عربي21:
2025-01-15@20:44:06 GMT

كيف تغلب سكان غزة على المصاعب؟

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

كيف تغلب سكان غزة على المصاعب؟

مر على سكان قطاع غزة سنة كاملة من الإبادة الجماعية الإسرائيلية والظروف الكارثية التي لم تقتصر على القتل والإصابات وسط تعطل شبه تام للمنظومة الصحية، إنما أيضا مع انقطاع سبل العيش الأساسية.

وتسببت الحرب حتى الآن بأكثر من 137 ألف شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، بينما يعيش نحو 2 مليون فلسطين في ظروف إنسانية غير مسبوقة بدون مأوى حقيقي ماء نظيف وكهرباء واتصال بالإنترنت، إضافة إلى انعدام شبه تام للوقود والمواصلات والمواد التموينية ومختلف الحاجيات الأساسية.



وطوال سنوات من الحصار المستمر من عام 2007 على قطاع غزة، واجه الفلسطينيون مختلف هذه الأزمات بشكل منفرد وبشدة متفاوتة وأوجدوا لها العديد من البدائل، إلا أن الحرب الحالية جمعتها ضمن أزمة إنسانية واحدة كبرى.

"مرت سنة"

يقول أبو فادي (55 عاما) الذي أمضى الشهور الأولى من الحرب كأسير لدى الاحتلال بعد احتجازه والتنكيل به رفقة المئات من العمال الفلسطينيين الذين كادوا داخل الأراضي المحتلة: إن هذه الحرب وأيامها الأولى تمدوا كأنها منذ ألف سنة مضت.

ويضيف أبو فادي لـ "عربي21" أن ما يعرفه عن الحياة الطبيعية يبدو بعيدا جدا في ذاكرته ويعود لما قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، نظرا أن آخر زيارة لغزة كانت قبل ذلك بأسبوعين، موضحا "نسيت تفاصيل بيتي ورائحته والجيران وكل شيء له علاقة بالبيت".

ويكشف "بعدما خرجت من الاعتقال وصلت إلى مدينة رفح والتقيت بعائلتي التي نزحت من غزة، وكانت تلجأ إلى إحدى المدارس، بدأت من الصفر، شعرت أني في عالم موازي، كل شيء غير موجود حتى ما يُلبس في القدم أعزكم الله".

ويوضح "رغم شعور أن ما قبل الحرب من زمن بعيد جدا، إلا أن الأيام تمر بسرعة كبيرة غير معقولة، تبدأ من الصباح من تدبير ما يمكن إشعال النار به من حطب أو كراتين أو شيء رغيم قابل للاشتعال، ثم بإعداد العجين وعملية الخبز، وشراء حاجيات والمشي لمسافات طويلة".

ويبين "هذه العملية تأخذ فترة من الصباح حتى ما بعد الظهر، بعد ذلك نخرج لنسعى على أي عمل نوفر فيه قوت عملنا، سواء بيع بعض الحاجيات الزائدة عن الحاجة أو البحث عن مؤسسات توزع مساعدات إنسانية".


"بسطة طاقة"

يقول أحمد (32 عاما) والذي كان يعمل في مجال شبكات الإنترنت المحلية (شبكات خاصة يتم تمديدها عبر أعمدة الكهرباء بخلاف الشركات الرسمية) أنه بعدما نزح من مدينة غزة وخسر فرصة عمله عمل على شراء لوح للطاقة الشمسية كمصدر دخل جديد له ولعائلته.

ويضيف أحمد لـ"عربي21" إن لوح الطاقة الذي كان سعره بسيط ما قبل الحرب أصبح سعره يتجاوز ثلاثة آلاف شيكل حاليا (800 دولار) بعدما عمل الاحتلال على تعمد استهداف هذه الألواح المثبتة على أسطح المنازل ومختلف المنشآت.

ويشرح أن عمله الحالي يتمثل بتوفير إمكانية شحن الهواتف النقالة وأجهزة الكومبيوتر وبعض البطاريات والكشافات، وذلك مع وسط عيش سكان قطاع غزة لعام كامل بدون كهرباء، ومع شبه انعدام الوقود من أجل تشغيل مولدات الكهرباء الصغيرة.

ويوضح أحمد أن عمله يبدأ مع أولى لحظات ظهور ضوء الصباح وتوافد النازحين من أجل شحن هواتفهم والبطاريات التي يستخدمونها للإضافة ليلا، قائلا: "نفس لوح الطاقة أخدمه كمظلة من الشمس الحارقة طوال فترة الظهر، حيث يضطر للبقاء بالقرب من الأجهزة التي يقوم بشحنها.

ويضيف أن أسعار الشحن تتفاوت بحسب نوع الجهاز المراد شحنه وسعة بطاريته، إلا أن كل الأسعار تتفاوت ما بين 2 إلى 6 شواكل ( نصف إلى واحد ونصف دولار)، قائلا: إن ما يجنيه من دخل يومي بالكاد يكفي لسد احتياجات عائلته الأساسية من طعام وشراب.

"مواصلة العمل"

تكشف دانة (36 عاما) أنها واصلت عملها كمصممة جرافيك خلال الحرب المستمرة منذ سنة كاملة من التحديات المتخلفة التي تواجه أي عمل له علاقة بالتقنية والتكنولوجيا، مؤكدة أن مواصلة العمل ضرورة ليست لأي شيء آخر له علاقة بالتحقق، إنما لتوفير دخل أساسي لأسرتها في ظل الحرب.

وتقول دانة لـ"عربي21" إنها تعمل على مغادرة خيمتها في وقت مبكر في الصباح من أجل التوجه إلى "مساحة عمل"، وهي مكان متواضع يتوفر فيه اتصال انترنت إمكانية شحن جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها.

وتضيف "أنا أعمل مع زبائن وعملاء من مختلف أنحاء الوطن العربي، سواء في مجالات التعليم أو التسويق أو حتى التغذية والعناية بالبشرة.. أشعر لساعات قليلة في اليوم بالانفصام والانفصال عن الواقع وكيف أن العالم يمضي بحياته ونحن نموت كل يوم".

وتشير إلى أنها مضطرة لمواصلة العمل مع هذه الجهات حتى لو كانت منفصلة عن فلسطين أو التضامن معها، وذلك فقط من أجل ضمان الحصول على دخل شهري يعينها على الصمود في قطاع غزة، وسط الغلاء الكبير في أسعار المنتجات السلع الأساسية بفعل الحصار الإسرائيلي.

"طفلة بوظيفة جديدة"

تكشف زينة (10 أعوام) أن وظيفتها الأساسية يوميا هي ترقب وصول المياة إلى المنطقة التي تنزح عائلتها فيها، سواء المياه الصالحة للشرب أو حتى المياه العادية غير المنقاة المستخدمة في الغسيل ودورات المياه.

تقول زينة لـ"عربي21" إن هناك "كارات (عربات يجرها حمار أو حصان) تبيع المياه الصالحة للشرب تبدأ تتجول من حين إلى آخر في الشوارع، وأن وظيفتها هي رصدها والركض نحولها من أجل تعبئة غالون ثمنه 2 أو 3 شيكل (نصف دولار).

وتضيف أن وجود هذه العربات يوفر جهد المشي لمسافة طويلة من أجل تعبئة المياه من بعض الأماكن المخصصة لذلك، وطبعا توفير جهد حمل هذه المياه في طريق العودة مرة أخرى إلى مكان نزوح عائلتها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية غزة الاحتلال غزة الاحتلال مصاعب عام على الطوفان المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

عدد سكان مصر يتجاوز 107 ملايين نسمة

أظهرت الساعة السكانية التابعة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، اليوم الاثنين، أن عدد سكان البلاد في الداخل بلغ 107 ملايين و250 ألف نسمة.

وحسب البيانات المتاحة، ارتفع عدد السكان بمقدار 250 ألف نسمة خلال 72 يوما فقط، من 107 مليون نسمة في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وتصدرت العاصمة القاهرة قائمة أعلى المحافظات من حيث عدد السكان، بإجمالي عدد سكان بلغ 10.4 ملايين نسمة. وجاءت محافظة الجيزة في المرتبة الثانية بعدد سكان بلغ 9.7 ملايين نسمة، تليها محافظة الشرقية بـ8.1 ملايين نسمة، ثم الدقهلية بـ7.2 ملايين نسمة، فمحافظة البحيرة بـ7 ملايين نسمة.

وأشارت بيانات سابقة صادرة عن التعداد السكاني المصري عام 2024 إلى أن مستويات الإنجاب الحالية -بمعدل 2.76 طفل لكل امرأة- ستؤدي إلى وصول عدد سكان البلاد إلى 117 مليون نسمة بحلول عام 2030، و157 مليون نسمة بحلول عام 2050.

مقالات مشابهة

  • ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
  • رسالة دعاة الحرب البلابسة والإسلاميين خاصة … هذه هي الحرب التي تدعون اليها
  • «أزرق اليد» يخسر ضربة البداية أمام نظيره النمساوي
  • محلل إسرائيلي: هذه التغيرات التي عجّلت بإنجاز صفقة تبادل الأسرى
  • خطر صحي يهدد سكان لوس أنجلوس.. ما الذي تسرب إلى شبكات المياه؟
  • "كنتُ اليد الحازمة التي كان العالم بحاجة إليها".. بايدن يخرج من البيت الأبيض منتشيًا بـ"إنجازاته"
  • الجيزة: إقامة 18 سوقًا لتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة
  • عدد سكان مصر يتجاوز 107 ملايين نسمة
  • بسبب الجوع.. سكان قطاع غزة يأكلون من البحر| تفاصيل
  • عادات تدمر المناعة وتهدد صحتك.. تغلب عليها بهذا المشروب صباحا