علي جمعة: الفتوى لها ثلاثة أركان وتسعى إلى "عمارة الكون"
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
قال الأستاذ الدكتور علي جمعة -عضو هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب-: هذه ندوة مباركة لأنها تتكلم عن تأثير الفتوى في بناء الإنسان، فالفتوى لها ثلاثة أركان تسعى إلى عمارة الكون بعبادة الله وبناء الإنسان. وقد جاءت هذه الندوة في وقتها، لتحقيق غايات طيبة في سبيل التزكية.
جاء ذلك خلال كلمته في ندوة "الفتوى وبناء الإنسان" والتي تعقدها دار الإفتاء المصرية، تحت رعاية معالي رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، دعمًا وتفعيلًا للمبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان".
وأضاف أن للفتوى ثلاثة أركان أساسية. أولها إدراك النص، وهو أمر بالغ الأهمية، إذ يختلف النص المقدس عن فهمه وتطبيقه في الواقع، وهذا ما يقوم الأزهر الشريف لأكثر من ألف عام. خلافًا للنابتة الذين يتصدرون للفتوى بعد التعلم لأيام معدودة.
وأكد أن فهم النص لا يقتصر على النصوص المقدسة فحسب، بل يشمل الاجتهاد أيضًا، إذ نتعلم من معلمينا أن العلم لا ينتهي، بل يستمر من المهد إلى اللحد.
وأضاف أن الركن الثاني هو إدراك الواقع. فللواقع علومه الخاصة، فهو يتألف من عالم الأشخاص والأحداث، وعلينا أن نفهم أن الواقع يتغير باستمرار، فالتغييرات لا تحدث سنويًا فقط بل يوميًا. ولذلك يجب أن نعلّم الناس كيفية فهم هذا الواقع المتغير.
أما الركن الثالث، فهو الجسر الذي يربط بين فهم النص وفهم الواقع. ويتمثل هذا الجسر في الإجماع عند المسلمين، وهو ما يوجهنا لإدراك مآلات الفتوى وتأثيرها. وهذه الثلاثة هي أركان الإنسان تسعي لعمارة الكون بعبادة الله وتسعى لتزكية الإنسان ببناء الانسان
واختتم بالتأكيد على ن الندوة جاءت في وقتها لغرض طيب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: علي جمعة الفتوى عمارة الكون عبادة الله بناء الإنسان
إقرأ أيضاً:
يقظة شعب !!
صديق السيد البشير*
siddigelbashir3@gmail.com
هامَ ذاك النّهرُ يستلهـمُ حُسنا
فإذا عبْرَ بلادي ما تـمنّى
طرِبَ النّيلُ لَدَيْها فتثنَّىَ
فأروي يا تاريخ للأجيالِ عنـّا
ثائرٌ إذ هبَّ من غفوتِهِ
ينشدُ العلياءَ في ثورتِهِ
كاندفاع السّيلِ في قوّتِهِ
هكذا كان يرسم بالكلمات لوحة فنية، جمعت عناصر العمل الإبداعي الثلاثة، وتشمل، الجمال والفكر والمعرفة، ليصافح العمل الأسماع والأبصار والعقول بمحبة فائقة العذوبة، عذوبة الشاعر مرسي صالح سراج، بن منطقة (الشلال) بشمال السودان، ليلتقي بالموسيقار محمد وردي بن منطقة (صواردة)، بشمال البلاد، ثم يضيف عليها وردي من روحة لحنا عذبا، لتخرج من صوته، قطعة غنائية، داعبت العقل والقلب والوجدان.
عجباً مَن لهُ جندٌ على النّصر يُعين
كُلُّنا نفساً ومالاً وبنين
نـحنُ في الشِّدَّةِ بأسٌ يتـجلَّىَ
وعلى الوُدِّ نـضُمُّ الشّملَ أهلا
ليسَ في شِرعتِنا عبدٌ وموْلَىَ
قسَماً سنرُدُّ اليومَ كيدَ الكائدين
وحدةً تَقْوَىَ على مَرِّ السّنين
جمع مرسي صالح سراج بين محبة الرياضة والصحافة والفنون والترجمة، ليمارس النقد الرياضي وتأليف باقة منتقاة من قصائد رسخت في الذاكرة الثقافية، إلى جانب أعمال الترجمة، كترجمته الإنجليزية لذات النص الخالد (يقظة شعب)، النص الذي أصبح فيما بعد، وثيقة تاريخية، تحدث عن حضارة سودانية، كتب لها الخلود مدى الأزمان.
قلْبُ إفريقيا بِوَعْيٍ نابِضِ
حَلَّ مِنّا بالـجّنوبِ النّاهِضِ
مِن عدو الغابِ بِلَيْثٍ رابِضِ
قِدَمَاً هي كانت جنّة المستعمرين
مالـَهُم منها تبارَوْا هاربين
أصبح لحن (يقظة شعب)، شعارا مميزا لبرنامج (دكان ود البصير)، الذي بث على موجات الإذاعة السودانية لسنوات خلت، من إعداد وتقديم الدكتور عبدالمطلب الفحل (رحمة الله عليه)، ليخلد في ذاكرة الإعلام السوداني، في بعديه المحلي والكوني.
وفق ما هو مبذول من معلومات عن النص (يقظة شعب)، فإن العمل قدم عام 1962م،
نشيد (يقظة شعب)، عمل كبير ضم أكثر من (35) عازف وما يقارب (80) من الصبيان و الصبايا (ككورال) تم إختيارهم من مدرسة (بري الدراسية) شرقي العاصمة السودانية الخرطوم، ليصبح خالدا في ذاكرة الأداب والفنون في السودان.
نـحنُ أبناء ملوك في الزّمان
توّجوا الفونج وزانوا كردفان
أفسحَ المجدُ ليهم خيْرَ مكان
نسباً نِعْمَ أجدادٍ بِهِم يزهو جبين
خُلُقٌ يسمو وعَزْمٌ لا يلين
شرقـُنا يوم اللقاء كيفَ سعَىَ
حينَ داعي البذلِ بالرُّوحِ دعا
كيفَ بالسَّيْفِ تحدَّىَ المِدْفَعَا
ودِمَاً بذَلوها ثرّةً لا تستكين
للخنا للقيْدِ للعَيْشِ الـمُهين
حِينَ خَطَّ الـمَجْدُ في الأرْضِ دُرُوبَا
عَزْمَ تِرْهاقا وإيـمان العروبة
عَرَبَاً نـحنُ حملْناها ونُوبة
وحين دنت لحظات التسجيل النهائي للعمل الخالد (يقظة شعب)، دعا المدير العام للإذاعة السودانية (هنا أمدرمان) آنذاك الأستاذ متولي عيد، وزير الإستعلامات والعمل السوداني_وقتها_ اللواء محمد طلعت فريد ووكيل الوزارة الأستاذ (محمد عامر فوراوي)، ووالمدير الأسبق للإذاعة السودانية لحضور التسجيل في الإستديو.
رحم الله الشاعر والملحن والمؤدي رحمة واسعة.
بِدِمانا مِن خلودِ الغابرين
هُوَ يحدونا إلى عِزٍّ مُبِين
هـَمُّنا في العَيْشِ إقْدامٌ وجُود
وعنِ الأوطانِ بالمَوْتِ نذود
لِنَرَىَ السُّودانَ خفّاق البنود
وغَدَاً سوفَ يَعْلو ذِكْرُنا في العالمين
فعُلُوَّاً كان شأنُ العامِلين
*صحافي سوداني