الرياض

أعلنت نيوم عن توقيع اتفاقية شراكة مع شركة “أساس المهيلب”، تهدف إلى إنشاء مجمّع مصانع لخلط وإنتاج الخرسانة الخضراء الجاهزة بتكلفة تصل إلى 700 مليون ريال سعودي. وسيضم المجمّع عدداً من المصانع المتخصصة والمصممة لدعم عمليات البناء في “ذا لاين”، المدينة الإدراكية التي يجري تطويرها حالياً في نيوم.

وتعمل “أساس المهيلب”، الشركة السعودية الرائدة في مجال البناء والهندسة، حالياً على بناء المجمّع في نيوم.

ومن خلال هذه الاتفاقية أيضاً، ستتولى الشركة تشغيل المصانع بعد إنجازها بالكامل، والتي ستبلغ طاقتها الإنتاجية أكثر من 20,000 متر مكعب من الخرسانة الخضراء الجاهزة يومياً.

وقال الرئيس التنفيذي لنيوم، المهندس نظمي النصر: “يمثل إنشاء مجمّع مصانع الخرسانة إنجازاً يضاف إلى سلسلة إنجازات أخرى تبرز التقدم المستمر في مشاريع نيوم، كما يؤكد على مكانة وريادة قطاع البناء في المملكة، والدور المحوري الذي تلعبه الشراكات المحلية في تنفيذ هذا المشروع الاستثنائي المستدام بكفاءة عالية”. وأضاف: “نحن فخورون بشراكتنا مع المقاولين المحليين ونقدر مساهمتهم في تقدم الأعمال في كل مشاريع نيوم، وبما يحقق أهداف نيوم في أن تكون مركزاً لجذب القادة وروّاد الأعمال المحليين تماشياً مع رؤية السعودية 2030”.

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة “أساس المهيلب” سليمان المهيلب: “تؤكد هذه الشراكة على التزامنا الراسخ بدفع عجلة النمو الاقتصادي في المملكة من خلال توظيف أحدث التقنيات وحلول البناء المبتكرة”. وأضاف: “نحن ملتزمون بتبني أفضل الممارسات المستدامة التي تتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030، التي تركز على تمكين قطاع التصنيع وتعزيز دوره في تحقيق الأهداف التنموية الأوسع في المملكة”.

وسيعتمد مجمع مصانع الخرسانة المتطور أفضل حلول الاستدامة، بما في ذلك استخدام تقنية احتجاز الكربون واستخدامه (CCU)، وحلول توفير الطاقة، في حين سيتم استخدام معظم الكميات المنتجة في عمليات بناء “ذا

لاين”، إذ تُعد الخرسانة مادة أساسية لإنشاء البنية التحتية والمرافق الأساسية في المشروع. ومن المقرر أن يباشر المجمّع الجديد عملياته خلال الشهر المقبل، مدعوماً بأسطول من المعدّات والمركبات. ومن المتوقع أن يعمل بكامل طاقته الإنتاجية في عام 2025، وأن يوفر أكثر من 500 وظيفة محلية جديدة.

ويأتي افتتاح المجمّع، في الوقت الذي تتقدم فيه أعمال البناء في “ذا لاين” بوتيرة متسارعة ، حيث تم صب القواعد الأساسية للبناء، وقد تم إنجاز صب نحو 1000 قاعدة من أصل أكثر من 30,000 قاعدة أساسات في المشروع حتى الآن.

 

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: الخرسانة الخضراء مجمع مصانع نيوم المجم ع ع مصانع

إقرأ أيضاً:

النقد البناء.. سُنة الحياة ومفتاح التقدم المستدام

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي


النقد البنَّاء يعد ظاهرة صحية ضرورية في أي مجتمع أو بيئة عمل؛ حيث يساعد في تحسين الأداء وتطوير الأفكار، إنه ليس مجرد توجيه للانتقادات كما يعتقد البعض؛ بل هو أداة مهمة لتحفيز التغيير والنمو الشخصي والجماعي، وبدلًا من الخوف أو الخجل منه، يجب أن نراه فرصة للتعلم والتحسين.

والنقد البنَّاء يعزز من الشفافية ويدفعنا لتصحيح الأخطاء، او يعالج أي انحراف عن الخطط او الاهداف الموضوعة، وهو يعد كذلك فرصة لتطوير العمل أي كان نوعه، كما أنه يجب علينا أن نستقبل النقد بشكل إيجابي يعكس نضجًا فكريًا ورغبة في التطور المستمر، فالنقد هو جزء لا يتجزأ من التقدم والابتكار في كافة المجال وليس مجرد وسيلة لتقييم الأفعال أو القرارات فحسب، فكل يوم نشهد تقدما من خلال ابتكارات واختراعات جديدة، وتحسينات على المنتجات، أو على أداء الخدمات أو كذلك ما نشهده من تعديلات في السياسات العامة، هذا التقدم ليس صدفة؛ بل هو نتيجة لعملية نقدية مستمرة تتسم بالبنَّاء والتوجيه نحو الأفضل.

النقد البنَّاء هو المحرك الأساسي لكل عملية تطور وبنَّاء لمستقبل مستدام في كافة المجالات، فالنقد هو عكس عملية الجمود والرضا بالقناعة بعد الوصول الى نتيجة ما والوقوف على هذه النتيجة، فكل اكتشاف علمي أو ابتكار تقني على سبيل المثال لم يكن ليحدث لو لم يكن هناك نقد مستمر وبنَّاء للأفكار السابقة، وتقييم دقيق للمعلومات والنتائج، بالتالي النقد لا يعنى بالشخوص أو بالمؤسسات أيًا كانت، ولكنه سنه كونية في هذه الحياة للسعي بلا كلل ولا ملل نحو الافضل.

ففي العلوم والتكنولوجيا؛ يعتبر النقد البنَّاء ركيزة أساسية في تطور النظرية والتطبيق، وفي السياسة والإدارة العامة يُسهم النقد البنَّاء بشكل كبير في تحسين فعالية الأنظمة والسياسات، من خلاله، يتم تقييم القرارات الحكومية بعيدًا عن التهويل أو التراخي، ويُركز على الحلول العملية التي تساعد في تصحيح المسارات وتحقيق أفضل النتائج للمجتمع وتحقيق رفاهية المواطنين، ومن خلال طرح النقد البنَّاء، يمكن للمواطنين أنفسهم أن يساهموا في دفع عجلة التغيير الإيجابي وتحقيق الشفافية.

وفي الاقتصاد والمجتمع يُعد النقد البنَّاء أداة أساسية لتحليل الأنظمة الاقتصادية وتحديد أوجه القصور والفرص، من خلاله، يمكن تطوير استراتيجيات اقتصادية تهدف إلى تحسين حياة المواطنين وضمان استدامة التنمية، كما أن النقد البنَّاء يساعد في تصحيح السياسات الاقتصادية التي قد تؤدي إلى تراكم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية.

ويُعد النقد البنَّاء ضروريًا لضمان لاستمرار التقدم وتحقيق التغيير في مختلف المجالات، فلولا النقد البنَّاء لما حقق الإنسان هذا التقدم؛ فالنقد البنَّاء لا يقتصر على اكتشاف الأخطاء؛ بل يسهم في تحسين الأداء من خلال اقتراح حلول عملية تُساهم في رفع الجودة وتحقيق التميز، والنقد البنَّاء هو الذي يعزز من قدرة القادة على اتخاذ قرارات أكثر فاعلية، ففي المؤسسات الحكومات أو المؤسسات العامة والخاصة يساعد النقد البنَّاء في إعادة تقييم السياسات واتخاذ خطوات تصحيحية قائمة على ملاحظات حقيقية، مما يؤدي إلى تحسين سير العمل أو الأداء الحكومي او في المؤسسات العامة أو الخاصة.

وعندما يُمارس النقد البنَّاء بشكل منتظم، يساهم في الوقاية من الفساد والهدر، ذلك أن النقد البنَّاء يركز على تجنب الأخطاء في القوانين والأنظمة الهشة أو غير الفعالة، مما يساعد في تحسين الأداء المؤسسي والحوكمة.

 لكن حتى يكون النقد البنَّاء أداة فعّالة، يجب أن يُمارس وفق شروط علمية و كذلك أخلاقية واضحة، من خلال التحليل العميق للبيانات والمعلومات المتاحة واستخدام الأدوات الصحيحة للنقد، بدلًا من مجرد إبداء الآراء السطحية، يجب أن يكون النقد البنَّاء موضوعيٌ، ويتجنب الانفعالات الشخصية أو الهجوم على الأفراد أو شخوص؛ بل يركز على القضايا والقرارات والمواضيع وكذلك يجب أن يراعي النظام العام واحترام القوانين والأنظمة واحترام خصوصية المجتمع.
والنقد البنَّاء لا يقتصر على إلقاء اللوم أو التعليق السلبي؛ بل يجب أن يتضمن حلولًا عملية وقابلة للتنفيذ، من خلال تقديم اقتراحات واضحة لتحسين الأداء أو تصحيح المسار، حتى يصبح النقد أداة قوية للتحفيز على التغيير الإيجابي.

وفي الختام، النقد البنَّاء للأداء هو سنة كونية في هذه الحياة، فهو المحرك الأساسي للابتكار النمو المستدام من خلاله نتعلم من الأخطاء، نطور حلولًا أفضل، ونبني أُسسًا جديدة نحو مستقبل أكثر تقدمًا، وأن ممارسة النقد البنَّاء هي عملية مستمرة لا يمكن الاستغناء عنها إذا أردنا تحقيق التقدم في أي مجال من مجالات الحياة، وعندما يُمارس النقد بعناية، فإنه لا يقتصر على تسليط الضوء على بعض العيوب أو الملاحظات والاخطاء فقط؛ بل يتحول إلى أداة تحفز التغيير الايجابي الفعّال وتدفع بمؤسسات المجتمع نحو الأمام.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في تركيا أكثر من 5%
  • النقد البناء.. سُنة الحياة ومفتاح التقدم المستدام
  • فنون تطبيقية حلوان تعلن عن دبلومة الملابس الجاهزة
  • "للكشف تقنية البناء"… مشروع "فك وترميم وإعادة تركيب" صرح معبد الرامسيوم
  • 4 جهات تتعاون لتطوير الخرسانة المعززة بالغرافين
  • نيوم يعير لاعبه إلى دانكيرك الفرنسي
  • 9 مليارات درهم أرباح «المشرق» خلال 2024 بنمو 4%
  • أسعار الذهب تستقر بعد تراجع على خلفية تصريحات الفيدرالي
  • أسعار الذهب تستقر عالميا بعد تراجع على خلفية تصريحات الفيدرالي
  • الفيدرالي الأمريكي يثبت أسعار الفائدة خلال أول اجتماع في عهد ترامب