشهر السابق، وفقا لبيان غرفة الطوارئ.
وتكتظ العديد من مراكز الإيواء في شمال السودان بمئات الأطفال الذين نزحوا مع ذويهم فرارا من القتال بالخرطوم وولاية الجزيرة، إذ يتعذر في هذه المراكز المكتظة الحصول على الغذاء الكافي، في حين تتفشى الأمراض وتنعدم الأدوية الضرورية.
وتقول اختصاصية التغذية فاتن الكاظم للجزيرة نت إن الحرب أفرزت واقعا مأساويا طال ملايين الأسر التي اضطرت إلى النزوح واللجوء، وبالتالي انقطاع سبل العيش وارتفاع أسعار الغذاء بشكل كبير.
وتضيف "نقص الغذاء أدى إلى زيادة معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات".
كما أن توقف برامج التغذية -وفقا لفاتن- أدى إلى وفاة العديد من الأطفال وكبار السن بسبب الجوع والأمراض المرتبطة بالتغذية، كما تشير إلى مواجهة المنظمات الإغاثية صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات للمحتاجين بسبب انعدام الأمن.
صدمات نفسية
وتؤكد الكاظم تعرّض السودانيين لصدمات نفسية قاسية جراء الحرب ومواجهتهم الانتهاكات التي صاحبت القتال، لكنها تشير إلى أن الأثر الأكبر كان على الأطفال، خاصة الذين فقدوا أسرهم أو شهدوا بأعينهم أحداثا عنيفة أو تعرضوا للعنف الجسدي أو اللفظي.
وتعتقد أن الإسراع في وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود يمكن أن يسهما في معالجة الأوضاع المأساوية للأسر مع تعزيز الدعم الدولي لتوفير الغذاء والأدوية والرعاية الصحية.
إعلانوبحسب الاختصاصية الاجتماعية ثريا إبراهيم، فإن الآثار النفسية لدى الأطفال تبدأ في الظهور أثناء التحرك من مكان غير آمن نحو مراكز النزوح، إذ تتعاظم حينها مشاعر الخوف والقلق والتشتت والجوع، خاصة وسط الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة، حيث تتضاعف لديهم المشكلات النفسية والاضطرابات السلوكية عند الوصول إلى نقطة آمنة، وتظهر تلك المشكلات في نوبات غضب وعصبية والتبول اللاإرادي.
وتلفت ثريا إلى أن وجود الأطفال في دور الإيواء يحرمهم من الخصوصية ويتنامى لديهم الإحساس بعدم الراحة، وبالتالي تزيد الاضطرابات السلوكية والنفسية، في حين يخلق عدم الارتياح نوعا من عدم الاستقرار.