عروض أفلام وجلسات نقاشية ملهمة سلطت الضوء على جماليات صناعة السينما، قدمها مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب في أولى أيام دورته الحادية عشرة التي تستمر حتى 12 أكتوبر الجاري، وتقام فعالياتها في صالات فوكس سينما، في “سيتي سنتر الزاهية”، و”سيتي سنتر عجمان” و”سيتي سنتر مردف”، حيث شهد اليوم الأول إقبالاً لافتاً من الأطفال والشباب الذين شاركوا في تشكيلة واسعة من ورش العمل التفاعلية والتدريبية التي تجمع بين الفن والثقافة والتعليم، ما يحفز روح الابتكار لديهم ويعزز قيم التميز والإبداع لدى الأجيال القادمة.

كوميديا ودراما
وضمن فعاليات السجادة الخضراء التي شارك فيها الفنان الكويتي خالد أمين وزميله عبد الله الطراروة، عرض المهرجان أمس الاثنين (الموافق 7 أكتوبر 2024) فيلم “عماكور” للمخرج أحمد الخضري، وتدور أحداثه حول “عماكور” الشاب المشهور على مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يتعرض إلى حادث يفقده الذاكرة، وبرغم ذلك يسعى إلى التأقلم مع واقعه الجديد واستعاده عمله كمؤثر ومصور إعلانات معروف، ما يوقعه في العديد من المواقف الكوميدية والدرامية. ونجح الفيلم الذي كتب قصته السيناريست محمد المحيطيب، في الاستحواذ على انتباه الجمهور الذي أثنى على حبكته وشخصياته، وقدرتهم على المزج بين الكوميديا والدراما وتقديمها بطرق إبداعية تعكس تحديات العصر الرقمي، وتأثيره على أفراد المجتمع على اختلاف فئاتهم وأعمارهم. وخلال الجلسة النقاشية التي سبقت العرض، أكد فريق عمل الفيلم على دور السينما في رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع، إلى جانب قدرتها على معالجة العديد من القضايا المهمة، كما أشاروا إلى أهمية المهرجانات ومساهمتها في دعم الصناعة والترويج للأفلام المستقلة، وفي الوقت نفسه ناقش فريق العمل خلال الجلسة تجربتهم في الفيلم وأبرز التحديات التي واجهتهم أثناء عملية التصوير، ودعوا أصحاب المواهب وصناع الأفلام الناشئة إلى ضرورة البحث عن أفكار جديدة ومبتكرة تمتلك القدرة على التأثير في الجمهور.

أداة فعالة
من جهة أخرى، استضاف المهرجان رغد عودة، مصممة الشخصيات الكرتونية في جلسة حوارية حملت عنوان “حرك شخصياتك الخيالية: إلهام الشباب للتعمق في عالم الرسوم المتحركة”، تناولت فيها مجموعة من المواضيع المتعلقة بتقنيات تصميم الشخصيات في أفلام الرسوم المتحركة، وكيف يمكن لهذه الشخصيات أن تتحول إلى أداة فعالة للتعبير عن أفكار المبدعين وحكاياتهم. وتطرقت رغد عودة خلال الجلسة التي أدارتها رسامة كتب الأطفال سحر عبد الله، إلى طريقتها الخاصة في تصميم الشخصيات وانعكاساتها على المشاهد. وأكدت رغد أن تقنيات تصميم الشخصيات تختلف ما بين “الأنمي” و”الأنيميشن”، وأنه يتم تفصيلها بناءً على الرسالة الأساسية المطلوبة والفئة المستهدفة، مشيرة إلى حرصها على تقديم شخصيات نابعة من ثقافتنا العربية وتتماشى في جوهرها مع طبيعة هويتنا.

ودعت رغد عشاق هذا الفن من الشباب إلى ضرورة التجربة والبدء برسم الشخصيات على الورق قبل الانتقال إلى الأدوات الرقمية. وقالت: “تطوير فكرة شخصية كرتونية جديدة يحتاج إلى إبداع وتفكير عميق قبل البدء بتنفيذها على الورق الذي يساعد في منح الشخصية ما تحتاجه من أبعاد وقوة خاصة في بنائها الأساسي”، لافتة إلى أنه يمكن استلهام الأفكار من الذكريات الشخصية والحياة والمواقف التي يمكن أن نتعرض لها يومياً، داعية في الوقت نفسه أصحاب المواهب الناشئة إلى عدم التسرع في إنجاز شخصياتهم أو أعمالهم، ومنحها ما تحتاجه من وقت لضمان قدرتها على جذب الجمهور ولفت انتباهه.

يشار إلى أن المهرجان يعرض في نسخته الحالية أكثر من 100 فيلم تم اختيارها بعناية من 90 دولة، فيما تشهد منصة “السجادة الخضراء” 5 أفلام تعرض للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، كما يستضيف سوق “أفلام المهرجان” الذي يمثل منصة للمخرجين والمهتمين بصناعة السينما من المنتجين، سلسلة من ورش العمل والجلسات النقاشية والحوارية إلى جانب تنظيم لقاءات تتيح لصناع الأفلام وأصحاب المواهب الناشئة والطلبة فرصة التواصل مع خبراء الصناعة، والمخرجين والفنانين وغيرهم.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

جواهر بنت عبدالله القاسمي: الشارقة السينمائي مساحة تعليمية في السينما للأطفال والشباب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انطلقت هذا الأسبوع الدورة الحادية عشرة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، والذي يعرض أكثر من 90 فيلما من أكثر من 70 دولة، وتحل فيه السينما الفسطينية ضيف شرف، حيث تعرض مجموعة الأفلام الوثائقية والروائية الطويلة والقصيرة، إضافة إلى مجموعة من الجلسات الحوارية والندوات وورش العمل.

وقالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مدير عام مؤسسة "فن" ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، في حوار مع موقع CNN بالعربية: "إن رسالة المهرجان هي دائمًا دعم الأطفال والشباب، ودعم أفكارهم وطموحاتهم، وأن يكون مساحة تعليمية وتفاعلية لمن يرغبون في دخول مجال السينما".

وعن اختيار السينما الفسطينية لتكون ضيفة شرف للمهرجان هذا العام، قالت الشيخة جواهر: "هذا العام اخترنا السينما الفلسطينية كضيفة شرف للمهرجان، ورغبنا في التركيز على إبداعات الشعب الفلسطيني، إلى جانب إبداعات مخرجيها، وتسليط الضوء على تاريخ  الفلسطينيين وتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم، وهذا في حد ذاته إثراء لوعي الأطفال والشباب".

ومن الأفلام الفلسطينية التي ستعرض خلال المهرجان: فيلم "الأستاذ" للمخرجة فرح النابلسي، وفيلم "السبع موجات" للمخرجة أسماء بسيسو، ومجموعة من الأفلام الفلسطينية القصيرة.

من جانب آخر، قالت الشيخة جواهر إن وجود أكثر من 90 فيلما من أكثر من 70 دولة يعتبر قيمة ثقافية، يمكن من خلالها تعلم الكثير عن الثقافات، والتعرف إلى ضيوف المهرجان من جميع أنحاء العالم، بهدف الاستماع إلى تجاربهم، وفي نفس الوقت، هناك التعليم والتثقيف السينمائي، سواء من خلال العروض أو الحلقات النقاشية والمقابلات مع المخرجين وشركات الإنتاج".

ويحرص المهرجان من خلال برنامج العروض، والدورات التدريبية المختلفة، والجلسات النقاشية على دعم الثقافة السينمائية في الإمارات، حيث تقول الشيخة جواهر: "نحن منصة لعرض الأفلام التي تستهدف الأطفال والشباب، حيث كان المخرجون فيما سبق يبحثون عن منصة لعرض أفلامهم التي تستهدف هذا الجمهور. ونعمل اليوم كحلقة وصل بينهم وبين شركات الإنتاج، مهما كان تخصص هؤلاء الشباب الواعدين في المجال السينمائي، ونتمنى أن نتوسع أكثر ونقوم بدعم الأفلام التي ينتجونها".

وعن التغييرات الكبيرة التي شهدها القطاع السينمائي عالميا خلال السنوات الأخيرة، وكيف يواكب المهرجان هذه التغيرات، تقول الشيخة جواهر: "نحن الآن في العام الحادي عشر للمهرجان، وهناك الكثير من التغيرات التي شهدها قطاع السينما، وهذا يحتم علينا مواكبة التغيير. يجب أن نتابع الجديد، ونواكب اهتمامات هذا الجيل، سواء من حيث التطور التكنولوجي في صناعة السينما، أو الموضوعات الجديدة التي يتابعونها، وبالتالي نحاول أن نكون ملمين بكل التغييرات، وأن نمنح الشباب فرص التعلم والنقاش، من خلال المقابلات والورش، وربطهم بأي فرص إنتاجية مستقبلية".

أما عن النصيحة التي تقدمها للشباب الراغبين بدخول عالم السينما وصناعة الأفلام، تقول الشيخة جواهر: "نصيحتي هي دخول مجال السينما بأفكارهم الخاصة، ونحن على استعداد لدعمهم والوقوف بجانبهم، وإرشادهم إلى  الفرص والجهات التي يمكنها مساعدتهم ودعمهم، لكن الأهم هو أن تكون أفكارهم وموضوعاتهم مختلفة وجديدة، وطريقة التعبير غير نمطية، وهذا الجيل الجديد هو الأقدر على تسليط الضوء على قصصهم الخاصة بطريقتهم الخاصة".

يذكر أن المهرجان أطلق مجموعة من المسابقات في عدة فئات منها "أفلام من صنع الطلبة"، وفئات الأفلام الروائية القصيرة والطويلة والوثائقية، إضافة إلى أفلام من صنع الأطفال واليافعين، وأفلام الرسوم المتحركة.

مقالات مشابهة

  • الشارقة السينمائي الدولي يواصل عروضه
  • «الشارقة السينمائي للأطفال والشباب» يفتتح نسخته الـ 11
  • هدى حسين تُكرم بجائزة “الإنجاز مدى الحياة” في مهرجان الشارقة السينمائي
  • هدى حسين تُكرم بجائزة “الإنجاز مدى الحياة” في مهرجان الشارقة السينمائي
  • مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب يفتتح نسخته الـ 11
  • لولا «نيللي» لأطلقنا عليه رصاصة الرحمة.. «الإسكندرية السينمائي» دورة «أربعينية» في خريف العمر!!
  • مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب يفتتح نسخته الـ 11 وفلسطين ضيف الشرف
  • مشاركة عُمانية في المهرجان الدولي للفيلم العربي بالجزائر
  • جواهر بنت عبدالله القاسمي: الشارقة السينمائي مساحة تعليمية في السينما للأطفال والشباب