دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— مُنِحت جائزة "نوبل" في علم وظائف الأعضاء أو الطب في عام 2024 لعالمين أمريكيين، وهما فيكتور أمبروس، وغاري روفكون، بفضل عملهما على اكتشاف الحمض النووي الريبوزي الدقيق (microRNA)، وهو جزيء ينظّم كيفية عمل الخلايا في الجسم.

كشف بحثهما عن كيفية تسبب الجينات، التي تحتوي على دليل تعليمات الحياة، إلى ظهور أنواع مختلفة من الخلايا داخل جسم الإنسان، وهي عملية معروفة باسم تنظيم الجينات.

وأعلنت لجنة جائزة "نوبل" عن هذا للإنجاز العلمي في السويد، الإثنين.

وأشادت اللجنة بـ "الاكتشاف الرائد"، الذي قالت إنّه "كَشَف عن بُعدٍ جديد تمامًا لتنظيم الجينات".

وكان اكتشاف تنظيم الجينات بواسطة الحمض النووي الريبوزي الدقيق، وهي عائلة من الجزيئات التي تساعد الخلايا على التحكم في نوع البروتينات التي تصنعها (التي كانت تعمل منذ مئات الملايين من السنين)، نتيجةً لعقود من عمل أمبروس، وهو أستاذ العلوم الطبيعية في كلية الطب بجامعة "ماساتشوستس"، وروفكون، وهو أستاذ علم الوراثة في كلية الطب بجامعة "هارفارد".

صورة للأمين العام لجمعية "نوبل"، توماس بيرلمان، أثناء الحديث مع وسائل الإعلام أمام صورة للفائزين، الإثنين.Credit: Jonathan Nackstrand/AFP/Getty Images

وأفاد أستاذ علم الجينوم التطوري في جامعة "ستوكهولم"، لوف دالين أن "اكتشافهم.. يتمتع بأهمية أساسية لفهم كيفية عمل الخلايا، وبالتالي، كيفية تطور الكائنات الحية".

وكتب دالين لـ CNN عبر البريد الإلكتروني: "كان هذا الاكتشاف رائدًا، كما أنّه أثّر على جميع مجالات علم الأحياء والطب تقريبًا".

كيف تقوم الخلايا بأشياء مختلفة

وعند توضيح إنجاز الثنائي، ذكرت اللجنة في بيان: "يمكن تشبيه المعلومات المخزنة داخل الكروموسومات لدينا بدليل تعليمات لجميع الخلايا في أجسامنا. تحتوي كل خلية على الكروموسومات، ومجموعة الجينات، ومجموعة التعليمات نفسها بالضبط".

ومع ذلك، تتمتع أنواع الخلايا المختلفة، مثل خلايا العضلات والأعصاب، بخصائص مختلفة. 

وأمضى عالما الأحياء حياتهما المهنية في دراسة كيفية نشوء هذه الاختلافات.

وشرحت اللجنة: "تكمن الإجابة في تنظيم الجينات، والذي يسمح لكل خلية باختيار التعليمات ذات الصلة فقط. وهذا يضمن نشاط المجموعة الصحيحة فقط من الجينات في كل نوع من الخلايا".

وساهم تنظيم الجينات بواسطة الحمض النووي الريبوزي الدقيق  في تطور الكائنات الحية المعقدة بشكلٍ متزايد. 

وإذا حدث خطأ في تنظيم الجينات، فقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى موجودة لدى البشر، والحيوانات الأخرى، مثل فقدان السمع، والاضطرابات التي تُصيب الهيكل العظمي.

وقال الأمين العام لجمعية "نوبل"، توماس بيرلمان إن "الحمض النووي الريبوزي الدقيق يرتبط بشكلٍ كبير بالسرطان. هناك أبحاث جارية لصنع علاجات أو استخدام الحمض النووي الريبوزي الدقيق.. لعلاج السرطان".

وشرح بيرلمان لـ CNN: "لقد منحنا الجائزة (لهذا الاكتشاف) بسبب أهميته الأساسية للفهم الأساسي لعلم وظائف الأعضاء".

من "حالة شاذّة" إلى اكتشاف أساسي

خلال أعمالهما المبكرة، درس الثنائي التركيبة الجينية لدودة مستديرة صغيرة يبلغ طولها مليمترًا واحدًا تُدعى "C. elegans".

ورُغم صغر حجمها، إلا أنّ هذه الدودة تمتلك أنواعًا عديدة من الخلايا المتخصصة، مثل الخلايا العصبية، والعضلية، والتي تتواجد أيضًا لدى الحيوانات الأكبر حجمًا والأكثر تعقيدًا، ما يجعلها نموذجًا مفيدًا للتحقيق في كيفية تطور الأنسجة ونضجها في الكائنات متعددة الخلايا.

وقال أستاذ الغدد الصماء في معهد " Karolinksa" ونائب رئيس لجنة "نوبل" للطب، أولي كامبي: "اكتشف فيكتور أمبروس أول حمض نووي ريبوزي دقيق في عام 1993، ولكن اعتُقِد أنّه حالة شاذّة تُميّز الدودة الصغيرة، C. elegans، لأكثر من سبع سنوات".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الحمض النووي العلوم جوائز نوبل تنظیم الجینات

إقرأ أيضاً:

نوبل الطب للأميركيين فيكتور أمبروس وغاري رافكن لاكتشافهما فئة جديدة من جزيئات الحمض النووي

أعلنت لجنة نوبل الاثنين منح الطبيبين الأميركيين فيكتور أمبروس وغاري رافكن جائزة نوبل الطب، لاكتشافهما الحمض الريبوزي النووي الميكروي (microRNA)، وهي فئة جديدة من جزيئات الحمض النووي الصغيرة تؤدي دورا حاسما في تنظيم نشاط الجينات.

وقالت لجنة الجائزة في بيان “جائزة نوبل لهذا العام تكافئ عالمين لاكتشافهما مبدأ أساسيا يحكم تنظيم نشاط الجينات”، مضيفة “اكتشافهما الرائد كشف عن مبدأ جديد تماما لتنظيم الجينات تبيّن أنه ضروري للكائنات متعددة الخلايا، بما في ذلك البشر”.

وكان أمبروس (70 عاما) ورافكن (72 عاما) نشرا النتائج التي توصلا إليها حول “مستوى جديد من تنظيم الجينات” في ورقتين بحثيتين منفصلتين عام 1993، وقد أثبتت أنها حاسمة.

وقد أجرى الباحثان اللذان يتعاونان مع بعضهما البعض، ولكنهما يعملان بشكل منفصل، بحوثا على دودة مستديرة صغيرة لا تتعدى الميليمتر الواحد، تسمى C. elegans، لتحديد سبب وتوقيت حدوث الطفرات الخلوية.

وجاء في بيان لجنة نوبل “يمكن أن يؤدي الاختلال في تنظيم الجينات إلى أمراض خطرة مثل السرطان أو السكري أو (أمراض) المناعة الذاتية، ولهذا كان فهم تنظيم نشاط الجينات هدفا مهما لعقود”.

وفي العام الماضي، كافأت جائزة نوبل الطب التقدم الذي حققته الباحثة المجرية كاتالين كاريكو وزميلها الأميركي درو وايزمان في تطوير لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال الحاسمة في مكافحة كوفيد-19.

وتُرفق الجائزة بمكافأة قدرها أحد عشر مليون كرونة (1,07 مليون دولار)، وهي أعلى قيمة اسمية (بالعملة السويدية) في تاريخ جائزة نوبل الممتد لأكثر من قرن.

ويستمر موسم جوائز نوبل في ستوكهولم الثلاثاء مع الفيزياء، ثم الكيمياء الأربعاء، قبل جوائز الأدب المرتقبة الخميس ونوبل السلام الجمعة، وهي الجائزة الوحيدة التي تُمنح في أوسلو. وينتهي الموسم مع جائزة نوبل الاقتصاد الاثنين المقبل.

المصدر أ ف ب الوسومالولايات المتحدة نوبل للطب

مقالات مشابهة

  • كندي وبريطاني يفوزان بجائزة نوبل في الفيزياء
  • عالمان يفوزان بجائزة نوبل في الفيزياء
  • اكتشاف ثوري حاز نوبل.. ما هو الحمض النووي الريبوزي الدقيق؟
  • عالمان أمريكيان يفوزان بجائزة نوبل في الطب
  • عاجل. جائزة نوبل في الطب 2024 تُمنح لفيكتور أمبروس وغاري روفكون لاكتشافهما الحمض النووي الريبوزي microRNA
  • نوبل الطب للأميركيين فيكتور أمبروس وغاري رافكن لاكتشافهما فئة جديدة من جزيئات الحمض النووي
  • نوبل الطب لعالمين اجريا بحوث في الحمض النووي
  • عالمان أميركيان يفوزان بجائزة نوبل في الطب
  • عالمان أمريكيان يفوزان بجائزة نوبل في الطب 2024