عربي21:
2025-04-22@17:03:12 GMT

عام على طوفان الأقصى | كيف تغلب سكان غزة على المصاعب؟

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

عام على طوفان الأقصى | كيف تغلب سكان غزة على المصاعب؟

مر على سكان قطاع غزة سنة كاملة من الإبادة الجماعية الإسرائيلية والظروف الكارثية التي لم تقتصر على القتل والإصابات وسط تعطل شبه تام للمنظومة الصحية، إنما أيضا مع انقطاع سبل العيش الأساسية.

وتسببت الحرب حتى الآن بأكثر من 137 ألف شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، بينما يعيش نحو مليوني فلسطيني في ظروف إنسانية غير مسبوقة بدون مأوى حقيقي ولا ماء نظيف أو كهرباء أو اتصال بالإنترنت، إضافة إلى انعدام شبه تام للوقود والمواصلات والمواد التموينية ومختلف الحاجيات الأساسية.



وطوال سنوات من الحصار المستمر من عام 2007 على قطاع غزة، واجه الفلسطينيون مختلف هذه الأزمات بشكل منفرد وبشدة متفاوتة وأوجدوا لها العديد من البدائل، إلا أن الحرب الحالية جمعتها ضمن أزمة إنسانية واحدة كبرى.




"مرت سنة"

يقول أبو فادي (55 عاما) الذي أمضى الأشهر الأولى من الحرب كأسير لدى الاحتلال بعد احتجازه والتنكيل به برفقة المئات من العمال الفلسطينيين الذين كادوا داخل الأراضي المحتلة، إن "هذه الحرب وأيامها الأولى تبدو كأنها منذ ألف سنة مضت".

ويضيف أبو فادي لـ"عربي21" أن ما يعرفه عن الحياة الطبيعية يبدو بعيدا جدا في ذاكرته ويعود لما قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، نظرا إلى أن آخر زيارة لغزة كانت قبل ذلك بأسبوعين، وقال: "نسيت تفاصيل بيتي ورائحته والجيران وكل شيء له علاقة بالبيت".

ويكشف أنه "بعدما خرجت من الاعتقال وصلت إلى مدينة رفح والتقيت بعائلتي التي نزحت من غزة، وكانت تلجأ إلى إحدى المدارس، بدأت من الصفر، شعرت أني في عالم مواز، كل شيء غير موجود حتى ما يُلبس في القدم أعزكم الله".

ويوضح أنه "رغم الشعور بأن ما قبل الحرب من زمن بعيد جدا، إلا أن الأيام تمر بسرعة كبيرة غير معقولة، تبدأ من الصباح بتدبير ما يمكن إشعال النار به من حطب أو كراتين أو شيء قابل للاشتعال، ثم بإعداد العجين وعملية الخبز، وشراء حاجيات والمشي لمسافات طويلة".

ويبين أن "هذه العملية تأخذ فترة من الصباح حتى ما بعد الظهر، بعد ذلك نخرج لنسعى على أي عمل نوفر فيه قوت عملنا، سواء بيع بعض الحاجيات الزائدة عن الحاجة أو البحث عن مؤسسات توزع مساعدات إنسانية".




"بسطة طاقة"

يقول أحمد (32 عاما) والذي كان يعمل في مجال شبكات الإنترنت المحلية (شبكات خاصة يتم تمديدها عبر أعمدة الكهرباء بخلاف الشركات الرسمية) أنه بعدما نزح من مدينة غزة وخسر فرصة عمله فقد عمل على شراء لوح للطاقة الشمسية كمصدر دخل جديد له ولعائلته.

ويضيف أحمد لـ"عربي21" إن لوح الطاقة الذي كان سعره بسيط ما قبل الحرب أصبح سعره يتجاوز الثلاثة آلاف شيكل حاليا (800 دولار) بعدما عمل الاحتلال على تعمد استهداف هذه الألواح المثبتة على أسطح المنازل ومختلف المنشآت.

ويشرح أن عمله الحالي يتمثل في توفير إمكانية شحن الهواتف النقالة وأجهزة الكومبيوتر وبعض البطاريات والكشافات، وذلك مع وسط عيش سكان قطاع غزة لعام كامل بدون كهرباء، ومع شبه انعدام الوقود من أجل تشغيل مولدات الكهرباء الصغيرة.

ويوضح أحمد أن عمله يبدأ مع أولى لحظات ظهور ضوء الصباح وتوافد النازحين من أجل شحن هواتفهم والبطاريات التي يستخدمونها للإضاءة ليلا، قائلا: "نفس لوح الطاقة أخدمه كمظلة من الشمس الحارقة طوال فترة الظهر، حيث يضطر للبقاء بالقرب من الأجهزة التي يقوم بشحنها".

ويضيف أن أسعار الشحن تتفاوت بحسب نوع الجهاز المراد شحنه وسعة بطاريته، إلا أن كل الأسعار تتفاوت ما بين 2 إلى 6 شواكل ( نصف دولار إلى دولار ونصف)، قائلا إن ما يجنيه من دخل يومي بالكاد يكفي لسد احتياجات عائلته الأساسية من طعام وشراب.




"مواصلة العمل"

تكشف دانة (36 عاما) أنها واصلت عملها كمصممة غرافيك خلال الحرب المستمرة منذ سنة كاملة من التحديات المتخلفة التي تواجه أي عمل له علاقة بالتقنية والتكنولوجيا، مؤكدة أن مواصلة العمل ضرورة ليست لأي شيء آخر له علاقة بالتحقق، إنما لتوفير دخل أساسي لأسرتها في ظل الحرب.

وتقول دانة لـ"عربي21" إنها تعمل على مغادرة خيمتها في وقت مبكر في الصباح من أجل التوجه إلى "مساحة عمل"، وهي مكان متواضع يتوفر فيه اتصال إنترنت إمكانية شحن جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها.

وتضيف: "أنا أعمل مع زبائن وعملاء من مختلف أنحاء الوطن العربي، سواء في مجالات التعليم أو التسويق أو حتى التغذية والعناية بالبشرة.. أشعر لساعات قليلة في اليوم بالانفصام والانفصال عن الواقع وكيف أن العالم يمضي بحياته ونحن نموت كل يوم".

وتشير إلى أنها مضطرة لمواصلة العمل مع هذه الجهات حتى لو كانت منفصلة عن فلسطين أو التضامن معها، وذلك فقط من أجل ضمان الحصول على دخل شهري يعينها على الصمود في قطاع غزة، وسط الغلاء الكبير في أسعار المنتجات السلع الأساسية بفعل الحصار الإسرائيلي.




"طفلة بوظيفة جديدة"

تكشف زينة (10 أعوام) أن وظيفتها الأساسية يوميا هي ترقب وصول المياة إلى المنطقة التي تنزح عائلتها فيها، سواء المياه الصالحة للشرب أو حتى المياه العادية غير المنقاة المستخدمة في الغسيل ودورات المياه.

تقول زينة لـ"عربي21" إن هناك "كارات (عربات يجرها حمار أو حصان) تبيع المياه الصالحة للشرب تبدأ تتجول من حين إلى آخر في الشوارع، وأن وظيفتها هي رصدها والركض نحولها من أجل تعبئة غالون ثمنه شيكلان أو 3 شيكلات (نصف دولار).

وتضيف أن وجود هذه العربات يوفر جهد المشي لمسافة طويلة من أجل تعبئة المياه من بعض الأماكن المخصصة لذلك، وطبعا توفير جهد حمل هذه المياه في طريق العودة مرة أخرى إلى مكان نزوح عائلتها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية غزة الاحتلال غزة الاحتلال مصاعب عام على الطوفان المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

طوفان الاحتجاجات بإسرائيل بين بوادر العصيان ومطالب وقف الحرب بغزة

على مدار الأيام الماضية، انفجر في إسرائيل تسونامي من عرائض الاحتجاج -وفقا لوصف الإعلام الإسرائيلي- وقّع عليها عشرات آلاف القادة العسكريين والضباط والجنود، العاملين، وهم أهم مفاصل جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية المختلفة، وتطالب جميعًا بإطلاق سراح الأسرى ووقف الحرب.

وتهدف عرائض الاحتجاج ضد الحرب -بحسب جاي فورن أحد الطيارين الموقعين عليها- "إلى صدم النظام السياسي بعنوان "طيارو سلاح الجو" الذين لهم تقدير مبالغ فيه في الرأي العام الإسرائيلي.

ووقع عريضة الطيارين 4 جنرالات و29 عميدا، ومئات العقداء وقادة القواعد، وعشرات قادة الأسراب، و4 من الطيارين الذين دمروا المفاعل النووي العراقي، وقد جوبهت بهجوم شديد من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته.

هيئة البث الإسرائيلية: طيارون في سلاح الجو بعثوا رسالة تعارض استئناف الحرب بدعوى أن محفزها سياسي pic.twitter.com/kdwpRCtZ8F

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) April 8, 2025

طوفان احتجاجي

وتوسعت عرائض الاحتجاج التي رفعت شعار "أطلقوا سراح الأسرى، حتى لو كان الثمن إنهاء الحرب"، وشملت قدامى المحاربين في وحدات 8200 الاستخبارية، والبحرية، وسلاح الدروع، وتلبيوت النخبوية، والفيلق الطبي، والمشاة والمظليين، والمدفعية، وشايطيت 13 البحرية، ووحدة المهام الخاصة والسايبر الهجومي، والمراقبات ومراقبي العمليات، وخريجي كلية الأمن القومي. وحتى وحدة المتحدث باسم جيش الاحتلال.

إعلان

كما وزعت عرائض من قدامى ضباط الموساد والشاباك والسفراء السابقين، إضافة إلى قدامى المحاربين في وحدات "شالداغ" و"موران"، و"669″، وهيئة الأركان العامة و"المشاة العامة" ولوائي غولاني وإيغوز.

وممن وقع على العرائض المختلفة قادة سابقون، منهم 4 من قادة البحرية السابقين، و6 من قادة الشرطة السابقين و3 من قادة الموساد السابقين، إضافة إلى رؤساء أركان سابقين ووزير دفاع سابق، ويُعتبر تأييد هؤلاء دفعة معنوية كبيرة للمبادرة.

كما شملت موجة التوقيعات شخصيات عامة بارزة في مجالات مختلفة، ووقع عليها عشرات من السفراء وكبار موظفي وزارة الخارجية السابقين، كما برز ذوو أسرى ضمن الموقعين؛ إذ نشر نحو 200 إسرائيلي (منهم أهالي أسرى) رسالة مفتوحة تؤيد جنود الاحتياط والمدنيين الداعين إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وعكست العرائض الاحتجاجية حالة حراك مدني واسعة النطاق في إسرائيل ضد استمرار الحرب، فالأكاديميون، والمثقفون والأدباء، وأولياء أمور الجنود، والمعلمون، والسفراء السابقون، وضعوا نتنياهو وائتلافه، بين فكي كماشة العصيان المدني، والتمرد في صفوف الجيش.

ووصفت صحيفة يديعوت أحرنوت عريضة الطيارين بأنها أصبحت بمثابة حافز لمناقشة عامة واسعة النطاق في إسرائيل لقضية الأسرى وإنهاء الحرب، وإلى أي مدى ينبغي أن يكون القتال من أجل الأهداف العسكرية مستمرًا، مقارنة بالالتزام الأخلاقي بإنقاذ الأسرى بأي ثمن.

ولقد أوضح العدد الهائل من الموقعين على العرائض أن الدعوة إلى ذلك كانت بمثابة دعوة إلى الاحتجاج السلمي.

واستمرارا للعرائض الاحتجاجية اجتمع رؤساء سابقون للمؤسسة الأمنية، منهم رؤساء الأركان، ومفوضون، ورؤساء الشاباك، والموساد، والاستخبارات العسكرية، مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ  الخميس بعد أن حذروا في بيان منشور من أن "سلوك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يشكل خطرا على الدولة، وهو يقود إلى كارثة أخرى".

إعلان

وجاء في بيانهم أن استئناف القتال في قطاع غزة لأسبابٍ غير جوهرية ودون هدف سياسي قابلٍ للتحقيق لن يُفضي إلى إطلاق سراح الرهائن، ولن يُؤدي إلى هزيمة حماس، وسيمحو إنجازات الجيش والأجهزة الأمنية في الحرب، إن وقف القتال سيُتيح التطبيع مع السعودية واستعداد أفضل لمواجهة التحدي الإيراني".

وتدعم عرائض الاحتجاج -وفق المنظمين- مئات آلاف المتظاهرين الذين يطالبون في كل أسبوع منذ استئناف القتال في قطاع غزة "بتنفيذ اتفاق إطلاق سراح الرهائن على الفور، قبل أن تستمر الحرب على حماس".

وبحسب صحيفة هآرتس "تشير كافة استطلاعات الرأي إلى أن هذه هي رغبة نحو 75% من الجمهور بوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى إلا أن نتنياهو يختار تجاهل تلك الإرادة".

احتجاجات على حكومة نتنياهو مطالبة بالإفراج عن جميع الرهائن (رويترز) استفزاز قائد الجيش

وتمثل الأعداد التي انضمت إلى عرائض الاحتجاج عصب وحدات الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية، مما دفع رئيس الأركان إيال زامير إلى الإعلان عن طرد الموقعين على العرائض الاحتجاجية من خدمة الاحتياط وتهديدهم بأنه لا مكان للنقاش السياسي في صفوف الجيش.

وقال اللواء (احتياط) نمرود شيفر وهو أحد قادة سلاح الجو السابقين، وأحد المبادرين للعريضة الاحتجاجية "أستغرب قرار قائد الجيش الإسرائيلي مخاطبة الموقعين على الرسالة بهذه الطريقة وتهديدهم. هؤلاء أناس أمضوا عشرات ومئات الأيام في خدمة الاحتياط خلال العام والنصف الماضيين، فالرسالة دعوة للحكومة الإسرائيلية لإعادة المختطفين إلى ديارهم، هذه مسؤوليتكم النهائية، فافعلوا ذلك".

وبسبب اتساع رقعة العرائض الاحتجاجية، أجبر رئيس الأركان على تغيير لهجته الموجهة للموقعين -بحسب يديعوت أحرنوت- فبعد قراره الطرد الفوري وتهديدهم صرح زامير، أن الجيش سيواصل العمل بمسؤولية ولن يسمح للخلافات بالتسلل إلى صفوفه.

إعلان

وقال إن "لجنود الاحتياط الحق في التعبير عن آرائهم خارج الخدمة، كمواطنين، في أي قضية، وبطريقة ديمقراطية. هناك ما يكفي من السبل والأماكن للاحتجاج المدني، إن محاولة جرّ الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك التحدث كمجموعة باسم وحدة عسكرية، أمر مرفوض ولن نسمح به".

ووصف المختص في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور العرائض الاحتجاجية بأنها غير مسبوقة ليس فقط بسبب توقيتها، ولكن لطبيعة الأشخاص الموقعين عليها، والذين يمثلون أكثر الوحدات العسكرية والأمنية حساسية.

وأوضح أنه بالرغم من أن كثيرا من المحتجين ليسوا في الخدمة الفعلية، "إلا أن لهم تأثيرا كبيرا جدا على الجيش والأجهزة الأمنية ولهم وزنهم في الشارع الإسرائيلي"، فوفقا ليديعوت أحرنوت فإن نحو 20% من الموقعين على العرائض هم من أفراد الخدمة الاحتياطية النشطة.

وأضاف أن أهم ما يميز عرائض الاحتجاج الحالية، هو كسر الإجماع على استمرار الحرب على غزة، وأن إنهاء قضية الأسرى لن يحل بالضغط العسكري.

مقالات مشابهة

  • مسيرات راجلة لخريجي دورات ” طوفان الأقصى ” في عدد من مديريات عمران
  • الأونروا: إسرائيل تستخدام المساعدات كسلاح حرب ضد سكان غزة
  • طوفان الأقصى كسر وهم القوة وسردية الاحتلال.. قراءة في كتاب
  • تعز تواكب “طوفان الأقصى”: تعبئة عامة ودورات صيفية وزخم تنموي يعزز الصمود المجتمعي
  • مناقشة جهود التحشيد وتنفيذ الدورات الصيفية ودعم القطاع الزراعي في تعز
  • طوفان الأقصى.. بيرل هاربر الفلسطينية التي فجّرت شرق المتوسط
  • طوفان الاحتجاجات بإسرائيل بين بوادر العصيان ومطالب وقف الحرب بغزة
  • لقاء بمديرية الحوك بشأن تفعيل دورات “طوفان الأقصى
  • اجتماع في الحديدة يناقش آليات تفعيل دورات “طوفان الأقصى”
  • الدبلوماسية تغلب طبول الحرب .. جولة نووية جديدة بين إيران وأمريكا