سواليف:
2025-03-06@08:52:21 GMT

المفترق الخطير بين مشروعين

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

المفترق الخطير بين مشروعين _ د. #منذر_الحوارات

شهدت الفترة منذ #طوفان_الأقصى في #السابع_من_أكتوبر ما يشبه البركان الحقيقي إذ عصف بكل ثوابت المنطقة بغثها وسمينها، وأول ضحاياه كان دولة #الاحتلال التي ترنحت لساعات من هول الضربة والتي لو استتبعت بما كان مخطط لها في ذهن قادة المقاومة في حماس لتغير الكثير من ثوابت الصراع، لكن ذلك لم يحدث فقد تبرأ جميع أركان المحور من المعرفة بالطوفان وإن كانوا قد أيدوه ولكن بردود غلب عليها التحفظ وعدم الرغبة في الانجرار إلى مواجهة مفتوحة مع دولة الاحتلال وبالتالي الولايات المتحدة، بالنتيجة استفردت اسرائيل بالمقاومة وكان ما كان، وانتقلت إلى الجار الأخطر حزب الله قنبلة إيران النووية في المنطقة والتي تشكل رأس الحربة الضارب لها وجوهرة مشروعها الإقليمي.

 

تاريخياً مكن الفراغ الذي أحدثه غياب العراق الدولة من انطلاق النجاحات الإيرانية على حساب الدولة المنهارة ومنه شرعت في تفكيك المشروع الوطني للدول العربية، والذي ساعدها فيه فشل الربيع العربي، فعدم الاستقرار الحاصل مكنها من إسقاط مشاريع الدول وإحلال مشاريع المليشيات على حسابها فاستحوذت على المزيد من الدول العربية، وكي تكون مقنعة رفعت العديد من الشعارات العادلة للاستحواذ على قلوب العرب وهم ساحة الصراع ووقوده، فكانت القضية الفلسطينية وحرب إسقاط قوى الاستكبار العالمية كمشروع للدفاع عن الأمة الغطاء الذي تذرعت به، هذا الشعار أعطى لهذه القوى والمليشيات مكانة مهمة في داخل بلدانها فاستحوذت على السلطة وبالتالي الثروة والمكانة العاطفية لدى الجماهير المتعطشة لأي انتصار، بينما تمكنت إيران من إدارة المكاسب السياسية على مستوى الإقليم لصالحها. 

وفي المواجهة الأخيرة بدت إيران غير آبهة من توجه اسرائيل لضرب حزب الله في البداية معتقدة أن اسرائيل تريد ان تلعب لعبة تغير قواعد الاشتباك وربما تغاضت قليلاً أو بقيت مسترخية بينما كان حزب الله يُستنزف رويداً رويداً، كانت إفاقتها الاولى عندما بدأت إسرائيل باغتيال القيادات بدءاً من قيادات الحرس الثوري في السفارة السورية والذي ردت بعده ايران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على العدو واعتقدت أن هذا الرد بالذات بعد الضبط الأميركي لإسرائيل كافي لإغلاق الملف عند هذا الحد والبدء في صفقة، لكن إسرائيل لم تتوقف كما اعتقدت إيران بل ذهبت إلى ما هو أبعد، فقد تتالى اغتيال القيادات وتوسطه حادث البيجر والسلسلة معروفة بعد ذلك إلى أن وصلت إسرائيل إلى اغتيال السيد حسن نصر الله عليه رحمة الله، هنا أيقنت إيران انها محاولة إسرائيلية أميركية لتقطيع أوصال تحالفاتها والقضاء على نفوذها في المنطقة وتأكدت أن المشروع الصهيوني الذي استهانت به يكاد يهزمها كما هزمت المشروع العربي سابقاً وأرغمته على الاقتناع بأن الانتصار عليها عسكرياً امر شبه مستحيل مما دفعه لتوقيع اتفاقيات سلام معها، هنا  قررت التدخل لكن بعد فوات الأوان، لقد أضاعت لحظة أكتوبر وجاء وقت دفع الثمن لا الحصول على ثمن.

مقالات ذات صلة إلى وزير التربية.. لا يوجد متابعة في الميدان. 2024/10/08

في ظل هذا المُعطى تحاول الولايات المتحدة والتي كانت إيران أفدح خسائره بعد سقوط الشاه إعادة العجلة إلى الوراء في محاولة تقديم صفقة ما لإيران تعيدها بموجبها إلى داخل حدودها مع الاحتفاظ ببعض المكاسب الإقليمية بشرط تفكيك المحور وانفكاك التحالف القائم بين ايران والصين وروسيا، بمعنى أن تقف على الحياد في الصراع المستقبلي الذي يوشك أن يندلع بين الولايات المتحدة والصين، في مقابل عدم توجيه ضربات قاسية لها يمكن أن يهدد بنية النظام  والدولة، في المقابل تستولي اسرائيل على مناطق النفوذ الإيرانية السابقة لكن هذه المرة ليس بمليشيات لكن بدول هشة لا حول لها ولا قوة، طبعاً هذا إن قبلت ايران واسرائيل، وبكل تأكيد سيكون العرب هم الخاسر الأكبر، وهم الذين ما يزالون مستغرقين في حلمين أولهما الخلاص من موجة الثورة الشيعية الخمينية بشكلها الثوري والثاني القضاء على مشروع الإسلام السني المتمثل بتيار الإخوان المسلمين، لكن في غمرة أحلامهم هذه نسوا أو تناسوا أنهم سيقعون لا محالة بين فكي مشروع ديني أصولي قومي متطرف تبنى الصهيونية كواجهة (اسرائيل) وهو الذي يمتلك من القوة والذكاء ما يمكنه من استثمار هذين المكونين لاستعباد المنطقة لعقود قادمة.

بالتالي فإن الركون العربي إلى أننا مقبلون على انفراجة ليس سوى اضغاث أحلام، بل نحن الآن على مفترق طرق خطير ربما يقودنا إلى استعباد وبلطجة عدو لا يعرف الرحمة ولا يؤمن بغير القوة.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى السابع من أكتوبر الاحتلال

إقرأ أيضاً:

تركيا تدين قرار اسرائيل منع دخول المساعدات لقطاع غزة

أنقرة (زمان التركية) – أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا أدانت خلاله قرار الجانب الاسرائيلي بمنع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وذكرت الخارجية التركية في بيان أن منع الحكومة الاسرائيلية دخول الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين بقطاع غزة هو انتهاك صريح للقانون الدولي.

وأكدت الخارجية التركية أن هذه الخطوة التي تهدف لمعاقبة الشعب الاسرائيلي بشكل جماعي يهدد الجهود الرامية لإدامة وقف إطلاق النار في غزة.

وكان مكتب رئاسة الوزراء الاسرائيلية قد أعلن أن بنيامين نتنياهو قرر وقف دخول شتى أشكال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وأرجع الجانب الاسرائيلي القرار إلى إنتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار اعتبارا من الأول من مارس/ آذار الجاري ورفض حماس لمقترح مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لمواصلة اللقاءات التي قبلتها اسرائيل.

من جانبها، استنكرت حركة حماس القرار الاسرائيلي واصفة إياه بجريمة الحرب، والانقلاب الصريح على اتفاق وقف إطلاق النار.

وكان ينبغي انطلاق مباحثات المرحلة الثانية في الثالث من فبراير/ شباط، بموجب بنود الاتفاق الموقع بالفعل، غير أن رئيس الرزوراء بنيامين نتنياهو عرقل انطلاق المباحثات.

Tags: الخارجية التركيةبنيامين نتنياهوتوقف تدفق المساعدات الإنسانية بقطاع غزةحركة حماسستيف ويتكوفوقف إطلاق النار في قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • من هو ملك الجن الأحمر الذي يحارب صابر في مسلسل المداح؟ 5 آيات تحفظك من شره
  • العفو الدولية : اسرائيل ارتكبت جرائم حرب في القطاع الصحي اللبناني
  • الوحش الذي أرعب العالم: من هو محمد شريف الله الذي أعلن ترامب عن اعتقاله أمس
  • 27 لاعباً في قائمة «الأبيض» لمباراتي إيران وكوريا الشمالية
  • زينب نصر الله: إيران وطننا الثاني
  • زينب نصر الله في أول تصريح لها بعد دفن والدها: إيران وطننا الثاني
  • شاهد بالفيديو.. حسناء سودانية تفاجئ الجميع في ليلة تخرجها من الجامعة وتزف نفسها بأغنية “براؤون يا رسول الله” وسط فرحة والدها الذي شاركها الرقص
  • الحوثيون يعلنون استعدادهم لاستئناف العمليات ضد اسرائيل
  • تركيا تدين قرار اسرائيل منع دخول المساعدات لقطاع غزة
  • القارئ الطبيب صلاح الجمل لـ«الأسبوع»: أنا العربي الوحيد الذي سُمح له أن يسجل القرآن في الحرمين النبوي والمكي