مآسي الحرب في غزة لا تتوقف عند أعداد القتلى والجرحى والمفقودين والمنازل المدمرة والنزوح من مكان إلى آخر، بل امتدت لتؤثر على حياة كل شخص يعيش في القطاع المحاصر بشكل عام، وعلى النساء والفتيات بشكل خاص.

اعلان

فالحياة في الخيم ومدارس الإيواء تنعدم فيها كل مقومات الحياة الكريمة بما فيها الخصوصية لهؤلاء النساء والفتيات اللواتي فقدن كل حياة الرفاهية في منازلهن ليواجهن حياة خشنة في الخيام ومدارس الإيواء التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الطبيعية.

عام انقضى على حرب غزة ومازالت هدى النازحة من مدينة غزة شمالا الى رفح جنوبا تذكر أول ليلة لها في المدرسة التي نزحت اليها والتي تصفها الأصعب على نفسيتها بعد يوم طويل من السير على الأقدام هي وابنها وزوجها، تقول: "وصلت منهكة إلى احدى مدارس الأونروا غرب مدينة رفح والتي كانت مكتظة بالنازحين، حيث أبلغتنا إدارة المدرسة أنه لا يوجد مكان فارغ لهم".

أطفال يعيشون في خيم بلاستيكية في غزةمروى الحسناتRelatedيتامى غزة.. سرق القصف أحبتهم وأحلامهم فذاقوا وجع الفراق وكبروا قبل الأوانالبنك الدولي: الفقر يصل إلى 100٪ في غزة ويرتفع إلى 28٪ في الضفة الغربيةغزّة: خريف قاس يزيد من معاناة النازحين التي تجاوزت كل الحدود

و"بدأت أشعر بالتعب والبرد، جلست على أحد المقاعد الموجودة في ساحة المدرسة حيث شعرت بشيء دافئ ينزل بين قدمي فعرفت أنها الدورة الشهرية ولكن ليس موعدها، ولا يوجد معي فوط صحية، وبدأت الدورة تنزل عليّ شكل نزيف متقطع وأنا جالسة على المقعد أخشى الوقوف أمام الناس حتى لا يفتضح أمري".

وتتابع قائلة "بقيت على هذا الوضع أكثر من ساعتين متواصلتين والبرد ينهش جسمي ونحن نحاول الحصول على مكان داخل المدرسة لنبيت فيه، انتبه زوجي لي فأحضر بطانية ووضعها حول جزئي الأسفل لكي يغطي آثار الدم على ملابسي والتي وصلت الى المقعد الخشبي الذي كنت أجلس عليه ".

المرحاض في خيم بغزةمروى الحسنات

 وتقول حنين (30) عاما وهي أم لأربعة أطفال وتعيش في خيمة في دير البلح بعد نزوحها من رفح، أنها تضطر إلى وضع وعاء بلاستيكي داخل الخيمة ليلا لاستخدامه لقضاء الحاجة هي وأطفالها خوفا من الخروج للحمام الذي يقع خارج الخيمة وأنها تقتصد في استخدام الفوط النسائية نظرا لارتفاع سعرها وندرتها في السوق حيث يصل سعر العبوة الواحدة 10 دولار .

نسرين (35) عاما التي وضعت مولودها الأول بعملية قيصرية وعادت إلى خيمتها وسط مدينة دير البلح لتجد المعاناة الحقيقية عند دخولها الحمام نظرا لعدم وجود كرسي حمام تجلس عليه وتضطر لجلوس القرفصاء لقضاء حاجتها ما يسبب لها آلاما شديدة في البطن.

المنامة في خيمة نازحين بقطاع غزةمروى الحسنات

وتصف أم محمد الحلو، نازحة من غزة العيش في الخيمة بالصعب حيث انعدام الخصوصية حتى في دخول الحمام الملاصق لخيمة أخرى وتقول إن لديها ثلاث بنات يحتجن إلى الفوط الصحية شهريا ولكنها لا تستطيع أن توفرها لهن بسبب ندرتها وارتفاع سعرها. 

وتشعر تالا (15) عاما بالإحراج أثناء الدورة الشهرية عند دخول الحمام في خيمتها وتشعر ان كل من بالخيمة يسمع صوتها عندما تتقيأ عدا عن استخدام القطع القماشية بدلا من الفوط الصحية والذي يسبب لها تسلخات وامراضا عديدة.

أم توفيق (50) عاما تعيش مع اسرتها في خيمة وتشترك مع 6 عائلات في حمام واحد حيث انعدام الخصوصية والشعور بالخجل عند دخول الحمام أمام الآخرين عدا عن طابور الانتظار.

مكان الطهي في خيم النازحين بغزةمروى الحسنات

أما سما (13) عاما ذات الجسد الغضّ النحيل والتي باغتتها الدورة الشهرية لأول مرة وهي بخيمة النزوح فتقول إنها تشعر بألم شديد في ظهرها لأنها تنقل الماء في عبوات كبيرة الى خيمة أسرتها وترى سما أن مكانها الطبيعي هو منزلها وسريرها الدافئ مع توفر الفوط الصحية وملابس داخلية وانها تتمنى ان تعيش مثل كل البنات .

وتقول والدة سما (38) إنها تعاني من التهابات شديدة في الجهاز البولي الأمر الذي يجبرها على دخول الحمام عدة مرات كما تشتكي من قلة الملابس الداخلية وأنها تضطر للانتظار حتى تجف الملابس بعد غسلها لترتديها من جديد.

هذا وتقول اعتماد وشح من مركز شؤون المرأة بغزة: "أنه مع ندرة المستلزمات الصحية ومواد التنظيف في خيم النزوح ومراكز الإيواء قام المركز بتوزيع حقائب تحتوي على فوط صحية وشامبو وصابون وملابس داخلية وقد أتت تلك المبادرة بالتعاون مع مؤسسات شريكة واستفادت منها آلاف النساء.

 وتتابع اعتماد أن غلاء الأسعار وندرة الفوط النسائية دفع الكثير من السيدات إلى استخدام بدائل أخرى كالقماش ما تسبب بأمراض جلدية وتسلخات . وعن عدد النازحات في قطاع غزة، قالت وشح إنه من الصعب حصر العدد نظرا لحالة النزوح المتكرر من مكان إلى آخر وأن المركز وصل خلال الحرب إلى الآلاف من النساء الأكثر هشاشة من خلال دورات تنشيطية وصحية وقانونية.

 هذا وتعاني النساء والفتيات كغيرهن من سكان قطاع غزة من قلة في مياه الاستحمام وندرة في مواد التنظيف الشخصية وارتفاع أسعارها والذي دفع نجاح 40 عاما الى الاستحمام مرة واحدة كل أسبوع توفيرا للمياه ومواد التنظيف ،فيما يقف أبناؤها في الخارج خوفا من دخول أحد إلى خيمة الأم أثناء استحمامها.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الصين تفرض تدابير مؤقتة ضد البراندي الأوروبي ردًا على رسوم السيارات الكهربائية نائب الأمين العام لحزب الله: "طوفان الأقصى حدث استثنائي ولن نغادر مواقعنا وبنادقنا وستسقط إسرائيل" في خضم المجاعة.. قوات الدعم السريع تهاجم المطابخ الخيرية وتسرق طعام الجوعى الصحة غزة خصوبة نساء نزوح اعتداء إسرائيل اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب على غزة تدخل عامها الثاني.. تصعيد مستمر ودعوات في تل أبيب لاستهداف منشآت إيران النووية يعرض الآن Next "مكان خيالي" .. ترامب: غزة قد تصبح أفضل من موناكو يعرض الآن Next في خضم المجاعة.. قوات الدعم السريع تهاجم المطابخ الخيرية وتسرق طعام الجوعى يعرض الآن Next ضربات روسية على أوكرانيا تودي بحياة أربعة أشخاص وتوقع العشرات من الجرحى يعرض الآن Next مدير الاستخبارات الأمريكية: أسبوع واحد يكفي لإيران لإنتاج قنبلة نووية اعلانالاكثر قراءة كيف خدعت حماس إسرائيل قبل "طوفان الأقصى"؟ معلومات تعرض للمرة الأولى بعد الدمار الهائل.. فرق إنقاذ دولية تصل إلى البوسنة لإزالة الأنقاض والبحث عن مفقودين مباشر. صبيحة 7 أكتوبر.. القسام تقصف تل أبيب وخامنئي: عملية "طوفان الأقصى أعادت الكيان 70 سنة إلى الوراء" كم بلغ حجم الخسائر الإسرائيلية في الجبهات الداخلية والخارجية بعد سنة من الحرب؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصىغزةروسياإسرائيلالحرب في أوكرانيا حزب اللهحركة حماسلبنانبنيامين نتنياهوكامالا هاريسدونالد ترامب Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى غزة روسيا إسرائيل الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى غزة روسيا إسرائيل الحرب في أوكرانيا الصحة غزة خصوبة نساء نزوح اعتداء إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى غزة روسيا إسرائيل الحرب في أوكرانيا حزب الله حركة حماس لبنان بنيامين نتنياهو كامالا هاريس دونالد ترامب السياسة الأوروبية یعرض الآن Next دخول الحمام فی خیم

إقرأ أيضاً:

43 روضة في مخيمات النازحين بمحافظتي  مأرب والجوف تختتم عامها الدراسي وتكرم المبرزين

شمسان بوست / عبدالله العطار:

اختتمت 43 روضة أطفال في مخيمات النازحين بمحافظتي  مأرب و الجوف اليوم عامها الدراسي الحالي بتكريم التلاميذ المبرزين في الأنشطة الطلابية  خلال العام الدراسي 2024م – 2025م .

واستهدفت هذه الروضات التي تمولها مؤسسة إيديا التعليمية  للعام الرابع على التوالي ، 1561تلميذا وتلميذة خلال هذا العام ،وذلك بهدف المساهمة في تخفيف أعباء التعليم عن الكثير من الأسر النازحة في محافظتي مأرب والجوف وتوفير كامل الاحتياجات لهم، من مناهج ووسائل تعليمية وإيجاد بيئة تعليمية مناسبة لهم.

وخلال حفل التكريم أشاد وكيل محافظة الجوف المهندس عبدالله الحاشدي، بجهود مؤسسة إيديا في التخفيف من معاناة الأسر النازحة ومساعدتها في تحمل أعباء التعليم لأطفالهم من خلال روضات سبأ التي أقامتها في مخيمات النازحين التي تساعد في تنشئة الأطفال وتهيئتهم للإلتحاق بالمدارس.

فيما ثمن نائب مدير مكتب التربية بمحافظة مأرب عبدالعزيز الباكري ،الدور الكبير الذي تقوم به روضات سبأ في إعداد الطلاب وتهيئتهم علميا ونفسيا  قبل التحاقهم بالمدارس من خلال ترغيبهم وتحفيزهم للتعليم  بشتى الوسائل التعليمية.

وفي نهاية الحفل الذي تخلله استعراض لمواهب  الصغار في الإنشاد والإلقاء والمسرح كرم الحاشدي والباكري التلاميذ المبرزين والموهوبين   بالإضافة إلى تكريم 106معلمات من المتطوعات في روضات سبأ الثلاث والأربعين في محافظتي مأرب والجوف

مقالات مشابهة

  • أسئلة خشنة وإجابات مُرّة
  • بلدات حدودية جنوب لبنان.. دمار شامل وحياة مفقودة بعد انسحاب الاحتلال
  • حكومة غزة تنفي دخول بيوت متنقلة إلى القطاع لغرض الإيواء
  • قوّة كبيرة من الجيش داهمت خيم النازحين السوريين في الطيبة
  • طقس معتدل على قرى ومراكز محافظة الشرقية
  • 43 روضة في مخيمات النازحين بمحافظتي  مأرب والجوف تختتم عامها الدراسي وتكرم المبرزين
  • “الهجرة الدولية”: 6514 أسرة سودانية نزحت من القطينة بالنيل الأبيض في جنوب البلاد “بسبب انعدام الأمن”
  • محافظ إدلب يبحث مع المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين واقع النازحين في المخيمات
  • نازحو غزة يواجهون مأساة الشتاء في خيام متهالكة
  • النازحون في شمال غزة يكافحون البرد والأمطار وسط خيام متهالكة