إنييستا في مؤتمر اعتزاله: الكرة حياتي.. وهذه خطوتي المستقبلية
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
أعلن أسطورة برشلونة ومنتخب إسبانيا أندريس إنييستا اليوم الثلاثاء اعتزاله كرة القدم نهائيا، بعمر 40 عاما بعد مسيرة حافلة في الملاعب مع ناديه ومنتخب بلاده.
إنييستا في مؤتمر اعتزاله: الكرة حياتي.. وهذه خطوتي المستقبليةوقال إنييستا خلال حدث أقيم في برشلونة بحضور الصحفيين "التواجد على أرضية الملعب انتهى. لكني لا أستطيع البقاء بعيدا عن كرة القدم، فهذه حياتي وستبقى كذلك.
وتابع "سأحاول العودة للقيام بعمل كبير، لكن هذه المرة لن يكون الأمر بالركض وراء الكرة، لكن من مكان آخر".
وأضاف متأثرا "لم أتصور أبدا أن يأتي هذا اليوم، لكن هذه الدموع التي ذرفناها هذه الأيام هي دموع الإثارة والفخر وليس الحزن. إنها دموع فتى من قرية صغيرة هي فوينتيالبيا (مسقط رأسه) كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم ونجح في ذلك بعد الكثير من الجهد والتضحيات، أنا فخور جدا بهذه الرحلة".
وضع إنييستا حدا لمسيرة حقق فيها جميع الألقاب الممكنة في ملاعب كرة القدم بعد أكثر من 16 عاما قضاها في صفوف برشلونة النادي الذي ترعرع في صفوفه وتدرج في فئاته العمرية، قبل أن يخوض 5 مواسم في صفوف فيسيل كوبي الياباني وموسما واحدا مع الإمارات الاماراتي.
الأستاذ
حظي لاعب خط الوسط المهاجم، الذي يتمتع برؤية ثاقبة في الملعب بإشادة الجميع وقال عنه مدرب ميلان الشهير السابق أريجو ساكي "أندريس إنييستا هو أحد لاعبي كرة القدم النادرين جدًا الذين كان استاذا قبل أن يكون تلميذا. كان يعرف كل شيء بالفعل".
أما زميله السابق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي فاعتبر أن إنييستا "هو أحد الزملاء الذين يملكون أكبر قدر من السحر في قدمه وقد استمتعت باللعب إلى جانبه" وأضاف متوجها إلى اللاعب "الكرة ستفتقدك ونحن أيضا، أتمنى لك الأفضل دائما، أنت ظاهرة".
تدرب في أكاديمية "لا ماسيا"، المقر التدريبي الرسمي للنادي الكتالوني ويعتبر أحد أعظم اللاعبين في تاريخه.
جسد إلى جانب تشافي هرنانديز وميسي، ميزة الاستحواذ على الكرة واللعب الجماعي على المستوى الأوروبي بين 2008 و2012 في ما كان يعرف بطريقة "تيكي تاكا".
مسيرة مظفرة
خاض بقميص البلوجرانا 674 مباراة وفاز معه بـ32 لقبا، بينها دوري أبطال اوروبا 4 مرات والدوري الاسباني 9 مرات، وأثبت نفسه كلاعب رئيسي في نجاح المنتخب الإسباني خلال الحقبة ذاتها من خلال التتويج بكأس أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010.
دخل إنييستا، الكتالوني قلوب جميع الإسبان بشكل نهائي في إحدى ليالي تموز/يوليو 2010 في جوهانسبورج (جنوب إفريقيا)، عندما منح بلاده باكورة ألقابها في نهائيات كأس العالم من خلال لقطة باتت راسخة في الأذهان عندما سجل له هدف الفوز في الوقت الإضافي في مرمى هولندا.
بالاضافة إلى اللمسات الساحرة التي التي كان يتمتع بها "أعطى المجتمع مثالًا لما يجب أن يكون عليه أي رياضي محترف"، كما يؤكد مدرب منتخب إسبانيا الحالي لويس دي لا فوينتي.
وعندما سئل عن إمكانية أن يصبح مدربا بعد الاعتزال قال "نعم، فكرة التدريب تروق لي كثيرا. وبالطبع أود العودة إلى برشلونة في مرحلة ما، لأنه نادي حياتي. سيكون شرفا لي أن أدربه في أحد الأيام".
في عام 2018 وخلال مباراته الأخيرة مع برشلونة، تلقى تحية حارة من أنصار النادي الكتالوني بـ "تيفو" ضخم بعنوان "إنفينيت إنييستا" (إنييستا إلى ما لا نهاية) غطى جميع مدرجات ملعب كامب نو، قبل حفل مؤثر جدا يؤكد أن قصة الحب هذه لم تنته بعد.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: کرة القدم
إقرأ أيضاً:
أهمية توثيق الأعمال لتجنُّب النزاعات المستقبلية
في عالم الأعمال المتسارع والمتغير، تعدّ النوايا الحسنة والمصافحة على الصفقات، رموزًا للثقة والتفاهم بين الأطراف. ومع ذلك، يظل السؤال: هل تكفي هذه لضمان الحقوق وتنفيذ الاتفاقيات؟ الإجابة، كما تثبت التجارب، هي لا قاطعة. إن غياب التوثيق يفتح المجال لسوء الفهم، والخلافات التي يمكن أن تتفاقم لتصبح نزاعات قانونية معقَّدة. ففي ساحات القضاء، لا وزن للنوايا الطيبة، أو الوعود الشفهية، ما لم تدعمها وثائق رسمية وأدلة واضحة.
لقد شهدت شخصيًا العديد من الحالات لأصدقاء ومعارف وقعوا ضحايا للثقة المفرطة عند إبرام اتفاقيات غير موثَّقة. وانتهى الأمر بهم في إجراءات قانونية طويلة، خسروا فيها حقوقهم فقط لأنهم لم يوثقوا اتفاقياتهم، أو يضمنوا حقوقهم بإتفاقيات مكتوبة.
توّثيق الاتفاقيات، سواء كان ذلك عبر عقود مكتوبة، أو محاضر اجتماعات، أو حتّى مراسلات رسمية، ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو ضمانة أساسية، تحمي جميع الأطراف المعنية، وتجنِّب المشاكل المستقبلية. في بيئة الأعمال المعاصرة، حيث تتزايد تعقيد العلاقات والمعاملات، يصبح التوثيق أداة ضرورية لإدارة المخاطر، وبناء علاقات تجارية قوية ومستدامة. بالنسبة لأي شخص يسعى إلى النجاح والاستقرار في تعاملاته التجارية، فإن الالتزام بالتوثيق الشامل يعد ضرورة لا غنى عنها.
كنت قد كتبت في أغسطس الماضي مقالاً بعنوان “قراءة العقود قبل التوقيع عليها”، تناولت فيه حالات لأشخاص واجهوا مشكلات كبيرة لأنهم لم يراجعوا العقود بعناية قبل التوقيع. كان بالإمكان تجنُّب تلك المشكلات، لو أُخذت العقود بعين الاعتبار، وفُهمت شروطها بشكل دقيق. واليوم، أكرر المبدأ ذاته، مع إضافة خطوة أخرى: يجب تحويل الوعود الشفهية أو المصافحة على الصفقات إلى اتفاقيات مكتوبة لضمان الوضوح والعدالة.
لماذا يعتبر هذا الأمر بالغ الأهمية؟ إن الاتفاقيات الشفهية، رغم نواياها الحسنة، قد تؤدي إلى عواقب كارثية. فالالتباس، أو التفاصيل المنسية، أو حتى تغيّر الظروف، يمكن أن يحوّل الوعد الشفهي، إلى كابوس قانوني. تحويل هذه الاتفاقيات إلى وثائق مكتوبة لا يضمن فقط الوضوح، بل يوفر أيضًا الحماية لجميع الأطراف من التبعات القانونية والمالية المحتملة. حتَّى أصغر الاتفاقيات، يجب توثيقها لتجنُّب النزاعات المكلفة، والقضاء على الغموض الذي يكتنف الاتفاقيات الشفهية.
الشركات الكبرى، والعديد من رواد الأعمال الشباب، يدركون جيدًا ضرورة التوثيق. غالبًا ما يكون لديهم فرق قانونية متخصصة تقوم بمراجعة جميع الاتفاقيات بدقة، وتضع جميع السيناريوهات المحتملة لحفظ الحقوق، وتجنُّب المشكلات. ومع ذلك، غالبًا ما تكون الشركات الصغيرة، والأفراد أقل حرصًا، ممّا يجعلهم عرضة لمخاطر الترتيبات غير الرسمية.
على سبيل المثال، عند التفاوض على صفقة تجارية، من الضروري توقع جميع السيناريوهات الممكنة، بما في ذلك النزاعات، أو التأخيرات، أو تغييرات نطاق العمل. يحدد الاتفاق الموثق الأدوار والمسؤوليات والتوقعات، ممّا يضمن وضوح الرؤية بين جميع الأطراف. علاوة على ذلك، يوفر وجود عقد مكتوب مرجعًا للعودة إليه عند الحاجة، ممّا يقلِّل من احتمالية الخلافات ويوفر أساسًا قويًا لحل أي قضايا قد تطرأ.
الثقة، والنوايا الحسنة، لاَّ يمكن أن تحل محل قيمة اتفاقية موثقة كتابةً. ما هو مكتوب محفوظ، وما هو غير مكتوب، عُرضة للنزاع. إن استثمار الوقت والجهد في توثيق كل صفقة، مهما كانت صغيرة، هو استراتيجية حكيمة لضمان النجاح والاستقرار على المدى الطويل.
jebadr@