إمدادات طبيّة من اليونيسيف لنحو مليوني شخص في لبنان
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
اعلنت "اليونيسف" في بيان انها توفّر" 167 طنّا مترياً من الإمدادات الطبيّة لنحو مليوني شخص تضرروا من النزاع المتفاقم بسرعة في لبنان، خصوصا من النساء والأطفال".
اضاف البيان:" سلّمت اليونيسف 67 طناً مترياً من الإمدادات الطبيّة خلال الأيام الثلاثة الماضية عبر البرّ والجوّ. هذه الإمدادات، التي تم شراؤها من خلال الدعم المالي من الحكومة البريطانية، تُعزّز الموارد المتاحة الى فرق الرعاية الصحية، لضمان مواصلة تقديم الخدمات الطبية بشكل منتظم ومعالجة العدد المتزايد من الأشخاص الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية بسبب النزاع.
وأوضحت المنظمة ان "الإمدادات، التي بلغت 67 طنّا مترياً، تضمنت وصول طائرة مُرسلة من اليونيسف، تحمل 25 طناً مترياً من الأدوية والإمدادات الطبيّة، الى مطار بيروت الدولي يوم الأحد في 6 تشرين الأوّل ووصلت 10 أطنان مترية أخرى جواً، تبعها وصول 17 طناً مترياً براً من الأردن عن طريق سوريا. كانت اليونيسف من بين أوائل المنظمات التي سلّمت الإمدادات الى لبنان عن طريق البرّ منذ التصعيد الكبير 23 أيلول ومن المقرّر وصول المزيد من الشاحنات في الأيام القليلة المقبلة. يأتي ذلك، بعد توزيع 100 طنّ متري من الإمدادات الطبيّة، في الأسابيع الماضية، في مختلف أنحاء البلاد".
ولفتت الى ان "الإمدادات الطبيّة تشمل مجموعات صحيّة طارئة ضرورية للمستشفيات التي تعالج المرضى المصابين، ومجموعات التوليد والقبالة، لمساعدة المرافق الصحيّة على توفير الولادة الآمنة للنساء الحوامل، والأدوية والعلاجات الأساسية للحالات المعدية والحادة، ومجموعات الإسعافات الأولية لمساعدة فرق الإستجابة للطوارئ وسيارات الإسعاف التي تقدم الرعاية المنقذة للحياة".
قال ممثل "اليونيسف" في لبنان إدوارد بيجبيدر: "تكافح المستشفيات تحت ضغط إرتفاع عدد الحالات بشكلٍ مأسوي. هناك حاجة ماسة الى المزيد من الإمدادات الطبيّة لضمان حصول النساء والأطفال في لبنان على الرعاية المنقذة للحياة التي هم في أمسّ الحاجة إليها. اليونيسف تمكنت بدعم مالي من الحكومة البريطانية من تعزيز الجهود لإنقاذ الأرواح في لبنان".
تابع البيان:"يتمّ توزيع الإمدادات الطبيّة على المستشفيات الحكومية والمرافق الصحيّة والفرق الصحيّة المتنقلة في لبنان.بالإضافة إلى توفير الإمدادات الطبيّة، وزّعت اليونيسف أيضاً 135 طنّاً مترياً من الامدادات الطارئة داخل لبنان منذ 23 ايلول، بما في ذلك دعماً لنحو 60 ألف نازح في لبنان في أكثر من 240 مركز إيواء في أنحاء البلاد. وقد تلقت مراكز النزوح مواد إغاثة أساسيّة، تضم نحو 450 ألف لتر من المياه، و22 ألف بطانية، و6 آلاف من فِراش الأسِرّة وأكياس النوم، و26 ألف مجموعة من مستلزمات النظافة العائلية ومستلزمات الأطفال، و12 ألف مجموعة من مستلزمات النظافة الشخصية للنساء والفتيات اليافعات. إلى ذلك، تمّ تقديم الخدمات التي توفّر الرعاية الطبية والصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في مراكز الإيواء. ونظراً لحجم الاحتياجات في لبنان، تدعو اليونيسف المجتمع الدولي بشكل عاجل لحشد الدعم الإنساني وضمان بقاء طرق الإمداد إلى لبنان مفتوحة وضمان المرور الآمن، مما يسمح بتسليم المساعدات المنقذة للحياة بشكل سريع وآمن للأطفال المحتاجين".
ختم :"بهدف الاستمرار في الاستجابة لهذه الأزمة الهائلة وتوسيع نطاقها من أجل تلبية الاحتياجات المتزايدة، تناشد اليونيسف تأمين دعم مالي بقيمة 105 ملايين دولار أميركي لتوفير الإمدادات والخدمات في لبنان على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
اليونيسف: السودان يخاطر بفقدان جيل كامل من الأطفال، ويجب على العالم أن يتحرك الآن
الأمم المتحدة: حذرت مديرة برامج الطوارئ في منظمة اليونيسف لوشيا إلمي من أن السودان يخاطر بفقدان جيل كامل من الأطفال، مشيرة إلى أن أطفال السودان محاصرون في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ويعصف بهم الصراع والنزوح والجوع.
تحدثت لوشيا إلى الصحفيين في مقر الأمم المتحدة في جنيف اليوم الجمعة، مشيرة إلى أنها عادت من السودان خلال الأسبوع الماضي.
وقالت إن هناك حاجة إلى إجراءات عاجلة لحماية أطفال السودان. ودعت جميع الجهات الفاعلة، الحكومات والجهات المانحة وأطراف النزاع، إلى التحرك الآن لضمان الوصول الإنساني عبر خطوط الصراع والحدود، وحماية العاملين في المجال الإنساني والإمدادات، وزيادة التمويل لتلبية الاحتياجات المتصاعدة، وإنهاء العنف.
وأوضحت أن أكثر من 16 مليون طفل في السودان بحاجة ماسة إلى المساعدة، ونحو 17 مليون طفل خارج المدرسة منذ عامين. وتواجه الفتيات مخاطر جسيمة، بما فيها العنف الجنسي والاتجار والزواج القسري. وأكثر من 12 مليون شخص معرضون لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وأضافت لوشيا أن الأطفال يقتلون ويُشوهون ويُهجرون، مع الإبلاغ عن انتهاكات جسيمة يوميا. ويواجه الكثيرون منهم خطر التجنيد والاستخدام من قبل الجهات المسلحة وعمالة الأطفال والزواج المبكر. أما الخسائر النفسية فهي مدمرة، فقد ترك الصراع والفقدان والنزوح الأطفال يعانون من القلق والاكتئاب والصدمات.
ومضت قائلة: "الوصول إلى هؤلاء الأطفال أصبح صعبا بشكل متزايد. خلال زيارتي الأخيرة، سافرت إلى كسلا والقضارف وود مدني، حيث شهدت فحص الأطفال للكشف عن سوء التغذية، وأمهات يسعين إلى علاج عاجل لأطفالهن، وأسرا يائسة للحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي. الحاجة مذهلة، ومع ذلك، المساعدات غير متوفرة بالحجم والسرعة المطلوبين".
في الوقت نفسه، قالت المسؤولة في اليونيسف إنها رأت أمرا رائعا، حيث تجتمع مجتمعات النازحين والمجتمعات المضيفة للمساهمة بمهاراتها وقدراتها لتقديم الخدمات الإنسانية، وتابعت: "رأيت أطفالا حريصين على التعلم واللعب في مراكز تعليمية مؤقتة. بالنسبة للعديد من الأطفال، هذه هي فرصتهم الأولى للذهاب إلى المدرسة، لأنهم يأتون من مناطق لا توجد بها خدمات تعليمية سابقة. هذه المراكز ليست مجرد أماكن للتعلم؛ إنها توفر إحساسا بالحياة الطبيعية والأمل والحماية".
رحلة عودة محفوفة بالحذر
وقالت مديرة برامج الطوارئ في اليونيسف إنها رأت أيضا حافلات مُحملة بالممتلكات القليلة التي يمكن للأسر حملها، متجهة إلى المناطق التي هدأت فيها المعارك، في سنجة وسنار وود مدني.
وأشارت إلى أن أولياء الأمور يبدأون، بحذر، رحلة العودة، على أمل أن تظل الظروف مستقرة حتى يتمكنوا من إعادة بناء حياتهم. "لكنني التقيت أيضا بأسر ليس لديها منزل تعود إليه، ومجتمعاتهم تحطمت، وقد ظلوا عالقين في طي النسيان، مع أمل ضئيل في المستقبل".
سوء التغذية الحاد يهدد آلاف الأطفال
وقالت مسؤولة اليونيسف إن من المتوقع أن يعاني 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، بمن فيهم 770 ألفا يواجهون سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أشد أشكال الجوع فتكا، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للوفاة من المرض بمقدار 11 مرة.
لكن هذه الأزمة لا تتعلق بالغذاء فقط، وفقا للسيدة لوشيا إلمي، فبدون المياه الآمنة والصرف الصحي والرعاية الصحية، لن ينجو الأطفال. وقد انهارت الخدمات الأساسية في المناطق المتضررة من المجاعة.
العوائق تحول دون المساعدة
وقالت المسؤولة في اليونيسف إن العوائق البيروقراطية والإدارية في الحصول على التصاريح اللازمة لتسليم الإمدادات في المناطق المتأثرة بالصراع المسلح لا تزال تعيق تسليم المساعدات الإنسانية.
وأوضحت أن الوضع المزري بالفعل يتفاقم بسبب استمرار الصراع المسلح والعنف المدفوع قبليا والهجمات المباشرة على العاملين في المجال الإنساني وجماعات المساعدة المتبادلة. فقد أجبرت عمليات النهب والعنف على تعليق العمليات في مناطق متعددة.
ومضت قائلة: "في العام الماضي، تحولت أزمة الغذاء في السودان إلى مجاعة، وهو أمر حذرنا منه منذ فترة طويلة، والآن نحذر من أن الوضع يزداد سوءا. منذ نيسان/أبريل 2023، تضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد بمعدل ثلاث مرات. تحدث ظروف المجاعة في خمسة مواقع على الأقل، بما فيها مخيمات النزوح في شمال دارفور وجبال النوبة".
اليونيسف موجودة على الأرض برغم التحديات
على الرغم من التحديات الهائلة، قالت لوشيا إلمي إن اليونيسف موجودة على الأرض. وقد تمكنت خلال العام الماضي من:
تقديم الدعم النفسي الاجتماعي والتعليم وخدمات الحماية لـ 2.7 مليون طفل ومقدم رعاية.
توفير مياه الشرب الآمنة لـ 9.8 مليون شخص.
فحص 6.7 مليون طفل للكشف عن سوء التغذية وتقديم العلاج المنقذ للحياة لنحو 422 ألفا منهم.
وقالت المسؤولة في اليونيسف إن المنظمة ستواصل تقديم المساعدة العاجلة مع العمل أيضا على استعادة الخدمات الأساسية وبناء القدرة على الصمود في المناطق الأكثر تضررا.