تشييع جثمان ماجدة محاربة السرطان بالمنوفية "عانت قسوة الزوج وحرمان من الأبناء"
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
شيع المئات من أهالي قرية سبك الأحد التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية ، اليوم الثلاثاء، جثمان محاربة السرطان «ماجدة علي» البالغة من العمر 34عام، إحدى أشهر مريضات السرطان بقرية سبك الأحد التابعة لمركز أشمون، عقب وفاتها مساء أمس بعد صراع طويل مع المرض.
وانطلقت الجنازة من مسجد القرية عقب صلاة الظهر ، بحضور عدد كبير من أصدقائها وجيرانها ممن ارتبطوا معها بعلاقات قوية.
نقل جثمان محاربة السرطان من القاهرة للإسماعيلية
وكانت «ماجدة على »توفيت مساء أمس الإثنين اليوم بمعهد الكبد بمحافظة المنوفية ، بعد نقلها الي الرعاية المركزة بعد تعرضها لجلطة بالقدم وتدهور حالتها، بسبب خطورة حالتها الصحية، حيث دخلت العناية المركزة اول أيام هذا لأسبوع .
«قسوة الزوج وحرمانها رؤية أبنائها وجوزها »
وقالت سيدة تدعي أم أحمد نجلة عمها المقربة لـ«ماجدة»، إنها أصيبت قبل 3 سنوات بمرض السرطان بدأت الإصابة بالثدي الأيسر، وأجرت عدة عمليات جراحية وزوجها أنفق عليها لمدة سنه، وبعد ذلك لم يتحمل مرضها واتي بها الي منزل والديها قائلاً لهم زوجتوني واحدة مريضة علي حد قولها إلا أنه داهمها المرض بشراسه من حزنها علي نفسها واضافت أن زوج ماجدة حرمها رؤية أبنائها وتسبب في دخولها المستشفى.
وأضافت في تصريحات لـ«لبوابة الوفد»، أن «ماجدة » تزوجت منذ 11عام وانجبت ابنتين وهما ريهام ورقيه زوجها لم يتحمل مرضها علي الرغم من أنه لايتحمل نفقات العلاج كانت العمليات والعلاج تجري «لماجدة »بقرار علاج علي نفقة الدولة
كان فقط يتحمل أجرة التنقل من المنوفية الي القاهرة
وسادت حالة من الحزن بمحافظة المنوفية لوفاة ماجدة ربيع، ونعاها العديد من أصدقائها وأهالي المحافظة على صفحاتهم الشخصية بـ«فيسبوك»، حيث قالت سيدة تدعى رانيا شطا: «حبيبتي يا بنتي أنتي الله محبب فيكي خلقه كلهم أنت عبرة تدرس ونعم الصبر على البلاء الطاقة الإيجابية والابتسامة في وجه كل البشر والله قلبي زعلان عليك لكن أمر الله، الدنيا كلها بتدعي لك يا بنتي أنا بحبك في الله وعمري ما هنساكي في دعائي».
كما قال هشام عفت: «خلصت المعركة يا هبة وانتصر المرض الخبيث، لكن طول عمرك كنتي قوية لكن إرادة الله وحده، محاربة السرطان الضاحكة الجميلة المبتسمة توفيت إلى رحمة الله، البطلة ربنا يصبر والدتك ويعين أبنائك ومتخافيش عليهم».
بينما قالت مروة الخطيب: «ربنا يرحمك يا جميلة يا جدعة، ربنا أراد يكون ليكي أثر في الدنيا وسيرة طيبة، الكل يحزن من قلبه على فراقك، لكن لا نقول إلا ما يرضي الله».
وفاة ماجدة محاربة السرطان بالمنوفية داخل معهد الكبد
كان قد أعلن ليلة أمس خبر وفاة، ماجدة محاربة السرطان، بعد أيام من استجابة اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية لاستغاثتها ، بسبب ظروفها المعيشة وقسوة زوجها، وقرر اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية توجيه مساعدات إنسانية عاجلة، وتحويلها لمعهد الكبد للخضوع للعلاج.
وفاة ماجدة محاربة السرطان بالمنوفية
وتدهورت حالة ماجدة محاربة السرطان ودخلت العناية المركزة وتوفيت منذ قليل، بعد معاناة من المرض.
وكان اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، استقبل بمكتبه بالديوان العام ماجدة مريضة السرطان ووالدتها بنت قرية سبك الأحد بأشمون تبلغ من العمر 34 عامًا وتعول طفلتين
وخلال لقائه، قرر محافظ المنوفية صرف مساعدة مالية عاجلة تساعدها علي تحمل نفقات علاجها، ومواد غذائية ولحوم وشنط مدرسية وكوتشيات لأولادها نظرًا لظروفها المعيشية الصعبة من أجل توفير حياة كريمة لها، كما كلف المحافظ هاتفيًا مدير معهد الكبد بشبين الكوم بحجزها بالمعهد وتوفير كافة الرعاية الصحية وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لها، مؤكدًا علي زيارته الشخصية للحالة ومتابعته لما تم من إجراءات للاطمئنان عليها، موجها إدارة العلاقات العامة باصطحاب الحالة وتسهيل كافة الإجراءات.
وخلال اللقاء أعربت المواطنة عن سعادتها بحرص المحافظ على التواصل معها والاستماع إلى شكواها وتلبية مطالبها ومحاولة تخفيف العبء ورفع المعاناة عن كاهلها.
ومن جانبه، أكد محافظ المنوفية أن مكتبه مفتوح أمام جميع المواطنين للاستماع لشكواهم ومطالبهم، مؤكدا حرصه على التواصل المستمر والفعال مع أبناء وأهالي المنوفية للتعرف على مشاكلهم والإسهام في إيجاد الحلول المناسبة لها وتقديم المساعدة والدعم لذوي الظروف الإنسانية والأسر الأولى بالرعاية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معهد الكبد محاربة السرطان محافظة المنوفية تشيع جثمان محافظ المنوفیة
إقرأ أيضاً:
الشيخ كمال الخطيب … لا لن يستمر التيه فبالإسلام قد وضح المسار
لا لن يستمر التيه فبالإسلام قد وضح المسار
#الشيخ_كمال_الخطيب
✍️إن ما هو أخطر من المرض نفسه هي تلك المكابرة والمعاندة ورفض المريض الإقرار بمرضه، لأن هذا سيكون سببًا في انتشار المرض وتفشّيه وبالتالي صعوبة علاجه، والعكس هو الصحيح، فإن من أهم أسباب شفاء المريض بإذن الله تعالى، هو إقراره واعترافه بمرضه وعدم المكابرة، لأن هذا الاعتراف سيجعله يذهب إلى الطبيب وسيسهّل على الطبيب وصف الجرعات الدوائية المناسبة له حيث سيلتزم بأخذها في وقتها.
✍️ أما إذا لم يقرّ المريض بمرضه فإنه لن يذهب إلى الطبيب، وإذا ذهب تحت ضغط وإلحاح الأهل، فإنه سيتهرب من أخذ العلاجات ولو كانت من أثمن أنواعها ومن أشهر وأجود الماركات والمختبرات العالمية، وهذا معناه تفشّي المرض وزيادة ومضاعفة آلامه وخطورته ولعلّه يقود إلى الموت.
✍️ومثل الأفراد فإنها الأمم والشعوب المكلومة والمنكوبة فإنه لن يغيّر من حالها، ولن يشفي جراحها، ويخلّصها من نكباتها، ويحررها من ذلها وهوانها، إلا أن تعترف بالواقع المرّ والمؤلم الذي هي عليه، وأن الحال الذي تعيشه ليس هو ما كانت عليه سابقًا، حيث وضعها الطبيعي هو القوة والعزّة والمنعة والرفعة، وأن الاعتراف والإقرار بتغيير الحال سيجعلها تبحث عن الأسباب وتبحث عن العلاج المناسب الذي يشفيها ويداوي جرحها ويخلّصها مما هي فيه.
✍️وإن أمتنا العربية والإسلامية ليست بدعًا من الأمم، ولا أن هذه السنّة الكونية لن تصيبها، ولا أن الأمراض لن تتفشى فيها. لقد أصابها كل هذا وأكثر منه وقد أثخنتها الجراح بفعل سهام طعنها بها بعض أبنائها قبل أن يطعنها أعداؤها. إنهم الأبناء الذين ارتموا في حضن الأعداء، ورضعوا من الحليب الفاسد والمغشوش الذي أفسد عليهم دينهم وأخلاقهم. هؤلاء بعد أن أُوصِلوا إلى مواقع القيادة، فقد أصبحت وظيفتهم المزيد من الإثخان والمزيد من الطعن في جسد الأمة عبر سعيهم من خلال المقدّرات المالية والإعلامية والعسكرية التي بين أيديهم، وترسيخ أن ما عليه الأمة الآن هو خير بل هو الخير كله، وأن هذا هو الشفاء والدواء لما كانت عليه في تاريخها وماضيها الذي يعتبرونه تاريخًا غير مشرف ويجب أن يتخلّصوا وينسلخوا منه. إن هؤلاء قد أصبحوا أداة لجعل شعوبهم مختبرًا يجري عليه وفيه الأعداء نظرياتهم السياسية والأخلاقية الفاسدة.
✍️ تقول الأخت الفاضلة بنت الشام يمان السباعي في كتابها الرائع -الراقصون على جراحنا-: “إن الأمم تداوي جراحها بينما نحن نمسك المُدى -أي السكاكين- لنوسع الجرح ونجعله ينزف وينزف حتى يغرقنا بدماء العار. إن جراحنا تنوّعت وتعدّدت ومنها ما تعفّن، إنها جراح سياسية واجتماعية وأخلاقية واقتصادية وأدبية، ورغم هذه الجراح، فما يزال من شبابنا من هم صور منسوخة عن أحد المائعين المنفلتين العابرين إلينا عبر الأثير، لا يعرفون إلا الرقص والغناء ولا يجيدون إلا لغة الحبّ والغرام، وكلهم يحملون سلاحًا واحدًا إنه المرآة والمشط”، ولعلّ في أمثال هؤلاء يصدق قول الشاعر:
بكى الخنفوس لما جنّدوه وساقوه إلى ساح الجهاد
وأضحى يلطم الخدّين حزنًا كأرملة أقامت في الحداد
أيذهب للوغى من كان خنثى وساحته المقاهي والنوادي
إذا دقّت طبول المجد يومًا ولبينا نداء للمنادي
فأعط الخنفس المخبول مشطًا ومرآة فذاك من العتاد
✍️مع الأسف لم يعد أمثال هؤلاء يصلون إلى مجتمعاتنا عبر الأثير على الشاشات فقط، وإنما يُستقبلون في دولنا العربية والإسلامية استقبال الأبطال والفاتحين. إن أمثال هؤلاء من المغنين والراقصين المخنّثين والمصارعين وعارضي الأزياء والممثلين، أصبحوا ترسل إليهم الطائرات الخاصة ويعطون بل تُغدق عليهم الأموال الطائلة ليقيموا الحفلات قريبًا من مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث يراد لهم أن يكونوا هم القدوات والنماذج بدل أعظم القدوات والرجال محمد ﷺ ثم أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد وسعد والمثنى وطارق وصلاح الدين، بل بدل سيد السادات وقدوة القدوات محمد ﷺ.
????جرعات من بلسم الإسلام
✍️إن الواقع وإن العقل وإن المنطق وإن التاريخ، ليؤكد على أن أمتنا ومنذ عقود كثيرة فإنها تعاني من ظاهرة مرضية خطيرة، وإن ما هي عليه الآن من ذلّ وهوان وفرقة وتسلّط أعداء هو من آثار ومظاهر المرض، وأنها أحوج ما تكون لجرعات دوائية قد تداوي مرضها وتداوي جرحها. إنها أحوج ما تكون إلى جرعات كالتي أخذتها يومًا، إنها جرعات من بلسم الإسلام والقرآن ليهديها من ضلالة، ويعلّمها من جهالة، ويرفعها من سفالة، ويعزّها من نذالة، ويحرّرها من عمالة، ويخلّصها من حثالة، ولتعود تتقدم قافلة الإنسانية كما كانت وترعى الأمم والبشر وليس الشاة والبقر.
وما أصدق ما قاله الشاعر في بيان المرض الذي أصاب أمتنا والدواء الذي يُذهب عنها مرضها:
الله للدين كم ظلمًا أهين وكم ظنّوه نقصًا وفي التفكير نقصان
سل صفحة الأمس عمّن أيدوه أما كانت لهم في نواحي الأرض تيجان
دين الحضارة والأخلاق أسعدهم فمذ أهانوه قد ذلّوا وقد هانوا
عدل من الله تأييدًا لسنته حظّ المقصّر إقصاء وحرمان
يا قوم لوذوا بحبل الله واعتصموا إن الدواء لداء العُرب قرآن
✍️وحتى لا يستمر الهوان، وحتى لا يتفشى المرض، وحتى يتوقف النزيف، فلا بد من الاعتراف والإقرار بوجود المرض. وبعد الإقرار بوجود المرض، وبعد أن جُرّبت كل الأدوية والعلاجات وكلها فشلت، فلا بد من الإقرار أن العلاج والبلسم والدواء لما عليه أمتنا فإنه ليس إلا بالرجوع إلى الدين والتمسك بأهداب الشريعة، قال ﷺ: “تركت فيكم لن تضلوا ما إن تمسّكتم به، كتاب الله وسنتي”. وقال عمر رضي الله عنه: “كنا معشر العرب أذلّ قوم فأعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله”.
يقول الشاعر والصدق فيما يقول:
شريعة الله للإصلاح عنوان وكل شيء سوى الإسلام خسران
تاريخنا من رسول الله مبدؤه وما سواه فلا عزّ ولا شان
✍️نعم إنها الشريعة كتاب الله وسنة رسوله ﷺ هي الدواء وهي الشفاء والبلسم، فليس أن بتركها يكون الذلّ والهوان والضياع، بل إنه الأصعب من ذلك، إنه سؤال الله جل جلاله لنا عن ذلك وإنه عتاب رسول الله ﷺ يوم القيامة:
ماذا نقول لربي حين يسألنا عن الشريعة لم تحيِ معانيها
ومن يجيب إذا قال الحبيب لنا أذهبتموا سنتي والله محييها
???? حتى لا نظلّ أصفارًا
✍️قال المرحوم الشيخ محمد الغزالي: “والذين يرجعون هزيمة العرب أمام الإسرائيليين وأن ذلك يعود إلى عبقرية الإسرائيليين وشجاعتهم الفريدة، إن هؤلاء فإنما يريدون الاستمرار بقصة الإستغفال لشعبنا واستمرار عدم اعترافنا بمرضنا وحاجتنا للدواء. وإن ما حصل من نكبتنا عام 1948 ونكستنا عام 1967، فإن سببه ليس عبقريتهم ولا شجاعتهم، وإنما عبقريتنا نحن وجرأتنا في الحرب على الله تعالى وعلى دينه”. وإلا فماذا يعني أن يقول قائل من أبواق حزب البعث: “بحثنا عن الله وعن القيم فلم نجدها إلا في مزابل التاريخ”. وأن يقول القائل من جلاوزة سجون جمال عبد الناصر لما سمع أحد السجناء لما كان يُجلد ويُعذب فإنه كان يستنجد بالله قائلًا: “يا الله”، فما كان من سجّانه الظالم إلا أن يقول: “إن الله هذا الذي تستنجد به فإنني سأعتقله وأضعه في الزنزانة رقم 14” وقد قيل إنها كانت أقسى وأسوء وأقذر زنزانة في السجن.
✍️ ويقول كذلك الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: “ولقد حصل في التاريخ أن الصليبيين وخلال حملتهم على المشرق الإسلامي، فإنهم لما وصلوا إلى بلاد المسلمين، فإنهم كانوا يجرّون أقدامهم جرًا من الجوع والمرض والتعب، ومع ذلك فإنهم انتصروا على المسلمين الموفورين بالصحة والشبع ودخلوا القدس وذبحوا في ساحات المسجد الأقصى سبعين ألفًا من المسلمين، والسبب أن العرب والمسلمين كانوا على حالة من الفرقة والفسق والبطر والغفلة حرمتهم من رعاية الله ونصره”. وكان رحمه الله قد قال بعد مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها الميليشيات المسيحية الكتائبية في لبنان بمساندة وحماية الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين اللاجئين في مخيمي صبرا وشاتيلا، وكان ذلك في أيام 16-18/9/1982 وقد قتلوا قريبًا من “5000” فلسطيني، فقال الشيخ الغزالي: “إذا لم يعتنق العرب الإسلام وينضموا إليه ظاهرًا وباطنًا فلينتظروا خسفًا ومسخًا ومذابح أخرى”. ولقد كان مع الأسف ما قاله الشيخ وكل ذلك بسبب بعدهم عن دين الله عز وجل.
ولله در الشاعر حين قال:
إن يُسلخ العُرب من إسلامهم رجعوا على شمال المعالي بعض أصفار
✍️وحتى لا نظلّ أصفارًا، وحتى نشفى من مرضنا، وحتى لا يستمر الهوان ولا يطول، فإنها المسؤولية الفردية والجماعية علينا جميعًا بالعمل على نصرة الإسلام والتمكين له حتى يكون التغيير المنشود وفق سنن الله تعالى ونواميسه {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ..} آية 53 سورة الأنفال. فلا يزهدنّ أحدنا بأي جهد يبذله يمكن أن يصبّ في مشروع التغيير ليتحول من نقطة ماء هنا أو هناك إلى تيار جارف ونهر هادر، قال رسول الله ﷺ: “ما فيكم من أحد إلا وسيكلّمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشقّ تمرة”. وإن أعظم ما يمكن أن يقدّمه المسلم من عمل به يتق الله، فإنه العمل للإسلام ونصرة الدين والسعي للشفاء من مرض الهوان الذي نحن فيه، ولسان حال كل واحد منا يقول:
أبدًا أظل مع التقاة مع الدعاة العاملين
الرافعين لواء أحمد عاليًا في العالمين
✍️نعم، لا بد أن يغمر قلوبنا حب وعاطفة جيّاشة لنصرة الإسلام ليكون هو الطريق الأقصر للتغيير، وليتوقف ولا يستمر نزيف التيه والهوان كما قال المرحوم الشيخ أبو الأعلى المودودي رحمه الله: “إن الواجب أن تكون فينا عاطفة مثل عاطفة النار متّقدة في قلب كل أب يرجع إلى بيته فيجد ابنه مريضًا يتلوّى من الألم فلا يسعه عندها إلا سرعة حمله إلى الطبيب متحاملًا على جوعه وتعبه”.
✍️وكذلك قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: “قد يستطيع العرب لمحاولة رفع الهوان عن أنفسهم وإيقاف نزف جرحهم أن يستوردوا السلاح من كل جهة، ولكنهم لو أداروا ظهورهم لله تعالى ثم جمعوا السلاح من المشرق والمغرب فلن يدركوا به إلا ذلّ الدهر وخذلان الأبد، ولن يغني عنهم أن يعطف عليهم هذا الفريق أو ذاك، هذا المعسكر أو ذاك، قال الله سبحانه: {أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَٰنِ ۚ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} آية 20 سورة تبارك. وما أصدق ما قاله الشاعر في هذا المقام:
وغاية السيف أن يزهو بحامله ولا ينفع السيف إلا في يد البطل
????شباب الجيل وبكل فخر
✍️إن من فضل الله علينا أن نكون ممن يعيشون هذه المرحلة وأن نكون من جيل الصحوة الإسلامية المباركة، وجيل الشباب المسلم والمؤمن الذي أخذ على عاتقه أن لا يستمر الهوان. إنها الصحوة المباركة التي يتكالب على حربها الأعداء وأبناء الجلدة على أنها هي التي ستنهي مشوار استعبادهم للأمة الإسلامية وتسلّطهم على مقدّراتها، هذه الصحوة التي حتى لو تعثّرت فإنها ستعود إلى مسارها، حتى وإن كبت فإنها ستنهض، حتى وإن حاولوا إجهاض أحلامها فإنها لن تيأس وستظلّ تسعى لتحقيق أحلامها وآمالها بل ووعد ربها سبحانه.
✍️هذا الجيل المبارك الذي إذا التفت إلى الماضي فإنه ليس للبكاء على الأطلال، وإنما ليستمد من الماضي معاني العزة والشموخ حتى لا يستمر الهوان.
✍️ هذا الجيل الذي عرف أن للمجد طريقًا واحدًا لا ثاني له، فاختاره ومضى فيه دون أن يلتفت إلى أصوات الناعقين والمثبطين والمحبطين والزاحفين على بطونهم من أصحاب الشعارات البرّاقة والعبارات الرنّانة، سواء كانت الوطنية المزعومة أو القومية الموهومة أو أدعياء الواقعية والبراغماتية والاستسلام للأمر الواقع، وهم في حقيقتهم يسعون لاستمرار الهوان والضياع لأمتنا.
شباب الجيل للإسلام عودوا فأنتم روحه وبكم يسود
وأنتم سرّ نهضته قديمًا وأنتم فجره الزاهي الجديد
نعم يا شباب الجيل وحملة رايته ومن على أيديكم سيحقق الله للأمة آمالها وينهي مشوار تيهها وضياعها.
شباب الجيل قولوها تدوي فلن يجدي يمين أو يسار
كفرنا بالدعاوي زائفات فبالإسلام قد وضح المسار
أنتم وليس غيركم شباب الجيل الذي سينهي مشوار الهوان وإلى الأبد، وسيطوي صفحة الذلّ فلن تعود. الجيل الذي يصرخ في الدنيا يفاخر بهويته التي لن يرضى عنها بديلا.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.