عربي21:
2024-11-15@17:49:36 GMT

كيف تغلب سكان غزة على المصاعب؟

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

كيف تغلب سكان غزة على المصاعب؟

مر على سكان قطاع غزة سنة كاملة من الإبادة الجماعية الإسرائيلية والظروف الكارثية التي لم تقتصر على القتل والإصابات وسط تعطل شبه تام للمنظومة الصحية، إنما أيضا مع انقطاع سبل العيش الأساسية.

وتسببت الحرب حتى الآن بأكثر من 137 ألف شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، بينما يعيش نحو 2 مليون فلسطين في ظروف إنسانية غير مسبوقة بدون مأوى حقيقي ماء نظيف وكهرباء واتصال بالإنترنت، إضافة إلى انعدام شبه تام للوقود والمواصلات والمواد التموينية ومختلف الحاجيات الأساسية.



وطوال سنوات من الحصار المستمر من عام 2007 على قطاع غزة، واجه الفلسطينيون مختلف هذه الأزمات بشكل منفرد وبشدة متفاوتة وأوجدوا لها العديد من البدائل، إلا أن الحرب الحالية جمعتها ضمن أزمة إنسانية واحدة كبرى.

"مرت سنة"

يقول أبو فادي (55 عاما) الذي أمضى الشهور الأولى من الحرب كأسير لدى الاحتلال بعد احتجازه والتنكيل به رفقة المئات من العمال الفلسطينيين الذين كادوا داخل الأراضي المحتلة: إن هذه الحرب وأيامها الأولى تمدوا كأنها منذ ألف سنة مضت.

ويضيف أبو فادي لـ "عربي21" أن ما يعرفه عن الحياة الطبيعية يبدو بعيدا جدا في ذاكرته ويعود لما قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، نظرا أن آخر زيارة لغزة كانت قبل ذلك بأسبوعين، موضحا "نسيت تفاصيل بيتي ورائحته والجيران وكل شيء له علاقة بالبيت".

ويكشف "بعدما خرجت من الاعتقال وصلت إلى مدينة رفح والتقيت بعائلتي التي نزحت من غزة، وكانت تلجأ إلى إحدى المدارس، بدأت من الصفر، شعرت أني في عالم موازي، كل شيء غير موجود حتى ما يُلبس في القدم أعزكم الله".

ويوضح "رغم شعور أن ما قبل الحرب من زمن بعيد جدا، إلا أن الأيام تمر بسرعة كبيرة غير معقولة، تبدأ من الصباح من تدبير ما يمكن إشعال النار به من حطب أو كراتين أو شيء رغيم قابل للاشتعال، ثم بإعداد العجين وعملية الخبز، وشراء حاجيات والمشي لمسافات طويلة".

ويبين "هذه العملية تأخذ فترة من الصباح حتى ما بعد الظهر، بعد ذلك نخرج لنسعى على أي عمل نوفر فيه قوت عملنا، سواء بيع بعض الحاجيات الزائدة عن الحاجة أو البحث عن مؤسسات توزع مساعدات إنسانية".


"بسطة طاقة"

يقول أحمد (32 عاما) والذي كان يعمل في مجال شبكات الإنترنت المحلية (شبكات خاصة يتم تمديدها عبر أعمدة الكهرباء بخلاف الشركات الرسمية) أنه بعدما نزح من مدينة غزة وخسر فرصة عمله عمل على شراء لوح للطاقة الشمسية كمصدر دخل جديد له ولعائلته.

ويضيف أحمد لـ"عربي21" إن لوح الطاقة الذي كان سعره بسيط ما قبل الحرب أصبح سعره يتجاوز ثلاثة آلاف شيكل حاليا (800 دولار) بعدما عمل الاحتلال على تعمد استهداف هذه الألواح المثبتة على أسطح المنازل ومختلف المنشآت.

ويشرح أن عمله الحالي يتمثل بتوفير إمكانية شحن الهواتف النقالة وأجهزة الكومبيوتر وبعض البطاريات والكشافات، وذلك مع وسط عيش سكان قطاع غزة لعام كامل بدون كهرباء، ومع شبه انعدام الوقود من أجل تشغيل مولدات الكهرباء الصغيرة.

ويوضح أحمد أن عمله يبدأ مع أولى لحظات ظهور ضوء الصباح وتوافد النازحين من أجل شحن هواتفهم والبطاريات التي يستخدمونها للإضافة ليلا، قائلا: "نفس لوح الطاقة أخدمه كمظلة من الشمس الحارقة طوال فترة الظهر، حيث يضطر للبقاء بالقرب من الأجهزة التي يقوم بشحنها.

ويضيف أن أسعار الشحن تتفاوت بحسب نوع الجهاز المراد شحنه وسعة بطاريته، إلا أن كل الأسعار تتفاوت ما بين 2 إلى 6 شواكل ( نصف إلى واحد ونصف دولار)، قائلا: إن ما يجنيه من دخل يومي بالكاد يكفي لسد احتياجات عائلته الأساسية من طعام وشراب.

"مواصلة العمل"

تكشف دانة (36 عاما) أنها واصلت عملها كمصممة جرافيك خلال الحرب المستمرة منذ سنة كاملة من التحديات المتخلفة التي تواجه أي عمل له علاقة بالتقنية والتكنولوجيا، مؤكدة أن مواصلة العمل ضرورة ليست لأي شيء آخر له علاقة بالتحقق، إنما لتوفير دخل أساسي لأسرتها في ظل الحرب.

وتقول دانة لـ"عربي21" إنها تعمل على مغادرة خيمتها في وقت مبكر في الصباح من أجل التوجه إلى "مساحة عمل"، وهي مكان متواضع يتوفر فيه اتصال انترنت إمكانية شحن جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها.

وتضيف "أنا أعمل مع زبائن وعملاء من مختلف أنحاء الوطن العربي، سواء في مجالات التعليم أو التسويق أو حتى التغذية والعناية بالبشرة.. أشعر لساعات قليلة في اليوم بالانفصام والانفصال عن الواقع وكيف أن العالم يمضي بحياته ونحن نموت كل يوم".

وتشير إلى أنها مضطرة لمواصلة العمل مع هذه الجهات حتى لو كانت منفصلة عن فلسطين أو التضامن معها، وذلك فقط من أجل ضمان الحصول على دخل شهري يعينها على الصمود في قطاع غزة، وسط الغلاء الكبير في أسعار المنتجات السلع الأساسية بفعل الحصار الإسرائيلي.

"طفلة بوظيفة جديدة"

تكشف زينة (10 أعوام) أن وظيفتها الأساسية يوميا هي ترقب وصول المياة إلى المنطقة التي تنزح عائلتها فيها، سواء المياه الصالحة للشرب أو حتى المياه العادية غير المنقاة المستخدمة في الغسيل ودورات المياه.

تقول زينة لـ"عربي21" إن هناك "كارات (عربات يجرها حمار أو حصان) تبيع المياه الصالحة للشرب تبدأ تتجول من حين إلى آخر في الشوارع، وأن وظيفتها هي رصدها والركض نحولها من أجل تعبئة غالون ثمنه 2 أو 3 شيكل (نصف دولار).

وتضيف أن وجود هذه العربات يوفر جهد المشي لمسافة طويلة من أجل تعبئة المياه من بعض الأماكن المخصصة لذلك، وطبعا توفير جهد حمل هذه المياه في طريق العودة مرة أخرى إلى مكان نزوح عائلتها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية غزة الاحتلال غزة الاحتلال مصاعب عام على الطوفان المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسعار الأرز والسلع الأساسية في الأسواق المصرية اليوم 14 نوفمبر 2024

ارتفاع أسعار الأرز والسلع الأساسية في الأسواق المصرية اليوم 14 نوفمبر 2024.. شهدت الأسواق المصرية اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024 زيادة في أسعار الأرز بأنواعه المختلفة، بالإضافة إلى تغييرات ملحوظة في أسعار بعض السلع الغذائية الأساسية التي يعتمد عليها المواطنون بشكل يومي.

ارتفاع أسعار الأرز والسلع الأساسية في الأسواق المصرية اليوم 14 نوفمبر 2024

حيث تراوحت أسعار الأرز الشعير حسب النوع والجودة، وجاءت على النحو التالي:

الأرز الشعير الحبة العريضة: 16،000 جنيه للطن

الأرز الشعير الحبة الرفيعة: 14،500 جنيه للطن

الأرز الشعير الأبيض الحبة العريضة: 26،000 جنيه للطن

الأرز الشعير الأبيض الحبة الرفيعة: 24،000 جنيه للطن


وفيما يتعلق بأسعار السلع الأخرى، فقد شهدت بعض المنتجات الغذائية الأساسية زيادات في الأسعار، إذ بلغ سعر كيلو الأرز المعبأ نحو 33.98 جنيه، بينما وصل سعر كيلو العدس الأصفر إلى 61.11 جنيه. كما ارتفعت أسعار الفول المعبأ إلى 54.13 جنيه للكيلو، والدقيق المعبأ إلى 25.09 جنيه. من جانب آخر، سجل كيلو السكر 35.99 جنيه، فيما بلغ سعر كيلو المكرونة المعبأة 30.92 جنيه.

تعد هذه التغيرات في الأسعار نتيجة لعدة عوامل، منها تقلبات في إنتاج المحاصيل، تكاليف النقل، والتغيرات في الطلب المحلي والعالمي، مما يساهم في تأثير الأسعار على ميزانيات الأسر.

مقالات مشابهة

  • أسعار الأرز والسلع الأساسية في الأسواق المصرية اليوم 15 نوفمبر 2024
  • التعادل يحسم مواجهة النشامى والعراق
  • من الحليب إلى الألعاب الجنسية.. متاجر دنماركية تعرض سلعًا غير تقليدية بجانب المنتجات الأساسية
  • بيتكوفيتش يكشف تشكيلته الأساسية في مواجهة غينيا الاستوائية
  • المشاط بـ«كوب 29»: التكيف مع تغيرات المناخ من العناصر الأساسية لتحقيق النمو
  • ارتفاع أسعار الأرز والسلع الأساسية في الأسواق المصرية اليوم 14 نوفمبر 2024
  • أحمد حسين: الحرب الإعلامية التي تمارسها الميليشيا عن تحركاتها في الأطراف الشرقية لمدينة الفاشر محاولة “
  • كيف حوّل جيش الاحتلال المياه في غزة إلى سلاح حرب؟
  • من غزة إلى لبنان: معاناة الأطفال التي لا تنتهي بين نارين
  • الجامعة العربية تدعو كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية لتحمل مسؤولياتها إزاء الحرب التي يشنها الإحتلال على المسيرة التعليمية بفلسطين