سودانايل:
2024-10-08@12:06:01 GMT

لا حياد في المعركة الأخلاقية الكبرى.!!

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

لقد قالها رائد النضال من أجل الحقوق المدنية مارتن لوثر كنج: إنّ أسوأ مكان في الجحيم محجوز لأولئك الواقفين على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية الكبرى)، أما وقد تعنتت مليشيا الاخوان المسلمين وحزمت أمرها لاستمرار المواجهة الخاسرة أمام حرّاس الدولة الوطنية – قوات الدعم السريع، وبعد ان افردت عضلاتها عند ذبحها لعدد عزيز من أبناء الوطن البررة في حي الحلفايا بالخرطوم بحري، من الذين لا ذنب ارتكبوه غير صمودهم رغم ويلات الحرب وتقديمهم الخدمات للمواطنين، الباقين بالمدينة التي خيم عليها شبح الحرب والموت وزخات الرصاص المميت، بذا تكون المليشيا المجرمة المتدثرة برداء الدين قد قدمت أنموذجاً واضحاً وصريحاً، لشكل الدويلة الداعشية القادمة لأرض السودان، وعليه وجب على كل شريف ووطني غيور الوقوف صفاً واحداً مع الأشاوس، الخائضين لغمار جمر ولهيب الحرب التي أشعلها مصاصو الدماء، وإلّا ستدوس أرض الأجداد الأقدام الملوثة بدماء الأبرياء والعجزة والمسنين والنساء والأطفال، فالبندقية التي رفعها شباب "الجاهزية" دفاعاً عن أنفسهم والشعب المكلوم، منتصف أبريل قبل الماضي، جاء الوقت الواجب فيه تنظيف هذه البندقية وتزييتها لخوض حرب العبور الأخير، القاصم لظهر العصابة الإخوانية الفاسدة في نفسها والمفسدة لغيرها، لقد شدت الأحزمة وربطت البطون ويمم الشباب الغر الميامين وجوههم شطر تجمعات كتائب الموت، التي تفاخر بقسوتها عرّاب النظام البائد قبل الطوفان بأيام، ولأن دورها قد تم فلابد أن ينقلب وينقص بزناد صبيان البنات، الذين لقنوا تجار الدين دروساً بليغة في الرجولة والثبات والعزيمة والإيمان بالقضية العادلة، الرامية إلى تأسيس الوطن الحديث الخالي من شوائب الهوس والتطرف.


على جماهير الشعب السوداني الخروج والنهوض من حضيض التقوقع المحايد، والانخراط في صف "الجاهزية" حاملة راية حل القضية، فلا وقت للتذبذب والحيرة، ولا مجال للتردد والعجز والكسل، فالطريق أمست بائنة لكل ذي بصيرة، فالذين يريدون جر بلادنا وإغراقها في برك دم التطرف والإرهاب الإقليمي والعالمي، لن يفلحوا مهما أحرقوا الانسان والحيوان ببراميل اللهب الساقطة من السماء، وجميع شرائح سكان هذا البلد قد علمت أن خلاصها في استئصال مليشيا الحركة الشيطانية، وهذا اليقين المزروع في أنفس السودانيين جاء كمحصلة طبيعية للحصاد المر من السنين العجاف لدويلة الفساد والاستبداد، التي جثمت على صدر الطيبين والطيبات من أبناء وبنات هذا التراب النفيس، فلا يمكن أن نساوي بين المعتدي الغاشم الأثيم وبين المدافع عن كيانه الوطني، والصائن لجسده الآدمي من الإبادة والإعدام خارج إطار القانون، تارة باسم قوانين الوجوه الغريبة وتارة أخرى تحت رايات داعش الزرقاء – تصفيات جسدية غاية في البشاعة في الساحات العامة، وانتهاك حق الانسان المدني الأعزل في الحياة قتلاً في الميادين، فيا أمة الأمجاد استفيقي من سباتك العظيم، وامتشقي السلاح في وجه الدواعش قاطعي الرؤوس وباقري البطون، من القاصفين لبيت الله الحرام بالصواريخ البالستية، والهاربين من ضربات نتنياهو اللوجستية، الذين يريدون أن يجعلوا من أرض السودان مستقراً ومقاما، ليحرقوا ما تبقى منها كما أحرقوا بلادهم ثم ولوا مدبرين، ليأتوا ليدنسوا أرض أخرى غير أرضهم التي تركوها لإسرائيل، إن معركة السودانيين هي معركة أخلاقية كبري، لا يستوي فيها أهل الحق من المدنيين المطالبين بحقوقهم الدستورية، وأهل الباطل الفاسدين الذين نهبوا ثروات البلاد ومقدراتها، وبنوا بعرق البسطاء شاهق البنيان وناطحات السحب في تركيا وماليزيا.
بعد أن أعلن قادة مليشيات الاخوان عن تصعيدهم الأخير، وبالمقابل أغلق باب الحوار الوطنيون الأحرار دعاة السلام من أشاوس قوات الدعم السريع، يكون الخيار أوحداً لا ثان له، ألا وهو المضي قدماً في تحرير جميع الأراضي السودانية من دنس الإرهاب والتطرف، فلابد من كنس مليشيات الإرهابي على كرتي ومسح بقايا كتائب المجرم صلاح قوش، ودحر عصابات النهب المسلح التابعة لكل من جبريل ومناوي، ولكي تخلو البلاد من هذه المافيا المهددة لأمنها ووحدتها وتماسكها، أصبح الاصطفاف مع قوات الدعم السريع فرض عين على كل سوداني بالغ الحلم، ولا عزاء للكيانات السياسية المتخفية في خدورها، والتي يكسو وجهها الحياء والخجل من قول كلمة الحق، في وجه مليشيات الاخوان المختطفة للدولة ومؤسساتها منذ فجر الانقلاب الخطيئة، الذي شرّد السودانيين وقذف بهم في أصقاع الكرة الأرضية، منهم قضى تحت جليد القطب الشمالي وآخرين دفنوا تحت رمال صحارى دول مجلس التعاون الخليجي، لقد أزفت ساعة اقتلاع الطاغوت من جذره بفضل سواعد هؤلاء الشباب، الذين لم تلههم الحياة الباذخة مثل أقرانهم الذين آثروا الهروب والانزواء خلف أقبية الأزقة والحواري بعواصم الشرق الأوسط، فجيل هؤلاء المحجلين المكحلين بالشطة المرعبين للعدو، هو صمام أمان الطريق الموصلة لتأسيس الوطن الحديث، المغلق لأبواب القوانين المذلة للشعب من شاكلة قوانين الوجوه الغريبة، والقوانين المقيّدة لحرية الانسان التي خدمت النظام البائد في استمراره طيلة العقود الثلاثة، لقد دقت ساعة العمل وضرب النحاس وأسرجت الخيول، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة الأخلاقية الكبرى، التي لا حياد فيها، فإما أن تقف مع الحق الأبلج أو أن تتماهى مع باطل لجلج علم بطلانه القاصي والداني.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

نقابة الصحفيين تكرّك 7 من المحررين العسكريين الذين شاركوا في تغطية نصر أكتوبر

تكرم نقابة الصحفيين غدًا الثلاثاء 7 من كبار المحررين العسكريين، الذين شاركوا في تغطية حرب أكتوبر، كما تكرم النقابة 7 من الزملاء الصحفيين الفلسطينيين المصابين المتواجدين في مصر.
وذلك خلال اليوم الاحتفالي والتضامني، الذي تنظمه النقابة بعنوان "أكتوبر من الانتصار إلى الطوفان.. عام على العدوان الصهيوني على غزة"، بمناسبة الذكرى "51" لانتصار أكتوبر، ومرور عام على طوفان الأقصى والعدوان على غزة.
المحررون العسكريون المكرمون هم:
* الأستاذ / إبراهيم حسن مخلوف

عمل مصورًا صحفيًا بمجلة "القوات المسلحة"، وذلك أثناء فترة تجنيده من 1957م حتى منتصف 1962م، قام خلالها بتغطية جميع المناورات الحربية ولقاءات الجيش، في عام 1962م كان يقوم بتغطية أحداث القوات المسلحة، وفى عام 1967م، كان يتابع التغطية الحربية بمطار كسفريت يوم 5 يونيو، كما قام بتغطية حرب الاستنزاف في مدينة السويس، وقام بتصوير أحداث حرب أكتوبر 73 منذ يوم 8 أكتوبر.
* الأستاذ / فاروق عبد المنعم

شارك برتبة رائد بحري في تدريبات وزيارات الأسطول خارج مصر، وكان مؤسس رابطة المحاربين.
* الأستاذ / سيد الهادي

شارك في تغطية حرب الاستنزاف مع الزميل المرحوم الصحفي محمد جبر.
* الأستاذ / عبده مباشر

تطوع في كتائب الفدائيين عام 1951م، لطرد الاحتلال الإنجليزي من مصر، وانضم لقوات الحرس الوطني والمقاومة الشعبية بعد نكسة 1967م، وكان عضوًا مشاركًا في المجموعة 39 قتال، التي تخصصت في ضرب خطوط العدو بقيادة البطل إبراهيم الرفاعي، وبتكليف من قوات الكوماندوز المصرية، ونجح باقتدار في إجادة اللغتين الإنجليزية والعبرية، وحصل على درجة الماجستير في رسالة عن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، كما حصل على نوط الواجب العسكري، ووسام العلم اليوجوسلافي، وميدالية النصر من الجيش الثالث، ودرع الشجاعة من الجيش الثاني، كما أنه أول مدني يلتحق بقوات الصاعقة والاستطلاع، ودرس بكلية الدفاع الوطني في أكاديمية ناصر العسكرية العليا.
* الأستاذ / محمد عبد المنعم

عمل كاتبًا ومحللًا عسكريًا ورئيسًا للقسم العسكري بـ "الأهرام" لأكثر من 20 سنة، وكان عضوًا في مركز عمليات قوات الدفاع الجوي، شارك في حرب الاستنزاف، ثم عاد لـ "الأهرام"، ثم استدعى للخدمة ليشارك برتبة رائد في حرب أكتوبر.

* الأستاذ / محمد القيعي

حصل على العديد من الجوائز منها، درع التفوق العسكري في حرب أكتوبر 1973م، ثم شهادة التفوق العسكري في حرب الخليج 1992م.

* الأستـاذ / عبد الله حسن

التحق فور تخرجه في الجامعة بالقوات المسلحة لأداء الخدمة العسكرية، حيث شارك في معارك حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م، بدأ عمله محررًا عسكريًا، حيث قام بتغطية انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق حقول بترول بلاعيم، وأبو رديس بسيناء تنفيذًا لاتفاقيتي فك الاشتباك الأولى والثانية، كما قام بتغطية انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء حتى خط العريش رأس محمد؛ تنفيذًا لاتفاقية كامب ديفيد.

الصحفيون الفلسطينيون المكرمون هم:
- رولا الدرة

أصيبت أثناء العدوان على غزة بجراح خطيرة في قصف استهدف منزل عائلتها، واستشهد في الغارة زوجها، ونجلها الوحيد، وعدد من أفراد أسرتها. 
وعولجت في غزة، ثم جاءت لمصر، وتخضع حاليًا للعلاج بعد أن أفقدتها الإصابة المشي على قدميها.
- محمد أبو دحروج

أصيب بجراح بالغة الخطورة خلال عمله الميداني حين كان في مستشفى شهداء الأقصى وقت استهداف مكان عمل الصحفيين من طائرات الاحتلال.
خضع لعلاج سريع في المستشفى، ثم تم تحويله للعلاج بمصر، وتتركز إصابته في قدمه اليمنى، وحدث تهتك في عظام الساق، وهو في مرحلة العلاج، وستترك له الإصابة أثرًا يلازمه مستقبلًا.

- يسرى الخيري

أصيبت في قصف منزلها أثناء الحرب، وخلال القصف تعرضت صغيرتها لإصابة بالغة بُترت على أثرها يدها، كما أصيبت بجروح في الوجه، وحُولت للعلاج بمصر، ولا تزال تخضع للعلاج.

* سلمى العجلة

أصيبت بجراح خطيرة في مكان نزوحها وسط قطاع غزة، وقد جرى انتشالها من تحت ركام القصف، وكادت تفقد قدمها، وبعد رحلة علاج في مستشفيات غزة حُولت للعلاج بمصر، وحديثًا بدأت بتحريك قدمها المصابة بواسطة جهاز طبي.

- عز عبد العزيز أحمد أبو شنب

صحفي "فري لانسر" أصيب أثناء تغطيته الإعلامية للأحداث شرق مدينة غزة بتاريخ 2018/4/6م، بطلقة متفجرة ومحرمة دوليًا أشبه بقنبلة مصغرة أدت لتفجير مفصل القدم بالكامل.
أجرى 9 عمليات جراحية بعد نقله لمصر، وحاليًا وضع القدم صعب، حيث أصيب بالتهابات شديدة وتآكل في موضع العملية وأخيرًا قرر الأطباء احتمالية بتر قدمه من تحت الركبة.

- خالد ديب أبو سلطان

مصور قناة "itv" التليفزيون البريطاني، 
أصيب بصاروخ خلال تغطية العدوان ويعاني: 
1-فقدان السمع بالأذن اليمنى، وفقد 40% من سمع الأذن اليسرى 
ويحتاج إلى زراعة وعملية دقيقة.
2- عجز في اليد اليسرى وأجرى عملية زرع عظام، ولكن يحتاج لعمليات دقيقة وحساسة.
3- جلطة "تجلط أوعية" في القدم اليمنى، وفقدان الإحساس في بعض المناطق من القدم.
4- إصابة في الكاحل الأيمن، وابلاتين شرائح  داخلية يحتاج إلى تدخل جراحي، وتيبس أصابع القدم.
5- إصابة في الركبة، ولا يمكن تشخيصها إلا من خلال صورة رنين، ولا يمكن أخذ الصورة لتعارض الصورة مع وجود شظايا من أثر الصاروخ في جميع أنحاء الجسم.

-  محمد المسارعي

أصيب يوم  29/10/2023م، بعد نزوحه من شمال قطاع غزة إلى وسط القطاع في بلدة الزوايدة، وأثناء التجهيز لعمله الصحفي تم قصف منزل مقابل مكان نزوحه بصاروخ من طائرة حربية، وخلال القصف أصيب بشكل مباشر بشظية أدت إلى قطع في الساعد الأيمن، مع قطع في الأعصاب القابضة لليد، والعصب الأوسط في اليد اليمنى، مما أدى لعجز في حركة اليد وضعف قوتها بمعدل 60%‎.

مقالات مشابهة

  • فهمُ المعركة بين الحق والباطل
  • اللواء محمد عبد المنعم: الجيش السوداني و«الدعم السريع» لا يمكنهما حسم المعركة
  • نقابة الصحفيين تكرّك 7 من المحررين العسكريين الذين شاركوا في تغطية نصر أكتوبر
  • إسرائيل تكشف عدد عمليات الإطلاق التي حاولت استهدافها على مدار عام من الحرب
  • الطب البيطري يفجر مفاجأة عن تناول الكبدة الجملي
  • رسالة إسرائيلية جديدة إلى الذين أخلوا منازلهم: لا تعودوا!
  • موجة الموت التي أسقطت الملالي في الشرق الأوسط
  • الحرب الأخطر التي على وشك الاندلاع
  • تعرف على أساليب الحرب النفسية التي مارسها الاحتلال ضد سكان غزة (شاهد)