ندين بقوة حرمان مريم الصادق واهلها من الحصول على جوازات سفر
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
ليس لأى حكومة في العالم الحق في ان تحرم المواطن من حقه الدستوري في الحصول على جواز سفر . حتى اذا تمت ادانته في اى جريمة الا مايتعلق بالخيانة الوطنية بعد اثبات التهمة من محكمة معترف بها ووجود مادة تدين الخيانة الوطنية .
لقد عانى الكثير من السودانيين من حرمانهم من جوازات سفرهم في زمن الدكتاتوريات،وحتى في زمن الحكومات المنتخبة ديمقراطيا .
بعض الدول كانت تنزع جواز سفر مواطنيها في حالة الحصول على جواز سفر اجنبي . هذا الامر تغير كثيرا وليس غريبا اليوم ان تجد الملايين وهم يحملون اكثر من جواز سفر واحد .اكبر شاهد على هذا هم الكيزان . لقد قال السفير البريطاني في بداية الانقاذ أن وضعه ضد صعب لانه لم يحدث من قبل ان تواجد في دولة خارج بريطانيا عددا كبيرا من الوزراء يحملون جوازات بريطانية كما كان في السودان .
ماذا هو شعور الدكتورة مريم عندما حرم ابوها وعمها مبارك الفاضل الدكتور عشاري من حريته وجوازه في زمن الديمقراطية ؟؟ وهذا بدون حق او تهمة واضحة . كل ماقام به الدكتوران بلدو وعشاري هو انهما قدما خدمة للديمقراطية والشفافية والعدل . كتبا عن مذابح الفين من الدينكا في الضعين . ووضع الدكتور عشاري في السجن وارسل له عمك ووالدك مدير دائرة المهدي الفاتح سليمان ليساومه للطاعة ونفي ما كتب، مقابل اطلاق سراحه وارجاع جوازه الذي ليس ملكا للصادق او مبارك .الانقاذ وجدت عشار في السجن. ولا يزال الانصار يغتالون شخصية عشاري ويلصقون عليه صفة الجنون وذهاب العقل ، وهو اكثر منهم عقلا وشرفا .
بمناسبة دائرة المهدي هل تعرف الدكتورة مريم ان دائرة المهدي والمرغنية لا يدفعون ضرائبا ؟؟ عندما طالب الاخ علي دياب مفتش الضرائب دائرة والمراغنة بدفع الضرائب لم يردوا علية . فقام باصدار حجز على الدائرة واملاك المراغنة . سارع وكيل وزارة المالية مصباح بالاعتذار لان على دياب ولد وترعرع في مصر ولا يعرف ،، الاصول ،، . خوفا على علي دياب من الانتقام الحقوه في آخر لحظة ببعثة كبيرة من عشرات الموظفين لدراسة الدكتوراة في براغ .كان هذا في 1967 .عندما قطع السودان تحت سلطة حزب الامة بريطانيا والماانيا ودول اخرى لانها تساعد اسرائيل ، والدول العربية لم تقاطع .تلك كانت دكتاتورية مدنية .
المذابح التي ارتكبت في واو حى الملكية في جوبا رمبيك الكوبري بين التونج ورمبيك واماكن كثيرة في زمن حكم حزب الامة هى الابشع . ولكن فلنتحدث عن اشياء قد لايتطرق لها الناس . قتل العالم السراج في منزلع في ابروف وتمت تقطيعه . السراج كان محللا لجدة الدكتورة مريم وتم الزواج على سنة الله ورسوله . في 1963 خرج الى الناس قصة الزواج . تم قتل الشيخ السراج .
كتب البروفسر مكي شبيكة ابن الانصار كتابه التاريخي السودان خلال الحقب . ترصده الانصار وكاد ان يموت من الضرب وشج راسه . المعلومات التاريخية لم تعجب آل المهدي . اورد الصحفي الكبير وصاحب جريدة الصراحة عبد الله رجب اسم الصديق افندي عبد الرحمن المهدي كما يكتب بالنسبة لخريجي كلية غردون . قام صديقي ياء الدين ود فاطمة البناء الذي بالكاد كان يقرأ بقيادة تيم من اشداء الانصارواعتدوا على الصحفي المخضرم . عندما خرج الدين من السجن كانة يقول انهم حسبوا عبد الله رجب في عداد الموتى والا لما تركوه .
عندما خسر الانصار الانتخابات في نادي الخريجين قام الاخ سراج سعيد بقيادة تيم من الانصار ، حطموا النادي وتم قطع اصبع الاستاذ محمود انيس لانه كان يكتب معارضا حزب الامة والانصار.
الاخ احمد ابن الشاويش جاه الله عاش مع اخوته كايتام . رقد بالقرب من العم الزبير جاه الله في المقابر اثنين من ابطال امدرمان وهم الشاويش ميرغني والشاويش راخي شجر مطر . الثلاثة خرجوا من منازلهم وهم سعداء بالمولد النبوي الشريف، وسيساعدون في حفظ الامن واسعاد الشعب . لم يعودا ابدا الى اسرهم . لقد هجم عليهم بشر من نفس المادة التي صهر منها الجنجويد اليوم . اتوا بهم بعد غسيل المخ وشحنهم بالخرافات وتم قتل هؤلاء الرجال الشرفاء بواسطة بشر مغيبين ليس بينهم ثأر او جوار .
الكيزان الذين شردوا الصادق لدرجة ان مصر قد طردته. والمضحك ان مصر قد اجبرت في بداية السبعينات الصادق للتواجد في مصرعندما احتلت مصر السودان في ايام مايو واتت بالصادق كسجين !!
الكيزان الذين تآمر معهم الصادق وادخلهم في حكومته . خدعوه وانقلبوا عليه وعلى الجميع . وجهوا كل جهدهم للقضاء على الشيوعيين والديمقراطييبن . طردوا مئات الآلاف من المتعلمين من وظائفهم. وطردوا الزوج وزوجته نكاية بهم . رفضوا السماح لهم بحيازة جوازات سفر ومن توفرت لهم جوازات سفر منعوا من السفر . الصحفي والرجل الرائع محجوب عثمان اضطر الى الذهاب الى مصر عن طريق المشي والجمال. وقام المصريون بارجاعه الى السودان من الحدود . ليصل الى الحضر سقط من الاعياء والعطش وكان يطرد الصقور بعكازه . واخيرا ظهر راعي ساعدة الى النيل ليشرب . الزعيم التجاني الطيب بابكر تقرح جسمه من سرج الجمل لدرجة انه خضب ملابسه وسرجه بالدم رفض الركوب ، وكما كان يقول لنا انه رفض الركوب بالرغم من انهم اخافوه بانه سيموت مثل آخرين اذا لم يركب . اخيرا وضعوه في بطانية وعلقوه على صفحة الجمل الاخرى رحلا . ولحسن الحظ كان وزن الزعيم التجاني قليلا . هذا شئ قليل مما تعرض له الشرفاء بواسطة الانصار وحلفائهم الكيزان .
في الديمراطية الاخيرة كان الدكتور عمر نور الدائم يصرخ باعلى صوته ...... البلد بلدنا وانحنا اسيادا والحيتكلم حنضربوا بي ،،مليشياتنا ،، تصور .لاحظ مليشياتنا وبعد ده ما بنسلمها الا للمسيح الدجال . لقد المنا ذلك التبجح واحتقار المواطن السوداني . تركنا السودان ومرة اخرى صرنا مطروديبن وكلمات عمر نور الدائم لا تزال تؤلمنا .
لم اتطرق لأل المهدي بشر ابدا .لان ام سلمة ابنة الصادق كانت فردة شقيقتي لمياء . شريكي وابن خالى وزوج شقيقتي صلاح محمد احمد كان يرفد الصادق بعشرات الآلاف من الدولارات .مثل الكثيرين .ولم اكن اعترض . فجأة اتتني التهديدات بالقتل والتأديب . في 1995من البعض وعمر نور الدائم الذي كان يسكن لمدة طويلة في منزل الكوز احمد عبد الرحمن في جدة. كل مافي الامر ان عمرنور الدائم قد كتب مغيرا الحقيقة واردت تصحيحه.... يوسف بدري الانصاري ابن الانصاري بابكر بدري الذي تحت الدعم الادبي والمالي قد اسس مدرسة الاحفاد .
كتبت موضوعا تحت ،،عنوان عفوا دكتور عمر نور الدائم ،، وقلت أن مدرسة رفاعة للاولاد قد تأسست في 1903ومدرسة البنات تأسست في 1907 . وقتها لم يكن عند عبد الرحمن المهدي المقدرة الادبية او المالية . كما اوردت البروفسيرة فدوى عبد الرحمن على طه ابنة المربي عبد الرحمن على طه الذي شارك في مهزلة تمكين عبد الرحمن المهدي من استعباد الملايين من البسطاء حتى صار عبد الرحمن اغنى رجل في كل السودان .كتبت الدكتورة ما معناه عن عبد الرحمن المهدي... كان يشاهد شاب رث الثياب يركب حمارا يذهب الى مكتب السردارية ليتلقى 5 جنيهات شهريا قررها له السرداروينقيت ليعيش عليها مع اسرته . قلت ان عبد الرحمن المهدي ولد في 1885 وعند تأسيس مدرسة رفاعة للبنين كان عمره 18 عاما ووقتها كان مختفيبا عند الرجل الكريم ود شقدي الذي يقال عنه ود شقدي الهو نايم وايدو بتدي في جزيرة الفيل خارج مدني. هذا بعد ان اخذه ود كمتور على حماره وهو جريح من الشكابة .
كرهت بجاحة الانصار وتصرف الصادق واهله وكانهم يمتلكون السودان . تم تهديدي والاستفسار، من انا ومن اكون لكي اتجرأ وانتقد الدكتور عمرنور الادائم !!
وقلت لهم
يا بشر مافى حجر قوملو شدر
وعكولا متين لحقها دشر
سيف العشر ما بكتل بكتل قدر
والسنيف فى اللغد شيتاً بحير
لما الرجال تشيل المر بنرجى الامر
ما بنحمل الزل حتى اللكان عسلاً مقطر
انا ابو فقوق ما ببدا الشر
اكان حصل بنشف محل ما مطر
انا نار الصاقعه الما بتدورلا كور
انا الكوكاب الاتطمر في الزور
انا اخو العشرة ابو العشرين
رفيق بلة الما بسوي الشين
الام اميبنة والابو ابراهيم
للخيان عسل وسما للئيم
في امدر ربينا وابدا ما حملنا مهين
في بلد الترك فريقنا ومربط خيولنا الحين
نركز ونتوسد بنات الما بقولوا آمين
ما بننسى الاهل ولى جودنا ما في حدود
رسل عجم ويهود ما بتلقى باب مسدود
كل البدق الباب بنقابلو بى ترحاب
العندنا بندى حتى اللكان ويكاب
ما بنرفع النظرات وما بنكشف الجارات
ما بنكشف الا الضيم وثباتنا فى الحارات
ديمه بنقول الحق حتى الكان بيوجع
ما بهمنا الحاكم ومن كلمه ما بنرجع .
عكوله ام تشر وهى الارنب البرى والدشر وهو الكلب الغير اصيل وليست له شجرة عائلة ، لا يصلح للقنيص . السنيف وهو رص الاغصان القصيرة مغروزة فى الارض الرمليه لوقف زحف الرمال ، عندما يكون الخدارصغيرا ، اضان فار . اللقد هى الارض الطينيه التي لا تحتاج للسنيف . المقصود هنا ان التهديد لا يفيد .
اخيرا وجدوا من قال لهم اقفلوا الباب مع شوقي لا بتقدروا تخوفوه ولا بتشتروه .
شوقي .
shawgibadri@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: عبد الرحمن المهدی جوازات سفر نور الدائم جواز سفر فی زمن
إقرأ أيضاً:
الفنانة التشكيلية «مريم الوهيبية» لـ «عمان»: أحب رسم الوجوه لأن عنوان الحكاية دائما يبدأ منها
لكل منا حكاياته التي يعيشها فـي مسارات الحياة، حكايات قد تتشابه فـي بعض تفاصيلها وقد تختلف. لكل جزء من الجسد قصة، لكن حكاية الوجوه هي الأعمق، والأثقل حبكة، والأغنى بالتفاصيل، فالوجوه مرآة تعكس ما يخبئه الوجدان، وتكشف أسراره بأسلوب خاص لكل عين تراها. هي الحكايات الوحيدة التي تُقرأ بلغات متعددة، تختلف معانيها باختلاف قارئيها، فكيف إذا كانت ريشة الفن هي التي تترجم تلك اللغات وتسرد قصص الوجوه بصمت يعج بالمعاني؟
دعينا ننطلق من بداية الفن فـي مسيرتك.
بداياتي الفنية كانت بعضوية فـي جمعية الفنون التشكيلية تقريبا من عام 1979م، وشاركت فـي معارض الجمعية السنوية ومعارض الشباب منذ بداية العضوية، وبعدها تم فصل معرض الشباب عن المعرض السنوي، المعرض السنوي يشارك فـيه الفنانون من أعمار معينة، وشاركت فـيه إلى آخر معرض كان فـي 2018، حصلت فـيه على الجائزة الثانية وتوقفت بعدها المعارض بسبب جائحة كورونا، وبعد عودة المعارض بعد الجائحة لم أشارك، وإنما كان لي معرض شخصي صغير بسيط، ولكن لم يكن له صدى كبير، بعدها بدأت التحضير جديا لمعرض «الوجوه حكايا»، عملت عليه وعلى الأعمال التي حواها المعرض، والتي أنجزتها فـي فترة العزلة فـي كورونا، وخرجت بأعمال كثيرة، إضافة إلى أعمال أنجزتها فـي 2023، وهي أكثر سنة اشتغلت فـيها على لوحات وأعمال فنية، وشعرت أنه حان الوقت لأن تخرج هذه الأعمال على هيئة معرض شخصي، وكان ذلك قد تحقق بإقامة معرض «الوجوه حكايا» فـي بيت الزبير. الأعمال الفنية التي حواها المعرض بلغت 36 عملا بمقاسات مختلفة، منها ما هو فوق المتر، ومنها مقاس يصل لعشرة سنتيمترات، وهي الأعمال التي قمت بتركيبهم ببعض، حوالي 80 عملا فـي لوحة واحدة، وهو العمل الذي لاقى إقبالا وإعجابا كبيرا من الجمهور.
********************************************************************************
ما قصتك مع «الوجوه»؟
قصة قديمة جدا... فأنا مذ كنت صغيرة أحب رسم الوجوه، وأرسم الفساتين، وأحب الرسم الكاريكاتيري، ولكن بعدها بدأ يتطور الأمر، بدأت بالرسم باستخدام قلم الرصاص، بعدها بالألوان الخشبية، بعدها بدأت بالرسم بالإكريلك، وبالطبع أحببت الإكريليك أكثر عن بقية المواد الأخرى، وبدأت رحلتي فـي الرسم باستخدامه، رسمت الوجوه، الوجوه الكثيرة التي تعبر عن كثير من الأشياء، وكان معرضي يحمل اسم «الوجوه حكايا»، لأن كل وجه له حكاية، وكل متلقٍ يستطيع أن يقرأ حكاية خاصة بكل وجه، كل على حسب مشاعره، وعلى ما يراه فـي الوجه الموجود فـي العمل، وربما يكون الوجه هو انعكاس لوجه المتلقي، يستطيع أن يقرأ فـيه مشاعره.. أحاسيسه، ربما هو ذات العمل ولكن كل شخص قد يرى فـيه حكاية مخالفة لحكاية الشخص الآخر، قد يحوي العمل أكثر من 100 قصة، وعنوان القصة دائما يبدأ من الوجه، لهذا أحب الوجوه كثيرا، لا سيما وجوه النساء، لأنها غالبا مليئة بالمشاعر، وتحوي العديد من التفاصيل.
********************************************************************************
هل وجه مريم موجود؟
وجه مريم موجود فـي كل لوحة، تجدينه موجودا فـي كل وجه، وكذلك وجوه الناس الذين أحبهم هي موجودة فـي تلك الأعمال، وربما حتى الناس الذي لا أحبهم، الوجوه السعيدة، والغاضبة والحزينة، فأنا موجودة فـي كل عمل، أضع فـي كل لوحة أو فـي كل وجه شيئا مما فـي داخلي، ربما أحيانا قد تكون وجوه ومشاعر حقيقية تتحول على شكل وجه فـي اللوحة، ولكن أحيانا هناك أعمال غير مخطط لها، أو دون فكرة واضحة، مجرد إمساكي للفرشاة ومزج الألوان وأبدأ فـي الرسم، يكون عقلي الباطن وجها جديدا، أحيانا غير مرتبة وغير مستعدة لها، ربما فعلا هناك أعمال أكون بمشاعر معينة وتنعكس على اللوحة، ولكن أخرى قد لا تكون كذلك.
أعمالك تعكس الهوية العمانية.. لا سيما من خلال الأزياء. ما مدى ارتباط فنك بذلك؟
أنا متلبسة تماما بعمان، وخصوصا المرأة العمانية وافتخر وأفخر بالأزياء العمانية، وبلادنا ما شاء الله مساحتها كبيرة، وبها محافظات كثيرة، وكل محافظة غنية بتراثها وعاداتها وأزيائها المتنوعة، وأنا أحب جدا أن أوظف ذلك فـي أعمالي الفنية، فلابد أن تظهر هذه الحضارة العريقة بكل ما تحويه، فرسمي للمرأة العمانية أركز فـيه على الزي التقليدي إضافة إلى الحلي والذهب والفضة التي ترتديها المرأة العمانية، فبالنسبة لي اللوحة لا قيمة لها بدون هذه الهوية.
وهذه بطبيعة الحال رسالتي من خلال الفن، والفن رسالة لابد أن يلتزم بها الفنان، وأنا رسالتي من الفن هو الجمال، أركز على الفن الذي يبث الجمال وينشر الفرح، ويهمني أن تكون المرأة حاضرة فـي أعمالي لأني مدركة لأهمية المرأة العمانية ودورها الحضاري والتربوي فـي المجتمع، لهذا أنا أركز على أزياء المرأة التي تحافظ على هويتها وعاداتها وتقاليدها العريقة.
********************************************************************************
حدثينا عن «مريم آرت جالاري».. متى بدأت الفكرة؟ وكيف؟ وما سبب اختيارك للمكان (قلعة بهلا)؟
فكرة الجاليري كانت تراودني منذ وقت طويل، وكان الموقع هو المعضلة التي كانت تقف فـي طريق إنشائه، ولكن شاءت الصدف أن يكون فـي قلعة بهلا حيث كانت رغبتي فـي نقل معرضي الشخصي «الوجوه حكايا» للقلعة، وقد اخترتها لأسباب كثيرة منها: قيمتها العظيمة بشكل عام فـي التراث العالمي، وقيمتها بشكل شخصي لوجود أثر من جدتي لأمي التي كانت تسكن فـي القلعة فـي خمسينيات القرن الماضي حيث كان والدها عسكريا فـي القلعة.
وبعد المشاورات مع مسؤول القلعة تم الاتفاق أن يكون معرضا دائما فأحببت أن يكون موقعا للجاليري أعرض فـيه أعمالي بشكل دائم إضافة لمساحة لمحل هدايا تذكارية لأعمالي الفنية متوفرة بأشكال مختلفة على مواد مختلفة.
********************************************************************************
كم يبلغ عدد اللوحات فـي الجاليري، وكيف هو الإقبال حتى الآن؟
يتوفر فـي الجاليري أكثر من ٣٠ عملا فنيا أصيلا، والإقبال فـي فصل الشتاء يكون جيدا جدا، والسياح فـي توافد كبير، والمسؤولون فـي القلعة يعملون بجهود كبيرة لجعل القلعة مزارا مهيئا للسياح المحليين والأجانب.
********************************************************************************
تتوفر لوحاتك للاقتناء كتذكاريات... وهو ما لاحظت توفره فـي الجاليري.. حدثيني أكثر عن هذه الفكرة التي تضمن انتشار أعمالك للجمهور، وهل تشجعي الفنانين على تطبيقها؟
الأعمال الفنية المطبوعة توفر للزائر من داخل وخارج سلطنة عمان اقتناء عمل فني يحاكي العمل الأصلي كتذكار أو هدايا، وذلك لسعره المناسب الذي يكون فـي متناول الجميع، وفكرة أن يكون العمل الفني فـي متناول الجميع بسعر مناسب هو ميزة للفنان، وانتشاره وانتشار فنه بشكل عام بين الناس، كما أنه يعطي انطباعا بأن هناك فنانين عمانيين لا يقلون موهبة عن فناني العالم، وأيضا تمكن هذه المقتنيات المطبوعة الفنان من انتشار فنه وأسلوبه المتميز المختلف عن بقية الفنانين. وأنا أشجع الفنانين أن تكون لديهم نسخ مطبوعة من أعمالهم، وهو ما يمكن المتذوق للفن غير القادر على شراء الأصل من اقتناء نسخة منه فـي أقل تقدير.
خلال الفترة الماضية، كان واضحا جدا لكل جمهورك ومتابعيك، رسالتك السامية فـي دعم القضية الفلسطينية، والفنان بفنه يمتلك القدرة على التعبير والدعم والتضامن ونشر رسالته لأكبر عدد من الجمهور.. حدثيني أكثر عن ذلك.
الفنان الحقيقي يتأثر بما يدور حوله من قضايا فـي مجتمعه الصغير بشكل خاص، وما يدور حول العالم بشكل عام، فـيحاول أن يعبر بفنه عن هذا التأثر، فكيف إذا كانت القضية هي القضية الأسمى والأعظم، القضية التي تمس عقيدتنا وعروبتنا، القضية الفلسطينية التي ولدنا ونشأنا على أخبارها وأخبار المآسي التي كان سببها المختل الصهيوني! هنا يكون الفنان الحقيقي مقاوما بفنه، بقطعة القماش البيضاء، بفرشاته، بألوانه، يحرك كل هذا شعور الألم والضعف وقلة الحيلة، فـيخرج عملا يعبر فـيه عن القضية بأسلوبه ويحاول أن ينشره بنية أن يوعي الجيل القادم عن القضية ويستغل الـ«سوشال ميديا» للوصول لأكبر عدد ممكن من المتلقين خارج الوطن العربي، وهذا أقل ما يمكن أن يفعله أي فنان حقيقي يحمل فـي قلبه وجع الأمة الأعظم (القضية الفلسطينية).
********************************************************************************
هل هناك تحديات يواجهها الفن التشكيلي فـي عمان؟
بالطبع هناك العديد من التحديات التي يواجهها الفن فـي سلطنة عمان، فالمراسم التي تستقبل الفنانين قليلة جدا، ربما فـي العاصمة مسقط الوضع أفضل ولكن فـي المحافظات ليس سهلا ذلك، كذلك الدعم لدينا جدا ضعيف، والفنان العماني يستحق الدعم، وهو متميز جدا وهذا ما نسمعه عندما نقابل زملائنا الخليجيين والعرب وهم يشكرون الفنان العماني بشكل كبير، وأعمال الفنان العماني معروفة ومتميزة، فأنا أتابع المعارض الخارجية، قد يكون بعضها لا يحوي هذه الروح التي تحويها المعارض العمانية التي تصنعها الأعمال العمانية، فنحن نملك بيئة غنية تساعدنا، وبلدنا بشكل عام بلد محبة للفن والثقافة، والجمهور العماني يتبع الفنان أينما حل وأينما وضع بصمته، كذلك اقتناء الأعمال صار أفضل بكثير عن السابق، أصبح لدى الجمهور الوعي أن اقتناء العمل الفني استثمار، وهو إرث سينتقل من جيل إلى آخر.
********************************************************************************
على مستوى الكتابة ماذا بعد «قبلة على جبين الألم»؟
أنا متمهلة جدا فـيما يخص الإصدارات الأدبية، ولكن هناك مخزون من النصوص تتطلع للنشر قريبا إن شاء الله.
********************************************************************************
وعلى مستوى الفن ما خطوة مريم القادمة؟ وإلى ماذا تنظرين غير «الوجوه»؟
لن يكون سهلا أن أتجاوز الوجوه، ربما سأستمر فـي رسم الوجوه ولكن بأفكار وأساليب مختلفة، ولكني أيضا أنا مسكونة بالأبواب والبيوت، الأبواب لها أرواح، والبيوت كذلك، ربما سأتجه للبحث فـي حكايا البيوت والأرواح التي تسكنها. وخطوتي القادمة هي معرض شخصي خارج سلطنة عمان إن شاء الله.
********************************************************************************
كلمة توجهينها للفنانين الذين يشقون الآن طريقهم فـي عالم الفن.
دائما أقول للفنانين الذين هم فـي مرحلة تأسيس طريقهم الفني، ألا يشعروا باليأس إذا واجهتهم عوائق فـي البداية، وإنما عليهم أن يستمروا، لأن أعمالهم هي من ستتحدث عنهم فـي النهاية، وغالبا لن يجدوا إقبالا جماهيريا فـي البداية، ويمكن أن ترى سيرة الفنانين الكبار، فهم فـي بداية الطريق عانوا كثيرا، بعضهم من انتشرت أعماله بعد وفاته، ولكنها فـي النهاية بقت شاهدة على قوة أدائهم الفني.