أطفال الاستنفار و”أبناء الذوات” ومحامي الفلول..!
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
الغريب في الرواية والحكاية أن معظم من دفعهم الكيزان للاستنفار هم من الصبية الصغار بين 15 و17 عاماً..! ومن المؤكد أنهم أطفال لا يملكون قرار المشاركة في قتال كهذا..عدا أنهم لا يملكون عدته..! لقد كان منظرهم بعد وقوع كثيرين منهم في الأسر بين أيدي المليشيات يمزّق نياط القلوب..!
لماذا على سبيل المثال لا يشارك مصطفى عثمان إسماعيل ومحمد الحسن الأمين في هذه المعارك التي يموت فيها صغار الشباب موت الضأن.
هل هناك موقف يتطلب وجود الإنقاذيين في مقدمة الصفوف الاستنفارية أكثر من هذه الموقف..؟! إنهم يبعثون بالصبية الصغار..فمتى يتقدمون الصفوف هذه المعارك التي يقولون إنها الفيصل والفرقان والفسطاط بين الحق والباطل..؟!
لماذا في هذه الآونة يمرح قادة الكيزان في فيللات دبي واسطنبول والدوحة وكأنهم في إجازة "بدون مرتّب"..؟! أين الكيزان وأبناؤهم من هذا الاستنفار..! لماذا أبناء البرهان والكيزان في ذروة الاستنفار يركبون "الموتسيكلات" في منتجعات تركيا ويرقصون في صالات الفنادق (أبو خمسة نجوم) لأحياء حفلات أعياد ميلادهم ومناسبات الختان وزيجات الأقارب والأصهار..!!
أبداً..هذا ليس غريباً ولا جديداً في (شرعة الكيزان)..! لقد كانوا طوال ثلاثين عاماً ولا يزالون يعيشون حياة الترف و(النزق) ويسمّمون الشعب بالأغذية الفاسدة والأدوية المضروبة والدقيق فاقد الصلاحية..! يلقون بالمواطنين في مهالك الجوع والمرض والفقر..وينهبون حتى لبن الأطفال وخيام الإغاثة..!
لقد كانوا ولا يزالون مشغولين بالشركات والبوتيكات والقصور والعمائر واليخوت و(القطع السكنية) ومضاربات الدولار و(عوائد الكونتينرات أياها)..! وهم في ذلك سواء..من أعلى مناصب الدولة والتنظيم إلى أدناها..من جماعة (الكيان الخاص) والذكر والذاكرين وتزكية المجتمع والدعاء والتضرّع..إلى وعاظ الأوقاف وأئمة المساجد وزبانية الأمن..ومن رئيسهم وقضاتهم ووكلاء نياباتهم. إلى ولاتهم وجنرالاتهم و(خبرائهم الاسطراطيجيين)..!
هل تكلم احد قادة الكيزان منذ أن بدأت هذه الحرب اللعينة وحتى اليوم عن القتلى والمصابين؟ أو عن إيواء اللاجئين والنازحين والمشردين..؟ أو عمَنْ فقدوا دخولهم وانقطعت أعمالهم ومرتباتهم.؟!.. أو عن قوافل المرضى والمحتضرين..؟! أو عن مصير 20 مليون طالب وطالبة انقطعت صلتهم بمدارسهم ومعاهدهم..؟ أو عن الذين يتضوّرون جوعاً ويطعمون أطفالهم من جذور الخِروِع والنيم وبعض الحشرات الأليفة الخالية من السميّات..!
بدلاً من ذلك "محمد الحسن الأمين" يناشد الدولة في هذه الأيام لنقل المخلوع مقطوع الطاري "عمر البشير" للعلاج بالخارج بحجة أنه يشكو من (أعراض سوء الهضم)..ولأن مدينة مروي لا تتوفر بها أسباب الرفاهية الكافية..لذلك لا بد من نقله لأحد المستشفيات في أوروبا أو آسيا..!
أين النائب العام (الإنتيكة) الذي يدعو إلى إنفاذ الاعتقالات عبر الانتربول (والبشير هارب من الحبس ويقيم في مروي رغم حكم القضاء عليه بالبقاء عامين في مؤسسة إصلاحية)...!!
المخلوع وحده هو الذي يستحق الاستشفاء والنقاهة بالخارج وليمت جميع المواطنين المرضى ومصابي الحرب..! والمفارقة أن المخلوع الذي يريد العلاج بالخارج هو راعي مشروع (توطين العلاج بالداخل)..!!
وهو مشروع كاذب روّج لها لوردات المستوصفات الخاصة وسماسرة الأدوية و"مافيا العلاج السياحي" وصاحب (مستشفى التين والزيتون) الذي أقام مستشفاه الخاص على أنقاض مستشفى الخرطوم التاريخي..! بل شيده في أرض (وقف خاص) لأرملة رجل أعمال ومُحسن شهير (حياه الغمام)..رحل عن الدنيا بطيب السيرة والسريرة..وبمأثرة تشييد المراكز الصحية العديدة للعلاج (مجاناً لوجه الله)..!
ولا يخجل محامي الإنقاذ صاحب المناشدة أن يذكر تعضيداً لطلبه بتسفير المخلوع للخارج أن 90% من مستشفيات السودان خرجت من الخدمة بسبب الحرب..!! طيب لماذا تدعون إلى مواصلتها..!
هذا هو المثال الذي يجسّده هؤلاء البشر ولا عجب..! هذا هو نموذجهم الذي يمثله (بامتياز) طالب الشفاعة؛ محامي الديكتاتوريات والشموليات والمدافع عن الانقلابات والانقلابيين و(كومبارس الطغيان) الذي لا يتأخر عن مناصرتهم في كل الأحوال.. إلا أنه (لا ينسى نصيبه من الدنيا)..!
فهو ينظر إلى حيث (اللقمة الهنيّة الطريّة الليّنة) وبسببها شهد الناس هرولته الشهيرة من معسكر جماعة "الشعبي" إلى معسكر جماعة "الوطني" (صاحب السلطة والمال والمناصب)..وفي غمضة عين عبَر الرجل "بحر المانش" سباحة و(بملابس خفيفة) من مدينة "دوفر" الانجليزية إلى "كاليه" على الشاطئ الفرنسي.. الله لا كسّبكم..!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
“الإصلاح اليمني”: التكتل الوطني مفتاح رئيسي للحل الذي طال البحث عنه
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
قال حزب الإصلاح اليمني، الثلاثاء، إن إشهار التكتل الوطني للأحزاب السياسية والقوى في العاصمة المؤقتة عدن، جاء استجابة لحاجة اللحظة، هو حل أيضا، أو على أقل تقدير مفتاحاً رئيسيا للحل الذي طال البحث عنه.
وكتب نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح عدنان العديني، في منشور على منصة إكس، “الواقع السياسي اليمني أثبت حاجةً ماسة منذ فترة – وليس من اليوم – لتوحيد الجهود والطاقات صوب الغاية التي يتطلع إليها شعبنا؛ وهدفه المنشود باستعادة الدولة المختطفة؛ والمسار السياسي حتماً سيقود إلى حل للمشكلات؛ وفي أسوأ الأحوال لن يكون مشكلة بذاته كما هو الحال مع ما عداه من خيارات”.
وأضاف “الأحزاب السياسية اليمنية ومثلها القوى والمكونات الأخرى الفاعلة ما زالت قادرة على إنتاج أفكارا للحل، والتوافق الذي شهدته مدينة عدن اليوم هو خطوة في الإتجاه الصحيح، وفوق أنه استجابة لحاجة اللحظة، هو حل أيضا، أو على أقل تقدير مفتاحاً رئيسيا للحل الذي طال البحث عنه” على حد تعبيره.
وفي وقت سابق، أعلن رسمياً إشهار التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية المناوئة لجماعة الحوثي، برئاسة أحمد بن دغر، وذلك في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد.
وأعلن التكتل في بيان الاشهار، عن برنامج سياسي لتحقيق عدد من الأهداف، تضمنت “استعادة الدولة وتوحيد القوى الوطنية لمواجهة التمرد وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية كقضية رئيسية ومفتاح لمعالجة القضايا الوطنية، ووضع إطار خاص لها في الحل السياسي النهائي”.
وتشمل أهداف برنامجه السياسي “الحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية، بما يلبي تطلعات أبناء جميع المحافظات، والحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني”.
كما شملت “تعزيز علاقة اليمن بدول الجوار ومحيطها العربي والمجتمع الدولي، ومحاربة الفساد والغلو والإرهاب ورفض التمييز بكافة أشكاله، واستئناف الحياة السياسية في عموم محافظات الجمهورية، ورفض فرض المشاريع والرؤى السياسية بالعنف، ومساندة الحكومة في برنامجها الاقتصادي لتقديم الخدمات ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن”.