اغتيال عين الحقيقة.. عندما يصبح الصحفي في غزة شاهدا وشهيدا
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
في ظل حرب إبادة جماعية يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ عام كامل وأوضاع مأساوية يعيشها الأهالي أصبح الصحفيون بمثابة مجاهدين خلف "دانة" الكاميرات التي يحملونها، كما يحمل المقاوم دانة سلاحه ويقف بها على خط المواجهة أمام قوات الاحتلال.
ومنذ اندلاع الحرب أصبح للصحفيين دورا في توثيق لحظات الشجاعة والمقاومة، تمامًا وما يفعله المقاومون خلف دانة سلاحهم، لبث الأمل في نفوس الشعوب الحرب التي تمني النفس بلحظة انتصار، تعيد مجد وكرامة الأمة، وفى الوقت ذاته نقلت عدسات كاميرات الصحفيين لحظات الألم والمعاناة والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الذي يدعي الفضيلة، لتفضحه ويرى العالم أجمع الوجه الحقيقي لجنود جيش الاحتلال.
ومن هنا كانت ضريبة هذا الثبات والتوثيق كاف لجعل من هؤلاء الصحفيين والإعلاميين أهدافًا للاحتلال، الذي يسعى إلى إسكات أصواتهم وكتم الحقيقة عن العالم. في هذه الحرب المستمرة منذ عام، حيث يُظهر استهداف الصحفيين في غزة محاولة واضحة لتقويض السردية الفلسطينية وإخفاء الوقائع المأساوية والانتهاك الدامي الذي يعيشه المدنيون داخل القطاع.
استهداف الصحفيين
ومنذ حرب غزة، وثقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين استشهاد 165 صحفيا، إضافة إلى جرح 190 آخرين، وتدمير 87 مؤسسة إعلامية.
ووفق بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى الفلسطينية ونادي الأسير، فقد بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الصحفيين 108 منذ بدء الحرب، يبقى منهم رهنّ الاعتقال 59، من بينهم 7 صحفيات، و22 صحفيا من غزة على الأقل.
فيما يقول المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة إن 173 صحفيا فلسطينيا استشهدوا بالقطاع، فيما وثق اعتقال الاحتلال الإسرائيلي 36 صحفيا خلال الحرب، أُفرج عن 4 منهم، بينما لا يزال 32 في السجون، وهذه الأعداد التي تظهر مدى الخطر الذي يواجهه الصحفيون، حيث يتم استهدافهم بشكل ممنهج، ويعكس سياسة الاحتلال الهادفة إلى إسكات الأصوات الحرة.
تأثير الاستهداف على السردية الفلسطينية
نجحت معركة طوفان الأقصى في إعادة السردية الفلسطينية إلى الوعي الأمة من جديد، إلا أن استهداف الصحفيين في غزة له تأثير عميق على السردية الفلسطينية، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تقويض القدرة على نقل الحقائق وإيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم، وعندما يتم استهداف الصحفيين وقتلهم، فإن ذلك يرسخ فكرة أن هناك قمعًا يتجاوز البعد العسكري، حيث تُعتبر هذه الأفعال محاولة لإسكات الحقيقة وإخماد الأصوات التي تعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني.
أولاً، فإن مقتل الصحفيين يخلق فراغًا في المعلومات ويؤدي إلى غياب التغطية الإعلامية التي تعكس واقع الحياة في غزة. في ظل الحروب، تصبح الصور والمشاهد التي يلتقطها الصحفيون أداة هامة لنقل معاناة الشعب الفلسطيني، وعندما يتم استهداف هؤلاء الصحفيين، فإن السردية الفلسطينية تصبح مشوهة، مما يقلل من فرص تسليط الضوء على القضايا الإنسانية.
ثانيًا، تعمل عمليات الاستهداف هذه على تعزيز حالة الخوف بين الصحفيين الآخرين، مما قد يدفعهم إلى التقيد بحذر أكبر في تغطيتهم للحقائق، وبالتالي تقلّص فرصة نقل الروايات الفلسطينية الموثوقة، وعندما يشعر الصحفيون بأن حياتهم في خطر، يصبح من الصعب عليهم توثيق الأحداث ومشاركتها، مما يؤثر على قدرة الشعب الفلسطيني على التعبير عن مآسيه ومعاناته.
تضييق الخناق على الرواية الفلسطينية: الصحفيون المستهدفون كانوا ينقلون صورًا وأصواتًا عن معاناة الفلسطينيين، استهدافهم يحرم المجتمع الدولي من هذه الحقيقة ويترك المجال لروايات أخرى قد تكون منحازة. تدمير المؤسسات الإعلامية يقطع الوسائل التي يعتمد عليها الفلسطينيون لنقل الأحداث والتوثيق.
التأثير على الرأي العام الدولي: بقتل واعتقال الصحفيين، يحاول الاحتلال تشويه الصورة ونقل رواية مختلفة للأحداث، ومع غياب التغطية الإعلامية الفلسطينية، تضعف قدرة الرأي العام العالمي على رؤية الوضع من منظور الضحايا مباشرة.
تهديد الوعي الجماهيري: استهداف الصحفيين يضعف الوعي الجماهيري الدولي، فهؤلاء الصحفيون يمثلون الجسر الذي يوصل صوت المضطهدين للعالم. ومع غياب هذا الجسر، يصبح من السهل إخفاء الحقائق أو تحريفها.
أخيرًا، يمكن اعتبار استهداف الصحفيين كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى التضليل الإعلامي والتلاعب بالسرديات، من خلال إبعاد الصحفيين عن الساحة، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تعزيز رواياته الخاصة التي تبرر أفعاله وتقلل من الاعتراف بالمعاناة الفلسطينية، وهذا التأثير يعزز من حالة عدم المساواة في الوصول إلى المعلومات، مما يؤثر سلبًا على صورة فلسطين في الإعلام الدولي ويقلل من الدعم الدولي للقضية الفلسطينية.
بناء الوعي
تلعب الصحافة الفلسطينية دورًا محوريًا في بناء الوعي العالمي حول القضايا الإنسانية التي تواجه الفلسطينيين، وذلك من خلال تغطيتهم للأحداث اليومية والاعتداءات على المدنيين، يقوم الصحفيون الفلسطينيون بإبراز المعاناة والظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني.
ويتجاوز هذا الدور الحدود، حيث تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لنشر هذه القصص، مما يساهم في تحقيق تأثير كبير على الرأي العام العالمي، والمبادرات التي يقوم بها الصحفيون الفلسطينيون في توثيق الأحداث، تساهم في تعزيز التعاطف والدعم الدولي، مما قد يؤدي إلى تحرك عالمي لإحداث تغييرات ملموسة في السياسات تجاه القضية الفلسطينية.
شكاوى في الجنائية
وفي ظل تصاعد العنف ضد الصحفيين في الأراضي الفلسطينية، برزت شكاوى أمام المحكمة الجنائية الدولية كأداة رئيسية لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات، تعتمد على جمع أدلة موثوقة من ضحايا الاعتداءات، بالإضافة إلى شهادات العائلات والأصدقاء، مما يساهم في توثيق الجرائم ضد الإنسانية.
تعتبر هذه الإجراءات القانونية ضرورية لتسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان وللضغط على الدول والهيئات الدولية لاتخاذ مواقف أكثر حزمًا تجاه القضية الفلسطينية.
النجاح في هذه الشكاوى يمكن أن يشكل سابقة مهمة في التاريخ القضائي، حيث قد يُعترف بحق الصحفيين في الحماية، مما قد يؤدي إلى تغييرات في السياسات الدولية.
نقابة الصحفيين الفلسطينيين تتحرك
بدورها، أعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أنها رصدت ووثقت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، وقدمت دعاوى رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة المسؤولين عن استهداف الصحفيين، معبّرة عن استيائها من تأخر المحكمة في فتح تحقيق رسمي في هذه القضية.
وقال نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر إن "النقابة تحضر لشكوى بكل الجرائم والمجازر بحق الصحفيين وحرب الإبادة الجماعية بحق الإعلام الفلسطيني بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين".
وتابع أبو بكر: "كلفنا طاقما من المحامين وقدمنا له كل الأوراق والوثائق المطلوبة لاستكمال ملف الشكوى للمحكمة، بشأن استهداف الصحفيين بشكل ممنهج وتدمير المؤسسات الإعلامية وإغلاقها".
وطالب نقيب الصحفيين المحكمة الجنائية الدولية والنائب العام كريم خان بـ"الإسراع في الإجراءات القضائية، معتبرا أن عدم بدء التحقيق "يعد ضوءا أخضرا للاحتلال للاستمرار في جرائمه ضد الصحفيين، بينما الإسراع في الإجراءات قد يوفر حماية وضمانا للصحفيين".
ولفت إلى أن ما يجري "يمثل بداية حرب من قبل الاحتلال ضد مبادئ حرية الصحافة وحقوق الإنسان، لذا يجب على المحكمة المفوضة بحماية هذه الحقوق أن تبدأ إجراءاتها القضائية والقانونية وفق تفويض الأمم المتحدة".
ورجح أبو بكر وجود "ضغوط كبيرة تقودها دولة الاحتلال والولايات المتحدة تمارس ضد النائب العام لعدم فتح إجراءات التحقيق".
وأعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" في 24 أيار/ مايو أنها تقدمت بشكوى هي الثالثة من نوعها للمحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم الحرب المرتكبة ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة، منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر 2023.
القانون الدولي وحرية الصحافة
تضمنت القوانين الدولية حماية الصحفيين في مناطق النزاعات، اتفاقيات جنيف تحظر استهداف المدنيين والصحفيين، وتؤكد على أهمية حماية الصحافة كجزء من الحفاظ على حقوق الإنسان.
رغم ذلك، تتعرض وسائل الإعلام للضغوط والهجمات بشكل متزايد، ما يشير إلى الحاجة إلى آليات حماية أكثر فاعلية وتدخل دولي.
سبب استهداف الصحفيين
وقال الكاتب الفلسطيني عدنان أبو شقرة، إن استهداف الاحتلال للصحفيين يعد محاولة لإسكات الكلمة لإخفاء حقيقة ما يحدث على أيده في قطاع غزة من مجازر وإبادة جماعية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن الكيان الصهيوني منع دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة، ومن دخل كان يمارس عمله من داخل سيارات الاحتلال الإسرائيلي، ليضمن تبني هؤلاء الصحفيين لرؤية ورواية الاحتلال.
وتابع، أبو شقرة كون أن الصحفي الفلسطيني أصبح هو الشاهد والشهيد على ما يحدث لزم على الاحتلال إرسال رسالة شديدة اللهجة له ولمن يفكر في نقل حقيقة ما يحدث سواء استهدافه أو استهداف عائلته حتى ينهى على الرواية الفلسطينية وهذا كما رأينا لم ولن يحدث مازالت طوفان الأقصى تواصل كشفها لحقائق الاحتلال وتزيد الوعي من خلال نشر ما يحدث ويؤكد كذب الاحتلال الإسرائيلي.
وأردف الكاتب الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ عمليات الاغتيال للشخصيات الفلسطينية المفكرة والأدبية والكتاب على عكس المتوقع ولم يذهب لاغتيال السياسيين أو العسكريين، كمثال "حنا ناصر، غسان كنفاني وائل زعيتر" حتى لا يستطيعوا نقل السردية الفلسطينية وحقيقة ما يحدث داخل فلسطين المحتلة.
وتابع أبو شقرة أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يريد أن يرى العالم ما يحدث في غزة والمذابح التي ترتكب هناك، وهنا يأتي دور الصحفي الفلسطيني الذي أصبح الشاهد الشهيد على ما يحدث ولذلك يفضل الاحتلال إسكات هذا الشاهد، بالقتل هو وعائلته حتى لا يتجرأ على ممارسة عمله الإعلامي.
الصحفيون بين طوفان الأقصى و48
وقال الكاتب الفلسطيني إن الفرق بين دور الصحفيين في معركة طوفان الأقصى اختلف تماما عن المجازر السابقة من حيث التوثيق وإثبات ما فعله الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أنه الشعب الفلسطيني فشل في مقاضاة الاحتلال الإسرائيلي رغم أنه بني على مجازر للشعب الفلسطيني، في عام 1984 ولم توثق بشكل كافي يمنح الفلسطينيين القدرة على رفع دعاوى قضائية على الكيان الصهيوني.
وأشار أبو شقرة إلى أنه الآن ساعد الصحفيين في توثيق ما يحدث داخل قطاع غزة من مجازر وإبادة جماعية، مما ساعد المجتمع الدولي عرب وغيرهم من مؤيدي القضية الفلسطينية في رفع دعاوى في محكمة العدل الدولية دعم قرار المحكمة بأدلة موثقة، فلولا الصحفيين الفلسطينيين لما وصل صورة المذابح في غزة ولتكذيب رواية الاحتلال، عمل أرشيف يستخدم في المحاكم الدولية، وكذلك تركت أرشيف للأجيال القادمة عن صمود غزة.
تأثير الاستهداف على الصحفيين
أكد عدنان أبو شقرة أن في البداية الصحفيين أصبح لهم دور كبير يوازن الجهود في المعركة فهو مجاهد على نقل الحقيقة كما يجاهد المقاوم بسلاحه للحفاظ على أرضه وشعبه، فالصحفي يحافظ على الحقيقة وينفل صمود شعبه.
وأضاف أن معركة طوفان الأقصى جعلت من المتحدث الرسمي لكتائب القسام أيقونة عالمية وكذلك القيادي في حماس أسامة حمدان عندنا استلم دوره الإعلامي في مواجهة سردية الاحتلال أصبح له دور وتوازن في المعركة الإعلامية.
وأشار أبو شقرة إلى أن الصحفيون الفلسطينيون يدركون جيدا قيمة عملهم وإمكانية تعرضهم للشهادة في أي لحظة، لكنهم اعتبروا أن دورهم في المعركة يوازي المجاهد الذي يحمي أرضه.
وتابع أن استهداف الاحتلال للصحفيين لن يؤثر الصحفي الفلسطيني، الذي تربي على الحرية ونقل معاناة شعبه، وكيفية التزامه لشعبه بنقل الحقيقة التي يدفع مقابلها ثمنا غاليا، فالصحفي الفلسطيني يعتبر نفسه جزء من المعركة ومسئول عن توصل صوت المقاومة لشعوب العالم، فلذلك هذا الاستهداف لم يؤثر على عزيمته.
كيف يبرر الاحتلال استهداف الصحفيين؟
في هذا السياق أكد الكاتب الفلسطيني أن تبرير جرائم الاحتلال الإسرائيلي يعتمد على شقين الأول مرتبط بالإعلام الأجنبي الذي تبني السردية الإسرائيلية، حيث نجحت في تجنيد معظم وسائل الإعلام الأجنبية لتبرير جرائمها.
أما في الداخل الفلسطيني بين المستوطنين فإن المجهور الصهيوني لا يرى ما يحدث في غزة، ولا يرى إلا ما سمح به الرقيب الصهيوني، وفي النهاية هم ليس لديهم أي اعتراض في إغراق غزة في الدماء.
ولفت أبو شقرة النظر إلى كلمة رئيس الاحتلال الإسرائيلي السابق شيمون بيريز حين قال لا نرى الفلسطيني إلا من فوق فوهة البندقية، مشيرا إلا أن الجمهور الإسرائيلي عكس الحكومة التى ترى أنها تسكت الحقيقة التي لا تريدها أن تظهر للمجتمع الدولي، أما الجمهور بيري أنه لم يقتل صحفي فقط بل هو قتل فلسطيني ممكن يأخذ الأرض منه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية غزة استهداف الصحفيين السردية الفلسطينية الإعلامي غزة الإعلام استهداف الصحفيين عام على الطوفان السردية الفلسطينية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحفیین الفلسطینیین الاحتلال الإسرائیلی السردیة الفلسطینیة استهداف الصحفیین الجنائیة الدولیة الکاتب الفلسطینی الصحفی الفلسطینی الشعب الفلسطینی طوفان الأقصى الصحفیین فی قطاع غزة فی توثیق أبو شقرة ما یحدث فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف علقت الفصائل الفلسطينية على قرار وقف إدخال المساعدات إلى غزة
علّقت فصائل فلسطينية، اليوم الأحد، 02 مارس 2025، على قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ، بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة ، وإغلاق المعابر مع القطاع.
وفيما يلي بيانات الفصائل الفلسطينية كما وصلت وكالة سوا
تصريح صادر عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين:
إن إقدام رئيس حكومة الكيان الغاصب، المجرم الملاحق بارتكاب جرائم إبادة جماعية، بنيامين نتنياهو، بإغلاق معابر قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية، هي جريمة ضد الإنسانية تضاف إلى سجله الإجرامي الحافل، بتشجيع من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تقدم له الغطاء والمقترحات السياسية، وتوفر له المزيد من الذخائر والأسلحة.
إن هذا القرار الجائر والمجرم لا يمثل خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وانتهاكاً له فحسب، بل يؤسس لمرحلة عدوانية جديدة ضد القطاع، في إطار حرب الإبادة والتهجير ضد شعبنا، تتحمل مسؤوليتها حكومة العدو وجيشه ورعاتهما في واشنطن.
إن على المتباكين على أسرى العدو في أيدي المقاومة في غزة أن يتذكروا أن سياسات الكيان الغاصب تأخذ غزة واهلها رهينة الحصار والتجويع طوال سنوات عديدة.
تصريح صحفي صادر عن حركة حمــاس
إن البيان الصادر عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإرهابي نتنياهو، بشأن اعتماده لمقترحات أمريكية لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، وفق ترتيبات مخالفة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، هو محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق والتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية منه.
إن قرار نتنياهو وقف المساعدات الإنسانية، هو ابتزاز رخيص، وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق، وعلى الوسطاء والمجتمع الدولي التحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.
يحاول مجرم الحرب نتنياهو فرض وقائع سياسية على الأرض، فَشِل جيشه الفاشي في إرسائها على مدى خمسة عشر شهراً من الإبادة الوحشية، بفعل صمود وبسالة شعبنا ومقاومته، ويسعى للانقلاب على الاتفاق الموقّع خدمةً لحساباته السياسية الداخلية الضيقة، وذلك على حساب أسرى الاحتلال في غزة وحياتهم.
إن مزاعم الاحتلال الإرهابي بشأن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار هي ادعاءات مضللة لا أساس لها، ومحاولة فاشلة للتغطية على انتهاكاته اليومية والمنهجية للاتفاق، والتي أدت إلى ارتقاء أكثر من مئة شهيد من أبناء شعبنا في غزة، إضافة إلى تعطيل البروتوكول الإنساني، ومنع إدخال وسائل الإيواء والإغاثة، وتعميق الكارثة الإنسانية في غزة.
كما نؤكد أن سلوك نتنياهو وحكومته يخالف بوضوح ما ورد في البند 14 من الاتفاق، والذي ينص على أن جميع الإجراءات الخاصة بالمرحلة الأولى تستمر في المرحلة الثانية، وأن الضامنين سيبذلون قصارى جهدهم لضمان استمرار المباحثات حتى التوصل إلى اتفاق بشأن شروط تنفيذ المرحلة الثانية.
ندعو الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن انحيازها وتساوُقها مع مخططات مجرم الحرب نتنياهو الفاشية، التي تستهدف شعبنا ووجوده على أرضه، ونؤكد أن جميع المشاريع والمخططات التي تتجاوز شعبنا وحقوقه الثابتة على أرضه، وتقرير مصيره، والتحرر من الاحتلال، مصيرها الفشل والانكسار.
نؤكد مجددًا التزامنا بتنفيذ الاتفاق الموقّع بمراحله الثلاثة، وقد أعلنا مرارًا وتكرارًا عن استعدادنا لبدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
ندعو الوسطاء إلى الضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته بموجب الاتفاق، بجميع مراحله، وتنفيذ البروتوكول الإنساني، وإدخال وسائل الإيواء ومعدات الإنقاذ إلى قطاع غزة.
يتحمل مجرم الحرب نتنياهو وحكومته المتطرفة المسؤولية الكاملة عن تعطيل المضي في الاتفاق، أو أي حماقة قد يرتكبها بالانقلاب عليه، بما في ذلك التبعات الإنسانية المتعلقة بأسرى الاحتلال في قطاع غزة.
ونؤكد أن السبيل الوحيد لاستعادة أسرى الاحتلال هو الالتزام بالاتفاق، والدخول الفوري في مفاوضات بدء المرحلة الثانية والتزام الاحتلال بتنفيذ تعهداته.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:
▪️ قرار الاحتلال بمنع إدخال المساعدات الإنسانية وإغلاق جميع معابر قطاع غزة وإرجاع الشاحنات المحملة بالإمدادات الإنسانية جريمة حرب موصوفة تُرتكب بحق شعبنا الفلسطيني بمشاركة أمريكية مباشرة.
▪️ هذا القرار يمثل خرقًا فاضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار ويكشف نية الاحتلال استخدام الابتزاز والتهرب من الدخول في المرحلة الثانية التي تلزمه بوقف الحرب والانسحاب الكامل والشروع في إعادة الإعمار وعودة الحياة إلى غزة.
▪️ لم يكتفِ الاحتلال بسياسة القتل والتدمير وانتهاك وقف إطلاق النار واستهداف المدنيين حتى في المناطق المصنفة "آمنة" بل يواصل استخدام التجويع كأداة ضغط ممنهجة بحق شعبنا مستفيدًا من الضوء الأخضر الأمريكي لمواصلة هذه السياسة الإجرامية.
▪️ نُحذّر من التداعيات الخطيرة لهذا القرار على الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلًا والتي لم تشهد أي تحسن حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار، مما يزيد من معاناة أهلنا في القطاع المحاصر.
▪️ الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب تستكمل ما بدأته الإدارة السابقة في تمويل حرب الإبادة وتشريع سياسات الاحتلال بما في ذلك استخدام التجويع كسلاح ضد شعبنا في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية.
▪️ ندعو المجتمع الدولي والزعماء العرب في قمتهم المقبلة إلى اتخاذ خطوات عملية وفورية للضغط على الاحتلال والإدارة الأمريكية لوقف هذه المجزرة الإنسانية التي تستهدف شعبًا بأكمله يرزح تحت الإبادة والحصار والتجويع.
▪️ نُطالب التجار والموردين بتحمل مسؤولياتهم الوطنية بعدم رفع الأسعار وضمان توفر السلع الأساسية بأسعار مناسبة دعمًا لصمود المواطنين في مواجهة تداعيات الإغلاق.
▪️ نؤكد ضرورة تشديد الرقابة من الجهات المختصة لمنع الاحتكار وضمان وصول السلع بأسعار مخفضة تخفيفًا لمعاناة شعبنا في ظل الحصار والتجويع الممنهج الذي سيزداد تفاقمًا مع قرار الاحتلال.
▪️ نؤكد أن هذا القرار لن ينجح في كسر إرادة وصمود وثبات شعبنا الفلسطيني وأن كل أساليب الاحتلال الإجرامية والدعم الأمريكي الكامل لن تثني شعبنا عن مواصلة نضاله المشروع حتى نيل حقوقه الوطنية الكاملة.
تصريح صحفي صادر عن المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين :
إغلاق معابر قطاع غزة ووقف إدخال المساعدات لشعبنا في غزة خرق صهيوني جديد للإتفاق الموقع برعاية الوسطاء وإعلان لحرب التجويع التي يمارسها العدو منذ اكثر من 17 شهر .
نحذر بعض التجار الذين يتماهون مع مخططات العدو الصهيوني ويقومون برفع الأسعار وإخفاء البضائع، ونعتبر من كل يقوم بذلك ذراع خفية صهيونية لإحكام الحصار على قطاع غزة.
ندعو الجهات المختصة في الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة للتحرك العاجل وردع هؤلاء المجرمين وإنزال أشد العقوبات بحقهم ومصادرة بضائعهم ومنعهم من العمل.
ندعو كافة الصحافيين والاعلاميين والنشطاء بالتوقف الفوري عن نقل الأخبار عن وسائل الإعلام الصهيونية الموجهة من الإستخبارات والجيش الصهيوني والعمل على محاربة الشائعات وكشف وتعرية كل من تسول له العبث بجبهتنا الداخلية .
بوحدتنا وإلتزامنا وإنضباطنا سينتصر شعبنا وستزول هذه الغمة وسيهزم العدو ومن يقف خلفه .
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين نتنياهو: إغلاق معابر غزة مستمر وسيكون هناك "تبعات إضافية" بهذه الحالة المجلس الوطني والخارجية يعقبان على قرار وقف إدخال المساعدات إلى غزة الحايك: عازمون على بناء وترميم المواقع الأثرية في غزة الأكثر قراءة شهيد برصاص الاحتلال شرق مدينة غزة المنظمات الأهلية تدعو إلى توفير مقومات البقاء للفئات الهشة لمواجهة سياسات التهجير الشرطة الإسرائيلية تبعد الأسرى المحررين عن المسجد الأقصى صحيفة عبرية تكشف الهدف وراء وقف الإفراج عن 600 أسير فلسطيني عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025