كيف يُواكب اللبنانيون في الإغتراب الحرب؟
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
ذكرت "العربية" أنّ القصف الإسرائيلي المتواصل في جنوب لبنان أحدث موجة من الصدمة لدى المغتربين اللبنانيين في غرب إفريقيا الذين يبلغ عددهم مئات الآلاف.
ففي دكار وأبيدجان ولاغوس، روى ثلاثة لبنانيين مغتربين لوكالة "فرانس برس" كيف يعيشون الحرب من بُعد. لكن بين الحزن والخوف والغضب، تبرز روح التضامن داخل هذا المجتمع.
وقال زهير زيدان وهو رجل أعمال: "بالنسبة إلي، بدأت الضربات الإسرائيلية في 8 تشرين الأول 2023". وأضاف "كنا نعلم أن المرحلة المقبلة لإسرائيل ستكون لبنان".
وأضاف: "في اليوم الأول للهجوم الإسرائيلي على لبنان، تعرّض منزل صديق طفولتي الذي نشأت معه هنا للقصف. تلقيت صوراً من صديق آخر. نظرنا إليها فرأينا صديق الطفولة ووالدته وشقيقه. لقد استشهدوا جميعاً".
وتابع: "قال لي صديقي: توقع أن يكون هناك المزيد. ومنذ ذلك اليوم، ونحن في حالة ترقب وقلق".
وقال زيدان: "لدي أقارب كانوا يعيشون في جنوب لبنان، في مدينة صور، لكنهّم غادروا منازلهم فور بدء التصعيد. لكن بما أن إسرائيل بدأت توسيع نطاق ضرباتها على كل منطقة بيروت، قد يتضرّرون في أي وقت".
وأشار إلى أن "الدعم المادي يتم عبر سلاسل توريد وتوزيع وتحويل أموال عبر جمعيات مقرها في دكار وأبيدجان ونيجيريا ولبنان".
ومضى قائلاً: "أرسلت لي قريبتي في بيروت رسالة تقول: هناك جمعية جاهزة، تواصل مع الجميع، افعل كل ما يمكنك فعله: حفاضات، مناشف، منتجات للنساء والأطفال..".
وختم: "أشعر بالحزن والغضب. الحزن لأننا نجد أنفسنا في مواجهة وضع يمكن أن نخسر فيه بلداً بين عشية وضحايا وأن نتحول إلى فلسطينيين جدد في أرضنا. أما الغضب فبسبب العجز الذي نواجهه اليوم أمام ما يحدث ولامبالاة الغرب بهذا الوضع الذي يغيظنا".
ومن أبيدجان، قالت زارا ميرزا برانغر: "كان والداي يعيشان هنا في ساحل العاج، لكنّهما عادا إلى لبنان قبل 6 سنوات بسبب صحة والدتي. حدث قصف كثيف حول منزلهما، كانا في صور ولجآ إلى منزل في بيروت منذ حوالي أسبوعين".
وأضافت: "نحن نتابع الأخبار طوال الوقت.. في كل مرة نسمع أنهم قصفوا، نتصل بوالدَي. نحاول أن نرسل إليهما المال، نحاول مساعدتهما بقدر ما نستطيع".
وتابعت: "إذا توقف كل ذلك، وعادا إلى الجنوب ولم يجدا منزلاً، لا نعرف ماذا سنفعل. سيتعين علينا إعادتهما إلى هنا، أو إلى عائلتي في الغابون، أو إلى فرنسا، أو إلى أي مكان آخر. ومغادرة لبنان ستشكّل خطراً على والدتي".
وقالت: "لدينا جمعيات هنا تحاول جمع مساعدات، سواء ملابس أو أموال أو طعام، وطلبت خصوصاً حليب أطفال وأدوية غير متوافرة وحفاضات، كل شيء تقريباً. الوضع كارثي حقاً، نحن نريد أن يتوقف كل ذلك".
وقالت إنه في أبيدجان، بين اللبنانيين "كل الحديث يدور حول الحرب في لبنان. حتى حيث أعمل، في محل لبيع الملابس، عندما نتصل بالزبونات، جميعهن حزينات. إذا هطل المطر في لبنان، تتبلل ساحل العاج".
ومن لاغوس، قال جورج شعنين وهو رجل أعمال عاش معظم حياته في نيجيريا: "نحن قلقون للغاية لأن الحرب تمتد إلى كل لبنان تقريباً". وأضاف: "نحن ننشئ مجموعات على واتساب حيث نقدّم جميعنا تبرّعات".
وأشار إلى أن لذلك "أيضاً تبعات على العمل. فبسبب الحرب، تصبح الأمور أكثر صعوبة، تستغرق خطوط الشحن وقتاً أطول للوصول إلى لبنان. وهذا يؤدي إلى ارتفاع الأسعار".
وختم بالقول: "عندما تحاولون إخراج عائلتكم من البلاد، يصبح ذلك أيضاً أكثر تعقيداً لأن الطلب بالنسبة إلى شركات الطيران ارتفع بشكل جنوني". (العربية)
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟.. عاجل
عندما دخل المؤرخ وعالم الآثار الإسرائيلي زئيف إيرلتش إلى جنوبي لبنان لفحص واحدة من القلاع التاريخية القريبة من مدينة صور، لم يكن يعرف أن نيران حزب الله ستكون بانتظاره هناك لترديه قتيلا.
وكان إيرلتش (71 عاما) موجودا في منطقة عمليات تبعد عن الحدود بنحو 6 كيلومترات، لمسح قلعة قديمة بالقرب من قرية "شمع" عندما باغتته صواريخ حزب الله.
ورغم أنه كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا شخصيا، فإن بيانا صادرا عن الجيش الإسرائيلي اعتبره "مدنيا"، وقال إن وجوده في تلك المنطقة يمثل انتهاكا للأوامر العملياتية.
وكان المؤرخ، الذي تقول الصحف الإسرائيلية إنه منشعل بالبحث عن "تاريخ إسرائيل الكبرى"، يرتدي معدات واقية، وكان يتحرك إلى جانب رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم.
وبينما كان الرجلان يجريان مسحا لقلعة تقع على سلسلة من التلال المرتفعة حيث قتل جندي إسرائيلي في وقت سابق، أطلق عنصران من حزب الله عليهما صواريخ من مسافة قريبة، فقتلا إيرلتش وأصابا ياروم بجروح خطيرة.
ووصف جيش الاحتلال الحادث بالخطير، وقال إنه فتح تحقيقا بشأن الطريقة التي وصل بها إيرلتش إلى هذه المنطقة. لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها إيرلتش العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن يجال -شقيق القتيل- أن إيرلتش كان يعامل بوصفه جنديا في الميدان، وأنه كان يرافق القوات الإسرائيلية بغرض البحث الأثري بموافقة الجيش وبرفقته.
واتهم يجال المتحدث باسم جيش الاحتلال بمحاولة حماية كبار الضباط وإلقاء مسؤولية ما جرى على القيادات الوسطى. وقد أكد الجيش أنه سيعامل القتيل بوصفه جنديا وسيقوم بدفنه.
وقُتل إيرلتش بسبب انهيار المبنى الذي كان يقف فيه عندما تم قصفه بالصواريخ. وتقول صحف إسرائيلية إن العملية وقعت فيما يعرف بـ"قبر النبي شمعون".
ووفقا للصحفية نجوان سمري، فإن إيرلتش كان مستوطنا، ولطالما رافق الجيش في عمليات بالضفة الغربية بحثا عن "تاريخ إسرائيل"، وقد قُتل الجندي الذي كان مكلفا بحراسته في العملية.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن القتيل كان معروفا في إسرائيل بوصفه باحثا في التاريخ والجغرافيا، وقالت إنه حرّر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين" و"دراسات يهودا والسامرة". وهو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" بالضفة الغربية.
وتشير المعلومات المتوفرة عن إيرلتش إلى أنه درس في مؤسسات صهيونية دينية، منها "مدرسة الحائط الغربي" بالقدس المحتلة، وحصل على بكالوريوس من الجامعة العبرية فيها، وأخرى في "التلمود وتاريخ شعب إسرائيل" من الولايات المتحدة.
كما خدم القتيل ضابط مشاة ومخابرات خلال الانتفاضة الأولى، وكان رائد احتياط بالجيش.