أفردت وسائل إعلام إسرائيلية مساحات واسعة لتحليل فاعلية الجيش الإسرائيلي على امتداد الشريط الحدودي مع قطاع غزة، وذلك تزامنا مع الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كما سلطت الضوء على فشل فرقة غزة في صد هجوم المقاومة الفلسطينية خلال الهجوم.

وفي تقرير للقناة الـ12 الإسرائيلية، أوضحت أن الجيش أرسل قوات كبيرة إلى الجنوب للتعامل مع من وصفتهم بـ"آلاف المخربين" الذين عبروا من غزة، إلا إن توزيع هذه القوات تم بشكل عشوائي وفوضوي.

وأشارت القناة إلى أن الضباط في غرفة القيادة لم يتمكنوا من تكوين صورة واضحة للوضع الميداني لساعات طويلة بسبب محاصرة قائد فرقة غزة في مقره، بينما كانت معظم قواته مشغولة بالدفاع عن مواقعها.

وأضاف التقرير أن التهديدات التي واجهتها بعض المواقع العسكرية كانت أكبر بكثير من قدرة القوات الموجودة هناك على التصدي لها، مما جعل البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع تقع تحت سيطرة المقاومة الفلسطينية لفترة.

وأفادت القناة في تقريرها بأن الهجوم أدى في النهاية إلى مقتل قائد اللواء الجنوبي أساف حمامي، وانهيار فرقة غزة بشكل كامل.

من جهته، وصف يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي، انهيار فرقة غزة بأنه انهيار شامل بدأ "من الأسفل إلى الأعلى"، موضحًا أن هذا الانهيار طال مستوى الكتائب والألوية وصولًا إلى قيادة المنطقة الجنوبية.

وأكد أن الفشل في التصدي للهجوم لم يكن مجرد إخفاق على مستوى الجنود، بل هو انهيار في البنية القيادية التي عجزت عن تقديم الدعم والتوجيه للقوات الميدانية.

فوضى رافقت الهجوم

وتعليقًا على الفوضى التي رافقت الهجوم، قال المقدم احتياط كوبي الباسي من شعبة العمليات، إن الجنود والقادة لجؤوا إلى استخدام تطبيقات واتساب لمعرفة ما يحدث على الأرض.

وأشار الباسي إلى أن القادة بدؤوا يدركون تدريجيًا حجم الاختراقات وعدد البلدات التي سقطت تحت سيطرة المقاومة الفلسطينية، إلا إن الوقت كان قد فات لاتخاذ إجراءات فعالة.

وأكد أن الفوضى وغياب التنسيق جعل من الصعب استعادة السيطرة على الوضع في الساعات الأولى من الهجوم.

في سياق آخر، تحدث اللواء احتياط غاي تسور، القائد السابق لسلاح البر في الجيش الإسرائيلي، عن الخلل في توزيع القوات على المواقع الميدانية.

وأوضح أن هناك مواقع تم إرسال أعداد كبيرة من الجنود إليها، رغم أن التهديد فيها كان صغيرًا نسبيًا، في حين كانت مواقع أخرى تواجه تهديدات كبيرة ولكنها لم تحصل على أي دعم بسبب ضعف التواصل وصعوبة تقييم الوضع الميداني بشكل دقيق.

وأرجع تسور ما حدث إلى عدم الجاهزية والتنسيق الفعال بين الوحدات المختلفة في الجيش الإسرائيلي، مما سمح للمقاومة الفلسطينية باستغلال هذه الفجوات والتمكن من تحقيق اختراقات كبيرة على الأرض.

أما تامير هايمان، رئيس معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، فقد حذر من أن الهجوم الأخير يكشف عن هشاشة أسس الأمن القومي الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الثقة في هذه الأسس تزعزعت بشكل كبير.

وتساءل هايمان عن قدرة إسرائيل على مواجهة تهديدات مستقبلية من أطراف مثل حزب الله وإيران، مشيرًا إلى أن التهديد الذي تعرضت له إسرائيل من قبل حركة حماس قد يتكرر على نطاق أوسع مع جهات أخرى.

وأوضح هايمان أن التهديدات التي تواجهها إسرائيل ليست عسكرية فقط، بل تمتد إلى الجوانب الدبلوماسية والسياسية، مشيرًا إلى أن الثقة في الاتفاقيات مع الدول المجاورة مثل الأردن ومصر قد تتراجع مع استمرار العداء الشعبي لإسرائيل في تلك البلدان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی فرقة غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بيان من الجيش الإسرائيلي بشأن الرد على إيران

قال الأميرال دانيال هاغاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، إن إسرائيل سترد على الهجوم الصاورخي الإيراني الذي شنته طهران الأسبوع الماضي عندما يحين الوقت المناسب، في وقت أشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن الرد سيكون "قويا".

وذكر هاغاري في بيان بثه التلفزيون "سنحدد الطريقة والمكان والتوقيت للرد على هذا الهجوم المشين وفقا لتعليمات القيادة السياسية".

وأضاف أن الهجوم الإيراني أصاب قاعدتين جويتين لكنهما ما زالتا تعملان بكامل طاقتهما ولم تتضرر أي طائرة.

رد قوي

والسبت، نقلت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" عن مصادر عسكرية القول إن الرد الاسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني سيكون "قويا".

وأضافت الهيئة أن "مداولات حثيثة جرت اليوم في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب مع ممثلين عن دول صديقة لتنسيق العملية ضد إيران"، مع ترقب وصول قائد القيادة الأميركية المركزية الجنرال مايكل كوريلا إلى إسرائيل، بحسب الهيئة.

وقالت المصادر العسكرية إن "الاستعدادات للرد في أوجها خلال الأيام الأخيرة".

وكانت صحيفة "هآرتس" ذكرت في وقت سابق أن الجيش الإسرائيلي قال إنه "يستعد لهجوم كبير على إيران"، وذلك ردا على الهجمات الصاروخية التي شنتها الأخيرة قبل أيام.

وفي نفس السياق، صرّح مسؤول عسكري إسرائيلي، لوكالة فرانس برس، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن "الجيش الإسرائيلي يعدّ ردا على الهجوم الإيراني غير المشروع وغير المسبوق ضد المدنيين وضد إسرائيل".

وكان الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، مساء الثلاثاء، "الأكبر على الإطلاق في تاريخ إسرائيل"، وفقا لما نقلت شبكة "إيه بي سي" الأميركية عن متحدث باسم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون.

تهديد إيراني استباقي

في المقابل، نقلت شبكة أخبار الطلبة الإيرانية، الجمعة، عن علي فدوي نائب قائد الحرس الثوري القول إن إيران ستستهدف منشآت الطاقة والغاز الإسرائيلية إذا شنت إسرائيل هجوما على الجمهورية الإسلامية.

وقال فدوي إن ارتكبت إسرائيل "مثل هذا الخطأ" فإننا سنستهدف "كل مصادر الطاقة والمنشآت وكل المصافي وحقول الغاز".

وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة لن تدعم استهداف إسرائيل للمنشآت النووية في إيران.

وأوضح "مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية" في تصريحات خاصة لشبكة "سي إن إن"، أن إسرائيل "لم تقدم ضمانات للبيت الأبيض بشأن عدم استهداف المنشآت النووية الإيرانية".

وأعلنت إسرائيل أن إيران أطلقت عليها نحو 200 صاروخ باليستي، الثلاثاء، جرى اعترض الجزء الأكبر منها بواسطة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية. وساهمت كذلك قوات أميركية في المنطقة، باعتراض الصواريخ، بالإضافة إلى الأردن.

وفي أبريل، نفّذت إيران هجوما صاروخيا مماثلا على إسرائيل، "ردّا" على قصف قنصليتها في دمشق، الذي اتهمت به إسرائيل، دون أن تعلق عليه الأخيرة.

واستخدمت إيران في ذاك الهجوم، مسيّرات وصواريخ جرى اعتراضها على نطاق واسع. وكانت تلك المرة الأولى على الإطلاق التي تقصف فيها إيران الأراضي الإسرائيلية مباشرة.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي: 15 ألف جندي منتشر في جنوب لبنان
  • إعلام إسرائيلي: توقف هبوط الطائرات في مطار بن جوريون بشكل مؤقت بعد الرشقة الصاروخية من غزة
  • بالفيديو.. الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية عسكرية برية مركّزة في الجنوب
  • الجيش الإسرائيلي يضم فرقة جديدة للعمليات البرية جنوب لبنان
  • إعلام إسرائيلي: الجيش قد يستهدف قاعدة إيرانية انطلقت منها الصواريخ في الهجوم الأخير
  • بشكل مباغت.. الجيش الإسرائيلي يبدأ عملية عسكرية شمال قطاع غزة
  • بشكل مباغت .. الجيش الإسرائيلي يبدأ عملية عسكرية شمال قطاع غزة
  • بيان من الجيش الإسرائيلي بشأن الرد على إيران
  • مسؤول إسرائيلي: الجيش يعدّ ردّا على هجوم إيران