ليبيا- حذر تقرير ميداني نشره موقع الأخبار العلمية البريطاني “ساي ديف نيت” من انتشار الآفة الزراعية “سوس العنكبوت الأحمر” في ليبيا على خلفية تغير المناخ.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أكد أن هذه الآفة الزراعية الصغيرة  البالغ حجمها في العادة أقل من نصف مليمتر تزدهر في الظروف القاحلة مشيرا لتسببها في خسائر فادحة للمحاصيل في شمال غرب البلاد لكونها تتغذى على مجموعة واسعة من النباتات.

ووفقا للتقرير تمتص “سوس العنكبوت الأحمر” النسغ وتتسبب في جفاف الأوراق والفواكه وتساقطها ناقلا عن مزارعين في مشروع وادي الحي للتنمية الزراعية تأكيدهم إن الإصابة بهذه الآفة دمرت هذا العام تماما العديد من أشجار الفاكهة والخضروات الخاصة بهم.

ونقل التقرير عن فتحي الطاهر المختص في وقاية النبات بوزارة الزراعة والثروة الحيوانية في حكومة تصريف الأعمال قوله:”إن الآفة لم تكن مشكلة كبيرة في الماضي لكنها تفاقمت في السنوات الأخيرة وأصبحت وحشية بشكل غير مسبوق بسبب التغيرات المناخية التي أثرت بوضوح على ليبيا”.

وقال الطاهر:”شهدنا في السنوات الأخيرة ارتفاعا غير عادي في درجات الحرارة في الربيع والخريف ما زاد من انتشار هذه الآفة والعديد من الآفات الزراعية الأخرى ولا يجب استخدام المبيدات غير النوعية لمكافحتها فذلك يمكن أن يساهم في مقاومتها”.

ووفقا للتقرير بين علي إبراهيم مدير المشروع أن الأخير ممتد بشكل واسع في منطقة سهل الجفارة على مساحة 12 ألف هكتار مشيرا إلى أنه يضم أكثر من 400 مزرعة تم زراعتها بشكل أساسي بأشجار الفاكهة مثل التين والرمان والعنب فضلا عن الخضروات والمحاصيل الأخرى.

بدوره قال منسق قطاع الزراعة والثروة الحيوانية ببلدية غريان عاشور السويسي أن أغلب أشجار منطقته أصيبت بالآفة التي انتشرت لمدن أخرى فيما تكاثرت الأخيرة المعروفة باسم سوس النقطتين بسرعة بدرجات الحرارة المرتفعة وتتكيف مع الظروف البيئية المختلفة ما يجعلها من الآفات الأكثر تدميرا بشمال إفريقيا.

وأضاف السويسي قائلا:”أدت الظروف المناخية إلى تسريع انتشار الآفة خاصة في العامين الماضيين فهي تزدهر في فترات الجفاف فيما انخفض معدل هطول الأمطار في وادي الحي من 270 مليمترا سنويا إلى 50 في السنوات الأخيرة بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة والعواصف الترابية”.

بدوره عبر جمال علي صاحب إحدى المزارع المتضررة وجهة نظره بالقول:” ظهرت الآفة لأول مرة بمزرعتي في العام 2017 إذ أصابت 1400 شجرة تين و1200 شجرة رمان بسرعة غير مسبوقة ومنذ ذلك الحين أصبح الإنتاج صعبا إذ دمرت الآفة جميع الأشجار والنخيل وانتشرت أيضا إلى الزيتون”.

وأضاف علي بالقول:”إن جهودي لمكافحة العث باستخدام المبيدات الحشرية باءت بالفشل بسبب رداءة جودة المبيدات الحشرية المتاحة والحكومة والمنظمات الدولية في القطاع تقع عليهم اللائمة لأنها تجاهلت محنة المزارعين المتضررين من المشكلة المتفاقمة.

وبحسب التقرير يسرع ارتفاع درجات الحرارة دورة حياة الآفة عبر تقليل وقت انتقال حشرتها من البيضة لمرحلة البلوغ ما يزيد من معدل التكاثر فيما قال عبر  رشيد مصدق الباحث المساعد بعلم الحشرات الزراعية في المركز الدولي للبحوث الزراعية بالمناطق الجافة “إيكاردا” عن رأيه بالخصوص.

وقال مصدق:”العديد من بلدان شمال إفريقيا تعتمد في المقام الأول على مبيدات القراد لمكافحة الآفات في أشجار الفاكهة والخضروات ولكن هناك تقارير عن مقاومة كبيرة لهذه المبيدات فسوس العنكبوت الأحمر أصبحت آفة رئيسية تؤثر على هذه الأشجار ونباتات الزينة”.

وتابع مصدق بالقول:”اقترح إيكاردا تعزيز أنظمة الحجر الصحي وسياسات تدريب المزارعين فضلا عن تبني استراتيجيات المكافحة المتكاملة وإنشاء أنظمة للكشف المبكر عن الآفة” فيما قال محمد عمراني القائم بأعمال منظمة الأغذية والزراعة الأممية “فاو” في تونس إن المبيدات الحشرية قد تكون مشكلة.

وأوضح عمراني قائلا:”الحل الوحيد هو المراقبة والتفتيش ووجود مختبر لتحديد مكونات المبيد ومدى صلاحيته” فيما أكد رئيس لجنة إدارة المركز الوطني للوقاية والحجر الزراعي فرع طرابلس عبد المجيد البغدادي أن الخسائر التي تسببها آفة “سوس العنكبوت الأحمر” هائلة.

وقال البغدادي:”انتشرت الآفة في كافة أنحاء البلاد من مناطق الشرق والوسط لكامل الساحل الغربي من زليتن إلى زوارة وجبال نفوسة والواحات ومدن الجنوب ومركزنا يعتزم إطلاق حملة لمكافحتها في حال توفر الميزانيات اللازمة واستقرار الظروف الأمنية”.

ترجمة المرصد – خاص

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

غدًا.. الشيوخ يناقش خطة الحكومة لإزالة المعوقات عند تسجيل الأراضي الزراعية

يناقش مجلس الشيوخ، خلال جلساته العامة برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، غدا الأحد، طلب مناقشة مقدم من النائب محمد أبو سديرة بشأن "استيضاح سياسة الحكومة نحو إزالة المعوقات التي تواجه المواطنين عند تسجيل الأراضي الزراعية بالسجل العيني".

وقال النائب في طلب المناقشة إنه تمثل الأراضي الزراعية ركيزة أساسية لعناصر الثروة القومية لأي مجتمع، حيث أن استقرار الملكية من شأنه تحقيق الازدهار في سائر الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، ويفتح الأبواب للتنمية والاستثمار.

وأضاف أنه من المقرر قانوناً أن الملكية لا تثبت ولا تنتقل إلا بشهر المحرر المثبت للملكية، وقد أسفرت تجارب العديد من دول العالم على أن أفضل النظم للتسجيل هو السجل  العيني.

مقالات مشابهة

  • مأساة الحرب والوباء .. الملاريا الخبيثة تفتك بالسودانيين
  • الأرصاد الجوية تكشف عن حالة الطقس ودرجة الحرارة اليوم الأحد 16-3-2025
  • ناطق الحوثيين: الغارات الأمريكية الأخيرة عودة لعسكرة البحر الأحمر
  • كفر الشيخ أولى الجامعات المصرية في العلوم الزراعية
  • فيما ورد خبر من هيئة البث الإسرائيلية ذو صلة بالانفجارات … هذه هي المناطق التي استهدفها الطيران في العاصمة صنعاء ” صور ” 
  • كاريكاتير .. فيما 2 مليار مسلم يتفرجون .. غزة تجوع في رمضان !
  • المحاصيل الزراعية في العُلا.. تنوّع يثري موائد شهر رمضان
  • بالفيديو.. غزّيات يحيين مشاريعهن الزراعية رغم شبح الحرب
  • غدًا.. الشيوخ يناقش خطة الحكومة لإزالة المعوقات عند تسجيل الأراضي الزراعية
  • ارتفاع درجات الحرارة في ليبيا ورياح نشطة تثير الأتربة