كيف حوّل طالبان من جامعة هارفارد نظارات ميتا إلى أداة جمع معلومات؟
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
تمكن طالبان من جامعة هارفارد من تحديد هوية الأشخاص ومكان إقامتهم وأرقام هواتفهم باستخدام مجموعة من التكنولوجيا المتقدمة المتاحة اليوم، في مقدمتها نظارات "راي بان" (Ray-Ban) الذكية من ميتا ونماذج اللغة الكبيرة وبعض الأدوات الأخرى، وفقا لموقع "إنديان إكسبرس".
الطالبان آنفو نجوين وكين أردايفيو طورا مجموعة الأدوات التكنولوجية أطلقا عليها "آي إكس ري" (I-XRAY) تتكون من نظارات ذكية ومحركات بحث خاصة بالوجوه ونماذج لغة كبيرة وقواعد بيانات عامة.
وفي فيديو توضيحي نُشر على يوتيوب، استخدم الطالبان "آي إكس ري" لتحديد هوية زملائهم في الصف وعناوينهم وأسماء أقاربهم في الوقت الفعلي.
وجاء في وثيقة كتبها الطالبان "أطلقنا (آي إكس ري) في البداية كمشروع جانبي، وسرعان ما سلط الضوء على مخاوف خصوصية كبيرة". وذكرا أن الغرض من إنشاء هذه الأداة ليس لإساءة استخدامها أو إصدارها، وأن الهدف من المشروع كان زيادة الوعي بأن استخراج عنوان المنزل وبيانات شخصية أخرى من وجه الأشخاص في الشارع أمر ممكن اليوم.
كيف تعمل "آي إكس ري"؟شرح الطالبان نجوين وأردايفيو طريقة عمل أداتهما الجديدة خطوة بخطوة، ففي البداية يرتدي الشخص نظارات "راي بان" ثم يبث فيديو مباشرة على حسابه في إنستغرام، ويقوم برنامج حاسوبي بتحليل البث المباشر لتحديد وجوه الأشخاص.
وبعد ذلك تُعالج الصور المأخوذة باستخدام نماذج التعرف على الوجه مثل "بيم آيز" (PimEyes) و"فيس تشيك آي دي" (FaceCheck.id) لمطابقة الوجوه مع عناوين أو صور متوفرة على الإنترنت. وفي اختبار التقنية، كان "بيم آيز" أكثر فعالية ودقة لمجموعة متنوعة من الأشخاص، وفقا لطلاب الكلية.
وبمجرد مطابقة العناوين أو الصور، يطلب "آي إكس ري" من نموذج اللغة "إل إل إم" (LLM) استخراج التفاصيل ذات الصلة مثل اسم الشخص، حيث يستعين بأدوات عبر الإنترنت مثل "فاست بيبول سيرش" (Fast People Search) التي توفر معلومات شخصية عن الأفراد مثل عمرهم أو عنوانهم من خلال الوصول إلى السجلات المتاحة للجمهور وملفات التعريف على وسائل التواصل.
وقال المطورون إن ما يجعل "آي إكس ري" فريدا أنه يعمل بشكل تلقائي بالكامل، وذلك بفضل التقدم التقني الأخير في نماذج اللغة "إل إل إم".
وأضافوا في شرحهم لدور الذكاء الاصطناعي التوليدي "يستفيد نظام (آي إكس ري) من قدرة نماذج اللغة الكبيرة على فهم ومعالجة وتجميع كميات هائلة من المعلومات من مصادر متنوعة، واستنتاج العلاقات بين المصادر وتحليل هوية الشخص وتفاصيله الشخصية من خلال النص".
الخصوصية مع النظارات الذكيةتسببت النظارات الذكية بمخاطر تتعلق بالخصوصية في الماضي، فنظارات غوغل تعرضت لانتقادات بسبب الخوف من أن يتم تسجيل الأشخاص في الأماكن العامة دون موافقتهم.
ولمعالجة هذه المخاوف، صممت "ميتا" نظاراتها الذكية مع ضوء خصوصية يعمل تلقائيا كلما سجل مرتديها مقطع فيديو أو التقط صورة حتى يدرك الأشخاص المقابلين أن الكاميرا تعمل. ومع ذلك، أشار المستخدمون إلى أن ضوء الخصوصية قد يكون من الصعب أحيانا ملاحظته خاصة في الهواء الطلق أو الأماكن المزدحمة أو في الضوء الساطع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
فيديو لاعتقال محمود خليل وإدانات لقرار ترامب التضييق على جامعة كولومبيا
نشرت عائلة طالب جامعة كولومبيا السابق محمود خليل لأول مرة صورا تظهر لحظة اعتقاله من طرف عناصر من إدارة الهجرة والجمارك بعد قرار إلغاء إقامته وتأشيرة دراسته، على خلفية مساعدته في قيادة احتجاجات طلابية بالجامعة تضامنا مع فلسطين.
ويأتي ذلك في وقت اعتبر محامي الطالب -في لقاء مع شبكة "سي إن إن"- أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو استشهد ببند نادر الاستخدام يسمح له بترحيل من يعتقد أنه يشكل خطرا، وذلك لتبرير اعتقال خليل.
كما اعتبرت مصادر أكاديمية أن قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب وضع قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة كولومبيا، التي تعتبر مهد الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين، تحت الحراسة القضائية، وهو "تصعيد غير مسبوق يتجاوز سلطة الحكومة وينتهك الحرية الأكاديمية".
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن ذات المصادر قولها إن طلب إدارة ترامب وضع القسم تحت الحراسة تدخل صارخ يمحو الحدود بين الاستقلال المؤسسي وسيطرة الحكومة، وإن استهداف القسم جرى لأنه ينظر إليه على أنه ينتقد إسرائيل بشدة.
وأضافت أن إدارة ترامب تجاهلت القضاء عندما أمرت جامعة كولومبيا بإقالة رئاسة القسم.
لحظة الاعتقالوأظهرت الصور التي نشرتها عائلة خليل ابنها بلباس مدني أثناء اعتقاله ووضع الأصفاد في يديه، بينما كان يحاول إعطاء هاتفه لزوجته نور عبد الله التي صورت الفيديو كي تتصل بمحاميته.
إعلانورفض معتقلوه إظهار مذكرة الاعتقال والتعريف بأنفسهم، وحين حاولت محامية خليل معرفة المزيد من المعلومات أغلق ضابط الأمن الهاتف.
وتحاول زوجة خليل -التي بدا الخوف واضحا في صوتها في شريط الفيديو- معرفة الجهة التي يتم اقتياد خليل إليها وإلى أي وكالة حكومية ينتمي هؤلاء العناصر الذين اعتقلوه.
غير دستوريةواعتبر محامو الطالب في وقت سابق أن سياسة إدارة ترامب (ترحيل بعض الأجانب الذين شاركوا في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين) غير دستورية.
وفي أول دعوى قضائية يقدمونها منذ أن أوضحت السلطات الأميركية "الأساس القانوني" لاعتقاله، حثّ محاموه جيسي فورمان قاضي المحكمة الجزئية في مانهاتن على إطلاقه فورا من مركز احتجاز المهاجرين نظرا لانتهاك حقوقه في حرية التعبير.
كما قال أحدهم إنه "تعرض لهجوم انتقامي ومتطرف على حقه في حرية التعبير" مشيرا إلى أن ما فعله خليل حق محمي دستوريا.
وأضاف أن "هذه الإدارة لا تقول الحقيقة كاملة للجمهور الأميركي" لافتا إلى أن تهمة خليل أنه عبّر عن أفكار لا توافق عليها الحكومة الأميركية.
وأصبحت قضية خليل محور نقاش حاد فيما يتعلق بتعهد هذا الرئيس الجمهوري بترحيل بعض المشاركين بالاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي اجتاحت الجامعات الأميركية تنديدا بحرب إسرائيل على غزة.
عواقب سلبيةوفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صرح محامو وزارة العدل الذين يمثلون الحكومة بأن خليل أصبح معرضا للترحيل لأن وزير الخارجية قد قرر أن وجوده أو أنشطته في البلاد قد يكون لها "عواقب سلبية على السياسة الخارجية للولايات المتحدة".
وقال خبراء قانونيون إن البند -الذي استشهدت به الحكومة لتبرير قدرة روبيو على إعلان ترحيل خليل- هو جزء من قانون الهجرة والجنسية لعام 1952، ونادرا ما يستعان به، مما يعني قلة السوابق التي بوسع المحاكم الرجوع إليها لتحديد دستوريته.
إعلانكما أكد محامو خليل أن هذا القانون لم يكن يراد به إسكات المعارضة، في حين لم توضح الحكومة بالتفصيل في أوراق المحكمة على أي نحو يمكن لخليل أن يُضر بالسياسة الخارجية الأميركية.
يشار إلى أن خليل فلسطيني الأصل وحصل على إقامة دائمة قانونية في الولايات المتحدة العام الماضي، واعتقله أفراد من وزارة الأمن الداخلي مساء السبت الماضي في سكنه الجامعي بمانهاتن، في وقت ذكرت فيه الحكومة أنه نُقل بعد ذلك لمركز احتجاز للمهاجرين في نيوجيرسي، ثم نُقل جوا إلى لويزيانا، حيث يُحتجز حاليا.