عربي21:
2024-12-27@18:28:48 GMT

عامٌ على الطوفان!

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

مرّ حولٌ بالتمام والكمال على "الطوفان" الذي اقتلع في طريقه كل شيء إلا الحقائق التي باتت أكثر وضوحا ونصوعا، أكثر من أي وقت مضى..

في طريقه، اقتلع الطوفان مؤامرات، واستراتيجيات، وتقديرات، وشعارات، وأمنيات، وأوهاما، وأحلاما، وما ظن البعض أنها ثوابت وحقائق ومسلمات، وما هي كذلك.. وبقيت الحقائق التي طمستها (لعقود) أكاذيب، وأراجيف، وشائعات، وتهويلات، وتأويلات.

.

من هذه الحقائق:

حقيقة تقول: إن الكيان الصهيوني ليس سوى خلية سرطانية، نشأت ونشطت في لحظة انعدمت فيها مناعة الأمة.. استئصالها واجب، والتقاعس عن أدائه "انتحار"، أو "فرار"، أو "تولٍ يوم الزحف".. اختر أيها تشاء، فكلها تعني انعدام المسؤولية، والخوَر، والجُبن، والنذالة أيضا!

وحقيقة تقول: إن وجود الكيان الصهيوني معلق بحبلين.. حبل من الله، وحبل من الناس، وكلا الحبلين بيد الله (لا بيد أحد من الخلق كائنا من كان) يفلتهما أو يقطعهما متى شاء.. ولا يزال هذان الحبلان يمدان هذه الخلية السرطانية بأسباب الحياة إلى أجل مسمى عند الله، وأحسب أننا نشهد (منذ عام) بداية العد التنازلي لهذا الأجل..

وحقيقة تقول: إن حل الدولتين وهْمٌ كبير، لا يؤمن به إلا ساذج أبله، ولا يسعى إليه إلا متنطع؛ لأن "إسرائيل" كيان استيطاني إحلالي توسعي، لم يصل إلى الحدود التي رسمها لنفسه بعد، ولا سبيل إلى بلوغها إلا إذا ابتلع (بالكامل) كلا من فلسطين، والأردن، وسوريا، ولبنان، والكويت، ونصف العراق، وثلث كلٍّ من مصر والسعودية! هذا ما يقوله الصهاينة وليس أنا!

وحقيقة تقول: إن الأرض لأهلها، والمعتدين (لا محالة) راحلون.. راحلون طوعا أو كرها.. فخلال عام، غادر قرابة مليون صهيوني "أرض الميعاد" ولم يعودوا إليها، وغالبا لن يعودوا أبدا.. أما أهل غزة، فلم يغادر أحد منهم غزة، إلا للعلاج، أو لاستكمال الدراسة.. فالغزيون يفضلون الشهادة على الإبعاد، أو التهجير القسري تحت النار، رغم معاناتهم التي لا طاقة لبشر بها؛ لأنهم أصحاب الأرض والتاريخ والمستقبل أيضا.. هكذا بكل بساطة ووضوح..

عام من الجهاد والصمود والتعري

عام من جهاد المقاومين، وصمود الغزيين.. عام لم نشهد عاما مثله، مذ كان لهذا الكيان السرطاني وجود بين ظهرانينا.. عام تعرى فيه العدو الصهيوني تماما، حتى من ورقة التوت التي ظل (منذ نشأته) يستر بها عورته، ويدوِّن عليها تبريراته الوقحة، إثر كل عدوان يقوم به، وكل جريمة يرتكبها بحق المدنيين العُزَّل، في كل مكان يستطيع الوصول إليه.. عام ظهرت خلاله حقيقة هذا الكيان العدوانية، المعادية لكل خير، المتبنِّية والممارِسة لكل شر.. لقد سقط عنه قناع الضحية، ليظهر وجه ذلك البلطجي الدميم القبيح الذي يعبد ذاته، ويسعى حثيثا لاستعباد الآخرين (حتى داعميه) بكل ما أوتي من بطش، ورعونة، ووحشية، وجبروت، وفي سبيل ذلك يدمر كل شيء.. حتى ذاته!

وما كان ذلك التعري ليحدث، لولا القرار التاريخي "الاستباقي الاستشرافي" الذي اتخذته حركات المقاومة في غزة، بقيادة حماس، بإطلاق "الطوفان" تجاه غلاف غزة، في أرض فلسطين المحتلة، الذي تتمركز فيه فرقة عسكرية صهيونية عالية الكفاءة والتسليح، في سابقة لم نشهد لها مثيلا نحن الذين اعتدنا على تلقي الضربات، والركلات، والصفعات، والهزائم، والنكسات، على يد هذا العدو الذي يعيش (منذ عام) أياما وليالي من الهلع، والتخبُّط، والتناحر.. أما الأسوأ فلم يره بعد..

وما كان ذلك التعري ليحدث لولا المقاومة، وعزيمة وصلابة قادتها ورجالها، وصناعة سلاحها بأيدي أبنائها، وإعادة استخدام ما يلقيه العدو من حِمم لم تنفجر، ناهيك عن هذه الشبكة العنكبوتية من الأنفاق التي يقف العالم مشدوها أمام تصميمها الغامض، ويقف العدو الصهيوني عاجزا عن سبر كنهها وأغوارها، رغم أنه وصل إلى كل شبر في غزة تقريبا..

إنها معضلة حسابية لا حل لها على الإطلاق.. مساحة صغيرة من الأرض.. محروقة مكشوفة، وكأنها سجادة مُلقاة في العراء.. لا جبال، ولا هضاب، ولا مغارات.. أسلحة محلية الصنع.. حصار خانق منذ 18 عاما.. اضطهاد رسمي عربي وإسلامي، غير مبرر، من أي وجه.. مقابل أسراب لا تهدأ من أحدث طائرات التجسس والاستطلاع.. قاذفات لا تتوقف عن قصف المدنيين العزل بأطنان المتفجرات، في الخيام، وفي مدارس "الأونروا"، وفي العراء، إذ لم يعد في غزة بيوت صالحة للسكن.. شحنات لا تنقطع من أشد الأسلحة فتكا وتدميرا.. تحالف دولي من ست دول كبرى تقوده أمريكا القوة الأولى في العالم.. ولا تزال صواريخ المقاومة تصل إلى تل أبيب حتى الساعة! ولا يزال الأسرى الصهاينة في قبضة المقاومة! ولا يزال المقاومون ينصبون الكمائن، وينالون من جنود العدو! أليست هذه معجزة؟ أليس هذا انتصارا للمقاومة؟ أليست هذه هزيمة منكرة للكيان الصهيوني وحلفائه الأقربين والأبعدين؟!

وما كان ذلك ليحدث لولا صمود أهل غزة الذي بَهت العدو وحلفاءه من الدول العظمى، وكذا حلفاءه من الأعراب المتصهينين.. بينما أثار هذا الصمود أصحاب الضمائر الحية من غير العرب والمسلمين، فأقبلوا يتساءلون عن السبب.. فقيل لهم: "إنه القرآن".. فأقبلوا على القرآن، فإذا هم قوم آخرون صالحون.. وللمفارقة المخجلة والمخزية، فإن نفرا (ليس بالقليل) من "العرب المسلمين" يعادون المقاومة، ويتآمرون عليها، للسبب نفسه.. القرآن الذي اتخذته غزة (إدارة ومقاومة وشعبا) منهاج حياة، به تحيا، وبه تقاوم، وبه تصبر وتصمد، وبه تنتصر.. إنه "الإسلام السياسي" الذي تنادوا لحربه وإبادة أصحابه!

لقد أبدعت المقاومة في الإعداد لهذه المعركة.. أعدت ما استطاعت من قوة، وأعدت حاضنتها الشعبية تربويا، ونفسيا، وإيمانيا، وتعاملت بحزم وحسم مع "الطابور الخامس".. وها نحن نرى النتيجة.. عدو صائل، جائر، متغطرس، ينزف لأول مرة.. اقتصاديا، وعسكريا، وأمنيا، ونفسيا، وأخلاقيا، وسيظل ينزف إلى أن يزول!

عام من الإسناد والخذلان..

سيكتب التاريخ أن من قدم الإسناد الناري للمقاومة "السُّنية" في غزة، هم فصائل المقاومة "الشيعية" في لبنان، واليمن، والعراق، وأخيرا دولة إيران "الفارسية الشيعية"..!

أما الدول "السُّنية"، فبين متفرج، وعاجز، ومعاد للمقاومة، ومتحالف مع العدو الصهيوني ضد المقاومة! هل هناك بلية أشر من ذلك؟! وأما الشعوب "السنية" فلا تسمع لها صوتا إلا في اليمن والمغرب! فأين باقي الشعوب العربية "السنية"؟! لماذا سكتت حين وجب الكلام.. الكلام وحسب!

لقد بدأ الطوفان عامه الثاني، وكأنه في يومه الأول، مع الفارق.. فيوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023 بدأ الهجوم "فلسطينيا" من غزة، على فرقة غزة، في غلاف غزة.. أما في السابع من أكتوبر الجاري (2024) فقد كان الهجوم "عربيا" على كامل فلسطين المحتلة.. من غزة، ولبنان، واليمن، والعراق.. أي أننا نتقدم ولا نتأخر، رغم الصمت والخذلان العربي والإسلامي إلا قليلا..

إن هذه الحرب بدأت ولن تنتهي إلا والصهاينة يحزمون أمتعتهم لمغادرة أرض فلسطين التي "استحلّوها" وأفسدوا فيها سنين عددا، بموجب وعود زائفة، وتأويلات توراتية فاسدة، ولن يبقى منهم إلا مَن كُتب عليه أن يُقتل شر قِتلة على أيدي مقاومي الغد، أطفال اليوم الذين يلعقون جراحهم كل ساعة، ويوسدون أحباءهم التراب كل ساعتين!

ويبقى السؤال: بأي وجه سيقابل المطبعون والمتآمرون (يومئذ) الشعب الفلسطيني الذي دفع (عن الأمة كلها) ضريبة دم، هي الأغزر والأغلى في هذا القرن؟!

x.com/AAAzizMisr
aaaziz.com

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين غزة المقاومة فلسطين غزة المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة تكنولوجيا اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يرتكب ثلاث مجازر جديدة في غزة ويكثف استهدافه المباشر للمنظومة الصحية

 

 

الثورة / متابعات

ارتكب جيش العدو الصهيوني أمس ثلاث مجازر وحشية ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 21 مواطنا، وإصابة 51 آخرين. بالتوازي مع قصف مستشفيات شمال القطاع وإطباق الحصار عليها
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,338، أغلبيتهم من الأطفال والنساء،
في حين ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 107,764 جريحا، منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر 2023، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
كثفت قوات الاحتلال استهدافها للمنظومة الصحية بحصارها واستهدافها المباشر لمستشفيات «الإندونيسي وكمال عدوان والعودة» خلال الساعات الماضية.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان إن القصف الإسرائيلي يشمل جميع أقسام مستشفى كمال عدوان ومحيطه على مدار الساعة والشظايا تتناثر داخل ساحاته محدثة أصواتا مرعبة وأضرارا جسيمة، كما تقوم بنسف المباني المحيطة به باستخدام روبوتات وبراميل متفجرة.
وخلفت الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على مستشفى كمال عدوان 20 إصابة في صفوف الطواقم الطبية والمرضى، بالإضافة إلى أضرار كبيرة في جدران المستشفى الذي يتعرض منذ أيام لحصار واستهدافات إسرائيلية بين الفينة والأخرى.
بدورها، أكدت إدارة مستشفى العودة، في تل الزعتر شرقي مخيم جباليا شمالي قطاع، أن غارات جوية عنيفة شنتها مقاتلات حربية إسرائيلية في محيطه بالتزامن مع إطلاق نار مكثف من الدبابات واشتعال النيران في منازل قريبة منه.
وأعلنت إدارة المستشفى اندلاع حريق في مستودع الأدوية المركزي، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي لمحيط المكان.
في المقابل أعلنت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي – أنّ مجاهديها أوقعوا قوة مشاة للعدو قوامها 12 جندياً في كمين محكم، شمالي قطاع غزة.
وفي العملية، فجّرت السرايا منزلاً تحصنّت القوّة بداخله في منطقة العزبة غربي بيت حانون، تم تفخيخه مسبقاً بعدد من العبوات المضادة للأفراد، وفور وصول قوات النجدة إلى مكان الكمين، تم تفجير عبوة ثاقب بآلية عسكرية من نوع «ميركافا».
كما قالت السرايا في بيان آخر، أنّها تخوض اشتباكات ضارية من نقطة الصفر، بالأسلحة المتوسطة والقذائف المضادة للأفراد، مع جنود الاحتلال المتحصنين في أحد المنازل بمنطقة «عبد الدايم» غرب بيت حانون شمال قطاع غزة.
من جهتها، قصفت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، جنود وآليـات الاحتلال المتمركزة في محور «نتساريم» في محيط «قصر العدل» بصواريخ قصيرة المدى من عيار 107.
وأعلن المتحدث باسم «جيش» الاحتلال، مقتل ضابط يشغل رتبة نائب قائد سرية، وجنديين من لواء كفير، خلال معركة في شمالي قطاع غزة.
وكان الناطق العسكري لكتائب القسام، أبو عبيدة، قد أكّد، أنّ «العدو يُخفي خسائره الحقيقية، وحالة جنوده المزرية، في شمالي القطاع، حفاظاً على صورة جيشه».
وفي سياق متصل قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن «مقاومة طولكرم» تثبت في ميدان المواجهة أنها عصية على الانكسار، مُشيدة بـ «بطولات» فصائلها في التصدي لاقتحامات العدو الصهيوني بكل ثبات وشجاعة.
وأكد القيادي في حركة حماس، عبد الرحمن شديد، في تصريح صحفي أمس الثلاثاء، أن «دماء شهداء طولكرم ومقاوميها الأبطال نور يشعل طريق التحرير والنصر، وتؤكد ثبات أبناء شعبنا في طريق المقاومة وتحدي الاحتلال وتدفيعه ثمن جرائمه المستمرة».
ونوه شديد بأن الاقتحامات المتواصلة لطولكرم ومخيماتها والتدمير للمنازل والبنية التحتية؛ «مواصلة لسياسات الاحتلال الإجرامية وإبادته الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة».
وبيّن أن الاقتحامات وجرائم العدو المتواصلة في طولكرم «لن تفت في عضد المقاومة، ولن تفلح في كسر إرادة شعبنا في احتضان المقاومة وإسنادها في كل مدن ومخيمات وقرى الضفة».
ودعا القيادي في حماس، الكل الفلسطيني للتوحد خلف المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني ومستوطنيه والتصدي لجرائمهم ومخططاتهم التهويدية الرامية لتهجير الشعب الفلسطيني .
كما دعا «كل شباب الضفة بالانخراط في مقاومة العدو بكل السبل، واعتماد سياسة تدفيع الثمن لهذا الاحتلال ورفع كلفة وجوده على أرضنا، والانتقام للجرائم المتواصلة في غزة والضفة، وبحق الأسرى والمسرى».

مقالات مشابهة

  • حماس: عملية هرتسيليا تأكيد على خيار المقاومة وفشل مخططات العدو
  • خلال إسبوع.. 107 عملًا مقاومًا ضد العدو الصهيوني بالضفة والقدس
  • “يونيفيل” تعبر عن قلقها إزاء الضرر الذي تسببه قوات العدو الصهيوني في جنوب لبنان
  • جيش العدو يستبيح سوريا.. والخطاب المتصالح لا يردعه!
  • المقاومة مستمرّة: “إسرائيل” تحت مجهر القانون
  • إعلام العدو: ردع الجيش اليمني بات موضع شك
  • المقاومة مستمرّة: الكيان الصهيوني تحت مجهر القانون
  • حماس تنعى شهداء طولكرم وتؤكد أن تضحياتهم لن تذهب هدراً
  • الحرب في غزّة إلى أين؟
  • الاحتلال يرتكب ثلاث مجازر جديدة في غزة ويكثف استهدافه المباشر للمنظومة الصحية