هآرتس: الاقتصاد الإسرائيلي خسر الحرب على غزة
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تقرير حديث لها إن إسرائيل تواجه خسائر اقتصادية جسيمة بسبب استمرار الحرب في قطاع غزة وسوء إدارة الحكومة للسياسات المالية. فرغم الحديث المستمر عن تحقيق "نصر كامل" من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن الواقع الاقتصادي يظهر صورة مختلفة تماما، حيث تعاني إسرائيل من ركود اقتصادي قد يستمر لفترة طويلة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ومنذ بداية الحرب، انكمش الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 1.5%، وفقا لتقديرات رسمية. هذه الأرقام تعكس عدم قدرة الاقتصاد على التعافي من الأضرار التي لحقت به خلال الأسابيع الأولى من الحرب. ويشير تقرير هآرتس إلى أن الحرب تسببت في تراجع كبير في الصادرات والاستثمارات، مما أثر بشكل مباشر على الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل كان قرار السنوار صائباً؟list 2 of 2ميديا بارت: الصمت الآثم في غزة صدى للاستعمارend of listإلى جانب ذلك، خفضت جميع وكالات التصنيف الائتماني الكبرى –موديز وستاندرد آند بورز وفيتش– التصنيف الائتماني لإسرائيل، مما زاد من تعقيد الأمور الاقتصادية.
ويقول التقرير إن هذه التخفيضات جاءت بسبب ارتفاع معدلات العجز في الموازنة واستمرار الإنفاق الكبير على الحرب. وحذرت ستاندرد آند بورز من أن الاقتصاد الإسرائيلي قد يسجل نموا صفريا في عام 2024، بينما يتوقع نموا ضعيفا يبلغ 2.2% في 2025، وهي أرقام أقل بكثير من التوقعات السابقة.
تكاليف الحرب وتأثيرها المباشرأحد أبرز جوانب التأثيرات الاقتصادية للحرب هو الزيادة الكبيرة في الإنفاق العسكري. حيث تشير التقديرات إلى أن فاتورة الحرب تجاوزت المليارات، مع ارتفاع تكلفة شراء الوقود والمعدات العسكرية. على سبيل المثال، أنفقت شركة الكهرباء الإسرائيلية مئات الملايين من الشواكل على شراء السولار لتأمين إمدادات الطاقة في حالات الطوارئ، وهو ما أثر على نتائجها المالية بشكل ملحوظ. ورغم أن هذا يعكس أهمية شركة الكهرباء للاقتصاد الإسرائيلي، فإن التكاليف الباهظة ستستمر في الضغط على ميزانيتها لسنوات قادمة.
وتضيف هآرتس أن إسرائيل تتوقع تكاليف إضافية تتعلق بإعادة بناء غلاف غزة وتوفير الأمن في المنطقة. ورغم أن بعض هذه التكاليف قد يتم تغطيتها من خلال المساعدات الدولية، فإن العبء الأكبر سيقع على الاقتصاد الإسرائيلي المتضرر بالفعل.
ومع خفض التصنيف الائتماني، أصبح من الصعب على الحكومة الإسرائيلية اقتراض الأموال بأسعار فائدة مناسبة. هذا يؤثر بشكل مباشر على قدرة الحكومة على تمويل مشاريع إعادة الإعمار أو حتى سد العجز المتزايد في الموازنة. ووفقًا لـهآرتس، بلغت توقعات العجز في الموازنة لعام 2025 أرقاما قياسية بسبب الإنفاق العسكري والمساعدات الإنسانية.
هل كان بالإمكان تجنب هذا السيناريو؟يشير التقرير إلى أن الحرب كان من الممكن أن تكون أقل تكلفة إذا كانت الحكومة قد اتخذت قرارات أفضل. حيث يقول خبراء اقتصاديون إن الحرب كان يمكن أن تُختصر لو تم تحديد أهداف عسكرية أكثر واقعية. فعلى سبيل المثال، لو كانت الأهداف العسكرية تركزت على إضعاف حماس وضمان عدم قدرتها على شن هجوم آخر مثل هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكان من الممكن إعلان "النصر" في وقت أبكر، وبالتالي تقليل الأضرار الاقتصادية.
وفيما يتعلق بالاقتصاد العالمي، يشير التقرير إلى أن تأثير الحرب كان محدودا حتى الآن على الاقتصاد العالمي، باستثناء بعض الدول المجاورة مثل مصر والأردن.
لكن هآرتس تحذر من أن التصعيد مع إيران يمكن أن يغير الوضع بشكل جذري. إذا قررت إسرائيل استهداف منشآت النفط الإيرانية، يمكن أن يتوقف نحو 4 ملايين برميل من النفط يوميا عن التدفق إلى السوق، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط عالميا بمقدار يصل إلى 13 دولارا للبرميل، وفقًا لتقديرات متخصصين.
هذا الارتفاع في أسعار النفط قد يتفاقم إذا قررت إيران أو حلفاؤها مثل جماعة الحوثي اليمنية، استهداف منشآت النفط في السعودية أو الإمارات أو حتى إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي خمس الإنتاج النفطي العالمي.
نصر مكلفورغم الأمل في انتهاء الحرب قريبا، فإن التحديات الاقتصادية ستظل قائمة لفترة طويلة وفق هآرتس. حيث تتوقع ستاندرد آند بورز أن الناتج المحلي الإجمالي للفرد في إسرائيل سينكمش هذا العام بنسبة 0.2%، وهو ما يعكس تدهور مستوى المعيشة. كما أن التضخم مستمر في الارتفاع، مما يزيد من الضغوط على الأسر الإسرائيلية.
وفي حين أن نتنياهو قد يسعى لإعلان "النصر الكامل" في غزة، إلا أن الحقائق الاقتصادية تشير إلى أن هذا النصر قد يكون مكلفا للغاية. التحديات الاقتصادية التي تواجهها إسرائيل ستستمر في التأثير على البلاد لسنوات قادمة، وهو ما يجعل من الصعب تحقيق استقرار اقتصادي قريب في ظل الظروف الحالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات الاقتصاد الإسرائیلی إلى أن
إقرأ أيضاً:
هآرتس: بن غفير وزّع آلاف الأسلحة على الإسرائيليين لتبدأ جرائم القتل
قالت صحيفة هآرتس إن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يسهّل إصدار تراخيص الأسلحة النارية للمواطنين، ويزيد عدد المؤهلين للحصول عليها، مما يشكل وصفة مضمونة لمزيد من الكوارث، لكن هذا لا يهمه، لأنه يعد توزيع الأسلحة دون إشراف نجاحا باهرا.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن توزيع الأسلحة تم بطريقة متهورة وغير مسؤولة بتشجيع من بن غفير، وأن النتيجة كانت زيادة في عدد الحوادث الإجرامية، مؤكدة أن الشعب هو الذي يدفع الثمن.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اتهام 10 بريطانيين بارتكاب جرائم حرب في غزةlist 2 of 2غارديان: رسوم ترامب الجمركية جزية للإمبراطورية الأميركيةend of listوضربت الصحيفة مثالا بمقتل السيدة "أ" (35 عاما) يوم الجمعة الماضي في منزلها بحي النبي يعقوب بالقدس، بجانب زوجها المشتبه به في أنه أطلق النار عليها ثم انتحر، لأنها أرادت الطلاق منه.
وقد حصل الزوج على ترخيص للمسدس -الذي استخدمه لإطلاق النار على زوجته ثم على نفسه- في يوليو/تموز 2023، عندما دعا بن غفير الجمهور إلى امتلاك أسلحة خاصة، وفي الظروف نفسها، قُتل أفيعاد شموئيل ماريان (22 عاما) برصاصة من مسدس صديقه الذي تسلمه قبل شهرين من ذلك، في إطار العملية ذاتها لتوزيع تراخيص الأسلحة النارية التي أجرتها وزارة الأمن القومي.
وخلص التحقيق إلى أن الصديق تسلم المسدس بعد جلسة تدريب استمرت نحو ساعة ونصف ساعة في ميدان رماية، وإلى أن الحصول على ترخيص سلاح خاص من الوزارة كان سريعا للغاية.
إعلانوقد أدى تخفيف بن غفير شروط الحصول على السلاح منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى إصدار 172 ألف ترخيص سلاح، مما أغرق إسرائيل بالأسلحة التي تم إصدار الآلاف منها من قبل مسؤولين غير مخولين بذلك، وبعد تدريب غير كافٍ في ميدان الرماية أحيانا كثيرة.
وبالفعل استقال الرئيس السابق لقسم الأسلحة النارية في وزارة الأمن القومي بسبب المخالفات، وحذر من أن سياسة بن غفير ستؤدي إلى فقدان السيطرة.
وخلصت هآرتس إلى أن هذه العملية تشهد على إخفاق بن غفير الواضح، لأنه يحمل لواء "الحكم الرشيد" وانتخب بناءً على وعده باستعادة السيطرة على الشوارع، لكنه خصخص الأمن الشخصي، ودعا المواطنين إلى عدم الاعتماد على الشرطة والتسلح للدفاع عن أنفسهم.
وختمت الصحيفة ساخرة بأن بن غفير محق في هذا، لأنه لم يعد لدى الإسرائيليين من يعتمدون عليه، لا على وزير الأمن القومي الذي هو مجرم وكهاني، ولا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي عينه.