سودانايل:
2025-02-22@21:19:42 GMT

تهليل لاختبار جذوة ثورة ديسمبر

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

ضجت الاسافير لتسجيل شاب استمعت إليه بالأمس فوجدت أنه صغير في سنه. ولكنه ما عرف الهوى السياسي العويص لجماعته، فهاجم الثورة، وشبابها، ومارس التخليط السياسي بأريحية يحسد عليها. اعتقد أن ذلك الشاب موظف لا أكثر ضمن خطة ماكرة. إن لايفه بالكاد بالونة اختبار من صنع الإسلاميين. حاولوا من خلاله معرفة إلى أي مدى ما يزال الشعب السوداني مرتبط بثورته التي عُرقلت بالحرب.

وطبعاً معظم الشواهد تدل على أن الحركة الإسلامية فكرت ثم قدرت أن لا سبيل لاسترداد سلطتها سوى تفجير الأوضاع في السودان حتى يتسنى لها السيطرة عليها. ولذلك ما قال به الشاب الصغير مجرد استطراد لما قال به كثير من الإسلاميين من تهديد لضرب الثورة، ورموزها، وتشويه صورة شبابها المناضلين. فالبرهان والعطا أصدرا من القرارات، والتصريحات، البائسة لملاحقة رموز الثورة. وهي قرارات رمزية ليس الهدف منها طبعاً القبض على حمدوك، وبقية المطلوبين، وإنما ترسيخ الفهم بأنهم رموز الثورة المتعاونين مع حميدتي الذي صنعوا نجوميته. وفي كل أحاديثهم فإن قيادات الجيش يستبطنون الرغبة في الحل الشامل الذي لا يستثني "احد". ولكن ليست لديهم الشجاعة للقول إن الإسلاميين سيكونون جزءً من المعادلة السياسية لما بعد الحرب إذا انتهت بالتفاوض. أما خلاف ذلك فكل تصريحات القيادات الإسلاموية بعد الحرب ركزت بشكل استراتيجي على دمغ الاحزاب بأنها مظلة سياسية للدعم السريع. والهدف من هذا ابتزازها، من جهة، وكسب قاعدة الرأي العام، نظراً لما يساعد هذا في إمساكهم بخيوط الحرب من الجهة الأخرى. وقد لاحظنا أن عددا من منظري الإسلام السياسي ظلوا يهددون بسحق الديسمبريين في قناتي طيبة، والزرقاء، ومنصات أخرى. وهنا لا يفرقون بين بعثي، أو أمة، أو مؤتمر سوداني، أو شيوعي، أو مستقل، أو بلبوسي ثوري شوهوا فهمه، وسرقوا دماغه بأن الحرب من أجل الكرامة، أو السودان. فكل المدنيين الناشطين في اللستة إلا من استجاب لخطة الكيزان الشيطانية. الثابت أن في سريرة الإسلاميين أن كل من قال "تسفط بس" سيجد جزاءه آن عاجلاً أم آجلا. والمسألة مسألة وقت حتى يدخل كل ثوري جحره، أو ستثكله أمه. فأولويتهم الآن الشحذ للحرب، ولو انتصروا فيا ويل دعاة المدنية. إذا كنا لا نفكر بهذه السقوف العالية المظنونة تجاه الإسلاميين فنحن بحاجة إلى منحهم تتجارب جديدة في الحكم حتى ندرك خطورة الإسلاموي في مشهدنا السياسي. ولكن هيهات. ثورة ديسمبر لم تكن إلا النقيض لمشروع الإسلاميين في وراثة السودان. ولذلك فالذين وقعوا تحت تأثير إعلام الحركة الإسلامية، وصاروا داعمين للجيش بحاجة إلى الإفاقة. فالشاب صغير السن ذاك أتى بها من الآخر، ولم يراع للبلابسة من المؤمنين بثورة ديسمبر. وعلى هولاء النفر الديمقراطيين المغرر بهم الذين يريدون استمرار الحرب - حتى تنتصر لهم الحركة الإسلامية لترينا نجوم القايلة - أن يدافعوا عن لايف زميلهم هذا الشاب. ذلك لأن هجومهم ضده من خانة أنهم مع الكيزان في سرج واحد الآن لا طائل وراءه. ذلك ما فتيء هؤلاء الديمقراطيون مؤيدين للديكتاتور البرهان، مهندس المعارك. وهو قد قاد الانقلاب، والحرب بمكيدة الإسلاميين لمحو آثار ثورة ديسمبر العظيمة. You can’t have it both ways. You are either with us, or against us.

suanajok@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

شكرا مصر والتالية ريتا!!

*أكبر ما كشفت عنه الحرب الجارية أن السودان بلا ظهير سياسي حقيقي ولاحليف استراتيجي يعتمد عليه ولقد وقفت الدولة محتارة عند الحرب مثل امرأة سقط عنها ثوبها وسط السوق في رابعة النهار*!!

*الفارون من جحيم الحرب في السودان بدلوا نارا بنار وقتل بعضهم بدم بارد في معسكرات اثيوبيا وفي اسواق الجنوب ومات البعض الآخر بسوء الأحوال في تشاد ومن بقوا في الخرطوم قتلوا بالاشتراك الجنائي لمرتزقة من ذات دول الجوار*!!

*الوضع أعلاه والذي نجم عن سقوط الخرطوم اولا وساء بالسقوط المتتالي لبعض المدن والبلدات الآخرى دفع رجلا محترما مثل السفير نور الدائم عبد القادر للبكاء على الهواء مباشرة وهو يقول إن السودان لا يستحق ما يجري له -السودان دافع عن القاهرة وعن بغداد وعن طرابلس والسودان حارب في اليمن وفي فلسطين*

*الاستثناء موجود طبعا ومن بين المواقف كلها ينسل الموقف المصري -الرسمى والشعبي- وكذلك إريتريا – ريتا – وقطر وأخرى سيأتي ذكرها بحساب*

*كانت مصر هي الوجهة الأولى لٱلاف السودانيين ولم تكن خيارا عشوائيا وانما خيار قام على حقائق التاريخ والجغرافيا بل الكيمياء المشتركة بين الشعبيين*

*فتحت مصر حدودها لآلاف السودانيين جوا وبرا وكانت ولا زالت تغض الطرف عن المئات منهم والذين يتسللون إليها بلا إجراءات رسمية وقد كتبت من قبل عن ظاهرة التهريب المكشوفة لصحيفة الكرامة السودانية (مصر عارفة – بس عاملة مش شايفة!!)*

*إقليميا ودوليا كان الموقف المصري ولا يزال هو الأقوى ولقد ساهم بمقدار في تحجيم الأجندة الخارجية لتفكيك الدولة السودانية*

*الأسباب أعلاه دعت (رابطة الشعوب) بقيادة اللواء عمر نمر لتنظيم مبادرة لشكر مصر حكومة وشعبا وهى مبادرة ذات أبعاد فلسفية بعيدة تهدف فوق الشكر المستحق الى تشجيع الآخرين للفعل الإيجابي الواجب تجاه السودان والسودانيين*

*إن كان ثمة مقترح فإني أشير للواء نمر بأن تكون ارتريا التالية وشكرا مصر*

*بكرى المدنى*

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كيف يحاول البرهان أحياء الوثيقة الدستورية وهي رميم؟
  • شكرا مصر والتالية ريتا!!
  • ديسمبر كانت ثورة للغباء السياسي وسيادة روح القطيع.. لا نريد تكرار التجربة
  • هل تخلى الحلو عن مشروعه السياسي أم وجد ضالته في مشروع تقسيم البلاد
  • التحالف المدني الديموقراطي لقوى الثورة (صمود) يرحب بمخرجات اجتماع مجلس السلم والأمن الافريقي ويواصل مشاركته في المشاورات الأفريقية لإحلال السلام في السودان
  • مصراتة | بلعم لحكومة الدبيبة: نحن نريد الحرب ونريد أن نحرر المنطقة الشرقية
  • شعث: نتنياهو لن يكون جزءًا من المشهد السياسي بعد حرب غزة
  • أستاذ علاقات دولية: نتنياهو لن يكون جزءًا من المشهد السياسي بعد حرب غزة
  • أستاذ في العلاقات الدولية: نتنياهو لن يكون جزء من المشهد السياسي بعد نهاية حرب غزة
  • عمر خلف الله: إبراهيم الميرغني تم فصله من الحزب منذ الرابع من ديسمبر 2022