سواليف:
2024-10-08@15:21:37 GMT

تحت الضوء

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

#تحت_الضوء

د. #هاشم_غرايبه

لا شك أن الأمة فجعت بحجم اختراق العدو الاستخباري لحزب الله، والذي وظفه هذا العدو إضافة الى التفوق الهائل في القوة التدميرية التي حرص الغرب على تزويده بها، وظفها في تنفيذ سلسلة اغتيالات بحق الصف الأول من قيادات هذا الحزب وقيادات أخرى منتمية الى المقاومة الفلسطينية، كانت تعيش في كنفه.


لفهم كيفية نجاح ذلك الاختراق، يجب أن نقر أولا بالحقيقة الساطعة التي تحاول الأنظمة العربية المنقادة لأمريكا تغطيتها بغربالها المتفسخ، هذه الحقيقة هي أنه لا فرق في حالة العداء السافر للأمة بين الغرب الذي تقوده أمريكا وبين الكيان اللقيط، بل إن ذلك الكيان هو المخلب الذي وظفه الغرب لتنفيذ عدوانه بين الفينة والأخرى، وبناء على ذلك، فكل تقدم تسليحي يحققه الغرب أو قدرات تجسسية طورها، جميعها تحت يد ذلك الكيان، لذلك فمن السخف أبراء ذمة الغرب أو عدم رضاه عن جرائك الكيان اللقيط.
وأمريكا من جانبها لا تخفي ذلك، بل وتستعرض قواتها البحرية في المنطقة كلما جد الجد وشعرت بمخاطر تهدد هذا المخلب ، لكنها عند كل عدوان أو اغتيال تنأى بنفسها، لحفظ ماء وجه الأنظمة العربية العميلة لها، وتنسبه الى المخلب القذر، وكأنه مستقل عن جسد الوحش الضاري (الغرب)، بل وتدعو (الطرفين) الى ضبط النفس وعدم التصعيد، مع أن هنالك طرف واحد هو المهاجم دائما، والطرف الآخر هو المتلقي للصفعات على الدوام.
لذلك، فلا شك أن ما حققته أمريكا من هيمنة معلوماتية كاملة، بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي تغطي كل أقطار العالم، فأصبح تتبع أي شخص والتنصت عليه ومعرفة كل حركاته وسكناته، متاح للمخابرات المركزية، وبالتالي متاح للموساد حكما.
لقد كان واضحا منذ أن جرى أغراء كل فرد في الكرة الأرضية باستخدام هاتف خليوي، وربط هاتفه بشبكة الانترنت بكلفة زهيدة، واشتراكه بخدمات التواصل المختلفة مجانا، رغم معرفة الجميع أن قاموس الغرب لا يعرف مصطلحات العمل لوجه الله ولا حتى لخدمة الإنسانية، فالمردود من هذه المجانية هو رهن البشر للسيطرة الكاملة للمخابرات الأمريكية.
على الرغم من إدراك قادة حزب الله لذلك، وحرصهم على عدم كشف أخبارهم ومواقعهم، والذي كان في جزء منه استخدام أجهزة (البيجر) بديلا لأجهزة الهاتف، فقد وقعوا في كمين محكم، رتبته الـ (CIA)، لعلمها بنقطة ضعف العربان أمام الشقراوات الحسان.
في هذه المرة كانت إيطالية الجنسية، ووكيلة لشركة تايوانية مصنعة لأجهزة البيجر (ابوللو)، قدمت عام 2022 عرضا لجهاز من طراز (AR924) أعجب مسؤولي حزب الله، أن شحنه يدوم شهورا، ولم يعلموا أن بطاريته الضخمة كانت تحوي شحنة متفجرات قوية، يمكن تفجيرها برسالة مشفرة.
يقال أن هذه المرأة لم تكن تعلم بأن الشركة التايوانية قد أوكلت الى شركة هنغارية تصنيع هذه الأجهزة، والتي لم تكن في حقيقتها الا تابعة للموساد، والذي بداية فخخ هذه الأجهزة لمنع اكتشاف جهاز ارسال مزروع معتمد على تقنيات الأيفون الذي بامكانه التجسس على حامله وبث الصوت والصورة الى اجهزة استقبال في الأقمار الصناعية الأمريكية، وكان كبر حجم البطارية لتشغيل الجهاز لفترات طويلة حتى لو كان مغلقا.
بالطبع تمكنت أجهزة التنصت من رصد كل تحركات وخطط الحزب، ومنها نية اطلاقه آلاف الصواريخ عند الساعة الرابعة والنصف صباحا، فقامت مائة طائرة بمهاجمة هذه الصواريخ قبل نصف ساعة وهو الوقت اللازم لإظهارها من مخابئها.
كانت عملية تفجير كل تلك الأجهزة مرة واحدة في شهر أيلول الماضي لمنع اكتشاف تلك الثغرة التجسسية، والتي لا شك أنها ليست الوحيدة في صفقات شراء الأنظمة العربية للمعدات والأسلحة الغربية، فقامت أمريكا بتشغيل خاصية التدمير الذاتي، واحتياطا من اكتشاف الثغرة نفسها قامت في اليوم التالي بتفجير كل الأجهزة اللاسلكية، ونشرت معلومات مضللة للتمويه، تقول أنه لدى الكيان تقنيات متطورة تمكنه من تفجير أي جهاز يحتوي على بطارية عن بعد بارسال أمر برفع درجة حرارة تلك البطارية فتنفجر، لكن خبراء يؤكدون عدم امكانية ذلك، قد يمكن ذلك بفيروسات تخربها وليس تفجرها.
المؤمن فقط هو من لا يلدغ من جحر واحد مرتين، لكن غير المؤمن سيلدغ مرات عديدة.
مصيبتنا أن أغلب قياداتنا علمانيون لا يؤمنون بالله واليوم الآخر.

مقالات ذات صلة مهمتك ألا تبكي 2024/10/08

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تحت الضوء هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

خبير استراتيجي: أغلب الاغتيالات الإسرائيلية كانت من نصيب حزب الله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال اللواء أركان حرب الدكتور إبراهيم عثمان، الخبير الاستراتيجي ونائب أمين عام مجلس الدفاع الوطني سابقا، إن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الثلاثة ليست بالقوة الكاملة، موضحًا أن أغلب الاغتيالات الإسرائيلية كانت من نصيب حزب الله؛ لأنه يختلف عن المقاومة الفلسطينية، متابعًا: «الأمر خاص بتسريب معلومات.. حزب الله مثلما يقاوم في الجنوب اللبناني له جبهات مضادة ويختلف عن المقاومة الفلسطينية».

وأضاف «عثمان»، في لقائه مع الإعلامي والكاتب الصحفي أحمد الطاهري، ببرنامج «كلام في السياسة»، المُذاع عبر شاشة «إكسترا نيوز»، :«رغم أن فصائل المقاومة الفلسطينية بينهم بعض الاختلاف البسطية، إلا أنهم موحدين في عامل واحد صحيح ضد الاحتلال الإسرائيلي»، مشددًا على أن حزب الله مختلف مع الحكومة اللبنانية وبعض جماعات المقاومة داخل لبنان، ومتداخل فيها عناصر لمقاومات أخرى كالعراقية والسورية.

وواصل: «إسرائيل استخدمت التكنولوجيا مثلما حدث في تفجير أجهزة البيجر لحزب الله وتمكنوا من الوصول للقيادات الوسطى»، مشددًا على أن الاحتلال يركز على القيادات؛ لأنه وجد حزب الله بقوة كبير في الفكر واستخدام المعدات البسيطة ولديها صواريخ جاهزة للوصول لإسرائيل.

وتابع: «الاحتلال عرف أن الفكر لعمليات حزب الله يأتي من القيادات وركز على القيادات ولا يريد فصل الرأس لحزب الله عن الجسد».

مقالات مشابهة

  • شاهد القوة الضاربة التي يخشاها الكيان
  • “طوفان الأقصى”.. الطوفان الذي أنهى أحلام الكيان
  • خبير استراتيجي: أغلب الاغتيالات الإسرائيلية كانت من نصيب حزب الله
  • أمين عام حزب الله بالعراق: نستعد لتوسيع الحرب مع اليمن وضرب قلب الكيان
  • خامنئي يغرد بالعبرية: عملية "طوفان الأقصى" أعادت الكيان الصهيوني 70 عاما إلى الوراء
  • حزب الله يشيد بشجاعة العراق واليمن وإيران بدك عمق الكيان بالصواريخ
  • مسلسل الاغتيالات يؤجج الأزمات
  • من الشيخ ياسين إلى هنية إلى نصر الله.. الكيان الصهيوني الغاصب.. تاريخ حافل في الإجرام والقتل والاغتيال
  • إلى معلمي مع التحية!!