شهدت دار الإفتاء المصرية، صباح اليوم، انعقاد جلسة نقاشية للمؤشر العالمي للفتوى بعنوان دور الفتوى في بناء الإنسان وتحقيق التنمية المجتمعية والتعايش السلمي، والتي جاءت ضمن أعمال ندوة الفتوى وبناء الإنسان. 

مفتي الجمهورية

وقال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن هذه الجلسة بمنزلة لقاء للعصف الذهني، وتأتي بعد تلاقح فكري للوقوف على جملة من المقترحات التي يمكن أن نخرج بها من هذه الندوة لنصل إلى خارطة عمل لبناء الإنسان.

وأكَّد مفتي الجمهورية حرصه على أن يكون الحضور من أصحاب كل الاتجاهات والمدارس الفكرية المختلفة، حتى تحقق الندوة الأهداف المرجوة والنتائج التي نبحث عنها، ولا سيما أن هذا اللقاء هو الأول للمفتي الجديد في دار الإفتاء المصرية.

ندوة دار الإفتاء المصرية

وعبر المفتي عن أمنياته في أن تكون هذه الورشة مقدمة لترجمة فعلية لجملة من المقترحات بهدف الوصول لوضع رؤية تكاملية بين المداس الفكرية والأطروحات المختلفة، والوصول إلى خريطة شاملة لما ينبغي عمله لبناء إنسان عصري يعرف ما عليه من حقوق وما له من واجبات، ويستطيع أن يميز بين الطيب والخبيث، ولديه الوعي ليميز بين الفتاوى الرشيدة التي يعوَّل عليها في بناء رؤية واقعية تُسهم في حماية الأوطان، وغيرها من الفتاوى الشاذة التي لها تأثير سلبي على جهود التنمية، ومن ثَم فهذه الجلسة تدور حول تأثير الفتوى على جهود بناء الإنسان بين الدعم والتقويض.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء ندوة دار الإفتاء مفتي الجمهورية مفتی الجمهوریة

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الرفق والحكمة أساس الفتوى.. وملتزمون بالمنهج الأزهري

ألقى الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، محاضرةً عقب افتتاح البرنامج التدريبي بعنوان «التأهيل الفقهي وإدارة الفتوى بين الأصالة والمعاصرة»، الذي تعقده دار الإفتاء ويهدف إلى تدريب علماء دُور الإفتاء الماليزية.

واستعرض مفتي الجمهورية خلالها تاريخ نشأة دار الإفتاء المصرية، مؤكدًا رسوخ منهجها الفقهي وأهمية الجمع بين الأصالة والمعاصرة في إصدار الفتاوى الشرعية.

وأوضح أنّ دار الإفتاء المصرية تعدُّ من أقدم المؤسسات الدينية في مصر، حيث تأسست عام 1895م في عهد الشيخ حسونة النواوي، ومنذ ذلك الحين وهي تتحمل مسؤولية تقديم الفتاوى بمختلف أشكالها لخدمة المجتمع الإسلامي.

وأشار إلى أنَّ الدار أصدرت أكثر من 1.6 مليون فتوى خلال عام 2023، ما يعكس حجم الجهود المبذولة لتلبية احتياجات المسلمين المتزايدة في مصر والعالم.

المهام المتعددة لدار الإفتاء المصرية

واستعرض عياد مهام دار الإفتاء المتعددة التي تشمل إصدار الفتاوى الشرعية بأشكالها كافة، سواء الشفهية، أو المكتوبة، أو الهاتفية، أو الإلكترونية، مضيفًا أنّ الدار تعد الأبحاث العلمية المتخصصة، ودربت 5567 متدربًا خلال عام 2023، ما يعزز قدرات العلماء والمفتين في التعامل مع المستجدات الفقهية، كما تستطلع الدار أوائل الشهور العربية ودراسة قضايا الإعدام الواردة إليها.

وأشار المفتي إلى الدَّور العالمي الذي تضطلع به دار الإفتاء من خلال إنشاء «الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم» في ديسمبر 2015، والتي ضمَّت حتى الآن 111 عضوًا ممثلين لأكثر من 85 دولة من مختلف دول العالم، مضيفا أنّ الأمانة عقدت 9 مؤتمرات دولية منذ عام 2016، ما يبرز أهمية التعاون الإفتائي الدولي.

وخلال محاضرته، تناول الدكتور نظير عياد المراحل الأربع لسيرورة الفتوى في دار الإفتاء المصرية، وهي «تصوير المسألة، والتكييف الفقهي، والحكم الشرعي، وأخيرًا تنزيل الحكم على الواقع».

وأوضح أنّ هذه المنهجية تضمن إصدار الفتاوى بدقة وحكمة، بما يتماشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تهدف إلى التيسير ورفع الحرج عن الناس. وأضاف: «التيسير ورفع الحرج هما من أهم مبادئ الفتوى في دار الإفتاء، حيث تتغير الفتوى بتغير الزمان والمكان والأحوال».

وأشار إلى أنّه على المفتي أن يحذر من أن يوقع الناس في حرج ومشقة، وأن ينظر إلى مآلات فتواه؛ فإذا رآها تجنح إلى إيقاع الناس في العسر والحرج فعليه أن يختار من أقوال المجتهدين، ما يخفف عنهم وإن كان على خلاف مذهبه، لافتًا إلى أنّ العلماء حذَّروا من التمسك بما هو مسطور في الكتب دون التنبه إلى تغير الفتوى بسبب تغير الزمان والمكان والأحوال، كما ذكر الإمام القرافي.

وأكد مفتي الجمهورية أنّ منهجية دار الإفتاء المصرية تعتمد على المنهج الأزهري الرصين، الذي يعكس سماحة الإسلام ورحمته. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، موضحًا أنّ الرفق والحكمة هما أساس الفتوى في الإسلام. واستشهد بقوله تعالى: {ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك}.

وفي إطار التعاون بين دُور الإفتاء على مستوى العالم، شدد الدكتور عياد، على أهمية تعزيز الشراكات العلمية والتدريبية، خاصة مع دُور الإفتاء الماليزية. وأضاف أنّ دار الإفتاء تلتزم بمبدأ تغيير الفتوى وفقًا لتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، مشيرًا إلى أنّ العُرف يلعب دورًا كبيرًا في تغيير الأحكام الشرعية، ما يضمن تلبية احتياجات الناس وفقًا لمستجدات حياتهم.

واختتم مفتي الجمهورية محاضرته، بالتأكيد على أنّ دار الإفتاء المصرية ملتزمة بالاعتماد على قطعيات الشريعة، والرجوع إلى إجماع العلماء، وأخذ رأي ولي الأمر في المسائل المستحدثة، موضحًا أنّ «رأي ولي الأمر في مصر، سواء المجالس النيابية أو السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ملزم لدار الإفتاء وَفقًا للدستور المصري، حيث لا يمكن أن يصدر عن هذه السلطات ما يتناقض مع الشريعة الإسلامية، بل إن كل ما قد يصدر مخالفا للشريعة يكون والعدم سواء، وذلك طبقًا للدستور المصري، وتقوم المحكمة الدستورية العليا بإلغائه».

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: نسعى إلى رؤية تكاملية بين المدارس الفكرية وخارطة عمل لبناء الإنسان
  • المفتي: نسعى للوصول إلى رؤية تكاملية بين المدارس الفكرية وخارطة عمل لبناء الإنسان
  • مفتي الجمهورية: دار الإفتاء أحد أهمِّ مكوِّنات الدَّولة ومؤسساتها.. ونسعى لمواجهة الفكر المتطرف
  • مفتي الجمهورية: دورنا محوري في نشر الوسطية ومواجهة التطرف
  • مفتي الجمهورية يكرم سلفه خلال ندوة «الفتوى وبناء الإنسان»
  • مفتي الجمهورية: دار الإفتاء أحد أهم مكونات الدولة ومؤسساتها الدينية
  • مفتي الجمهورية: الفتوى الرشيدة الوسطية تبني الإنسان المصري وأداة لبناء المجتمعات
  • دار الإفتاء تنطلق في رحلة جديدة لبناء الإنسان بأولى ندواتها
  • مفتي الجمهورية: الرفق والحكمة أساس الفتوى.. وملتزمون بالمنهج الأزهري