تصويت برلماني قد يقود لعزل نائب الرئيس الكيني
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
من المقرر أن يصوت البرلمان الكيني، اليوم الثلاثاء، على إجراءات قد تقود إلى عزل نائب الرئيس ريجاثي جاتشاغوا، في دراما سياسية كشفت عن شقاق في الحزب الحاكم.
واتهم المشرعون نائب الرئيس ويليام روتو البالغ من العمر 59 عامًا بالفساد وتقويض الحكومة وممارسة سياسات مثيرة للانقسام العرقي، من بين مجموعة من التهم الأخرى.
وفي مؤتمر صحفي يوم الاثنين، نفى جاتشاغوا هذه الاتهامات ووصفها بأنها "شائنة" و"دعاية محضة"، قائلا إن الهدف منها طرده من منصبه. وأشار إلى أن اقتراح إجراءات عزله لا يمكن أن تمضي قدمًا دون موافقة روتو.
رد فعل المتظاهرين بعد استخدام الشرطة الغاز لتفريقهم خلال مظاهرة ضد مشروع قانون المالية المقترح في كينيا (رويترز)وجاتشاغوا هو رجل أعمال من أكبر قبيلة في كينيا، قبيلة كيكويو، نجح في التغلب على فضائح الفساد السابقة ليصبح نائبًا لروتو في انتخابات متقاربة في أغسطس/آب 2022.
لكن في الأسابيع الأخيرة، اشتكى من تهميشه من قبل الرئيس روتو واتُهم بدعم الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي قادها الشباب في يونيو/حزيران الماضي، وتصاعدت التوترات السياسية منذ ذلك الحين.
واندلعت المظاهرات القاتلة في بعض الأحيان بسبب الزيادات الضريبية التي لا تحظى بشعبية، مما كشف عن الانقسامات بين جاتشاغوا وروتو.
واستدعت الشرطة الشهر الماضي العديد من أعضاء البرلمان المتحالفين مع جاتشاغوا بتهمة تمويل الاحتجاجات، ولم يوجه المدعون أي اتهامات رسمية ولم يتم فتح أي تحقيق قضائي ضد جاتشاغوا.
الرئيس الكيني وليام روتو (رويترز)لكن المشرعين أدرجوا 11 سببًا للمساءلة، بما في ذلك الاتهامات بأنه جمع أصولا بقيمة 5.2 مليارات شلن (40 مليون دولار) منذ الانتخابات الأخيرة، على الرغم من أن راتبه السنوي يبلغ 93 ألف دولار فقط.
ومن بين الأصول المدرجة فندق تريتوبس الشهير في كينيا، حيث كانت تقيم الأميرة البريطانية آنذاك إليزابيث عندما أصبحت ملكة. ويقول جاتشاغوا إن ثروته جاءت بالكامل من خلال صفقات تجارية مشروعة وميراثا من أخيه الراحل.
وحذر من أن إقالته ستثير استياء بين أنصاره، وأصر عشية التصويت لعزله بأنه لن يستقيل، قائلا "سأقاتل حتى النهاية".
وبدأ المشرعون الكينيون عملية المساءلة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، حيث أيد 291 عضوًا في البرلمان هذا الاقتراح، وهو ما يتجاوز الحد الأدنى المطلوب وهو 117 عضوًا.
ومن المقرر أن يتوجه جاتشاغوا إلى البرلمان للدفاع عن نفسه مساء اليوم قبل أن يُسمح لراعي الاقتراح – وهو عضو في البرلمان عن ائتلاف كوانزا الكيني الحاكم – بالرد لمدة 30 دقيقة.
خارطة كينيا (الجزيرة)ومن المتوقع أن تكون الأمسية طويلة، حيث من المقرر أن يصوت المشرعون فقط بعد مزيد من المناقشات في مجلس النواب.
ويجب أن يدعم الثلثان، أي 233 عضوًا، الاقتراح حتى يتم تمريره. وإذا تم إقراره، فسوف ينتقل الاقتراح بعد ذلك إلى مجلس الشيوخ، لبدء إجراءات العزل.
وفي حالة عزله، سيصبح جاتشاغوا أول نائب رئيس يتم عزله بهذه الطريقة منذ طرح هذا الاحتمال في دستور كينيا المعدل لعام 2010.
وقال ديسماس موكوا، المحلل السياسي المقيم في نيروبي، لوكالة لصحافة الفرنسية إن جاتشاغوا افترض أنه سيشارك في القيادة مع روتو. وأضاف "كان يفتقر إلى الصبر السياسي الإستراتيجي اللازم لهذا الدور". وبينما من غير المرجح أن يتسبب عزله المحتمل في احتجاجات، حذر موكوا من أن "احتمال حدوث اضطرابات مرتفع للغاية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات نائب ا
إقرأ أيضاً:
برلماني: حديث الرئيس السيسي دلالة على إدارة الملف الاقتصادي بذكاء وعقلية مبتكرة
أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته التفقدية إلى مقر أكاديمية الشرطة، برهنت عن حجم المجهود التي تبذله الدولة المصرية خلال الآونة الأخيرة لتعافي واستعادة قوة الاقتصاد الوطني، على كافة الأصعدة التى تتعدد ما بين تدشين المشروعات الاستثمارية العملاقة، لتوفير فرص جاذبة للمستثمرين، فضلا عن الإجراءات والتيسيرات التي تعلن عنها الحكومة باستمرار لدعم أصحاب المشروعات الضخمة والمتوسطة والصغيرة، لافتاً إلى أن هناك إعادة هيكلة تمت رأسا على عقب لمنظومة التعامل مع المستثمر خلقت بالفعل سوق جاذب قادر على التواجد بل ومنافسة الأسواق الناشئة أيضا بمحيط المنطقة.
وأضاف "العسال"، أن حديث الرئيس السيسي كشف عن أن الدولة المصرية تُدير الملف الاقتصادي بذكاء وعقلية مبتكرة، فقد نجحت في توطيد العلاقات الاقتصادية المشتركة مع كبرى التجمعات العالمية، فسنجد أن مصر كانت حاضرة وبقوة في التجمعات الاقتصادية الهامة مثل البريكس أو منظومة الدول الثماني النامية، مشيراً إلى أن هذا التواجد يمنح السوق المصري فرصة لتحقيق الاستفادة المتبادلة مع أعضاء هذه التكتلات، خاصة أن تجمع مثل دول البريكس (BRICS)، الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، يحمل أهمية استراتيجية وسياسية واقتصادية كبيرة، خاصة في ظل تنامي نفوذ البريكس كمجموعة تسعى لكسر هيمنة الدول الغربية والمؤسسات التقليدية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن تجمع دول البريكس يسعى أيضا إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وهو ما يمكن أن يساعد السوق المصري على تنويع مصادر التمويل، بجانب حجم المزايا التى تعود علينا في دعم المشروعات التنموية، مثل البنية التحتية والطاقة، مما يتيح تعزيز خططنا في مجالات مثل التحول للطاقة النظيفة والمشروعات الصناعية والزراعية، بجانب البعد السياسي الهام الذى تسعى إليه الدولة من خلال التوسع في شراكتها الدولية مع أقوى الأنظمة الاقتصادية مثل الصين، مؤكداً أيضا أن انعقاد قمة الدول الثمانية في مصر لأول مرة منذ 24 عاما، كانت خطوة هامة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الأعضاء، خاصة أن تلك المنظمة ناتجها المحلي يبلغ 5 تريليون دولار وحجم الكتلة السكانية لها يمثل حوالي 14% من سكان العالم.
وأوضح النائب هاني العسال، أن حديث الرئيس بشأن سعي الدولة لمواكبة الأسواق الأوروبية في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة ومن أهمها طاقة الشمس والرياح، دلالة على الطفرة التى تحققها الدولة في مجالات الطاقة في ظل السباق العالمي وزيادة التحديات العالمية مع الصراعات الجيوسياسية التى تلقي بظلالها على المنطقة، لافتاً إلى أن مصر قد أطلقت استراتيجية الطاقة المستدامة 2035، التي تستهدف زيادة نسبة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة بحلول عام 2035، حيث تعمل الاستراتيجية على تعزيز تنويع مصادر الطاقة بين الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، فقد نفذت مشروع مزرعة رياح جبل الزيت والتى تعد واحدة من أكبر مزارع الرياح في العالم، لذلك تسعى إلى زيادة التعاون مع الأسواق العالمية والمنظمات الدولية مثل البنك الدولي، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، لتوفير التمويل والدعم الفني لمشروعات الطاقة.