سودانايل:
2025-03-26@01:48:41 GMT

لا حياد في المعركة الأخلاقية الكبرى.!!

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

لقد قالها رائد النضال من أجل الحقوق المدنية مارتن لوثر كنج: إنّ أسوأ مكان في الجحيم محجوز لأولئك الواقفين على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية الكبرى)، أما وقد تعنتت مليشيا الاخوان المسلمين وحزمت أمرها لاستمرار المواجهة الخاسرة أمام حرّاس الدولة الوطنية – قوات الدعم السريع، وبعد ان افردت عضلاتها عند ذبحها لعدد عزيز من أبناء الوطن البررة في حي الحلفايا بالخرطوم بحري، من الذين لا ذنب ارتكبوه غير صمودهم رغم ويلات الحرب وتقديمهم الخدمات للمواطنين، الباقين بالمدينة التي خيم عليها شبح الحرب والموت وزخات الرصاص المميت، بذا تكون المليشيا المجرمة المتدثرة برداء الدين قد قدمت أنموذجاً واضحاً وصريحاً، لشكل الدويلة الداعشية القادمة لأرض السودان، وعليه وجب على كل شريف ووطني غيور الوقوف صفاً واحداً مع الأشاوس، الخائضين لغمار جمر ولهيب الحرب التي أشعلها مصاصو الدماء، وإلّا ستدوس أرض الأجداد الأقدام الملوثة بدماء الأبرياء والعجزة والمسنين والنساء والأطفال، فالبندقية التي رفعها شباب "الجاهزية" دفاعاً عن أنفسهم والشعب المكلوم، منتصف أبريل قبل الماضي، جاء الوقت الواجب فيه تنظيف هذه البندقية وتزييتها لخوض حرب العبور الأخير، القاصم لظهر العصابة الإخوانية الفاسدة في نفسها والمفسدة لغيرها، لقد شدت الأحزمة وربطت البطون ويمم الشباب الغر الميامين وجوههم شطر تجمعات كتائب الموت، التي تفاخر بقسوتها عرّاب النظام البائد قبل الطوفان بأيام، ولأن دورها قد تم فلابد أن ينقلب وينقص بزناد صبيان البنات، الذين لقنوا تجار الدين دروساً بليغة في الرجولة والثبات والعزيمة والإيمان بالقضية العادلة، الرامية إلى تأسيس الوطن الحديث الخالي من شوائب الهوس والتطرف.


على جماهير الشعب السوداني الخروج والنهوض من حضيض التقوقع المحايد، والانخراط في صف "الجاهزية" حاملة راية حل القضية، فلا وقت للتذبذب والحيرة، ولا مجال للتردد والعجز والكسل، فالطريق أمست بائنة لكل ذي بصيرة، فالذين يريدون جر بلادنا وإغراقها في برك دم التطرف والإرهاب الإقليمي والعالمي، لن يفلحوا مهما أحرقوا الانسان والحيوان ببراميل اللهب الساقطة من السماء، وجميع شرائح سكان هذا البلد قد علمت أن خلاصها في استئصال مليشيا الحركة الشيطانية، وهذا اليقين المزروع في أنفس السودانيين جاء كمحصلة طبيعية للحصاد المر من السنين العجاف لدويلة الفساد والاستبداد، التي جثمت على صدر الطيبين والطيبات من أبناء وبنات هذا التراب النفيس، فلا يمكن أن نساوي بين المعتدي الغاشم الأثيم وبين المدافع عن كيانه الوطني، والصائن لجسده الآدمي من الإبادة والإعدام خارج إطار القانون، تارة باسم قوانين الوجوه الغريبة وتارة أخرى تحت رايات داعش الزرقاء – تصفيات جسدية غاية في البشاعة في الساحات العامة، وانتهاك حق الانسان المدني الأعزل في الحياة قتلاً في الميادين، فيا أمة الأمجاد استفيقي من سباتك العظيم، وامتشقي السلاح في وجه الدواعش قاطعي الرؤوس وباقري البطون، من القاصفين لبيت الله الحرام بالصواريخ البالستية، والهاربين من ضربات نتنياهو اللوجستية، الذين يريدون أن يجعلوا من أرض السودان مستقراً ومقاما، ليحرقوا ما تبقى منها كما أحرقوا بلادهم ثم ولوا مدبرين، ليأتوا ليدنسوا أرض أخرى غير أرضهم التي تركوها لإسرائيل، إن معركة السودانيين هي معركة أخلاقية كبري، لا يستوي فيها أهل الحق من المدنيين المطالبين بحقوقهم الدستورية، وأهل الباطل الفاسدين الذين نهبوا ثروات البلاد ومقدراتها، وبنوا بعرق البسطاء شاهق البنيان وناطحات السحب في تركيا وماليزيا.
بعد أن أعلن قادة مليشيات الاخوان عن تصعيدهم الأخير، وبالمقابل أغلق باب الحوار الوطنيون الأحرار دعاة السلام من أشاوس قوات الدعم السريع، يكون الخيار أوحداً لا ثان له، ألا وهو المضي قدماً في تحرير جميع الأراضي السودانية من دنس الإرهاب والتطرف، فلابد من كنس مليشيات الإرهابي على كرتي ومسح بقايا كتائب المجرم صلاح قوش، ودحر عصابات النهب المسلح التابعة لكل من جبريل ومناوي، ولكي تخلو البلاد من هذه المافيا المهددة لأمنها ووحدتها وتماسكها، أصبح الاصطفاف مع قوات الدعم السريع فرض عين على كل سوداني بالغ الحلم، ولا عزاء للكيانات السياسية المتخفية في خدورها، والتي يكسو وجهها الحياء والخجل من قول كلمة الحق، في وجه مليشيات الاخوان المختطفة للدولة ومؤسساتها منذ فجر الانقلاب الخطيئة، الذي شرّد السودانيين وقذف بهم في أصقاع الكرة الأرضية، منهم قضى تحت جليد القطب الشمالي وآخرين دفنوا تحت رمال صحارى دول مجلس التعاون الخليجي، لقد أزفت ساعة اقتلاع الطاغوت من جذره بفضل سواعد هؤلاء الشباب، الذين لم تلههم الحياة الباذخة مثل أقرانهم الذين آثروا الهروب والانزواء خلف أقبية الأزقة والحواري بعواصم الشرق الأوسط، فجيل هؤلاء المحجلين المكحلين بالشطة المرعبين للعدو، هو صمام أمان الطريق الموصلة لتأسيس الوطن الحديث، المغلق لأبواب القوانين المذلة للشعب من شاكلة قوانين الوجوه الغريبة، والقوانين المقيّدة لحرية الانسان التي خدمت النظام البائد في استمراره طيلة العقود الثلاثة، لقد دقت ساعة العمل وضرب النحاس وأسرجت الخيول، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة الأخلاقية الكبرى، التي لا حياد فيها، فإما أن تقف مع الحق الأبلج أو أن تتماهى مع باطل لجلج علم بطلانه القاصي والداني.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

لأول مرة.. سلاح أمريكي فتاك يدخل المعركة ضد الحوثيين!

شمسان بوست / متابعات:

كشف موقع War Zone العسكري الأمريكي أن الولايات المتحدة بدأت باستخدام قنابل GBU-53/B StormBreaker الانزلاقية لأول مرة في عمليات قتالية، ضمن ضرباتها الجوية المستمرة ضد الحوثيين في اليمن منذ منتصف مارس الجاري.

سلاح جديد في ساحة المعركة

بحسب التقرير، تحمل مقاتلات F/A-18E/F Super Hornet الأمريكية الآن هذه القنابل المتطورة، التي تتميز بقدرتها العالية على إصابة الأهداف المتحركة والثابتة، حتى في الظروف الجوية السيئة. ويعدّ هذا الاستخدام الأول لهذه القنابل في العمليات العسكرية الأمريكية، ما يمثل تطورًا نوعيًا في التكتيكات العسكرية المستخدمة في الحرب الجوية.

قدرات قتالية متطورة

ووفقًا للموقع الأمريكي، فإن قنبلة StormBreaker مزوّدة بنظام استهداف ثلاثي، يجمع بين الأشعة تحت الحمراء، ورادار الموجات المليمترية، والتوجيه بالليزر شبه النشط، ما يمنحها قدرة استثنائية على ضرب الأهداف المتحركة بدقة عالية. كما يمكن إعادة توجيه القنبلة بعد إطلاقها، والتفاعل مع الطائرة الحاملة لها لتحديث مسارها أثناء التحليق.

ضربات مكثفة ونتائج ميدانية

تزامن الكشف عن هذه التطورات مع نشر القيادة المركزية الأمريكية مقاطع فيديو تظهر الضربات الجوية ضد الحوثيين، والتي شملت استخدام أسلحة متطورة أخرى، مثل القنبلة الانزلاقية AGM-154 JSOW، وصاروخ SLAM-ER بعيد المدى، إضافة إلى ذخائر JDAM الموجهة وصاروخ AARGM المضاد للإشعاع.

وأشار التقرير إلى أن الضربات الجوية أسفرت خلال الأيام الأولى عن مقتل العشرات من مسلحي الحوثي، وتدمير مراكز قيادة ومستودعات أسلحة ومنشآت للطائرات المسيّرة.


مستقبل العمليات العسكرية

يُعدّ استخدام قنابل StormBreaker في اليمن خطوة كبيرة في تطوير التكتيكات العسكرية الأمريكية، حيث تتميز هذه القنابل بصغر حجمها ووزنها الخفيف، مما يسمح بحمل أعداد كبيرة منها على المقاتلات. وبفضل تقنيتها المتقدمة، أصبحت قادرة على استهداف مواقع العدو بدقة غير مسبوقة، ما يعزز من فاعلية الضربات الجوية الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • المعركة بيننا وجنوب السودان
  • عودة دوائر النفوذ.. صراع القوى الكبرى
  • لأول مرة.. سلاح أمريكي فتاك يدخل المعركة ضد الحوثيين!
  • فضلاً عن كونها حرباً بين الحقّ والباطل
  • بالأسماء: أبرز قادة حماس الذين قتلتهم إسرائيل في تصعيد الحرب الأخير
  • المعركة على الخرطوم: الحرب الأهلية السودانية تعود من حيث بدأت.. لحظة خطيرة في ظل شبح التقسيم
  • وزير "الأوقاف" يستعرض الصفات الأخلاقية للعمانيين في ختام مشروع "ركيزة" بشمال الباطنة
  • ماهي المكاسب التي تنتظرها واشنطن من مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا ؟
  • حيث الإنسان يصنع مشروعا مستداما لطه ..الرجل المناضل بيد واحده ويغير حياته بكل تفاصيلها
  • لماذا سحبت تونس اعترافها باختصاص المحكمة الإفريقية وما مخاطر ذلك؟