افتتاح معرض «فن الحين» في متحف اللوفر أبوظبي
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
افتتح متحف اللوفر أبوظبي، بالشراكة مع العلامة التجارية السويسرية لصناعة الساعات الفاخرة «ريتشارد ميل»، النسخة الرابعة من معرض «فن الحين» في متحف اللوفر أبوظبي. ويستمر المعرض حتى 15 ديسمبر 2024، ويسلِّط الضوء على الأعمال الفنية المعاصرة، مشكِّلاً منصة لعرض أعمال الفنانين الناشئين والمرموقين من منطقة الخليج وشمال إفريقيا.
ويُقام معرض «فن الحين 2024» تحت قبة المتحف الأيقونية، وتُعرض فيه خمس منحوتات وأعمال تركيبية مرشَّحة للحصول على جائزة ريتشارد ميل للفنون لعام 2024، أبدعها فنانون من دولة الإمارات العربية المتحدة وتونس ومصر. ويستكشف موضوع المعرض ثلاثة مفاهيم أساسية تتجلى في اللغات الرسمية الثلاث المُستخدمة في متحف اللوفر أبوظبي، وهي «awakenings» (باللغة الإنجليزية)، و«ouvertures» التي تعني افتتاحيات (باللغة الفرنسية)، و«آفاق» (باللغة العربية).
وقال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «نشعر بالامتنان لاستمرار شراكتنا المتميِّزة مع ريتشارد ميل، تلك المؤسَّسة العريقة التي تدعم رؤيتنا من خلال توسيع نطاق حوارنا الثقافي، وتوفير منصة مميَّزة للفنانين المعاصرين في العالم العربي ليعرضوا من خلالها أعمالهم، ويحظوا بالتقدير، ويشاركوا وجهات نظرهم مع شريحة أوسع من الجمهور. لا يسهم هذا التعاون في إثراء المشهد الفني فحسب، بل يعزِّز أيضاً فهم كل قصة نرويها بصورة أعمق. وتعكس النسخة الرابعة من معرض فن الحين تطوراً كبيراً في مستوى نضج الذوق الفني، وتمثِّل المجموعة المختارة للمشاركة في المعرض نخبة متميزة من أبرز الفنانين، ويجسِّد هذا ما يحظى به الفن المعاصر من ابتكار وتميُّز».
وقال الدكتور غيليم أندريه، مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي: «تشهد نسخة هذا العام من المعرض توسُّعاً كبيراً في نطاق انتشارنا الفني، حيث تضمُّ فنانين معاصرين من شمال إفريقيا إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي. واختارت لجنة التحكيم، تحت إشراف المنسِّق الزائر سيمون نجامي، فنانين يقدِّمون أعمالاً تجسِّد بشكل رائع التفاعل بين التحوُّل والحوار الثقافي والعلاقة الدقيقة بين التراث والحداثة».
ويسلِّط معرض فن الحين 2024 الضوء على خمسة أعمال فنية هي، عمل «حرث الأرض» للفنانة التونسية الفرنسية فريال دولان زواري، ويمثِّل استكشافاً متعدد الأبعاد للذاكرة والمناظر الطبيعية من خلال الأعمال التركيبية والمنحوتات والمنسوجات. ويصوِّر عملها التفاصيل الحسِّية، والتفاعل بين العالمَيْن الطبيعي والاصطناعي، ليكشف لنا كيفية تداخُل العناصر الشخصية والبيئية وتطوُّرها بمرور الزمن.
وتُحَوِّل الفنانة الإماراتية لمياء قرقاش، من خلال عملها «كرة المبتدئين»، رمال دولة الإمارات إلى منحوتة على شكل كرة شاطئية بحجم مترين، حيث تتعمَّق في استكشاف الهُوية العربية والتراث الثقافي من خلال رمزية الرمال. وتسعى لمياء من خلال هذه القطعة الفنية الديناميكية إلى تغيير صورة نمطية معينة وتشجيع الحوار وتجسيد الدفء والضيافة اللذَين يشكِّلان جوهر الثقافة العربية باستخدام الفن التفاعلي لتعزيز الفضول وتغيير التصوُّرات.
ويستكشف الفنان المصري معتز نصر الدين موضوعَي الشجاعة والصمود، من خلال عمله المعروف باسم «عرائس السماء»، الذي يعيد من خلاله تصوُّر الهياكل التاريخية المتطورة التي ترمز إلى شجاعة النساء في أوقات الصراع، وكأنَّ هذا العمل التركيبي جسر ممدود بين الماضي والحاضر، تتجسَّد فيه قوة النساء، ويربط بين العالمَين المادي والمتسامي.
أخبار ذات صلةويُعدُّ عمل الفنانة التونسية نيسان قسنطيني «مناظر طبيعية» استكشافاً شاعرياً للتلاشي من خلال التغيُّر البطيء للمناظر الطبيعية تحت الشمع الشفاف. ويدعو هذا العمل التركيبي المشاهدين إلى التأمُّل في التحوُّلات الدقيقة وغير المرئية في كثير من الأحيان للحياة والبيئة، والتفكُّر في هشاشة الأفعال البشرية وتأثيرها من خلال شعور «بتغير حاد، لكن لطيف».
وتقدِّم سارة المهيري، وهي فنانة إماراتية من أبوظبي، عملاً فنياً بعنوان «حركة مشتركة»؛ تستكشف من خلاله الحركة داخل السكون من خلال عرض كلمة «ريح» باللغات العربية والفارسية والهندية والأردية. ومن خلال هذا العمل، تسلِّط سارة المهيري الضوء على التفاعل المعقَّد بين اللغة والثقافة والتاريخ، وتقدِّم رؤية جديدة للتطوُّر المستمر في المنطقة.
وابتكر الفنانون المختارون أعمالاً تركيبية ترتكز على تلك المفاهيم، وتعكس لحظة الانتقال من حالة اللاوعي إلى حالة الوعي، فكلمة «يفتح» عند استخدامها بصيغة المبني للمجهول أو المبني للمعلوم، تمثِّل وجهين لعملة واحدة، ويُقصَد بها افتتاح الأمر أو نقطة بدايته، أي تلك اللحظة التي يصبح فيها كل ما هو ممكن متاحاً، وهو ما يعني وضعنا أمام خيارات وقرارات بشأن الاتجاه الذي سنختاره، إنها بداية الرحلة.
ويقدِّم كلُّ فنان من الفنانين المرشَّحين تفسيراً مميّزاً لتلك المفاهيم المرتبطة بالزمن، ليطرح من خلاله وجهة نظره الفردية بشأن التفاعل بين الوقت والإدراك. وتتفاعل أعمال الفنانين أيضاً مع انسيابية الوقت لتحويلها إلى تجربة ملموسة تدعو المشاهدين إلى استكشاف مستويات الوعي والانفتاح والرؤية المتداخلة في إطار السرد الفني. وتنشِئ قبة المتحف ذات التصميم الرمزي تفاعلاً ديناميكياً بين الظلال والانعكاسات والضوء المتسلل عبرها، وهو ما يحوِّل ساحة المعرض إلى تجربة فنية آسِرة.
وقال سيمون نجامي، منسِّق معرض فن الحين 2024 في متحف اللوفر أبوظبي: «يمثِّل هذا المعرض بداية جديدة لجائزة ريتشارد ميل للفنون، فمن خلال توسيع نطاق الفئات المشاركة، سنتيح مساحة أكبر للتفاعلات والحوارات والتحديات الجمالية. ويتمثَّل الهدف من هذا المعرض في تجسيد ما شهدته ممارسات الفن المعاصر من تطوُّرات في المنطقة وخارجها. ومن السمات المميِّزة لهذا المشروع أنه مصمَّم ليتناغم مع مفهوم الملاذ الذي يجسِّده متحف اللوفر أبوظبي. وأُنتِجَت جميع الأعمال المُصمَّمة للمشاركة في هذه الجائزة بهدف إنشاء بيئة فنية غاية في الجمال ستنال إعجاب الجمهور».
واختير المرشَّحون النهائيون لجائزة ريتشارد ميل للفنون من خلال لجنة تحكيم مكوَّنة من خمسة أعضاء يرأسهم سعادة الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشار في وزارة الخارجية ورئيس منصة «أ.ع.م اللامحدودة» وأحد كبار جامعي الأعمال الفنّية ورعاة مركز بومبيدو والمتحف البريطاني ومؤسَّسة الشارقة للفنون، والدكتور غيليم أندريه، مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي، وسيمون نجامي، المنسق الزائر لمعرض فن الحين 2024، ونجوم الغانم، الشاعرة والفنانة والمخرجة الإماراتية الحاصلة على العديد من الجوائز، ومايا أليسون، المدير التنفيذي المؤسِّس لـ«رواق الفن» في جامعة نيويورك أبوظبي ورئيس القيّمين الفنيين فيها.
وتلقَّت لجنة التحكيم أكثر من 200 عرض من فنانين من المناطق المشاركة، اختيرت خمسة أعمال فنية منها. وسيُعلَن عن اسم الفائز بجائزة ريتشارد ميل للفنون 2024 خلال حفل يُقام في ديسمبر 2024، وسيحصل الفنان الفائز على جائزة نقدية قيمتها 60,000 دولار.
المصدر: الاتحاد - أبوظبيالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: متحف اللوفر أبوظبي اللوفر أبوظبي فی متحف اللوفر أبوظبی ریتشارد میل للفنون من خلال
إقرأ أيضاً:
مخبأ حربي بفندق في فيتنام استضاف المشاهير خلال الغارات الأمريكية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يقف فندق "متروبول" في العاصمة الفيتنامية هانوي شامخًا أمام الضيوف الذين يصلون إلى المبنى المصمم على الطراز الاستعماري الفرنسي، حيث يستقبلهم موظفون يرتدون سترات حريرية أنيقة.
تُظهر الصور المعلّقة في جميع أنحاء الردهة بعضًا من أشهر نزلاء الفندق، ومن بينهم الرئيسين الفرنسيين، فرانسوا ميتران، وجاك شيراك، والكاتب غراهام غرين، والممثلة جين فوندا، ونجم السينما الصامتة، تشارلي شابلن. كما استضاف فندق "متروبول" قمّة جمعت بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونع أون في عام 2019.
ولكن تحت أرضيات البلاط الأنيقة، تختبئ طبقة أخرى لتاريخٍ قاتم.
مع احتفال فيتنام بالذكرى الخمسين لإعادة توحيدها هذا الأسبوع، يُسلّط الفندق، و يُطلق عليه الآن اسم "سوفيتيل ليجند متروبول هانوي" (Sofitel Legend Metropole Hanoi)، الضوء على تراثه الحربي.
يصادف تاريخ الـ30 من أبريل/نيسان 2025 مرور نصف قرن على سقوط سايغون (الاسم السابق لمدينة هو تشي منه) وإجلاء السفير الأمريكي غراهام مارتن، بطائرة مروحية، منهيًا بذلك ما يُطلق عليه الأمريكيون اسم "حرب فيتنام" وما يُطلق عليه الفيتناميون "الحرب الأمريكية".
افتُتح فندق "متروبول" في عام 1901 عندما كانت فيتنام تحت السيطرة الفرنسية، ومرّ عبر عدّة مالكين حتّى استولت عليه الحكومة الشيوعية في خمسينيات القرن الماضي، وأعادت تسميته إلى "Reunification Hotel" (أي فندق إعادة التوحيد).
كان المبنى من بين الفنادق القليلة التي سُمح لها باستضافة الزوار الأجانب خلال الحرب، لذا ارتاده العديد من السياسيين، والصحفيين، والفنانين المشهورين.
في عام 1965، بنى الفندق مخبأً تحت الأرض ليحتمي فيه الضيوف أثناء الغارات الجوية الأمريكية.
وذكر مدير الفندق، أنتوني سلوكا، أن المكان كان يتسع لحوالي 100 شخص، ويعادل ذلك عدد الضيوف تقريبًا، وكان مُقسّمًا إلى أربع غرف مع مدخلين.
أصبح الملجأ في طي النسيان بعد الحرب حتى عام 2011، عندما اكتشفته شركة مقاولات كانت تجدد حانة "بامبو" في الفندق.
ينظم الفندق الآن لنزلائه جولتين يوميًا في المخبأ.
السياق التاريخي لهانوييمكن للمسافرين الراغبين في معرفة المزيد عن حقبة الحرب في هانوي زيارة سجن "Hoa Lo"، حيث احتُجز السيناتور الراحل، جون ماكين وأسرى حرب من أمريكا.
يُلقب هذا السجن بـ"هيلتون هانوي"، وتم تحويله إلى متحف تاريخي متعدد الوسائط.
في الوقت ذاته، يُعد متحف التاريخ العسكري الفيتنامي في هانوي أكبر متحف في البلاد بعد تجديده في خريف عام 2024. ويعرض القسم الخارجي له طائرات، ودبابات، وصواريخ استخدمها الجيش الأمريكي خلال الحرب.
التطلع إلى المستقبلأفاد سلوكا أن الأمريكيين يُشكلون اليوم أكبر فئة من زوار فندق "متروبول"، حيث شمل بعضهم قدامى المحاربين الراغبين في العودة لرؤية البلاد مرة أخرى، بالإضافةً إلى شباب ولدوا بعد فترة الحرب ويهتمون ببساطة بتجربة الطعام الفيتنامي، والتعرف إلى ثقافة البلاد، واستكشاف مناظرها الطبيعية.