8 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: الاكتظاظ في السجون الإصلاحية العراقية يُعتبر من أكبر التحديات التي تواجه المنظومة الأمنية في البلاد حيث تصل نسبة الاكتظاظ إلى 300% مما يعكس فشل السياسات الأمنية والعدلية في إدارة المسجونين.

ويتطلب هذا الوضع التدخل الفوري من الحكومة لضمان حقوق السجناء وتحسين الظروف في المؤسسات الإصلاحية.

ويعود ارتفاع عدد السجناء في العراق إلى عدة عوامل من أبرزها ارتفاع معدل الجرائم خاصة في مجالات المخدرات والجرائم الجنائية والتي تسهم بشكل كبير في زيادة عدد السجناء كما أن النظام القضائي يعاني من تأخير في المحاكمات مما يؤدي إلى احتجاز المتهمين لفترات طويلة دون محاكمة بالإضافة إلى وجود الفساد في الأجهزة الأمنية والقضائية والذي يسهم في عدم إنصاف السجناء والتمييز في المعاملات وأخيرًا فإن الوضع الاقتصادي والسياسي المتردي يساهم في تفشي الجريمة وزيادة الضغوط على الأفراد

في استجابة لهذا التحدي وضعت الحكومة العراقية خططًا لتخفيف نسبة الاكتظاظ من 300% إلى 200% خلال العام الحالي تتضمن افتتاح سجن تسفيرات النجف الذي تم إنشاؤه وفق معايير دولية ويهدف إلى تخفيف الضغط على السجون الأخرى حيث سيتسقبل نزلاء من أصحاب القضايا الجنائية وقضايا المخدرات بالإضافة إلى السجناء من المحافظات المجاورة مثل كربلاء.

كما تم استكمال بناء سجن العمارة المركزي الذي يُعتبر جزءًا من جهود الحكومة لتخفيف الاكتظاظ في السجون العراقية.

وتشمل الخطط أيضًا تأهيل وتوسعة سجون أخرى مثل سجن جمجمال وسجن البلديات للنساء وسجن الناصرية الذي شهد مؤخرًا إعادة تأهيل الأقسام الخفيفة فيه بالإضافة إلى تأهيل سجن بغداد المركزي الذي شهد أيضًا أعمال تأهيل لزيادة قدرته على استقبال المزيد من النزلاء

تظل مشكلة الاكتظاظ في السجون العراقية بحاجة إلى استجابة عاجلة وشاملة من قبل الحكومة إن تحسين الظروف داخل السجون وإعادة بناء النظام القضائي يمكن أن يسهم في تحقيق العدالة وتقليل الاكتظاظ بشكل فعال

ويقول الخبير الأمني رائد الحمداني انه : “يجب أن نأخذ في اعتبارنا أن الاكتظاظ في السجون لا يعكس فقط فشل السياسات الأمنية، بل هو نتيجة لعوامل اقتصادية واجتماعية، فيما يحتاج العراق إلى إصلاح شامل في النظام القضائي وتحسين الظروف المعيشية للسجناء.”

ويرى ضابط الشرطة المتقاعد عادل الجبوري ان: “افتتاح السجون الجديدة يعتبر خطوة إيجابية، ولكنها ليست كافية، و من الضروري العمل على تحسين نظم العدالة الجنائية وفتح قنوات للحوار مع المجتمع لإعادة تأهيل السجناء وإدماجهم في المجتمع بعد الإفراج عنهم.”

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الاکتظاظ فی السجون

إقرأ أيضاً:

غزة... انتشال ونقل 61 جثمانا من مجمع الشفاء لإعادة تأهيل خدماته الصحية

انتشلت طواقم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني خلال اليومين الماضيين، 61 جثمانا لفلسطينيين دُفنوا في ساحة مجمع الشفاء الطبي الحكومي بمدينة غزة ونقلتهم لإعادة دفنهم في مقابر رسمية، وذلك في إطار جهود تأهيل خدماتها الصحية.

وكانت وزارة الصحة بغزة قد قالت الثلاثاء الماضي في بيان إن إدارة المجمع تعمل على « إعادة تنظيم وتأهيل الخدمة الصحية » من خلال إقامة توسعات ميدانية بديلة عن المباني والأقسام التي دمرتها إسرائيل على مدار قرابة 16 شهرا من حرب إبادتها الجماعية على القطاع.

وأفادت بأنه سيتم « نقل الجثامين التي دفنت داخل أسوار المستشفى خلال الحرب بدءا من الخميس الماضي الموافق 13 مارس 2025 ».

وفي أول أيام بدء هذه الحملة، نقلت طواقم الدفاع المدني بغزة جثامين 48 فلسطينيا من داخل أسوار المجمع بينهم 10 مجهولي الهوية.

وقال مدير الدفاع المدني بغزة رائد الدهشان في بيان آنذاك، إن طواقمه بدأت « الخميس في عملية نقل الجثامين من ساحة مستشفى الشفاء لدفنها في المقابر الرسمية ».

وأوضح أن 38 من إجمالي هؤلاء الجثامين تم التعرف عليهم، بينما تم انتشال 10 جثامين لأشخاص مجهولي الهوية، حيث تم تسليمهم لدائرة الطب الشرعي في وزارة الصحة.

وأشار إلى وجود نحو 160 جثمانا لفلسطينيين تم دفنهم في ساحة مجمع الشفاء خلال الحرب، الأمر الذي يحتاج لعدة أيام من أجل انتشالهم.

وفي ثاني أيام الحملة، انتشلت طواقم الدفاع المدني السبت جثامين 13 فلسطينيا بينهم 3 لأشخاص مجهولي الهوية.

وقال الدفاع المدني في بيان، إنه تم تسليم الجثامين المعروفة لذويها من أجل دفنها في المقابر الرسمية بينما المجهولة سُلمت لدائرة الطب الشرعي بالوزارة.

وفي عام 2020 كان المستشفى يقدم خدمات علاجية لـ460 ألف مواطن، وخدمات صحية لنحو 250 ألف مواطن بقسم الطوارئ، فيما أجرى في العام ذاته 25 ألف عملية جراحية و69 جلسة لغسل الكلى، و13 ألف حالة ولادة.

وعلى مدار أشهر الإبادة، اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء عدة مرات ودمر وأحرق مبانيها.

الاقتحام الأول كان في 16 نونبر 2023، واستمر لمدة 10 أيام، واعتقل الجيش طواقم طبية ونازحين وقتل آخرين ودمر محتويات المستشفى وعددا من مبانيه.

أما الثاني بدأ في 18 مارس 2024 وانتهى في 1 أبريل الماضي، ودمر الجيش أقسامه وأحرقها وارتكب مجازر داخله وبمحيطه وأخرجها عن الخدمة بشكل تام.

وقال مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش في تصريح للأناضول في يناير الثاني 2025، إن نسبة الدمار التي طالت مباني وأجهزة مجمع الشفاء الطبي خلال أشهر الإبادة زادت عن 95 في المائة.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • اجتماع أمني لمناقشة تأمين مناطق الجبل الأخضر خلال شهر رمضان
  • البورصة العراقية تتداول أسهما بـ8 مليارات دينار خلال أسبوع
  • الخارجية العراقية: وصلتنا رسائل بنية الكيان الصهيوني شن سلسلة ضربات على بلدنا
  • الأسرى الفلسطينيين في سجن “النقب” يتعرضون لأسوء معاملة خلال رمضان
  • الأسرى الفلسطينيين في سجن “النقب” يتعرضون لأسوء معاملة خلال رمضان
  • النقل تعلن زيادة أعداد الطائرات العابرة للأجواء العراقية
  • العراق وتركيا يتفقان على زيادة الطاقة الكهربائية لـ 600 ميغاواط ‏
  • غزة... انتشال ونقل 61 جثمانا من مجمع الشفاء لإعادة تأهيل خدماته الصحية
  • غزة: انتشال ونقل 61 جثمانا من مجمع الشفاء لإعادة تأهيل خدماته الصحية
  • أمانة بغداد تباشر تأهيل الفضيلية بعد عقود من الإهمال